الآيات (1-3):- "1هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ
فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. 2يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ.
فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. 3لِنَعْرِفْ
فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي
إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ. "
من
الذي يقول هذه الآيات ؟ قطعاً ليس هم اليهود، لا يهوذا ولا إسرائيل فهم في حالة
قساوة ورفض لعمل الله. ولكن هذه استجابة الكنيسة للآية الأخيرة من الإصحاح السابق.
فكان الله ينتظرها لتأتي إليه بعد أن يظهر لها محبته بصليبه، وهي استجابت وقالت هلَّم نرجع إلى الرب
. هذه آيات إنجيلية فيها نبوة عن صلب المسيح وقيامته بعد ثلاثة أيام وإرساله
للروح القدس لكنيسته التي أقامها معه. وعند رجوع التائب إلى الله سيكتشف أن الضربات
التي سمح بها الله كانت لتشفيه= لأنه افترس
فيشفينا لقد سمعنا في الإصحاح السابق أن الله سيفترس كأسد (14:5)
ولكننا هنا نرى مراحمه، فهو إنما كان يفترس ليؤدب ويشفى، يفترس الخاطئ بضرباته
ليشفيه من خطيته. والله يخرج ليعاقب ويؤدب الخاطئ، ثم يذهب ويرجع لمكانه تاركاً
الخاطئ في ضيق بسبب تجربته، ولكن الله ينتظر في مكانه أن يرجع إليه الخاطئ فيرفع
عنه ضيقه ويعزيه والمسيح بصليبه افترس الشيطان والموت ليشفينا ويحيينا. فالله يهب الشفاء خلال عمله الخلاصي في
المسيح يسوع الذي قام وأقامنا معه وهذا معنى يحيينا
بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا
= فالكنيسة تقوم مع السيد في قيامته.
اليوم
السادس اليوم السابع اليوم الثامن ( أيام
الخليقة)
يوم خلقة
آدم الذي مات فيه المسيح يوم القيامة
وسقوطه
وموته وقام . ولكننا ما زلنا نموت العامة
جسدياً
اليوم السادس
والسابع....... بعد يومين يحيينا اي في
(يوميــــــن)
اليوم
الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالث
وهذه نبوة
واضحة عن أن السيد دُفِنَ ثلاثة أيام (يوم الجمعة = اليوم السادس، ويوم السبت هو
اليوم السابع وقام يوم الأحد أي الثامن وبهذا يتطابق اليوم الثالث مع اليوم
الثامن، فهو الثالث بالنسبة ليوم الصلب وهو الثامن لدخوله أورشليم أو لأنه بداية
أسبوع جديد إشارة للحياة الجديدة التي نحياها في السماء بعد القيامة. لذلك فرقمي
3،8 يشيران للقيامة. ولكن كما مات المسيح وقام علينا أن نموت معه عن العالم حتى
يحيينا " مع المسيح صلبت فأحيا.." (غل20:2) وهذه القيامة هي سر قيامتنا
وحياتنا وهي سر معرفة الرب = لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. وفي ترجمة أخرى للآية
" لنعلم ونتتبع معرفة الرب" = لنعرف
فلنتتبع لنعرف الرب.
فالقيامة أعطتنا حياة جديد ة بإمكانيات جديدة ورؤية جديدة بها نعرف الرب ونتتبع
أعماله فطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. وقوله خروجه يقين كالفجر
= فيها نبوة أن المسيح قام في فجر اليوم الثالث. ونلاحظ أنه في نهاية الإصحاح
السابق يقول الرب "يبكرون إلىَّ" ومن يبكر إلى الله يجده أي يتقابل مع
المسيح القائم من الأموات فجراً. وماذا بعد القيامة؟ حلول الروح القدس. وهذا نراه
هنا أيضاً يأتي إلينا كالمطر ليروي
أرضنا اليابسة فنثمر. وخروجه يقين = أي
أن خلاصنا وقيامتنا أكيدة. والآن فالله أرسل الروح القدس وأعطانا القيامة وأعطانا
أن نعرفه ويكون لنا هذا حياة. إذاً ماذا نفعل؟ لنعرف
فلنتتبع = لنعرف المسيح فلنسير على خطواته ونتتبعها فهو صُلِب ومات،
وهذا هو جهادنا، وكلما صلبنا أهواءنا وشهواتنا نختبر حياة المسيح فينا. وكون هذه
الآيات قد أشارت لقيامة المسيح في اليوم الثالث فهذا نجده واضحاً في (1كو4:15) فلا
توجد نبوة عن قيامة المسيح في اليوم الثالث إلاّ هذه النبوة. ولقد أتت عبارة المطر المتأخر في بعض الترجمات " المطر
المبكر والمتأخر" أي المطر الذي ينزل في بداية الموسم، وما يأتي قبل الحصاد،
وهذا يعمل على كمال نضج المحصول، وعمل الروح دائماً كامل.
ولكن كيف فهم
اليهود هذه الآيات ؟ إن الله الذي إفترسنا بآلام شديدة في
السبي وخلال حروب أشور سيتركنا ويهجرنا لفترة نكون فيها كالأموات وهذه الفترة
نسبياً قصيرة = يومين ولكن مهما طالت هذه الفترة فهو سيعود ليخلصنا في اليوم
الثالث أي سريعاً ويقيمنا من هذا الموت وهذا الخلاص أكيد كما أن الفجر بالتأكيد
يأتي بعد الليل.
من أين فهمنا
أن الماء والمطر يشيران للروح القدس؟ (أش3:44 +
يو38:7،39).
الآيات
(4-11):- "4«مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ
يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ
كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. 5لِذلِكَ
أَقْرِضُهُمْ بِالأَنْبِيَاءِ. أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَالْقَضَاءُ
عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ. 6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ
ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ. 7وَلكِنَّهُمْ
كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي. 8جَلْعَادُ
قَرْيَةُ فَاعِلِي الإِثْمِ مَدُوسَةٌ بِالدَّمِ. 9وَكَمَا يَكْمُنُ
لُصُوصٌ لإِنْسَانٍ، كَذلِكَ زُمْرَةُ الْكَهَنَةِ فِي الطَّرِيقِ يَقْتُلُونَ
نَحْوَ شَكِيمَ. إِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا فَاحِشَةً. 10في بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ رَأَيْتُ أَمْرًا فَظِيعًا. هُنَاكَ زَنَى أَفْرَايِمُ. تَنَجَّسَ
إِسْرَائِيلُ. 11وَأَنْتَ أَيْضًا يَا يَهُوذَا قَدْ أُعِدَّ لَكَ
حَصَادٌ، عِنْدَمَا أَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي. "
في
(4) الله يعاتب أفرايم ويهوذا كلاهما على أن عبادتهم مظهرية سطحية كالندى. إحسانكم= صلاحكم. هذا مثل سحاب الصبح سريعاً ما ينقشع أو مثل الندى الماضي باكراً= أي شئ وقتى سريعاً ما يزول. هكذا
أيضاً برنا الذاتي. لذلك أقرضهم بالأنبياء
= كان الأنبياء يوبخونهم ويتنبأون عليهم بالهلاك، وما يقوله الأنبياء هو حكم الله
= أقوال فمي = هي أقوال الله والأنبياء
صرحوا بها. والقضاء
عليك كنور = لأن أحكام الله عادلة وعدله ظاهر كالنور. وهذا ما حدث
فعلاً فياهو قام ببعض الإصلاحات ولكنه سرعان ما إرتد (ياهو هو ملك إسرائيل) وحزقيا
ملك يهوذا قام بالإصلاح ولكن حين مات وجاء منسى الملك سرعان ما تجاوب الشعب مع
شروره. لذلك فإحسانهم مثل الندى.
وفي (6) أريد رحمة لا ذبيحة = هذه الآية استعملها المسيح
مرتين (أنظر المقدمة) والمعنى أن الله لا يريد ذبائحهم التي يقدمونها بطريقة
مظهرية شكلية وقلوبهم مملوءة شراً، ولكن الله يريد رحمة أي قلباً مملوءاً حباً
ثابتاً، الله يريد الأعمال الناشئة عن توبة وتغيير حقيقي في القلب، وهذه تتضح في
تعاملهم برحمة بعضهم مع بعض. وهذه ليست في طاقة البشر، ولكن الله هو العامل فينا
ليهبنا هذا الحب وخلال هذا الحب الذي يعطيه لنا الله نتعرف على الله = ومعرفة الله. لكن علينا أن لا نقاوم عمل روح
الله فينا. وفي (7) يشبه الله إسرائيل بآدم:-
1 ) آدم أعطاه
الله الجنة وأعطى إسرائيل أرضاً تفيض لبناً وعسلاً.
2) آدم أوصاه
الله وهكذا أوصى الله شعب إسرائيل.
3) كانت عطايا
الله لكلاهما كافية حتى لا يسألوا آخر ولكن آدم صدق الحية وإسرائيل ذهب وراء آلهة
وثنية، فكان كلاهما بلا عذر في خطيته، كلاهما تعدى عهده مع الله بكل خفة ويُسر.
4) آدم لم
يعترف بخطيته وإسرائيل لم يشعر بخطيته.
5) آدم طُرِد من
الجنة وإسرائيل طردت من أرضها في سبي آشور وهكذا مع يهوذا.
هناك
غدروا بي
= يبدو أن قوله هناك فيه إشارة لمكان مشهور بعبادة الأوثان. وفي آية (8) أمثلة لمن
غدروا بالله. جلعاد = هي راموت جلعات
إحدى مدن الملجأ الثلاثة وهي مدينة للاويين ولكن للأسف صارت مدينة للإثم وسفك الدم
= مدوسة بالدم = وقد يكون هذا بالقتل
فعلاً أو بأن يأخذوا رشوة ويحموا هناك أي قاتل ويسلموا البريء الفقير للقتل. وفي
(9) تحول الكهنة إلى لصوص = كماكرين
محتالين قتلة. وهم يقتلون نحو شكيم =
شكيم في الطريق لأورشليم، فهم كانوا يقتلون الصاعدين لأورشليم للعبادة ومما يزيد
من فظاعة خطيتهم أن شكيم كانت من مدن الملجأ.
وآية
(11): وأنت يا يهوذا أعَّدَ لك حصاد عندما أرد سبي
شعبي = كلمة حصاد تشير لمعنيين [1] للدينونة كما في (مت39:13 + يؤ13:3
+ رؤ15:14). [2] للبركات ودخول المؤمنين كقول السيد " الحصاد كثير والفعلة
قليلون" (مت37:9) وبحسب التفسير الأول نفهم الآية أنه عندما يملك الله على
شعبه بالكامل يوم الدينونة ويستعيد الله كل شعبه = عندما
أرد سبي شعبي = سيدين الله
يهوذا وبحسب التفسير الثاني نفهمه أولاً أن يهوذا سيكون لها بركات عندما يرد الله
سبي شعبه فيهوذا عادت من السبي أيام كورش الفارسي عكس إسرائيل وتفهم الآية أيضاً
أنه في وقت الدينونة أو في الأيام الأخيرة سيؤمن اليهود بالمسيح ويرد الله سبيهم
الذي هم فيه الآن، وهذا هو الحصاد.