الآيات (1-17):- "1 صلاة
يشوع بن سيراخ اعترف لك أيها الرب الملك واسبح الله مخلصي. 2 اعترف
لاسمك لأنك كنت لي مجيرا ونصيرا. 3 وافتديت
جسدي من الهلاك ومن شرك سعاية اللسان ومن شفاه مختلقي الزور وكنت لي ناصرا تجاه
المقاومين. 4 وافتديتني برحمتك الغزيرة واسمك من
زئير المستعدين للافتراس. 5 من أيدي طالبي نفسي ومن مضايقي
الكثيرة. 6 من الاختناق باللهيب المحيط بي ومن
وسط النار حتى لا أصلى. 7من عمق جوف
الجحيم ومن اللسان الدنس وكلام الزور وسعاية اللسان الجائر عند الملك. 8 دنت نفسي
من الموت. 9 واقتربت حياتي من عمق الجحيم. 10 أحيط بي
من كل جهة ولا نصير التفت لإغاثة الناس فلم تكن. 11 فتذكرت
رحمتك أيها الرب وصنيعك الذي منذ الدهر. 12 كيف تنقذ
الذين ينتظرونك وتخلصهم من أيدي الأمم. 13 فرفعت من
الأرض صلاتي وتضرعت لأنقذ من الموت. 14 دعوت
الرب أبا ربي لئلا يخذلني في أيام الضيق في عهد المتكبرين الخاذلين لي. 15 أني اسبح
اسمك في كل حين وأرنم له بالاعتراف لأن صلاتي قد أستجيبت. 16 فانك قد
خلصتني من الهلكة وأنقذتني من زمان السوء. 17فلذلك
اعترف لك وأسبحك وأبارك اسم الرب."
هذا هو ما يجب أن نصلي به دائماً أن
نعترف لله ونشكره ونسبحه (1). فهو الذي ينصرنا ولنذكر لله دائماً أعماله السابقة،
ولنذكر في ضيقاتنا كم وقف الرب بجانبنا (2). وفي (3) نجده قد تعرض لمخاطر صعبة
ووشايات كادت تؤدي به للموت= إفتديت جسدي. وكانت
هذه الوشايات عند الملك (7). ولا نصير (10)
هذه خبرة مهمة. إذ لن ينقذنا بشر من يد الأعداء. الله وحده هو المنقذ= إلتفت لإغاثة الناس فلم تكن (10). وهنا خبرة مهمة
يذكرها، أنه تذكر أعمال الله مع الآخرين، سواء في هذه الحياة، أو من خلال شخصيات
الكتاب المقدس، فصار له رجاء أن الله لن يتركه. وحين تذكر عمل الله بدأ يصلي (13)
وفي (14) تعبير ينتمي للعهد الجديد دعوت الرب أبا
ربي. هذه مثل "قال الرب لربي" (مز1:110) ومثل قول المسيح ثم
بولس الرسول تعبير "آبا الآب" (غل6:4) + (مر36:14). وغالباً هو يعني بها
"يا أبويا الذي أنت هو ربي". ولاحظ في (15) أنه يسبح لله لأن صلاته قد
إستجيبت، وهذا التسبيح قد يكون بعد الإستجابة، وقد يكون قبلها بروح الثقة في أن
الله لابد وسيستجيب.
الآيات (18-30):- "18 في صبائي قبل
أن آتيه التمست الحكمة علانية في صلاتي. 19 أمام
الهيكل ابتهلت لأجلها والى أواخري التمسها فأزهرت كباكورة العنب. 20 ابتهج
بها قلبي ودرجت قدمي في الاستقامة ومنذ صبائي جددت في أثرها. 21 أملت
أذني قليلا ووعيت. 22فوجدت لنفسي تأديبا كثيرا وكان لي
فيها نجح عظيم. 23 أن الذي أتاني حكمة أوتيه تمجيدا. 24 فأني
عزمت أن اعمل بها وقد حرصت على الخير ولست أخزى. 25 جاهدت
نفسي لأجلها وفي أعمالي لم ابرح متنطسا. 26 مددت يدي
إلى العلاء وبكيت على جهالاتي. 27 وجهت
نفسي إليها وبالطهارة وجدتها. 28 بها ملكت
قلبي من البدء فلذلك لا اخذل. 29 وجوفي
اضطرب في طلبها فلذلك اقتنيت قنية صالحة. 30 أعطاني
الرب اللسان جزاء فبه أسبحه."
هذه قصيدة مرتبة على حسب الحروف
الأبجدية العبرية. ونرى فيها أن إبن سيراخ إشتهى الحكمة= في صبائي= شبابي. وقبل
أن أتيه= أتجول في العالم. فماذا فعل؟ التمست
الحكمة علانية في صلاتي (18) أمام الهيكل
إبتهلت لأجلها ولما بدأ يعرف الحكمة فرح بها إبتهج قلبي بها فإزداد تمسكاً بشريعة الله= درجت قدمي في الإستقامة (20) وجددت في إثرها فتش في الكتاب المقدس وسأل
الشيوخ والحكماء. أملت أذني قليلاً (21)
لينفذ ما سمعه وبدأ نجاحه (22) فمجد الله الذي أعطاه الحكمة (23). وعزم على أن
يعمل بها، فلا تظل معلومات (24). وفي أعماله لم
أبرح متنطساً= (إتبعتها بكل دقة) (25). لم يفرح بما وصل إليه وتهلل كما
يقول البعض، بل بكيت على جهالاتي= "خطيتي
أمامي في كل حين" ومن يقترب من الله تائباً وبدون يأس يجد الله أكثر وتصير
عينيه أكثر وضوحاً إذ صار قلبه أكثر نقاء. بها
ملكت قلبي= القلب هو المشاعر والإرادة والإدراك، فصار هو بحكمته يتحكم
في مشاعره ولا تحكمه مشاعره. وجوفي إضطرب في طلبها=
هو طلبها بجدية وليس بإستهانة.
الآيات (31-38):- "31ادنوا مني أيها
الغير المتأدبين وامكثوا في منزل التأديب. 32 لماذا
تتقاعدون عن هذه ونفوسكم ظامئة جدا. 33 أني فتحت
فمي وتكلمت دونكم كسبا بلا فضة. 34 اخضعوا
رقابكم تحت النير ولتتخذ نفوسكم التأديب فان وجدانه قريب. 35 انظروا
بأعينكم كيف تعبت قليلا فوجدت لنفسي راحة كثيرة. 36 نالوا
التأديب كمقدار كثير من الفضة واكتسبوا به ذهباً كثيراً. 37 لتبتهج
نفوسكم برحمته ولا تخزوا بمدحته. 38 اعملوا
عملكم قبل الأوان فيؤتيكم ثوابكم في أوانه."
هو فتح مدرسة
لتعليم الحكمة منزل التأديب (31) وهو
يدعو لها الجميع ليتعلموها فيعيشوا سعداء، وهو سيُعَلم من يأتي مجاناً بلا فضة
(23). إخضعوا رقابكم تحت النير ولتتخذ نفوسكم
التأديب= ربما كان يعاقب المهمل في الدراسة أو يكون المعنى خذوا موضوع
الدراسة بجدية مهما كان فيها من مشقة، ونفذوا الوصايا مهما كان فيها من تغصب
وستجدوا الحكمة= فإن وجدانه قريب (34).
وليتمثلوا به فهو تعب لكنه نال الحكمة فإستراح (35). ومن يفعل سيكسب كثيرا.