آية (1):- "1مِنْ أَجْلِ صِهْيَوْنَ
لاَ أَسْكُتُ، وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ لاَ أَهْدَأُ، حَتَّى يَخْرُجَ بِرُّهَا
كَضِيَاءٍ وَخَلاَصُهَا كَمِصْبَاحٍ يَتَّقِدُ. "
المسيح هو
المتحدث، وهو لن يهدأ حتى يتمم الخلاص فيخرج نور الكنيسة بحلوله فيها ويهيأها
كعروس له.المسيح راحته في خلاص كنيسته.
آية (2):- 2فَتَرَى
الأُمَمُ بِرَّكِ، وَكُلُّ الْمُلُوكِ مَجْدَكِ، وَتُسَمَّيْنَ بِاسْمٍ جَدِيدٍ
يُعَيِّنُهُ فَمُ الرَّبِّ. "
ما هو الاسْمٍ الجَدِيدٍ = كما تسمى باسم عريسها، هكذا
ستسمى الكنيسة جسد المسيح وعروسه، فهي أصبحت منسوبة له. ستصير خليقة جديدة ( 2كو 5
: 17 ) والاسم يعبر عن الشخصية.
آية (3):- "3وَتَكُونِينَ إِكْلِيلَ
جَمَال بِيَدِ الرَّبِّ، وَتَاجًا مَلِكِيًّا بِكَفِّ إِلهِكِ.
شبهت الكنيسة بإِكْلِيلَ لأنها أجمل وأمجد شيء من خلائق الله،
وهى في يد الرب لأنه أشتراها بدمه، وفى يده يحفظها ولا يخطفها منه أحد. ولكن
فلنلاحظ أن الإكليل في يد الرب وليس على رأسه، فنحن لا نضيف لأمجاده شيئاً بل هو
سر جمال كنيسته، وهى عمل يديه، هو رأسها وهى جسده.
آية (4):- "4لاَ يُقَالُ بَعْدُ لَكِ:
«مَهْجُورَةٌ»، وَلاَ يُقَالُ بَعْدُ لأَرْضِكِ: «مُوحَشَةٌ»، بَلْ تُدْعَيْنَ:
«حَفْصِيبَةَ»، وَأَرْضُكِ تُدْعَى: «بَعُولَةَ». لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ،
وَأَرْضُكِ تَصِيرُ ذَاتِ بَعْلٍ. "
مَهْجُورَةٌ =
قيل سابقاً أن الرب ترك شعبه لحيظة ولكن من الآن فالرب في وسط كنيسته وتسمى حَفْصِيبَةَ = أي مسرتي بها. وحفصيبة هو اسم
إمرأة حزقيا الملك (2 مل 21 :1) ولأن في إطالة عمر حزقيا 15 سنه كان حزقيا رمزاً
للمسيح القائم من الأموات، فالكنيسة التي يسر بها الله هي عروسه، عروس المسيح
القائم من الأموات ويعطى حياة لكنيسته، ويقيمها من موت الخطية. ولذلك تسمى أيضاً بَعُولَةَ أي ذات بعل أي متزوجة من زوج يحبها
ويسر بها ويعولها ويحميها ولا يتركها للأبد ونلاحظ أن الكنيسة خارج المسيح هي
مهجورة وموحشة.
آية (5):- "5لأَنَّهُ كَمَا
يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ
بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ. "
التشبيه هنا
أنه كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ
= والشاب هنا هو أبناء الكنيسة وقيل شاب بالمفرد فالكنيسة في وحدة. والعذراء هي
الكنيسة. فالكنيسة هي عذراء عفيفة (2 كو 11 : 2) وفى نفس الوقت هي أم المؤمنين،
والعذراء مريم عذراء وأم. والشاب حينما يتزوج من عذراء يأخذها ويحبها ولا يقدر أن
يتركها، هكذا يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ =
بمعنى أن أبناء الكنيسة الذين ولدتهم في المعمودية سيلتصقون بها وهم سيحبونها
ويثبتوا على إيمانها حتى النفس الأخير، وبمثل هؤلاء البنين يفرح الله كفرح العريس
بالعروس، ويعود التشبيه بأن العريس هو المسيح والعروس هي كنيسته. وقوله يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ = لا يفهم حرفياً فالشاب
لا يتزوج أمه ولكن المقصود من التشبيه تعلق أولاد الكنيسة بالكنيسة.
الآيات (6-7):- "6عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ
كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ
تَسْكُتُوا، 7وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ
أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ. "
المتكلم هو
الرب الذي أقام حراساً لحراسة أورشليم (الكنيسة) وهم الملائكة والسمائيين في
السماء والأنبياء والرسل والكهنة والخدام على الأرض، ينذرون ويعلمون ويصلون عن
الكنيسة. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا
= هذا نداء من الله لنا لنصلى بلا انقطاع، علامة على محبتنا لله وثقتنا فيه، وأنه
هو ملكنا وليس آخر، ندعوه ليخلصنا. وهذه الآية تدل على أهمية الصلاة حتى يتدخل
الله ويحرس بالرغم من أنه أقام حراساً. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنون تنالونه.
الآيات (8-9):- "8حَلَفَ الرَّبُّ بِيَمِينِهِ وَبِذِرَاعِ عِزَّتِهِ قَائِلاً:
«إِنِّي لاَ أَدْفَعُ بَعْدُ قَمْحَكِ مَأْكَلاً لأَعْدَائِكِ، وَلاَ يَشْرَبُ
بَنُو الْغُرَبَاءِ خَمْرَكِ الَّتِي تَعِبْتِ فِيهَا. 9بَلْ
يَأْكُلُهُ الَّذِينَ جَنَوْهُ وَيُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَيَشْرَبُهُ جَامِعُوهُ
فِي دِيَارِ قُدْسِي»."
نفس المعنى الذي
سبق في حراسة الله لكنيسته. واليمِينِ وَالذِرَاعِ
= يدلان على القوة، فالله يحلف بقوته أنه لن يترك شعبه بعد للأعداء.
ومن هو الله؟ هو المسيح (1 كو 1 : 24) والمسيح هو الله. فكأن الله هنا يقسم بذاته
(عب 6 : 13) وكل التشبيهات مستعارة من كنيسة العهد القديم. والمعنى أن الذين
يعملون في كرم الرب سيفرحون بثمار تعبهم. مثل خادم يتعب في خدمته.وسيفرح بنتاج
عمله فِي دِيَارِ قُدْسِ الرب = أي وسط
كنيسته.
آية (10):- "10اُعْبُرُوا، اعْبُرُوا
بِالأَبْوَابِ، هَيِّئُوا طَرِيقَ الشَّعْبِ. أَعِدُّوا، أَعِدُّوا السَّبِيلَ،
نَقُّوهُ مِنَ الْحِجَارَةِ، ارْفَعُوا الرَّايَةَ لِلشَّعْبِ. "
ما هو المطلوب
الآن من شعب الله ؟ الإجابة أن يتركوا بابل بعد كل ما هيأه الله لهم، أي يتركوا
أرض العبودية والخطية ويسيروا وراء المسيح. وكما هيأ يوحنا المعمدان الطريق أمام
الرب، هكذا يهيىء خدام الله قلوب الشعب ليأتي السيد ويسكن فيها. فعلي الشعب ان
يتوب وعلي خدام الله ان يزيلوا العثرات من امام الناس = نَقُّوهُ مِنَ الْحِجَارَةِ. ويرشدوهم في
الطريق= ارْفَعُوا الرَّايَةَ لِلشَّعْبِ.
آية (11):- "11هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ
أَخْبَرَ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ، قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: «هُوَذَا
مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ»."
قد يكون
المتكلم هنا هو أشعياء بعدما إبتهج بهذه الأخبار يصرخ قائلاً إن الرب قد أخبر إلى
أقصى الأرض أي الإيمان وصل لأقصى الأرض. ويبشر صهيون بان مُخَلِّصُها آتٍ = وسيخلص ويحصل على أُجْرَتُهُ من المؤمنين الذين
سيعتبرهم أجرة تعبه، فإنه بذل نفسه حباً لهم وإذ نجح عمله وجد أجرته في ازدياد عدد
المؤمنين.
آية (12):- "12وَيُسَمُّونَهُمْ:
«شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ:
«الْمَطْلُوبَةَ»، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ»."
الكنيسة
تسمى شَعْبًا مُقَدَّسًا وهى مطلوبة
فكثيرين يطلبون الإيمان بها وهى غَيْرَ
مَهْجُورَةِ ففاديها وعريسها فيها دائماً.