الآيات (1-6):-" 1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ
الرَّبِّ قَائِلاً: 2«يَا ابْنَ آدَمَ، حَاجِ أُحْجِيَّةً وَمَثِّلْ
مَثَلاً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، 3وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ
الرَّبُّ: نَسْرٌ عَظِيمٌ كَبِيرُ الْجَنَاحَيْنِ، طَوِيلُ الْقَوَادِمِ، وَاسِعُ
الْمَنَاكِبِ، ذُو تَهَاوِيلَ، جَاءَ إِلَى لُبْنَانَ وَأَخَذَ فَرْعَ الأَرْزِ. 4قَصَفَ
رَأْسَ خَرَاعِيبِهِ، وَجَاءَ بِهِ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، وَجَعَلَهُ فِي
مَدِينَةِ التُّجَّارِ. 5وَأَخَذَ مِنْ زَرْعِ الأَرْضِ وَأَلْقَاهُ
فِي حَقْلِ الزَّرْعِ، وَجَعَلَهُ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. أَقَامَهُ
كَالصَّفْصَافِ، 6فَنَبَتَ وَصَارَ كَرْمَةً مُنْتَشِرَةً قَصِيرَةَ
السَّاقِ. انْعَطَفَتْ عَلَيْهِ زَرَاجِينُهَا وَكَانَتْ أُصُولُهَا تَحْتَهُ،
فَصَارَتْ كَرْمَةً وَأَنْبَتَتْ فُرُوعًا وَأَفْرَخَتْ أَغْصَانًا. "
حاج أحجية = قل لهم لغزاً ليفكروا فيه. نسر عظيم = هو ملك بابل كبير الجناحين = جيشه قوى. ذو تهاويل = وفى ترجمة أخرى متعدد
الألوان لأنه يجمع فى جيشه القوى شعوب كثيرة. ولبنان هنا تشير ليهوذا. وأخذ فرع الأرز شجرة الأرز هنا تشير لبيت الملك داود. ولأنه شبه داود وعائلته بأرزة فقال عن يهوذا أنها لبنان، فالأرز لا يوجد سوى فى لبنان. ولبنان
جميلة وخضراء وهكذا كانت اورشليم امام الله . وقد أخذ نبوخذ نصر أعلى فرع وهو
الملك يهوياكين وأسره فى بابل (لاحظ التشبيه بشجرة أرز، وذلك لطول شجرة الأرز،
وعائلة داود إستمرت تحكم على يهوذا فترة طويلة جداً، تقريباً من سنة 1055 ق م. وهى
السنة التى ملك فيها داود وحتى سنة 586 ق م. وهى السنة التى قتل فيها صدقيا أخر
ملوك يهوذا على يد نبوخذ نصر). وقصف رأس خراعيبه = الخراعيب هى الأغصان الخضراء إشارة للشباب الصالح للعمل، الذى
أخذه نبوخذ نصر فى السبى وجاء بهم إلى أرض التجار = أى بابل. وأخذ من زرع الأرض = أى صدقيا، الذى أخذه
نبوخذ نصر وأقامه ملكاً. ونمت المملكة فى حماية صدقيا الذى دخل فى معاهدة مع نبوخذ
نصر، أن يظل خاضعاً له، وحلف له بذلك = وإنعطفت عليه زراجينها = أى دخل صدقيا الملك فى
معاهدة ، وفيها يحمى نبوخذ نصر يهوذا علي ان يخضع صدقيا لنبوخذ نصر = وكانت أصولها تحته. ويقول هنا عن يهوذا كرمة منتشرة قصيرة الساق = أى ضعيفة وخاضعة لملك
بابل وهذه عكس حالتها الأولى المذكورة فى حز 19 : 11
الآيات (7-8):-" 7وَكَانَ نَسْرٌ آخَرُ
عَظِيمٌ كَبِيرُ الْجَنَاحَيْنِ وَاسِعُ الْمَنْكَبِ، فَإِذَا بِهذِهِ الْكَرْمَةِ
عَطَفَتْ عَلَيْهِ أُصُولَهَا وَأَنْبَتَتْ نَحْوَهُ زَرَاجِينَهَا لِيَسْقِيَهَا
فِي خَمَائِلِ غَرْسِهَا. 8فِي حَقْل جَيِّدٍ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ
هِيَ مَغْرُوسَةٌ لِتُنْبِتَ أَغْصَانَهَا وَتَحْمِلَ ثَمَرًا، فَتَكُونَ كَرْمَةً
وَاسِعَةً. "
نسر آخر عظيم = هو فرعون مصر، لكنه هنا ليس كثير الألوان إذ لا توجد أمم
كثيرة خاضعة له. فإذا بهذه الكرمة قد عطفت عليه
أصولها = حاول صدقيا أن يقيم
معاهدة مع فرعون، وحنث بعهده وحلفه لنبوخذ نصر.
الآيات (9-10):-" 9قُلْ: هكَذَا قَالَ
السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ تَنْجَحُ؟ أَفَلاَ يَقْلَعُ أُصُولَهَا وَيَقْطَعُ
ثَمَرَهَا فَتَيْبَسَ؟ كُلٌّ مِنْ أَوْرَاقِ أَغْصَانِهَا تَيْبَسُ، وَلَيْسَ
بِذِرَاعٍ عَظِيمَةٍ أَوْ بِشَعْبٍ كَثِيرٍ لِيَقْلَعُوهَا مِنْ أُصُولِهَا. 10هَا
هِيَ الْمَغْرُوسَةُ، فَهَلْ تَنْجَحُ؟ أَلاَ تَيْبَسُ يَبْسًا كَأَنَّ رِيحًا
شَرْقِيَّةً أَصَابَتْهَا؟ فِي خَمَائِلِ نَبْتِهَا تَيْبَسُ»."
هل ينجح صدقيا فى معاهدته مع مصر ؟ قطعاً لا. لأنه أهان الله
أمام الوثنيين البابليين بأن كسر وإستخف بالقسم الذى قسمه، وعهده مع ملك بابل الذى
أقسم فيه بيهوه إلهه، فنقضه لعهده هو إهانة للإسم المقدس. والسبب الثانى أنه يعتمد
على ملك مصر "وملعون من يتكل على ذراع بشر". والنتيجة أن
الله سيقلع أصول هذه الأرزة أى عائلة صدقيا.
وليس بذراع عظيمة = الذراع العظيمة هى جيش بابل، ولكن لم يكن خراب صدقيا
بسبب عظمة وقوة بابل، ولكن لأن الله قد تخلى عنه لأنه أهانه.
الآيات (11-21):-" 11وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ
الرَّبِّ قَائِلاً: 12«قُلْ لِلْبَيْتِ الْمُتَمَرِّدِ: أَمَا
عَلِمْتُمْ مَا هذِهِ؟ قُلْ: هُوَذَا مَلِكُ بَابِلَ قَدْ جَاءَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ مَلِكَهَا وَرُؤَسَاءَهَا وَجَاءَ بِهِمْ إِلَيْهِ إِلَى
بَابِلَ. 13وَأَخَذَ مِنَ الزَّرْعِ الْمَلِكِيِّ وَقَطَعَ مَعَهُ
عَهْدًا وَأَدْخَلَهُ فِي قَسَمٍ، وَأَخَذَ أَقْوِيَاءَ الأَرْضِ، 14لِتَكُونَ
الْمَمْلَكَةُ حَقِيرَةً وَلاَ تَرْتَفِعَ، لِتَحْفَظَ الْعَهْدَ فَتَثْبُتَ. 15فَتَمَرَّدَ
عَلَيْهِ بِإِرْسَالِهِ رُسُلَهُ إِلَى مِصْرَ لِيُعْطُوهُ خَيْلاً وَشَعْبًا
كَثِيرِينَ. فَهَلْ يَنْجَحُ؟ هَلْ يُفْلِتُ فَاعِلُ هذَا؟ أَوْ يَنْقُضُ عَهْدًا
وَيُفْلِتُ؟ 16حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّ فِي
مَوْضِعِ الْمَلِكِ الَّذِي مَلَّكَهُ، الَّذِي ازْدَرَى قَسَمَهُ وَنَقَضَ
عَهْدَهُ، فَعِنْدَهُ فِي وَسْطِ بَابِلَ يَمُوتُ. 17وَلاَ بِجَيْشٍ
عَظِيمٍ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ يُعِينُهُ فِرْعَوْنُ فِي الْحَرْبِ، بِإِقَامَةِ
مِتْرَسَةٍ وَبِبِنَاءِ بُرْجٍ لِقَطْعِ نُفُوسٍ كَثِيرَةٍ. 18إِذِ
ازْدَرَى الْقَسَمَ لِنَقْضِ الْعَهْدِ، وَهُوَذَا قَدْ أَعْطَى يَدَهُ وَفَعَلَ
هذَا كُلَّهُ فَلاَ يُفْلِتُ. 19لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ
الرَّبُّ: حَيٌّ أَنَا، إِنَّ قَسَمِي الَّذِي ازْدَرَاهُ، وَعَهْدِي الَّذِي
نَقَضَهُ، أَرُدُّهُمَا عَلَى رَأْسِهِ. 20وَأَبْسُطُ شَبَكَتِي
عَلَيْهِ فَيُؤْخَذُ فِي شَرَكِي، وَآتِي بِهِ إِلَى بَابِلَ وَأُحَاكِمُهُ
هُنَاكَ عَلَى خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَنِي بِهَا. 21وَكُلُّ
هَارِبِيهِ وَكُلُّ جُيُوشِهِ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ، وَالْبَاقُونَ يُذَرُّونَ
فِي كُلِّ رِيحٍ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ."
هنا تفسير اللغز. وعقوبة صدقيا أنه يُأسَر ويموت فى بابل، وجيشه يضرب، ولن ينفعه جيش مصر لأن فرعون لن
يعينه، وجيش صدقيا نفسه يهلك.
الآيات (22-24):-" 22« هكَذَا قَالَ
السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَآخُذُ أَنَا مِنْ فَرْعِ الأَرْزِ الْعَالِي وَأَغْرِسُهُ،
وَأَقْطِفُ مِنْ رَأْسِ خَرَاعِيبِهِ غُصْنًا وَأَغْرِسُهُ عَلَى جَبَل عَال
وَشَامِخٍ. 23فِي جَبَلِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِي أَغْرِسُهُ،
فَيُنْبِتُ أَغْصَانًا وَيَحْمِلُ ثَمَرًا وَيَكُونُ أَرْزًا وَاسِعًا، فَيَسْكُنُ
تَحْتَهُ كُلَّ طَائِرٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ يَسْكُنُ فِي ظِلِّ أَغْصَانِهِ. 24فَتَعْلَمُ
جَمِيعُ أَشْجَارِ الْحَقْلِ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، وَضَعْتُ الشَّجَرَةَ
الرَّفِيعَةَ، وَرَفَعْتُ الشَّجَرَةَ الْوَضِيعَةَ، وَيَبَّسْتُ الشَّجَرَةَ
الْخَضْرَاءَ، وَأَفْرَخْتُ الشَّجَرَةَ الْيَابِسَةَ. أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ
وَفَعَلْتُ»."
هذا الغصن الجديد هو المسيح، وكنيسته ستكون عالية سماوية = على جبل عالٍ شامخ = وتكون راسخة ثابتة. والمسيح هو غصن
أخذ من شجرة أرز عائلة داود (سمى المسيح غصناً فى أماكن كثيرة فى العهد القديم) والشجرة اليابسه التى ستفرخ هى الأمم. والشجرة الخضراء التى تيبس هى يهوذا. وضعت الشجرة الرفيعة
ورفعت الشجرة الوضيعة = هذه تشبه تسبحة العذراء أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين لو 1 : 52. الأعزاء هم الشجرة الرفيعة أى
الشياطين الذين إنهزموا وإنسحقوا بالصليب، والشجرة الوضيعة هم البشر الذين كانوا
مسحوقين مستعبدين لإبليس وجنوده، والمسيح رفعهم ليكونوا جسده من لحمه ومن عظامه أف
5 : 30.