الإصحاح التاسع والأربعون

 

الآيات (1-19):- "1 ذكر يوشيا مزاج طيب قد عبئ بصناعة العطار. 2 في كل فم يحلو كالعسل وهو كالغناء في مجلس الخمر. 3 أقيم ليتوب الشعب على يده فرفع أرجاس الإثم. 4 وجه قلبه إلى الرب وفي أيام الأثماء وطد التقوى. 5كلهم أجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا. 6 تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا. 7 دفعوا قرنهم إلى غيرهم ومجدهم إلى أمة غريبة. 8 احرقوا بالنار مدينة القدس المختارة وخربوا طرقها على يد ارميا. 9فانهم أساءوا إليه وهو قد قدس في جوف أمه نبيا ليستأصل ويسيء ويهلك وأيضاً ليبني ويغرس. 10وراى حزقيال رؤيا المجد التي أراه إياها بمركبة الكروبين. 11 انذر الأعداء بالمطر ووعد المستقيمين في طرقهم بالإحسان. 12 لتزهر عظام الأنبياء الاثني عشر من مكانها فانهم عزوا يعقوب وافتدوهم بإيمان الرجاء. 13كيف نعظم زربابل انه كخاتم في اليد اليمنى. 14 كذلك يشوع بن يوصاداق فانهما في أيامهما بنيا البيت ورفعا شان الشعب المقدس للرب المهيأ لمجد ابدي. 15 ونحميا يكون ذكره طول الأيام فانه أقام لنا السور المنهدم ونصب الأبواب والمزاليج ورم منازلنا. 16 لم يخلق على الأرض أحد مثل أخنوخ الذي نقل عن الأرض. 17 ولم يولد رجل مثل يوسف رئيس اخوته وعمدة الشعب. 18 عظامه افتقدت وبعد موته تنبأت. 19سام وشيت ممجدان بين الناس وفوق كل نفس في الخلق آدم."

يوشيا ملك قديس. مزاج طيب= أطياب ممزوجة معاً. قد عبئ بصناعة العطّار= العطّار هو الروح القدس الذي يملأ الإنسان فضائل كأنه يمزج طيباً. ويضرب بيوشيا المثل في التقوى. وفي (5) يذكر أفضل ملوك يهوذا داود وحزقيا ويوشيا. هو كالغناء في مجلس الخمر= في الولائم التي يشربون فيها خمر يحلو الغناء والموسيقي وهكذا يحلو دائماً ذكر يوشيا. ولكن أتى أبناء يوشيا الأشرار وكانوا سبباً في تسليم أورشليم ليد بابل لتدمرها على يد إرمياء= إرمياء كان قد أخبرهم بنتيجة شرورهم، وكان شاهداً على صدق رسالته، ورثاها في مراثيه. خربوا طرقها= فما عاد أحد قادراً أن يعيش في هذه المدينة. ويأتي الدور على حزقيال الذي أنذر الأعداء بالمطر= ليس المطر بمعنى الأمطار التي تروي الزروع، ولكن إنهمار الويلات على الأشرار. وبقية الآية تشرح المقصود= ووعد المستقيمين في طرقهم بالإحسان. وقد تعني أنذر الأعداء بالمطر أي أنذر الأشرار بإمتناع المطر وبالتالي المجاعة (حز16:4،17 + 16:5،17 + 11:6،12 + 15:7) وحزقيال أيضاً هدد بمطرٍ جارف مدمر (11:13،13)

لتزهر عظام الأنبياء= (راجع تفسير 14:46). أما زربابل ويشوع بن يوصاداق= هما من قاموا ببناء الهيكل ثانية بعد العودة من السبي.

وفي نهاية حديثه في هذا الإصحاح يرسل إبن سيراخ تحية للآباء الأوائل سام وشيث ثم آدم.