المزمور الثالث والثمانون

 

هذا المزمور يتكلم عن قيام بعض الأمم ضد شعب الله، ربما في أيام داود أو غيره. ومن ناحية رمزية يشير لقيام الشياطين بحرب ضد أولاد الله القديسين.

 

آية (1):- "8قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ."

هي صرخة لله ليخلص شعبه من أعدائهم.

 

الآيات (2-4):- "2فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. 3عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً، وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. 4قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ»."

هنا نجد الأعداء يحيكون مؤامرة ضد شعب الله بمكر وحيلة وقوله يَعِجُّونَ يشير لكثرتهم وشدتهم فهيجانهم شبيه بعجيج البحر الكثير الماء. وهدفهم إفناء شعب الله. وهدف الشياطين أن يفقد أولاد الله ميراثهم السماوي. أَحْمِيَائِكَ = من تحميهم أنت يا الله.

 

الآيات (5-8):- "5لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعًا. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْدًا. 6خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعِيلِيِّينَ، مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. 7جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. 8أَشُّورُ أَيْضًا اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعًا لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ."

نرى هنا تعدد الأمم التي تحارب إسرائيل. وكل منها لها سمة مميزة في شرورها، وهذه السمات تشير لشرور الشيطان. ونلاحظ أن عدد الأمم المقاومة هنا (11) ورقم (11) رقم للخطية فهو لم يكمل ليصير (12) رقم شعب الله.

 

الآيات (9-18):- "9اِفْعَلْ بِهِمْ كَمَا بِمِدْيَانَ، كَمَا بِسِيسَرَا، كَمَا بِيَابِينَ فِي وَادِي قِيشُونَ. 10بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ. صَارُوا دِمَنًا لِلأَرْضِ. 11اجْعَلْهُمْ، شُرَفَاءَهُمْ مِثْلَ غُرَابٍ، وَمِثْلَ ذِئْبٍ. وَمِثْلَ زَبَحَ، وَمِثْلَ صَلْمُنَّاعَ كُلَّ أُمَرَائِهِمِ. 12الَّذِينَ قَالُوا: «لِنَمْتَلِكْ لأَنْفُسِنَا مَسَاكِنَ اللهِ».

13يَا إِلهِي، اجْعَلْهُمْ مِثْلَ الْجُلِّ، مِثْلَ الْقَشِّ أَمَامَ الرِّيحِ. 14كَنَارٍ تَحْرِقُ الْوَعْرَ، كَلَهِيبٍ يُشْعِلُ الْجِبَالَ. 15هكَذَا اطْرُدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ، وَبِزَوْبَعَتِكَ رَوِّعْهُمُ. 16امْلأْ وُجُوهَهُمْ خِزْيًا، فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ. 17لِيَخْزَوْا وَيَرْتَاعُوا إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَخْجَلُوا وَيَبِيدُوا، 18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ، الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ."

هنا المرنم يطلب أن الله الذي أظهر قوته من قبل وأهلك أعداء شعبه مثل مديان وسيسرا (هلك المديانيون في أرض عين دور. وفي عين دور كانت هناك المرأة العرافة التي قابلها شاول. فهي رمز لأرض الخطية) وهناك سمع شاول حكم الله ضده وانه سوف يموت في اليوم التالي هو وبنوه (1 صم 28 : 18 ، 19). وكما أهلك غراب وذئب وغيرهم، فليهلك أعداء شعبه الآن. لأنهم يتآمرون ليستعبدوا شعب الله لِنَمْتَلِكْ لأَنْفُسِنَا مَسَاكِنَ اللهِ. يا رب إجعلهم يتشتتوا مثل القش أمام الريح حتى لا تنجح مؤامراتهم ضد شعبك. الْجُلِّ = الزهرة التي تكون في رأس الشوك وعندما ينضج الشوك يرفعها الريح ولا يتركها في مكان. وهؤلاء نهايتهم الحريق وفي (16) نتعلم كيف تكون الصلاة لأعداء الكنيسة، فالكنيسة لا تطلب هلاكهم إنتقاماً منهم ، بل لعلهم يتوبوا فيطلبوا اسم الرب. وأما لو رفضوا فلِيَخْزَوْا وَيَرْتَاعُوا = هم بذلك اختاروا نصيبهم. وسيعرفوا أنهم تركوا عبادة الإله الحقيقي يهوه.