الآيات (1-31):-
"1 سمعان
بن اونيا الكاهن العظيم رم البيت في حياته ووثق الهيكل في أيامه. 2 وأسس سمكا
مضاعفا تحصينا شامخا حول الهيكل. 3 في أيامه
استنبطت آبار المياه وكالبحر تناهت في الفيضان. 4 هو الذي
اهتم بشعبه لئلا يهلك وحصن المدينة لئلا تفتح. 5 ما أمجده
في تصرفه بين الشعب وفي خروجه من وراء حجاب البيت. 6 مثله مثل
كوكب الصبح بين الغمام أو البدر أيام تمامه. 7 أو الشمس
المشرقة على هيكل العلي. 8 أو القوس المتلألئة بين سحب البهاء أو
زهر الورد في أيام الربيع أو الزنبق على مجاري المياه أو نبات لبنان في أيام الصيف. 9 أو النار
أو اللبان على المجمرة. 10 أو أناء الذهب المصمت المزين بكل حجر
كريم. 11 أو الزيتون المثمر أو السرو المرتفع إلى السحب إذ كان يأخذ حلة مجده
ويلبس كمال زينته. 12 ويصعد إلى المذبح المقدس كان يزيد
لباس القدس بهاء. 13 وإذ كان يتناول أعضاء الذبيحة من
أيدي الكهنة وهو واقف على موقد المذبح كان يحيط به إكليل من الاخوة إحاطة الفروع
بارز لبنان. 14 والشطب بالنخل وكان جميع بني هرون في
مجدهم. 15 وتقدمة الرب في أيديهم أمام كل جماعة إسرائيل وكان هو عند إتمام خدمته
على المذبح لتزيين تقدمة العلي القدير. 16 يمد يده
على المسكب ويسكب من دم العنب. 17 يصبه على
أسس المذبح رائحة مرضية أمام العلي ملك الجميع. 18 حينئذ
كان بنو هرون يهتفون بالأبواق المطروقة ويسمعون صوتا عظيما ذكرا أمام العلي. 19 وكان عند
ذلك كل الشعب يبادرون معا ويخرون على وجوههم إلى الأرض ساجدين لربهم القدير لله
العلي. 20 وكان المغنون يسبحون بأصواتهم ويسمعون في البيت المعظم ألحانهم
اللذيذة. 21 وكان الشعب يتضرعون إلى الرب العلي
بصلاتهم أمام الرحيم إلى أن يفرغ من إكرام الرب وتتم خدمته. 22 ثم كان
ينزل ويرفع يديه على كل جماعة بني إسرائيل مباركا الرب بشفتيه ومفتخرا باسمه. 23 ويكرر
سجوده ليظهر أن البركة من لدن العلي. 24 فالان يا
جميع الناس باركوا الله الذي يصنع العظائم في كل مكان ويزيد أيامنا منذ الرحم
ويعاملنا على حسب رحمته. 25ليمنحنا سرور القلب والسلام في
إسرائيل في أيامنا وعلى مدى الدهور. 26 مقرا علينا
رحمته ومفتديا لنا في أيامه. 27 أمتان
مقتتهما نفسي والثالثة ليست بأمة. 28 الساكنون
في جبل السامرة والفلسطينيون والشعب الأحمق الساكن في شكيم. 29 قد رسم
تأديب العقل والعلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمي الذي أفاض الحكمة من
قلبه. 30 طوبى لمن يواظب على هذه فان الذي يجعلها في قلبه يكون حكيما. 31 وإذا عمل
بها يقدر على كل شيء لان نور الرب دليله."
هنا
يكتب عن سمعان بن أونيا الكاهن الأعظم الذي عاصره، ولكنه كان قد مات وقت كتابة هذا
الكلام (آية3). وواضح أنه أحبه محبة خاصة إذ أفرد له إصحاحاً بكامله. فهو قد رآه
رؤية العين ورأي أعماله وقداسته وخدماته لشعبه. وسمعان هو سمعان الثاني إبن أونيا
الثاني (220-195ق.م). وقد إمتدح المؤرخين سمعان هذا كثيراً لحكمته وإصلاحاته فهو
رمم الهيكل. ورمم سور المدينة= رَمَّم البيت. ووثق
الهيكل= وطَّد الهيكل والمعنى إهتم بكل مرافق الهيكل. سمْك = هو
سقف البيت والمعنى أنه ضاعف السقف للتقوية. وحفر أبار للمياه والله أفاض فيها
ببركته (3). ومن إعجاب إبن سيراخ به وضع له أوصاف جميلة (5-12). ثم يصف جماله وهو
يقدم الذبيحة. ويصور الكهنة حوله كإكليل، كما تحيط
الفروع بأرز لبنان وكإحاطة جذوع النخل بالنخلة= والشطب بالنخل. وفي (23) بعد أن يبارك الشعب
تجده يسجد ثانية ويكرر سجوده ليعلن أن
البركة ليست من عنده إنما هي من عند العلي. ثم يدعو الشعب أن يباركهم منذ الرحم= منذ بداية تكوين الأمة.
ونأتي للآيات
(27،28) أمتان مقتتهما نفسي والثالثة ليست بأمة.
الساكنون في جبل السامرة والفلسطينيون والشعب الأحمق في شكيم. وفي
ترجمة أخرى وهي الأصح "أمتان مقتتهما نفسي والثالثة ليست بأمة "الساكنون
في جبل سعير، الفلسطينيون والشعب الأحمق الساكن في شكيم" والترجمة الأولى
فيها خطأ لأن الساكنون في جبل السامرة هم الساكنون
في شكيم= فهي مكررة. وواضح أن الثانية هي الأدق لأن أعداء إسرائيل
التقليديين هم أدوم والفلسطينيين والسامريين بحسب الترجمة الثانية. وفي (29) نرى
يشوع بن سيراخ يسجل إسمه ككاتب لكتاب الحكمة هذا ويقول طوبى لمن يواظب عليه فيحيا
سعيداً. وأنها ليست حكمته الخاصة بل الله أنار عليه بها= وإذا عمل بها يقدر على كل شئ لأن نور الرب دليله= الرب
سيصير لمن يريد ويقرر أن يتبع هذه الوصايا نور يدله على الطريق أي يعينه على أن
يتبع طريق الحكمة.