آية (1):- " 1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا
حَبِيبَتِي، هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ.
شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ. "
العريس
يصف جمال عروسه التى عادت لجهادها وسارت فى موكب النصرة السمائى وقد ملكت العريس
على قلبها فإنعكس عليها جماله. وقد استجاب لطلبتها فى (4:1) حينما قالت إجذبنى
وراءك فنجري فنجدها وقد صارت خادمة لعريسها تجذب له نفوس كثيرة = متئم (2:4) وكارزة (3:4) ومعلمة بكلمة الله (5:4) وكلها
ثمار ورائحتها حلوة فنحن رائحة المسيح الزكية (2كو15:2) ويحذرها من السقوط فهى
مازالت على الجبال المشعبة (8:4).
حمامتان= الحمام له
اتجاه واحد يطير إليه وهذا ما جعلهم يستخدمون الحمام الزاجل فى نقل الرسائل. وهذا
معنى أن الحمام يشير للبساطة فكلمة بساطة تترجم فى الكتاب المقدس Singleness
of heart. والحمام أيضاَ
معروف بطهارته فالذكر لا يعرف سوى أنثاه.
عيناك حمامتان من تحت نقابك=
لكِ عينان بسيطتان لا تطلبان إلاّ كل ما هو لله ولا تعرفان الشر، تبصران المسيح
بالروح القدس الوديع. ولكن رؤيتك ليست كاملة فهي من تحت نقاب الجسد، فالنفس التي
يكلمها العريس مازالت في الجسد على الأرض، ووجودنا في الجسد يمنع عنا رؤية الأمجاد
(1كو9:13،12) وما تدركه هذه النفس يكون كما تحت نقاب. فالعالم لا يدرك ما أدركته
من أمجاد. شعركِ= الشعر يشير لشعب
الله، فالشعر يلتصق بالرأس سواء شعر الرأس أو اللحية والرأس هو المسيح، وشعبه
ملتصق به. وحينما أراد الله أن يعبر عن حكمه ضد أورشليم ورفضه لها أمر حزقيال
النبي أن يحلق شعره ويضربه بالسيف ويحرق بعضه. والعكس في (مز133)، فحينما يتقدس
الشعب ويكون في محبة ينسكب الروح القدس كالدهن من على الرأس المسيح على شعبه
(لحيته). كقطيع ماعز= شعب الله مشبه
هنا بقطيع ماعز، والماعز لونه أسود عادة. وكلما ارتفع القطيع على الجبل يراه
الناظر كأنه وحدة واحدة، لا يميز الواحدة عن الأخرى. ولون الشعر الأسود يشير
للشباب والكنيسة يتجدد مثل النسر شبابها. إلا أن هناك تأمل آخر في قطيع الماعز فهي
تسير مطمئنة آمنة وراء راعيها، رؤوسها إلى الأرض تبحث عن طعامها. لا ترى منها سوى
أجساماً بلا رؤوس، فقد اختفت رؤوسها. وهذا ما يجب أن نفعله كشعب للمسيح، أن لا
نفكر في الغد، إذ لنا ثقة في راعينا أنه يدبر كل شئ. ولكن إذا ما حدث ما يزعج
القطيع فإنك تجد الرؤوس ترتفع كلها في الحال وتنظر العيون شاخصة لا إلى مصدر الخطر
بل إلى الراعي، تلتمس عنده الرأي والمشورة والعون. ودليل أن السفر مكتوب بصيغة
رمزية أنه هنا يشبه القطيع بشعر الماعز الأسود وكأنه بلا رؤوس، وفي آية (2) يشبهه
بقطيع ماعز تم جز شعره. وهذا القطيع رابض على جبل
جلعاد= وهو جبل عالٍ مشهور بمرعاه، إشارة لأن راعينا يقودنا للسماويات
فسيرتنا هي في السماويات.
آية (2):-
" 2أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ الْجَزَائِزِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْغَسْلِ، اللَّوَاتِي
كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ، وَلَيْسَ فِيهِنَّ عَقِيمٌ. "
أسنانك= هنا إشارة
للخدام الذين يمضغون الطعام كالمرضعات ويقدمونه لبناً لحديثي الإيمان، الذين لا
يحتملون الطعام الدسم. الصادرة من الغسل= أي
هم خارجون من المعمودية. وهم مغسولون بالتوبة= جزائز=
فإزالة الشعر تشير لإزالة أعمال الجسد. والمعنى أنه أزيل عنهم كل ما إلتصق بهم
من خطايا وأوساخ العالم في (تث11:22) "لا تلبس ثوباً مختلطاً صوف مع كتان.
فالصوف وهو شعر ماعز يشير للخطية بينما الكتان الأبيض يشير للبر، فلا شركة للنور
مع الظلمة" (2كو14:6،15). والآن نحن أمام معمدين تائبين لهم قدرة على أكل
الطعام القوي ويحولونه إلى لبن فمن المؤكد سيكون لهم أولاد في الإيمان. كل واحدة متئم وليس فيها عقيم= أي كل واحدة تلد
توأم إشارة لوفرة الأبناء. فالسامرية أتت بشعب السامرة للمسيح.
فى
الإصحاح الثالث وجدنا العروس تفرح بعودتها لعريسها بعد أن وجدته، وصارت مجاهدة.
وهنا نرى علامة المحبة الحقيقية وهى أنها صارت كارزة وخادمة تأتى بنفوس عذارى لحبيبها
(4:1). وهذا ما سيظهر فى صورة أخرى فى (7،6:6)، إذ بعد أن عادت العروس بالتوبة
(إصحاح5) يمدح العريس هنا جمالها كخادمة تجذب النفوس لحساب عريسها، فالخدمة علامة
المحبة.
آية (3):-
" 3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ، وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ
رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ. "
شفتاك كسلكة القرمز= ما
دمنا قد تكلمنا عن الكرازة فيشير هنا للشفتان الكارزتان بدم المسيح (القرمز). وهي
كسلكة، أي رقيقة لا تجرح أحد. فنحن نكرز بالمسيح دون أن نهاجم أحداً. بل كلمات
العروس كلها رقة وعذوبة وعطف وحب، ولا تنطق بما لا يليق بها كعروس. وأيضاً فهاتان
الشفتان لا يمكن أن يكونا كارزتان إن لم يغتسلا ويتقدسا بدم المسيح، وهذا ما حدث
مع إشعياء (إش5:6-7). ولأن الشفتان مقدستان بالدم قيل أنهما قرمز. وفمكِ حلوٌ= يخرج تسابيح وصلوات. وخدُّك كفلقة رمانة تحت نقابك= أي هي في حالة
خجل من خطاياها، والخد أو الوجه يظهر ما في الداخل. وخدها أحمر من خجلها وحيائها
واحتشامها. وإحمرار وجهها يشبه رمانة مقطوعة (لونها أحمر). أما الرمانة غير
المقطوعة أو غير المفلوقة يكون لونها نحاسياً، واللون النحاسي يشير لصلابة الوجه
والجبهة، أي يخطئ ولا يهتم. تحت نقابك= سر
خجلها وقداستها هو في مجدها الداخلي (مز13:45).
آية (4):-
" 4عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِيِّ لِلأَسْلِحَةِ. أَلْفُ مِجَنٍّ
عُلِّقَ عَلَيْهِ، كُلُّهَا أَتْرَاسُ الْجَبَابِرَةِ. "
عنقك كبرج داود المبني للأسلحة= لكِ
عنق مرتفع به تستطيعي تمييز العدو حين يأتي من بعيد (فبرج داود كانوا ينظرون منه
للقتال من بعيد ويراقبون منه الأعداء). وهي لا تميز الأعداء فقط، بل لها أسلحة
سماوية فرقم ألف يشير للسماويات. والمجن والأتراس هي للدفاع ضد ضربات سهام الشرير
الموجهة للعروس (2كو4:10). ونجد العريس هنا مستمراً في شرح جمال عروسته، وسر
جمالها هنا أنها عروس مجاهدة.
آية (5):-
" 5ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْ ظَبْيَةٍ، تَوْأَمَيْنِ يَرْعَيَانِ بَيْنَ
السَّوْسَنِ. "
خشفتي ظبية= أي أولاد
الظبية التوأم الصغار، وهم لهم عيون حادة. والثديان=
بهما ترضع الأم أولادها الصغار. والكنيسة ترضع أولادها بكلمات الكتاب المقدس
في العهد الجديد والعهد القديم، وهما توأمان فلهما مصدر واحد هو الروح القدس، وهما
متكاملان فالعهد القديم تنبأ عن العهد الجديد والعهد الجديد شرح العهد القديم.
وعيون الظبي الحادة تشير لما سيكتسبه المؤمن فهو سيرى عدوه ويعرف طرقه وحربه
وحيله، فكلمة الله تعرفنا ما لنا من أسلحة. يرعيان
بين السوسن= السوسن يشير للكنيسة التي تشبهت بعريسها، وكلمة الله ترضع
وترعى السوسن.
آية (6):-
" 6إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ، أَذْهَبُ إِلَى
جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ
اللُّبَانِ. "
أمام
مديح العريس لعروسته، نجد العروس هنا تعلن لعريسها استعدادها لأن تتبعه حتى إلى
الصليب= المر. وتستعين على آلامها
بالصلاة= اللبان إلى أن يفيح نهار الأبدية=
أي يشرق.
آية (7):-
" 7كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ. "
جمال
النفس ظهر بسبب قبولها الصليب، وبسبب حياة الصلاة.
آية (8):-
" 8هَلُمِّي
مَعِي مِنْ لُبْنَانَ يَا عَرُوسُ، مَعِي مِنْ لُبْنَانَ! انْظُرِي مِنْ رَأْسِ
أَمَانَةَ، مِنْ رَأْسِ شَنِيرَ وَحَرْمُونَ، مِنْ خُدُورِ الأُسُودِ، مِنْ
جِبَالِ النُّمُورِ. "
هلمي معي من لبنان .. . معي من لبنان= لبنان
مكان من أجمل ما يمكن، جباله خضراء فإلى ماذا يشير لبنان ولماذا يكرر معي من
لبنان.
1-
يشير لبنان
للعالم بإغراءاته وخداعاته. وكأن الله يقول لعروسته هلمي معي ولا يخدعك العالم
بملذاته وجماله فهو كالحية لها مظهر جذّاب لكنها سامة، بل هذه الجبال الجميلة خطرة
جداً. فبها خدور الأسود وبها نمور= وهذا
يشير للحروب التي سنجدها في هذا العالم مثل الخطية الساكنة في الجسد ولإبليس الأسد
الزائر وسلاحه لذات العالم.
2-
قد يشير لبنان
لحياة التعزية والفرح والراحة في بدء الحياة الروحية، ولكن الله يعلن بأن هناك
حروب يجب أن نجتازها فليست الحياة الروحية كلها تعزيات، بل من المؤكد سنجد أسود
ونمور في الطريق. وهنا دعوة للخروج مع العريس، فالحرب الروحية هي للرب ولحسابه
وباسمه، لذلك لابد وسننتصر، بل سننمو بإننا نحارب وننتصر. ولكن كيف نحارب؟ أنظري من رأس أمانة= أي تنظر من قمة جبل أمانة
الذي يعني إيمان أي تنظر بعين الإيمان. ومن رأس
حرمون= حرمون أي محّرم أو مقدس لله ومكرس له. وهذا هو المطلوب من كل
نفس أن تحرم ذاتها من ملذات العالم وشهوات العالم بل تحسب نفسها أنها مكرسة لله
وهي ليست للعالم مؤمنة أنها ستنتصر لأن عريسها معها.
رأس شنير= تعنى المنير لانعكاس نور الشمس على
قمته الثلجية. ورأس شنير هو أحد قمم جبل حرمون ولاحظ ترابط التكريس لله مع أن يكون
الإنسان منيراً.
آية (9):-
" 9قَدْ
سَبَيْتِ قَلْبِي يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ. قَدْ سَبَيْتِ قَلْبِي بِإِحْدَى
عَيْنَيْكِ، بِقَلاَدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُنُقِكِ. "
بإحدى عينيك= فكل واحد له
عينان، عين جسدية وعين روحية. وحين تتضع العين الداخلية الروحية وتبكي في توبة
صادقة تسبي قلب الله أي تغلبه كما قال بعد ذلك (5:6). النفس خلال جهادها
أنَّتْ ورفعت للمسيح عين باكية (مز1:123). والله لا يحتمل العين الباكية بل ينجذب
بالرحمة والحب إليها (1مل24:21-29). والله يُسبى أيضاً بطاعة النفس. بقلادة واحدة من عنقك= with
one link of your necklace.
العنق الغليظ هو إشارة لمن يرفض الطاعة بل يتذمر على الله. أما الذي يطيع الله
فيصبح عنقه سهل الإنقياد، بل يفرح به الله ويلبسه قلادة، وكلما زادت طاعة النفس
يزيد الله القلادات Links.
بقلادة واحدة= الله يفرح بطاعتنا حتى
لوصية واحدة.
ونفهم إحدى عينيك أن العين الجسدية هى التى ترى جمال
العالم فتنجذب له (التى يشار لها بلبنان فى آية (8)). أما العين الروحية هى التى
إنفتحت لنقاوتها فرأت الله (عريس نفسها) فتركت لبنان أى العالم لذلك كرر القول من
لبنان فى آية (8) لأن خداعات العالم قادرة على جذب العروس لذلك يحذرها من أن تسير
وراء ما تراه بعينها الجسدية. وتسعى لنقاوة قلبها فترى الله (مت8:5) + عب(14:12).
آية
(10):- " 10مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ
مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ! وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ
كُلِّ الأَطْيَابِ! "
كما
تفرح النفس بعريسها أكثر من الخمر، هكذا العريس يفرح بالنفس التائبة. وسط الآلام
يعلن العريس لعروسه بكلمات مشجعة حبه لها، وأنها في مجد رغم آلامها. ولاحظ أن
أوصاف المسيح لعروسه هنا هي نفس أوصافه في (2:1،3) فقد أعطانا جماله، ورائحة
أطيابنا هي ثمر أطيابه العاملة فينا، هو يعطينا ما له ثم يعود فينسبه لنا. ما أحسن حبك= هو الذي سكب فينا هذا الحب (رو5:5)
ويعود ويفرح إذ يجده داخلنا لم يتسرب للعالم.
آية (11):-
" 11شَفَتَاكِ
يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْدًا. تَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَلَبَنٌ، وَرَائِحَةُ
ثِيَابِكِ كَرَائِحَةِ لُبْنَانَ. "
شهداً= هو تسبحة هذه
النفس وصراخها لله في وسط الألم، والشهادة لله أمام الآخرين. والشهد هو ثمار عمل
النحل، والنحل إشارة للنفس المجاهدة، التي تجمع من زهور الكتاب المقدس شهداً، تجمع
النفس من هذه الزهور فتمتلئ النفس حكمة تظهر على شفتيها.
والعسل= يشير لكلمة الله التي ذاقها
حزقيال وأرمياء وداود ويوحنا في الرؤيا فوجدوها كالعسل (حز3:3+ مز103:119+ رؤ9:10).
وكان المن كرمز للمسيح طعمه كرقاق بعسل. ولبن=
طعام الصغار. فالنفس التي تحب المسيح عندها طعام مناسب لكل شخص. لقد وعد الله
شعبه بأرض راحة يسيل منها العسل واللبن والآن تحولت النفس مكاناً لراحة الله، مكان
راحة الثالوث فهي تفيض لبناً وعسلاً. رائحة ثيابك
كرائحة لبنان= فهي خلعت ثياب الخطية ولبست المسيح، خلعت ثيابها الأرضية
ولبست السمائية، لبست ثمار الروح القدس، ولبنان أرض مثمرة. هي لبست المسيح نفسه.
آية (12):-
" 12أُخْتِي
الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ. "
جنة مغلقة= بمعنى مسيج
حولها. جنة تعني حديقة بها ثمار وهي مغلقة أي مكرسة لله، لا تنفتح
للعالم، مغلقة فالله سور لها يحميها.
حواسها لا تقبل أي شئ، فالذي يترك حواسه مفتوحة تدخل منها الثعالب الصغار بل
والكبار، بل كل وحش مفترس، هي لا تقبل أي شئ جديد يأتي به العالم "سبحي الرب
يا أورشليم لأنه قوى مغاليق أبوابك" هي مغلقة لا تترك نفسها لكل فكرة جديدة
أو مذهب جديد يدخلها ويدوسها. عين مقفلة= عين
أي تفيض ماء لهذه الجنة. ومقفلة هنا بمعنى أنها لا تفيض إلى الخارج، أي الشوارع.
والمعنى أنها لا تبعثر مواهبها وطاقاتها في الخطايا كما ضيع الابن الضال ثروة
أبيه. وينبوع مختوم= مختوم هنا تشير
لعمل الروح القدس مع النفس(أف30:4+ 2كو22،21:1). وفي امتلائها تفيض على الآخرين
(يو38:7) بتعزيات وكلام الله. لقد صار للنفس إمكانيات الروح القدس الساكن فيها،
ولكنها بهذه الإمكانيات تعمل لحساب مجد الله نفسه فهي مختومة أي مكرسة لله.
ونلاحظ
أن المسيح دخل العلية والأبواب مغلقة، ودخل بطن العذراء وأبوابه كانت وظلت مغلقة،
ودخل قبر جديد لم يدخله أحد. والمسيح يرتاح داخل النفس ذات الأبواب المغلقة
للعالم، يفتحها هو لنفسه ولا أحد يغلق. ونحن بحفظنا للوصايا نغلق على أنفسنا، ولا يفتح
ليدخل سوى المسيح، وهنا نصير جنة مغلقة، ولا نعود نبدد وزناتنا ومواهبنا في العالم
فنصير عين مقفلة ثم نتحول لينبوع مختوم نفيض على الآخرين لحساب مجد الله.
آية (13):-
" 13أَغْرَاسُكِ
فِرْدَوْسُ رُمَّانٍ مَعَ أَثْمَارٍ نَفِيسَةٍ، فَاغِيَةٍ وَنَارِدِينٍ. "
نرى
هنا ثمار الروح في الجنة المغلقة. ومن الثمار ما هو للأكل (الرمان) وما هو للعطور
(فاغية) وما هو للأطياب (لبان). هي عروس غنية في كل شئ. لديها طعام يشبع وشراب
يروي وأطياب ثمينة وأدوية للعلاج. ولاحظ تكرار كلمة كل في آية (14) فهي غنية لا
ينقصها شئ (2كو8:9+ كو9:1،11). والرمان= عصيره
في لون الدم، فعصيرها إذاً هو نفس عصير دم حبيبها، أي أن ثمارها ثمار الحب الباذل.
والفاغية والناردين يستخدموا كأطياب وللزينة وهما غاليا الثمن فرائحة ثمارها حلوة
ومعطرة.
آية (14):- " 14نَارِدِينٍ وَكُرْكُمٍ.
قَصَبِ الذَّرِيرَةِ وَقِرْفَةٍ، مَعَ كُلِّ عُودِ اللُّبَانِ. مُرٌّ وَعُودٌ مَعَ
كُلِّ أَنْفَسِ الأَطْيَابِ. "
يسترسل
في وصف ثمارها. كركم= لونه أصفر علامة
الضعف البشري فمع أن رائحتها حلوة لكنها ضعيفة، فكنزها في أوانٍ خزفية (2كو7:4). وقصب الذريرة والقرفة= هي نباتات عطرية تدخل في
دهن المسحة وتستخدم كأدوية مع الكركم. وعود اللبان
تصير أفراحها صلوات وتسابيح فاللبان يستخدم في صنع البخور. عود= يستخدم لتعطير المنازل فله رائحة زكية حين
يحرق. (يو37:7-39).
ولكن لماذا
تتكرر كلمة ناردين؟
المعنى أن
العريس يقول... نعم أقول أنه سيكون لكم هذه الرائحة (الناردين) بالرغم من ضعفكم=الكركم. فنحن رائحة المسيح الزكية (2كو15:2).
والمعنى أن رائحتك الحلوة يا عروس هى ليست منك ولكن لوجودى فيك.
آية (15):- " 15يَنْبُوعُ جَنَّاتٍ،
بِئْرُ مِيَاهٍ حَيَّةٍ، وَسُيُولٌ مِنْ لُبْنَانَ. "
حينما
نحمل يسوع في داخلنا تفيض من داخلنا سيول الروح تجذب الآخرين للأبدية كما تجذبنا
نحن أنفسنا للأبدية.
نجذب الآخرين:
1.
برائحتنا التى
هى رائحة المسيح (الناردين والعود والفاغية وأنفس الأطياب).
2.
بالحب الباذل
الذى يروه فينا (الرمان) وإحتمال الألم (المر).
3.
بكلمات الكتاب
المقدس المعزية التى فيها شفاء لألام وأحزان الآخرين (القرفة والكركم)، راجع أيات
14،13 فى نفس الإصحاح.
آية (16):-
" 16اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ الشَّمَالِ، وَتَعَالَيْ يَا رِيحَ الْجَنُوبِ!
هَبِّي عَلَى جَنَّتِي فَتَقْطُرَ أَطْيَابُهَا. لِيَأْتِ حَبِيبِي إِلَى
جَنَّتِهِ وَيَأْكُلْ ثَمَرَهُ النَّفِيسَ. "
الله
لا يهتم بعد كل ما قيل أن تأتي رياح التجارب وتهب على النفس، ورياح التجارب أنواع
فمنها ما يأتي من الشمال (برودة روحية)
ومنها ما يأتي من الجنوب ألام ساخنة من
الظروف الخارجية. بل إن هذه الرياح ستثبت خبراتها وتنمي إيمانها بأن المسيح عريسها
يسندها في تجاربها. وحينما تزداد خبرتها وعلاقتها مع عريسها ويزداد إيمانها تقطر أطيابها ويأكل عريسها من ثمره النفيس (إش11:53).