المزمور الثامن والتسعون

 

هذا المزمور يفتتح ويختم بنفس العبارات التي يفتتح بها ويختم (مز96). ويشابهه مشابهة كبرى على طول الخط. وله نفس هدف المزمورين السابقين، فهو نبوة عن مملكة المسيح وأنها أقيمت في العالم ودخول الأمم فيها. ودعوة الجميع لتسبيح الرب على عمله وإقامة مملكته. فإن كان من لم يعرفوا المسيح وعاشوا في العهد القديم مدعوين للتسبيح فنحن بالأولى علينا أن نسبح بعد أن خلصنا المسيح بصليبه فعلاً.

 

آية (1):- "1رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ. خَلَّصَتْهُ يَمِينُهُ وَذِرَاعُ قُدْسِهِ."

ذِرَاعُ قُدْسِهِ = إشارة للمسيح قوة الله التي عملت الخلاص (أش10:40،11+ 9:51 + أش1:53 + يو38:12). والرب صنع عجائب كثيرة لشعب إسرائيل خصوصاً في خروجهم من مصر. ولكن قوله تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً = فهذا يعبر عن عمله الجديد الذي لم يكن قد قام به بعد وهو فداء الصليب. وجديدة اي لن نمل من تكرار تسبيح المسيح بسبب الخلاص الذي تم بالصليب . خَلَّصَتْهُ يَمِينُهُ = اليمين هي القوة. والمسيح صار ضعيفاً، جسداً بشرياً، ومات، لكن يَمِينُهُ أي قوة لاهوته المتحد بناسوته أقامته ولم يستطع الموت أن يمسكه. صَنَعَ عَجَائِبَ = إذ بقيامته أقام معه كنيسته في كل العالم.

 

آية (2):- "2أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاَصَهُ. لِعُيُونِ الأُمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ."

أَعْلَنَ الرَّبُّ خَلاَصَهُ = خلاص لكل البشرية من يد إبليس. لِعُيُونِ الأُمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ = لقد ظهر على الصليب أن المسيح لم يصلب لخطية فعلها، بل كان باراً. لكنه صُلِب بسبب عدل الله الذي استوجب أن يموت هو عوضاً عن الإنسان الخاطئ.

 

آية (3):- "3ذَكَرَ رَحْمَتَهُ وَأَمَانَتَهُ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. رَأَتْ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ خَلاَصَ إِلهِنَا."

هذا الخلاص المقدم كان لبيت إسرائيل وللأمم حتى كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ.

 

الآيات (4-9):- "4اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. اهْتِفُوا وَرَنِّمُوا وَغَنُّوا. 5رَنِّمُوا لِلرَّبِّ بِعُودٍ. بِعُودٍ وَصَوْتِ نَشِيدٍ. 6بِالأَبْوَاقِ وَصَوْتِ الصُّورِ اهْتِفُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ الرَّبِّ! 7لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، الْمَسْكُونَةُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. 8الأَنْهَارُ لِتُصَفِّقْ بِالأَيَادِي، الْجِبَالُ لِتُرَنِّمْ مَعًا 9أَمَامَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ."

بعد الخلاص الذي رأيناه، ماذا نقدم لله سوى الشكر والتسبيح. وكانوا في العهد القديم يستخدمون آلات كثيرة موسيقية، ولكن كنيستنا تفضل الحنجرة البشرية على كل الآلات الموسيقية. ومع التأمل في هذه الآلات نفهم كيف نرتل. الأَبْوَاقِ= إشارة للكرازة بالكتاب المقدس ونحن نرتل مستخدمين كلمات الكتاب المقدس. (أش1:58). والعُودٍ= له أوتار مشدودة. إشارة لأن من يسبح عليه أن يكون مستعداً، فالوتر المرتخي لا يعطي صوتاً. الصُّورِ = هو نوع من الأبواق أشبه ما يمكن بالمزمار. ثم ينتقل للخليقة المادية، فهو يطلب من الْبَحْرُ والأَنْهَار والْجِبَالُ أن تسبح= فهذه بعظمتها وروعة خلقتها تشهد لمن خلقها، ولو استطاعت لتكلمت وسبحت. وروحياً الْبَحْرُ = يشير لشعوب العالم الذين كانوا متقلقلين بسبب شرورهم فكانوا يعجون ويصدرون أصوات الخلاعة، والآن بعد إيمانهم ليعجوا بأصوات التسبيح لمن خلصهم. الْمَسْكُونَةُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا = كل الشعوب المؤمنة. الأَنْهَار= هم المملوئين بالروح القدس ويفيضوا بتعاليمهم على كل المسكونة كالرسل والمبشرين وتُصَفِّيقْ الأَيَادِي= هو علامة فرح هؤلاء بإيمان تلاميذهم. االْجِبَالُ= المؤمنين ذوي الإيمان العالي، القديسين. وقد تشير للملائكة.