نسمع
هنا من داود عن المبادئ التي كان مزمعاً أن يتممها في مملكته، لتكون مملكة طاهرة.
وداود
الملك كرمز للمسيح الملك، والمسيح بعد أن أسس مملكته وكنيسته يريدها طاهرة بلا عيب
ولا غضن ولا دنس، هو طهرها (اف25:5-27) ويريدها أن تجاهد لتستمر طاهرة. وهذه
الفكرة شرحِت في العهد القديم، إذ كانوا بعد الفصح يأكلون الفطير أسبوعاً كاملاً،
والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا بلا خطية (الأسبوع يرمز لكل حياتنا
على الأرض) (والخمير رمز للشر) (1كو7:5،8)
نصلي
هذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيل الصليب في تنقية الكنيسة ولنعرف
واجبنا.
الآيات
(1-2):- "1رَحْمَةً وَحُكْمًا أُغَنِّي. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ. 2أَتَعَقَّلُ
فِي طَرِيق كَامِل. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي
وَسَطِ بَيْتِي."
رَحْمَةً وَحُكْمًا أُغَنِّي = لاحظ أن
الرحمة تسبق الحكم، وهذا ما يجعلني اسبح أن رحمتك شملتني. وأما الحكم فكان على
أعدائي (إبليس وأتباعه) لرحمتك وحكمك اسبحك يا رب (سبعينية). وقد يسمح الله
لأولاده ببعض الأحكام والتجارب في هذا العالم ليرحمهم في اليوم الأخير، فهو يؤدب
أولاده الذين يحبهم في هذا العالم. ونحن نسبح الله أن رحمنا إذ نفذ حكمه في ابنه
ليخلصنا نحن. والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكم يعطينا خوف مقدس فلا نتهور في طريق
الخطية وهذا التوازن يساعدنا في طريقنا. أَتَعَقَّلُ
فِي طَرِيق كَامِل = أسلك في وصايا الله. مَتَى
تَأْتِي إِلَيَّ = حين قال داود أنه يسلك في طريق كامل ذكر خطاياه
وضعفه فقال متى تعينني يا رب، وبروح النبوة رأي المسيح الكامل الذي سيعطي الكمال
لكنيسته فقال متى تأتي إلىّ. ونحن في العهد الجديد، لنا نفس المنطق، متى نخلع هذا
الجسد الذي تسكن فيه الخطية (رو23:7،24). فِي
وَسَطِ بَيْتِي ( اية 7 ) المرائي يسلك بكمال أمام الناس، أما داود
فيسلك بكمال حتى وهو في بيته، لأنه يشعر دائماً حتى وهو وحده أنه أمام الله فيخشى
أن يغضبه.
الآيات
(3-8):- "3لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا. عَمَلَ
الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. لاَ يَلْصَقُ بِي. 4قَلْبٌ مُعْوَجٌّ
يَبْعُدُ عَنِّي. الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ. 5الَّذِي يَغْتَابُ
صَاحِبَهُ سِرًّا هذَا أَقْطَعُهُ. مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ وَمُنْتَفِخُ الْقَلْبِ
لاَ أَحْتَمِلُهُ. 6عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ
أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقًا كَامِلاً هُوَ يَخْدِمُنِي. 7لاَ
يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ
أَمَامَ عَيْنَيَّ. 8بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ،
لأَقْطَعَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ."
لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا =
أي قد أخطئ سهواً أو ضعفاً ولكنني لا أخطط للشر، ولا أصنعه بتعمد. وكان لا يريد أن
يعرف ويلتصق بالأشرار (مز 1) فلا شركة للنور مع الظلمة. وتاريخ داود في الكتاب
المقدس يشهد بهذا فهو كان يرفض الأشرار، بل كان يحب أن يحيط نفسه بالأمناء مع
الله= أُمَنَاءِ الأَرْضِ. ونجد أن
صديق داود كان يوناثان القديس الحلو. بَاكِرًا
أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ = أي سريعاً وعاجلاً. وعلى كل منا
أن يفعل هذا في أرضه أي جسده فنبيد كل أفكار الشر وكل خطايانا وشهواتنا وأعمالنا
الشريرة.