الإصحاح الحادى والأربعون

 

الأيات (1-10):-" 1وَكَانَ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَامَاعَ، مِنَ النَّسْلِ الْمُلُوكِيِّ، جَاءَ هُوَ وَعُظَمَاءُ الْمَلِكِ وَعَشَرَةُ رِجَال مَعَهُ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَأَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا فِي الْمِصْفَاةِ. 2فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَالْعَشَرَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ، هذَا الَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى الأَرْضِ. 3وَكُلُّ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، أَيْ مَعَ جَدَلْيَا، فِي الْمِصْفَاةِ وَالْكَلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ وُجِدُوا هُنَاكَ، وَرِجَالُ الْحَرْبِ، ضَرَبَهُمْ إِسْمَاعِيلُ. 4وَكَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بَعْدَ قَتْلِهِ جَدَلْيَا وَلَمْ يَعْلَمْ إِنْسَانٌ، 5أَنَّ رِجَالاً أَتَوْا مِنْ شَكِيمَ وَمِنْ شِيلُوَ وَمِنَ السَّامِرَةِ، ثَمَانِينَ رَجُلاً مَحْلُوقِي اللُّحَى وَمُشَقَّقِي الثِّيَابِ وَمُخَمَّشِينَ، وَبِيَدِهِمْ تَقْدِمَةٌ وَلُبَانٌ لِيُدْخِلُوهُمَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 6فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا لِلِقَائِهِمْ مِنَ الْمِصْفَاةِ سَائِرًا وَبَاكِيًا. فَكَانَ لَمَّا لَقِيَهُمْ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «هَلُمَّ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ». 7فَكَانَ لَمَّا أَتَوْا إِلَى وَسْطِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا قَتَلَهُمْ وَأَلْقَاهُمْ إِلَى وَسْطِ الْجُبِّ، هُوَ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ مَعَهُ. 8وَلكِنْ وُجِدَ فِيهِمْ عَشَرَةُ رِجَال قَالُوا لإِسْمَاعِيلَ: «لاَ تَقْتُلْنَا لأَنَّهُ يُوجَدُ لَنَا خَزَائِنُ فِي الْحَقْلِ: قَمْحٌ وَشَعِيرٌ وَزَيْتٌ وَعَسَلٌ». فَامْتَنَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ. 9فَالْجُبُّ الَّذِي طَرَحَ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ كُلَّ جُثَثِ الرِّجَالِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بِسَبَبِ جَدَلْيَا، هُوَ الَّذِي صَنَعَهُ الْمَلِكُ آسَا مِنْ وَجْهِ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. فَمَلأَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا مِنَ الْقَتْلَى. 10فَسَبَى إِسْمَاعِيلُ كُلَّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْمِصْفَاةِ، بَنَاتِ الْمَلِكِ وَكُلَّ الشَّعْبِ الَّذِي بَقِيَ فِي الْمِصْفَاةِ، الَّذِينَ أَقَامَ عَلَيْهِمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ، سَبَاهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَذَهَبَ لِيَعْبُرَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ."

عجيب هذه الوحشية الدموية، لكنها هى السبب فى خراب أورشليم. ونجد أن إسمعيل أخذ معهُ عشرة رجال من الأمراء على شاكلته. وأكلوا خبزاً مع جدليا ثم قتلوه " الذى أكل خبزى رفع على عقبه. وكأن الدم الذى سفكه الكلدانيين لم يكن كافياً فقاموا بسفك المزيد من دم هذا الشعب بل هم خلطوا مع دماء الشعب دماء الكلدانيين. وجاء 80 رجل من إسرائيل غالباً (الـ10 أسباط) ليبكوا خراب أورشليم والهيكل ومعهم تقدماتهم ليحرقونها ولكن يظهر فى طريقة حزنهم تأثرهم بالعادات الوثنية التى عاشوا فيها = محلوقى اللحى ومشققى الثياب ومخمشين = أى جرحوا أنفسهم، هؤلاء يحبون الله ولكن بطريقة وثنية. وسمع عنهم إسمعيل الدموى فخرج إليهم بدموع التماسيح يبكى خراب أورشليم مثلهم، وأراد أن يعرف مدى ولائهم لجدليا فإن ثبت ولاؤهم لهُ قتلهم. لذلك قال لهم هلم إلى جدليا (6) ولم يكن أحد قد عَرِف بقتل جدليا لأنَ المؤامرة كانت سرية. ولما ذهبوا ليروا جدليا وظهر حبهم له لما سمعوه عنه وانه رجل صالح قتلهم اسمعيل. ووضع كل هذه الجثث فى حفرة كان الملك أسا قد صنعها حين حصن أسا مدينة المصفاة من وجه بعشا ملك إسرائيل (1مل22:15) ولتصبح قلعة متقدمة ضد بعشا. ومما يدل على جشع إسمعيل تركه لـ10 رجال ليمتلك مخازنهم وأخذ رجال ونساء سبايا معهُ إلى ملجأه عند ملك بنى عمون.

 

الأيات (11-18):-" 11فَلَمَّا سَمِعَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ مَعَهُ بِكُلِّ الشَّرِّ الَّذِي فَعَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا، 12أَخَذُوا كُلَّ الرِّجَالِ وَسَارُوا لِيُحَارِبُوا إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا، فَوَجَدُوهُ عِنْدَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي فِي جِبْعُونَ. 13وَلَمَّا رَأَى كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَ إِسْمَاعِيلَ يُوحَانَانَ بْنَ قَارِيحَ وَكُلَّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ مَعَهُمْ فَرِحُوا. 14فَدَارَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي سَبَاهُ إِسْمَاعِيلُ مِنَ الْمِصْفَاةِ، وَرَجَعُوا وَسَارُوا إِلَى يُوحَانَانَ بْنِ قَارِيحَ. 15أَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا فَهَرَبَ بِثَمَانِيَةِ رِجَال مِنْ وَجْهِ يُوحَانَانَ وَسَارَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ. 16فَأَخَذَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ الَّذِينَ اسْتَرَدَّهُمْ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَثَنْيَا مِنَ الْمِصْفَاةِ، بَعْدَ قَتْلِ جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ، رِجَالَ الْحَرْبِ الْمُقْتَدِرِينَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالْخِصْيَانَ الَّذِينَ اسْتَرَدَّهُمْ مِنْ جِبْعُونَ. 17فَسَارُوا وَأَقَامُوا فِي جَيْرُوتَ كِمْهَامَ الَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، لِيَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ 18مِنْ وَجْهِ الْكَلْدَانِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنْهُمْ، لأَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا كَانَ قَدْ ضَرَبَ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ الَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى الأَرْضِ."

حين ظهر يوحانان الرجل الوطنى الشجاع وراء إسمعيل هرب إسمعيل فالخاطىء دائماً جبان ترعبه خطاياه. وقد هرب مع إسمعيل 8 من رجاله فيبدو أن إثنين منهم قتلوا فى المعركة أو تركوه وتخلوا عنه فى هذه المواجهة. ولكن يوحانان مع مميزاته السياسية لم يكن إنساناً روحياً ينتظر كلمة الله. فأراد أن يقود الشعب الذين إستردهم إلى مصر. ولأنه لم يكن إنساناً روحياً فهو قاد شعبه ولكن ليكمل خرابهم "أعمى يقود أعمى" ولأنه صمم على الذهاب إلى مصر عسكروا فى جيروت كمهام = وهى بالقرب من بيت لحم مدينة داود وهى كانت قطعة أرض أعطاها داود لكمهام إبن برزلاى. وقصده أن يذهب لمصر ليحميه المصريين وهذا إنحراف فاسد فى شعب الله منذ خروجهم من مصر. وكانت حجته أنه يهرب من الكلدانيين لئلا ينتقموا منه على قتل جدليا. ولنلاحظ تنقل الشعب على عدة قادة (يهود وكلدانيين...) فمن لا يتبع الله كسيد لهُ يسود عليه كثيرين.