هو
مزمور تسبيح لله. ولكن الموضوع هنا حول العجائب التي صنعها الله مع شعبه في دخولهم
مصر وخروجهم منها، وكيف كان في كل هذا أميناً في وعوده لآبائهم إبراهيم واسحق
ويعقوب.
الآيات (1-7):- "1اِحْمَدُوا الرَّبَّ.
ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. 2غَنُّوا
لَهُ. رَنِّمُوا لَهُ. أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. 3افْتَخِرُوا
بِاسْمِهِ الْقُدُّوسِ. لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ.
4اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ.
الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا. 5اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي
صَنَعَ، آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فِيهِ، 6يَا ذُرِّيَّةَ إِبْراهِيمَ
عَبْدِهِ، يَا بَنِي يَعْقُوبَ مُخْتَارِيهِ. 7هُوَ الرَّبُّ إِلهُنَا
فِي كُلِّ الأَرْضِ أَحْكَامُهُ."
دعوة
للتسبيح والشكر. ودعوة لنشهد لعمل الله وسط كل الناس. ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح
به. وأن نطلبه وحده ففيه كل الكفاية. فقط نذكر عجائبه السابقة وكيف أنه كان أميناً
في وعوده لشعبه، ونطلب منه دائماً واثقين أنه لن يخذل عبيده. أولاده الله لا
يفتخرون بذهب أو مجد أرضي، بل يفتخرون بأن الله إلههم، إذا طلبوه يستجيب. وهذا ما
قاله بطرس للمقعد (أع6:3). بَنِي يَعْقُوبَ مُخْتَارِيهِ =
فالله ترك نسل عيسو والسيد المسيح يقول لتلاميذه "أنا اخترتكم من
العالم" (يو19:15).
الآيات
(8-12):- "8ذَكَرَ إِلَى الدَّهْرِ عَهْدَهُ، كَلاَمًا أَوْصَى بِهِ
إِلَى أَلْفِ دَوْرٍ، 9الَّذِي عَاهَدَ بِهِ إِبْراهِيمَ، وَقَسَمَهُ
لإِسْحاقَ، 10فَثَبَّتَهُ لِيَعْقُوبَ فَرِيضَةً، وَلإِسْرَائِيلَ
عَهْدًا أَبَدِيًّا، 11قَائِلاً: «لَكَ أُعْطِي أَرْضَ كَنْعَانَ
حَبْلَ مِيرَاثِكُمْ». 12إِذْ كَانُوا عَدَدًا يُحْصَى، قَلِيلِينَ
وَغُرَبَاءَ فِيهَا."
الله
وعد الآباء بأن تكون أرض كنعان ميراثاً لهم وقد فعل. وبينما كان يعقوب وأولاده عدد
قليل (70نفس) إلا أن الله نفذ وعده بطريقة عجيبة. وبعد أن كانوا غرباء في أرض
كنعان صاروا سادة فيها وباركهم وقسموها بالحبل بيشوع.
الآيات
(13-15):- "13ذَهَبُوا مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ، مِنْ مَمْلَكَةٍ
إِلَى شَعْبٍ آخَرَ. 14فَلَمْ يَدَعْ إِنْسَانًا يَظْلِمُهُمْ، بَلْ
وَبَّخَ مُلُوكًا مِنْ أَجْلِهِمْ، 15قَائِلاً: «لاَ تَمَسُّوا
مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي»."
إبراهيم
أنتقل من أرض الكلدانيين إلى كنعان. ونزل إلى مصر. والله حافظ عليه وعلى سارة
امرأته. ووبخ فرعون وأبيمالك لأجلهما.
الآيات
(16-22):- "16دَعَا بِالْجُوعِ عَلَى الأَرْضِ. كَسَرَ قِوَامَ الْخُبْزِ
كُلَّهُ. 17أَرْسَلَ أَمَامَهُمْ رَجُلاً. بِيعَ يُوسُفُ عَبْدًا. 18آذَوْا
بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ، 19إِلَى
وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. 20أَرْسَلَ
الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. أَرْسَلَ سُلْطَانُ الشَّعْبِ فَأَطْلَقَهُ. 21أَقَامَهُ
سَيِّدًا عَلَى بَيْتِهِ، وَمُسَلَّطًا عَلَى كُلِّ مُلْكِهِ، 22لِيَأْسُرَ
رُؤَسَاءَهُ حَسَبَ إِرَادَتِهِ وَيُعَلِّمَ مَشَايِخَهُ حِكْمَةً."
الله
يبدأ خطته في عزل نسل يعقوب في مصر ليؤسس منهم شعباً مختاراً وكان هذا بواسطة
المجاعة وبها ارتفع نجم يوسف لحكمته= وَيُعَلِّمَ
مَشَايِخَهُ حِكْمَةً = أي يعلم مشايخ فرعون. إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ = الله حدد
ميعاداً لنزول يعقوب وبنيه إلى مصر. وحتى هذا الوقت قَوْلُ
الرَّبِّ امْتَحَنَهُ = وضع الله يوسف في تجربة شديدة بها أعده للمنصب
العالي الذي صار فيه. وفي الوقت المحدد من الله. أَرْسَلَ
الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. ويقيم منه رئيساً عظيماً. وبعدها تمت خطة الله في
نزول الشعب إلى مصر.
الآيات (23-25):- "23فَجَاءَ إِسْرَائِيلُ
إِلَى مِصْرَ، وَيَعْقُوبُ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ حَامٍ.
24جَعَلَ شَعْبَهُ مُثْمِرًا جِدًّا،
وَأَعَزَّهُ عَلَى أَعْدَائِهِ. 25حَوَّلَ قُلُوبَهُمْ لِيُبْغِضُوا
شَعْبَهُ، لِيَحْتَالُوا عَلَى عَبِيدِهِ."
بالرغم
من بغضة المصريين جعل الله شعبه ينمو. حول قلوبهم ليبغضوا شعبه كانت كراهية
المصريين لليهود سبباً في عزلة الشعب فلم يندمجوا في العبادة الوثنية.
الآيات
(26-38):- "26أَرْسَلَ مُوسَى عَبْدَهُ وَهارُونَ الَّذِي اخْتَارَهُ. 27أَقَامَا
بَيْنَهُمْ كَلاَمَ آيَاتِهِ، وَعَجَائِبَ فِي أَرْضِ حَامٍ. 28أَرْسَلَ
ظُلْمَةً فَأَظْلَمَتْ، وَلَمْ يَعْصُوا كَلاَمَهُ. 29حَوَّلَ
مِيَاهَهُمْ إِلَى دَمٍ وَقَتَلَ أَسْمَاكَهُمْ. 30أَفَاضَتْ
أَرْضُهُمْ ضَفَادِعَ حَتَّى فِي مَخَادِعِ مُلُوكِهِمْ. 31أَمَرَ
فَجَاءَ الذُّبَّانُ وَالْبَعُوضُ فِي كُلِّ تُخُومِهِمْ. 32جَعَلَ
أَمْطَارَهُمْ بَرَدًا وَنَارًا مُلْتَهِبَةً فِي أَرْضِهِمْ. 33ضَرَبَ
كُرُومَهُمْ وَتِينَهُمْ، وَكَسَّرَ كُلَّ أَشْجَارِ تُخُومِهِمْ. 34أَمَرَ
فَجَاءَ الْجَرَادُ وَغَوْغَاءُ بِلاَ عَدَدٍ، 35فَأَكَلَ كُلَّ عُشْبٍ
فِي بِلاَدِهِمْ، وَأَكَلَ أَثْمَارَ أَرْضِهِمْ. 36قَتَلَ كُلَّ
بِكْرٍ فِي أَرْضِهِمْ، أَوَائِلَ كُلِّ قُوَّتِهِمْ. 37فَأَخْرَجَهُمْ
بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَسْبَاطِهِمْ عَاثِرٌ. 38فَرِحَتْ
مِصْرُ بِخُرُوجِهِمْ، لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَيْهِمْ."
نجد
هنا ضربات الله بيد موسى وهرون ضد مصر. وَلَمْ
يَعْصُوا كَلاَمَهُ = أطاع موسى وهرون الله في كل ما أمر ولم يفعلا مثل
يونان. والطبيعة كلها أطاعت الله في ضرباته ضد مصر ولم تعصي كلامه. غَوْغَاءُ= جراد صغير. فَرِحَتْ مِصْرُ بِخُرُوجِهِمْ = فهم استراحوا
من الضربات.
الآيات
(39-45):- "39بَسَطَ سَحَابًا سَجْفًا، وَنَارًا لِتُضِيءَ اللَّيْلَ. 40سَأَلُوا
فَأَتَاهُمْ بِالسَّلْوَى، وَخُبْزَ السَّمَاءِ أَشْبَعَهُمْ. 41شَقَّ
الصَّخْرَةَ فَانْفَجَرَتِ الْمِيَاهُ. جَرَتْ فِي الْيَابِسَةِ نَهْرًا. 42لأَنَّهُ
ذَكَرَ كَلِمَةَ قُدْسِهِ مَعَ إِبْراهِيمَ عَبْدِهِ، 43فَأَخْرَجَ
شَعْبَهُ بِابْتِهَاجٍ، وَمُخْتَارِيهِ بِتَرَنُّمٍ. 44وَأَعْطَاهُمْ
أَرَاضِيَ الأُمَمِ، وَتَعَبَ الشُّعُوبِ وَرِثُوهُ، 45لِكَيْ
يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَيُطِيعُوا شَرَائِعَهُ. هَلِّلُويَا."
نرى
هنا قيادة الله لشعبه في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيف أطعمهم المن والسلوى،
وكيف حفظهم حتى ملكهم أرضهم ولم يطلب في مقابل هذا كله سوى شيئاً واحداً. أن
يحفظوا فرائضه ويطيعوا شرائعه. وكان هذا أيضاً لمصلحتهم حتى لا يستعبدهم إبليس بعد
أن خلصهم الله من فرعون.