هو
مزمور للقضاة والحكام ليذكروا أنهم يجب أن يحكموا بالعدل. وحينما نرنم به نذكر
إلهنا العادل الذي يقتص من الأشرار الظالمين، ونشتاق للأبدية حيث نرى العدل
دائماً.
آية
(1):- "1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي:"
الله
خلق الإنسان على صورته، وبالخطية سقط ولم يعد بعد على صورة الله. ولما أخرج الله
إسرائيل من عبودية فرعون قال عنهم "إسرائيل ابني البكر" رمزا لأننا
سنستعيد بنوتنا لله بفداء المسيح. وفي (مل7:2) قيل عن الكاهن رسول رب الجنود أي
ملاك رب الجنود. بل نجده هنا يسمى القضاة والرؤساء آلهة أي سادة عظماء، وهم هكذا
بسبب سلطانهم، فالله أعطى للحاكم والقضاة سلطة للصالح العام بها يحكمون على المخطئ
حتى بالقتل. وهم يكافئون الذي يتصرف حسناً. والله وضع جزء من كرامته على الحكام
والقضاة (أم10:16). فإذا فسدوا قيل "عنهم اسد زائر ودب ثائر المتسلط
الشرير" (أم15:28). ومجمع القضاة يسميه المرنم هنا مَجْمَعِ اللهِ. وأن الله في وسطهم فهو يحكم
بواسطتهم ويعطيهم حكمة ليقودوا شعبه (أم1:21). والله يفعل بهم ما يريده حينما
يرشدهم فيستجيبون. ونرى في قوله اَللهُ قَائِمٌ
فِي مَجْمَعِ اللهِ. صورة للمسيح إلهنا في وسط مجمع الكتبة والكهنة
يحاكمونه ظلماً.
آية
(2):- "2«حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ
الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ."
حتى
نتأكد أن الآلهة في أية (1) هم القضاة نسمع هنا الله يوبخهم على قضائهم الظالم وتم
هذا حرفياً مع المسيح حين حاكموه بتهم ملفقة.
آية
(3):- "3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا
الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ."
الله
يطلب من القضاة أن ينصفوا الضعفاء والبائسين.
آية
(4):- "4نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ
أَنْقِذُوا."
آية
(5):- "5«لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ
يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ."
بسبب
أغراضهم الشخصية حابوا الأشرار الأقوياء وظلموا الفقير. وبسبب هذا فقدوا استنارتهم
وما عادوا يرون إرشاد الله الذي يعطيه للقضاة وصاروا لاَ
يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ وفِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. وتَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ = بسبب
حكمهم الظالم. وهذا ما حدث يوم الصليب، يوم حكمهم الظالم، فلقد إظلمت الدنيا
وتزلزلت الأرض وهم في عماهم ما علموا وما فهموا أنهم صلبوا رب المجد.
آية
(6):- "6أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ
كُلُّكُمْ."
قال
الله لموسى "ها أنا أقمتك إلهاً على فرعون" (خر1:7). والسيد المسيح
استعمل هذه الآية مع اليهود (يو34:10). وهي كنبوة عن أن المسيحيين سيصيرون أبناء
الله= وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ
(يو12:1). وهنا نرى الله يرفع الإنسان جداً.
آية
(7):- "7لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ
تَسْقُطُونَ»."
حتى
لا ينتفخ الإنسان بما أخذه بل يتضع أمام الله يذكره الله بحقيقة موته.
آية
(8):- "8قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ
تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ."
هي
طلب لله أن يقوم المسيح ليدين الخطية ويدين إبليس ويدين الشر ويخلص البشر من حكم
الموت إذ يمتلك الله الجميع.