الآيات (1-14): "1 في ذلك الزمان تجهز انطيوكس لغزو مصر ثانية. 2 فحدث انه
ظهر في المدينة كلها مدة أربعين يوما فرسان تعدو في الجو وعليهم ملابس ذهبية وفي
أيديهم رماح وهم مكتبون كتائب. 3 وقنابل من
الخيل مصطفة وهجوم وكر بين الفريقين وتقليب تروس وحراب كثيرة واستلال سيوف ورشق
نبال ولمعان حلي ذهبية ودروع من كل صنف. 4 فكان
الجميع يسألون أمور يكون مال هذه الآية خيرا. 5 وارجف قوم
أمور انطيوكس قد مات فاتخذ ياسون جيشا ليس بأقل من ألف نفس وهجم على المدينة بغتة
حتى إذا دفع الذين على الأزلي وأوشك أمور ويبدو مجد المدينة هرب منلاوس إلى القلعة. 6 فطفق
ياسون يذبح إنما وطنه بغير رحمة ولم يفطن أمور الظفر بالإخوان هو عين الخذلان حتى
كان نصرته هذه أنقذنا كانت على أصر لا على بني أمته. 7 لكنه لم
يحز الرئاسة وأنكم أحاق به أخيرا خزي كيده فهرب ثانية إلى ارض بني عمون. 8 وكانت
خاتمة أمره منقلبا سيئا لأن ارتاس زعيم العرب طرده فجعل يفر من مدينة إلى مدينة
والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة ويمقتونه مقت من هو قتال لأهل
وطنه حتى دحر إلى مصر. 9 فكان أمور الذي غرب كثيرين هلك في
الغربة في ارض لكديمون إذ لجا إلى هناك بوسيلة القرابة. 10 والذي
طرح كثيرين بغير قبر اصبح لم يبك عليه ولم يدفن ولم يكن له قبر في وطنه. 11 فلما
بلغت الملك هذه الحوادث اتهم اليهود بالانتقاض عليه فزحف من مصر وقد تنمر في قلبه
واخذ المدينة عنوة. 12 وأمر الجنود أمور يقتلوا كل من
صادفوه دون رحمة ويذبحوا المختبئين في البيوت. 13 فطفقوا
يهلكون الشبان والشيوخ ويبيدون الرجال والنساء والأولاد ويذبحون العذارى والأطفال. 14 فهلك
ثمانون ألف نفس في ثلاثة أي منهم أربعون الفا في المعركة وبيع منهم عدد ليس بأقل
من القتلى."
بينما كان أنطيوخس مشغولاً في حرب مع مصر، وصلت
إشاعة بأنه مات. فإنتهز ياسون الفرصة وهجم على أورشليم يريد قتل منلاوس ليستعيد
رئاسة الكهنوت. لكن منلاوس هرب إلى قلعة عكرة. وحدثت رؤيا سماوية لمعارك بين
فريقين فريق منهم له أسلحة ذهبية (الذهب رمز للسماويات)، وجيوش مسلحة. والمعنى أن الله يخبرهم بمعارك
ستقوم ضدهم، لكن السماء ستتدخل. ولماذا يسمح الله بهذه الضربات؟ للتأديب (آية17).
كما قال السيد المسيح لبيلاطس "لم يكن لم عليّ سلطان البتة إن لم تكن قد
أعطيت من فوق" (يو11:19) وحدثت مثل هذه الرؤى قبل خراب أورشليم سنة 70م على
يد تيطس الروماني. وسريعاً ما بدأ تحقيق الرؤيا فلقد عاد أنطيوخس ليشن إضطهاداً
دموياً عنيفاً ضد أورشليم، وبدأ أيضاً التدخل السمائي بإنعزال يهوذا المكابي
إستعداداً لتكوين الجيش المكابي الذي سينتصر. أما ياسون فهرب بعد ذلك إلى مصر ثم
إسبرطة= لكديمون (هو إسم آخر لإسبرطة)
فكان يقال أن هناك قرابة بين اليهود والإسبرطيين. ومات في غربة ولم يجد من يدفنه،
وغالباً فإن اليهود في أورشليم هم الذين طردوا ياسون إذ وصلتهم أخبار الإشاعة بأن
أنطيوخس مات، بل لولا إحتماء منلاوس بالقلعة لكانوا قد قتلوه هو أيضاً، ويقال أن
أنطيوخس كان راجعاً من مصر بمهانة شديدة فشمت فيه اليهود فإنتفم منهم.
الآيات (15-27): "15 ولم يكتف بذلك
بل اجترا ودخل الهيكل الذي هو اقدس موضع في الأحوال كلها وكان دليله منلاوس الخائن
للشريعة والوطن. 16 واخذ الآنية المقدسة بيديه الدنستين
مع ما أهدته ملوك الأبواب لزينة الموضع وبهائه وكرامته وقبض عليها بيديه النجستين
ومضى. 17 فتشامخ انطيوكس في نفسه ولم يفطن إلى أمور الله غضب حينا كأنها خطايا
سكان المدينة وانه لذلك أهمل الموضع. 18 ولولا
انهم انهمكوا بخطايا كثيرة لجلد حال دخوله وردع عن جسارته كما وقع لهليودورس الذي
بعثه سلوقس الملك لافتقاد الخزانة. 19 ولكن الرب
لم يتخذ الأمة كأنها الموضع بل الموضع كأنها الأمة. 20 ولذلك
بعدما اشترك الموضع في مصائب الأمة عاد فاشترك في نعم الرب وبعدما خذله القدير في
غضبه أدرك كل مجد عند توبته تعالى. 21 وحمل
انطيوكس من الهيكل ألفا وثماني مئة قنطار وبادر الرجوع إلى أنت وقد خيلت إليكم
كبرياؤه وتشامخ نفسه انه يقطع البر بالسفن والبحر بالقدم. 22 وترك
عمالا يراغمون الأمة منهم فيلبس في أوامر وهو فريجي الأصل وكان أشرس أخلاقا من
الذي نصبه. 23 واندرونكس في جرزيم وأيضاً منلاوس
الذي كان اشد جورا على الرعية من كليهما. 24 ثم حمله
ما كان عليه من المقت لرعايا اليهود على أمور أرسل ابلونيوس الرئيس البغيض في
اثنين وعشرين ألف جندي وإما أمور يذبح كل بالغ منهم ويبيع النساء والصبيان. 25 فلما وفد
إلى أورشليم اظهر السلام وتربص إلى يوم السبت المقدس حتى إذا دخل اليهود في عطلتهم
أمر أصحابه بان يتسلحوا. 26 وذبح جميع الخارجين للتفرج ثم اقتحم
المدينة بالسلاح واهلك خلقا كثيرا. 27 وان
يهوذا المكابي كان قد انصرف إلى البرية وهو عاشر عشرة فلبث مع أصحابه في الجبال
يعيشون عيشة الوحوش ويأكلون العشب لئلا يشتركوا في النجاسة."
كان ممنوع على
الأمم دخول الهيكل، فنجد منلاوس رئيس الكهنة يساعد أنطيوخس على دخوله. الرب لم يتخذ الأمة لأجل الموضع بل الموضع لأجل الأمة=
الموضع هو هيكل الله المقدس. وهذه الآية تماثل قول السيد المسيح "السبت
إنما جُعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت" (مر27:2،28). فالله جعل كل شئ
لأجل الإنسان. . الطبيعة والخليقة بل حتى الهيكل. فالهيكل جعله الله وسيلة ليقترب
بها الإنسان لله فيجد سلامه وفرحه. فلما أهان الإنسان الهيكل بل أحزنوا الله يسمح
الله بنهب الهيكل، بل بتحطيمه كما حدث أيام نبوخذ نصر، إذ فارق الله الهيكل
(حز18:10،19 + حز22:11،23) فالله كان لا يريد أن يجتمع مع هذا الشعب الخاطئ، فما
الداعي للهيكل. ثم حين عادوا بالتوبة عاد لهم الله، وتطهر الهيكل. عند توبته تعالي= في ترجمة أخرى "عند
تصالحه مع السيد العظيم" أي عندما يتوب الشعب ويرجع لله يرجع لهم الله
"إرجعوا إليّ أرجع إليكم" (زك3:1). ويبلغ مقدار ما حمله أنطيوكس من
الهيكل 59مليون جنيه. وبادر بالرجوع إلى إنطاكية=
خوفاً من تمرد يقوم به مناصرو سلوكس الرابع. يقطع
البر بالسفن والبحر بالقدم= أي يقوم بالمستحيل.
عمالاً يراغمون= يضايقون. أندرونيكوس=
شخص آخر غير المذكور في (31:4). وفي (26) ذبح
جميع الخارجين للتفرج وفي (25) أمر
أصحابه بأن يتسلحوا وبهذا نفهم أنه أمر بعمل عرض عسكري فخرج اليهود
يتفرجون فقتلهم ودخل المدينة ليقتل آخرين. ثم نسمع عن بداية المكابيين. عاشر عشرة= هم عشرة رجال خرجوا معاً. النواة
الأولى للجيش المكابي. عيشة الوحوش= بلا
أكل ولا شرب ولا مسكن ووسط أخطار البرية.