الإصحاح الثالث والأربعون

 

الآيات (1-37):- "1 الجلد الطاهر فخر العلاء ومنظر السماء مرأى مجده. 2 الشمس عند خروجها تبشر بمرآها هي آلة عجيبة صنع العلي. 3 عند هاجرتها تيبس البقعة فمن يقوم أمام حرها الشمس كنافخ في الأتون لما يصنع في النار. 4 تحرق الجبال ثلاثة أضعاف وتبعث أبخرة نارية وتلمع بأشعة تجهر العيون. 5 عظيم الرب صانعها الذي بأمره تسرع في سيرها. 6 والقمر بجميع أحواله المؤقتة هو نبا الأزمنة وعلامة الدهر. 7 من القمر علامة العيد هو نير ينقص عند التمام. 8 باسمه سمي الشهر وفي تغيره يزداد زيادة عجيبة. 9 أن في العلاء محلة عسكر تتلألأ في جلد السماء. 10 هناك بهاء السماء ومجد النجوم وعالم متألق والرب في الأعالي. 11 عند كلام القدوس تقوم لأجراء أحكامه ولا يأخذها في محارسها فتور. 12 انظر إلى قوس الغمام وبارك صانعها أن رونقها في غاية الجمال. 13 تنطق السماء منطقة مجد ويد العلي تمدانها. 14بأمره عجل الثلج ورشق بروق قضائه. 15 وبه انفتحت الكنوز وطارت الغيوم كذوات الأجنحة. 16 بعظمته شدد الغيوم فانقضت حجارة البرد. 17 بلحظاته تتزلزل الجبال وبإرادته تهب الجنوب. 18 عند صوت رعده تتمخض الأرض عند عاصفة الشمال وزوبعة الريح. 19 يذري الثلج كما يتطاير ذوات الأجنحة وانحداره كنزول الجراد. 20 تعجب العين من حسن بياضه وينذهل القلب من مطره. 21 ويسكب الصقيع كالملح على الأرض وإذا جمد صار كأطراف الأوتاد. 22 تهب ريح الشمال الباردة فيجمد الماء يستقر الجليد على كل مجتمع المياه ويلبس المياه درعا. 23 تأكل الجبال وتحرق الصحراء وتتلف الخضر كالنار. 24 يسرع الغمام فيشفي كل شيء والندى الناشئ من الحر يعيد البهجة. 25 بكلامه طأمن الغمر وانبت فيه الجزائر. 26 الذين يركبون البحر يحدثون بهوله نسمع بآذاننا فنتعجب. 27 هناك المصنوعات العجيبة الغريبة أنواع الحيوانات خلائق الحيتان. 28 به ينتهي إلى النجاح وبكلمته يقوم الجميع. 29 أنا نكثر الكلام ولا نستقصي وغاية ما يقال انه هو الكل. 30 ماذا نستطيع من تمجيده وهو العظيم فوق جميع مصنوعاته. 31 مرهوب الرب وعظيم جدا وقدرته عجيبة. 32 ارفعوا الرب في تمجيده ما استطعتم فلا يزال ارفع. 33 باركوا الرب وارفعوه ما قدرتم فانه اعظم من كل مدح. 34 بالغوا في رفعه قدر طاقتكم لا تكلوا فأنكم لن تدركوه. 35 من رآه فيخبر ومن يكبره كما هو. 36 وهناك خفايا كثيرة اعظم من هذه فان الذي رأيناه من أعماله هو القليل. 37 أن الرب صنع كل شيء واتى الأتقياء الحكمة.  "

إستمراراً للإصحاح السابق يستمر الحكيم في تسبحة الله على خليقته. وفي (1) الجلد الطاهر= هناك جلد في (تك6:1) وهذا هو الهواء الذي يفصل بين السحاب ومياه البحار والأنهار. وهناك جلد في (تك15:1). وهو السماء العليا التي تسير فيها الكواكب. وقوله طاهر مترجمة "صافي". فخر العلاء= مترجمة "بهاء العلاء" أي أن الكواكب في السماء لها منظر بهي جميل. مرأي المجد= في هذه الخليقة الجميلة ندرك ونرى مجد الله. في (2) يقصد بداية شروق الشمس وفي (3) عند هاجرتها= من هجير أي شدة حرارة الشمس تيبس البقعة= تيبس الأرض. وهذا ما اشار إليه داود في (مز1:19). وفي (6) نرى القمر يتغير شكله، لكنه يحدد مواعيد الأزمنة فاليهود يتبعون التقويم القمري. وفي (7) العيد هو عيد الفصح الذي يعيدونه يوم الرابع عشر أي عند إكتمال القمر ثم بعد تمامه ( يوم العيد ) يبدأ فى النقصان. وفي (8) بإسمه سمِّى الشهر= فالشهر شهر قمري، ومع بداية الشهر يقول اليهود أنه القمر الجديد، فالقمر يولد جديداً وبه يبدأون الشهر. وفي (9،10) عن النجوم ويسميها محلة عسكر=هم أي النجوم وهي كجنود في نظامها، والله رب الجنود ضابط الكل يحكم كل الخليقة كضابط يضبط جنوده. وهي تأتمر بأوامر القدوس= تقوم لإجراء أحكامه بلا فتور أو تواني (11). فلا يتواني في تنفيذ أوامر الله سوى البشر. وفي (12) يتكلم عن قوس قزح ويسميه قوس الغمام فهو يظهر مع المطر تنطق السماء= تحيط السماء. منطقة مجد= بدائرة مجد. ويدا العلي تمدانها= يدا العلي فردت هذا القوس (13). وهو الذي يسقط الثلوج، وقبل المطر نرى البروق والله يستعملها ليضرب من أراد، لذلك أسماها بروق قضائه (14). والله يفتح كنوز السماء (يقصد سقوط الأمطار فينبت الزرع ويشرب الناس..). وتطير السحب كما لو كان لها أجنحة (15). ومنه تأتي حجارة البرد (19).

بلحظاته= عندما يراها الله أو يلحظها أو ينظر إليها تتزلزل الجبال. وبإرادته تهب الجنوب (17) يقصد ريح الجنوب. وفي (18) لننظر ما تعمله الزوابع من دمار. وفي (19) يتكلم عن نزول الثلج من السماء وفي (21) يتكلم عن صورة لا نعرفها في مصر، فبعد أن ينزل الثلج من السماء (SNOW) قد يسيل ثم تنخفض درجة الحرارة ثانية فيتحول هذا الماء إلى ثلج مدبب (ICE)= صار كأطراف الأوتاد. وعندما يبرد الجو عندما تهب ريح الشمال الباردة يجمد الماء، وحتى أسطح البحيرات تتجمد كما لو كانت تلبس درعاً (22). وفي (23) نرى صورة أخرى لهذه الثلوج، فهي تدمر كل شئ أخضر= تأكل الجبال وتحرق الصحراء وتتلف الخضر كالنار= أي كل ما هو أخضر في الحقول أو حتى في الجبال والصحراء. ويأتي الغمام والندى والأمطار فينقي الجو فيعيد البهجة (24). بكلامه طأمن الغمر (25)= طأمن أي أعطى طمأنينة في القلب. والمعنى أن الله أعطى طمأنينة للناس وسط البحر إذ يجدوا جزراً، أي جعل في الغمر ما يطمئن الناس. وفي (28) به ينتهي إلى النجاح= بفضل الرب ننجح ونتحرك ونحيا ونوجد. وبإختصار بكلمته يقوم الجميع= ينتظم كل شئ بحسب إرادته فهو خالق ومدبر الكل. وفي (29-37) طلب الحكيم أن نسبح الله على أعماله التي أدركناها وهي القليل والتي لم ندركها. ومهما قلنا ومهما سبحنا لن نعطي الله حقه.