الحرية
المسيحية
في
الأصحاح
السابق حثنا
القديس بولس
على التمسك
بالبنوة لله،
الأمر الذي لم
يكن ممكنًا للناموس
أن يقدمه.
الآن يوضح
مفهوم حرية
البنين، حتى
لا يُساء
فهمها أو
استخدامها.
1. خطورة
الحرفية على
الحرية
المسيحية
1-12.
2. حرية
الحب
والانحلال
13-15.
3. الحرية
والسلوك
بالروح
16-26.
1.
خطورة
الحرفية على
الحرية
المسيحية
قرار
الإنسان
بخصوص الختان
- كعملٍ ناموسيٍ
ملزم للخلاص -
له مفهومه
المتسع. فقبوله
أساسًا يعنى
أن الإنسان
يضع نفسه تحت
سلطان
الناموس كله
بثوبه الحرفي.
فإن كانت
الحرية المسيحية
هي إحدى ثمار
الخلاص
بالنعمة، يدركها
المؤمن في
ربنا يسوع
المسيح ومن
خلاله (4: 3-5)،
فإننا
بالنعمة
نتمتع
بالتحرر من نير
الناموس
الموسوي في
ثوبه الحرفي؛ هذا
لا يعني أن
الحرية هي كسر
للناموس أو
تهاون في حفظ
الوصايا.
السيد
المسيح ليس
برجل شرطة، بل
هو حمل اللَّه
الذي يحمل
خطايا العالم
(يو 1: 29)؛ بالنعمة
يصير الإنسان
خاضعًا
لناموس
المسيح
ومتممًا له بفرح
(2:6)، بكونه
ابنًا يسكنه
الروح،
ويتقوى به (4: 1-7)،
يحمل رغبة
داخلية وقوة
ليظل حيًا،
يمارس ناموس
اللَّه
الأخلاقي. في
ظل عهد النعمة
الجديد يعمل
الروح القدس
في طبيعة
المؤمن
الجديدة،
فيجعله
مريدًا أن يطيع
إرادة
اللَّه،
ويذعن
لناموسه
السلوكي (عب 10: 16).
يدرك
المؤمن أيضًا
أنه سيدان على
أعماله
كإعداد
للتمتّع
بالسماء
وعليه أن يضع
باستمرار في
ذهنه أن حريته
الحقيقية قد جاءت
به إلى الخضوع
الكامل للسيد
المسيح، وأنه
عبد له يلتزم
بطاعته على
الدوام (رو 12: 1).
قد يبدو في
هذا تناقض،
لكن المسيحي
يكتشف أنه
يتمتع بأعظم
حرية حين يستعبد
نفسه بالتمام
لربنا يسوع
المسيح[107].
"فاثبتوا
إذًا في
الحرية التي
حررنا المسيح بها،
ولا
ترتبكوا
أيضًا بنير
عبودية"[1].
v
انظروا، كم
من الطرق
يقودهم بها
بعيدًا عن خطأ
التهود!
أولاً: يُظهر
أنه غاية
الحماقة أن
يبتغى أولئك
الذين صاروا
أحرارًا بعد
العبودية
العودة إلى العبودية
عِوض الحرية.
ثانيًا:
أنهم سيدانون
على تجاهلهم
مصدر النعم
التي نالوها
وجحودهم
إياه،
باحتقارهم من
يخلصهم وحبهم
لمن يستعبدهم.
ثالثًا:
بقوله
"اثبتوا"
يُشير إلى
تذبذبهم...
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v
"إنه إن
اختتنتم لا
ينفعكم
المسيح
شيئًا" [2].
"ها أنا
بولس أقول لكم"
[2]؛ تعبير
يقدمه من هو
واثق فيما
يؤكده...
من
يُختتن إنما
يختتن لأجل
خوفه من
الناموس، ومن
يخاف الناموس
لا يثق في قوة
النعمة، ومن لا
يثق لا يمكنه
أن يتلقى نفعًا
مما لا يثق
فيه...
إن قال
أحد إن في هذا
تناقض، مثل
هذا لا يؤمن بالمسيح
ولا بالناموس
أيضًا بل يقف
(مذبذبًا) بينهما،
راغبًا في
الانتفاع
بكليهما،
بالواحد
والآخر، لكنه
لا يحصد
شيئًًا[108]....
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v
أجزاء الناموس
مرتبطة بعضها
ببعض...
فبالنسبة
(للرسول) إذا
ما وضعت على
عاتقك جزءًا صغيرًا
منه تخضع
للنير كله،
وتجلب على
نفسك سلطانه
الكامل عليك...
فمثلاً:
الختان مرتبط
بالذبيحة
وحفظ الأيام،
والذبيحة أيضًا
مرتبطة بحفظ
الأيام
والمكان
وتتضمن تفاصيل
خاصة بتطهيرات
لا تنتهي تضم
حشدًا كاملاً
من طقوس
متنوعة...
فإن
اختتنت، لكن
ليس في اليوم
الثامن؛ أو
كان في اليوم
الثامن لكن
دون تقديم
ذبيحة؛ أو قُدمت
الذبيحة لكن
ليس في الموضع
المحدد لها؛
أو كانت في
الموضع
المعين لها
ولكن ليس حسب
الطقوس؛ أو
كانت حسب
الطقوس لكنك
لم تكن
طاهرًا؛ أو
كنت طاهرًا
لكنك لم تتطهر
حسب الأحكام
السليمة،
يُحسب كل شيء
لغوًا، لذلك
يقول: "إنه
ملتزم أن يعمل
بكل الناموس"
[3][109].
v
إن كان
الناموس
ضروريًا،
يكون هكذا
ككلٍ، وليس في
جزء منه؛ ليس
في وصية
واحدة؛ وإن كان
ضروريًا ككل
ينزع برّ
الإيمان
شيئًا فشيئًا.
إن كنت تحفظ
السبت،
فلماذا لا تُختتن
أيضًا؟ وإن
اختتنت
فلماذا لا
تُقدم ذبائح؟
إن كان يجب
حفظ الناموس
فليحفظ ككل أو
لا يُحفظ ككل[110].
v
في النهاية
يُعلن خطورة
عقابهم الصارم
[4]. عندما يعود
إنسان إلى
الناموس
العاجز عن أن
يخلصه، يسقط
من النعمة،
ماذا يتبقى له
سوى الجزاء
بلا رحمة، فإن
الناموس بلا
قوة كي يسنده
والنعمة
ترفضه؟[111]
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
لسنا نكسر
الناموس، ولا
حتى في طقوسه.
فالذبائح على
سبيل المثال
فد تحققت في
ذبيحة المسيح
الذاتية
الفريدة،
المقدمة
لحساب كل
المؤمنين. والختان
تحقق روحيًا
بطريقة كاملة
في المعمودية.
والسبت يحفظ
روحيًا كل
أيامنا
كَسَبْتٍ (راحة)
في المسيح.
v
نحن نفهم
أننا لا نزال
ملتزمين بحفظ
السبت من كل "عمل
عبودي"،
نحفظه على الدوام
وليس فقط في
اليوم
السابع، خلال
كل الزمن[112].
العلامة
ترتليان
v
"فإننا بالروح
من الإيمان
نتوقع رجاء
بره" [5]. يقول
إننا لسنا في
حاجة إلى حفظ
أي طقس ناموسي
(حرفي)؛
الإيمان فيه
الكفاية
لنوال الروح،
وبالروح ننال البرّ
مع منافع
كثيرة وعظيمة[113].
القديس
يوحنا ذهبي
الفم
واضح أن
حديث القديس
يوحنا الذهبي
الفم هنا يخص
عدم قبول طقوس
الناموس
الحرفية كالختان
وحفظ السبت
والذبائح
الحيوانية
والتطهيرات
كطريق
الخلاص، إنما
الحاجة إلى الإيمان
"العامل
بالمحبة"
الذي فيه
الكفاية
مرتبطًا
بالتوبة
والعماد
والمحبة، كما
هو واضح من
تكملة
أحاديثه التي
يوردها فيما
بعد.
1. تعني
إقصاء إنجيل
النعمة الحق،
عندما يتكل المؤمن
على برِّه
الذاتي أو
يحفظ الناموس
الموسوي في
ثوبه الحرفي
كمصدر الخلاص
والبرّ.
2. عندما
يستهين
المؤمن
بالنعمة، بأن
يزرع للجسد
شهواته
الجسدية،
فيحصد فسادًا
أخلاقيًا عِوض
ثمار الروح
القدس، لذا
يليق بنا
تكريم النعمة
الإلهية.
الإيمان
العامل
بالمحبة
الإيمان
بالمسيح
المحرر
العامل
بالمحبة [6].
ربما كان في
ذهن القديس
بولس هنا
(المحبة)
المتبادلة
بين اللَّه
والإنسان. حب
اللَّه يحرك
الإنسان
فيستجيب له،
مطيعًا
الوصية
كتعبيرٍ عن
الحب[114].
v
لاحظ جرأته
العظيمة في
مواجهتهم، إذ
يقول إن الذي
لبس المسيح
يلتزم ألا
يهتم بهذه الأمور
(حفظ الطقس
الناموس
الحرفي) [6]...
ما هو
معنى "العامل
بالمحبة"؟
إنه يصفعهم
هنا بقوة،
مظهرًا لهم أن
هذا الخطأ قد
زحف إليهم لأن
محبة المسيح
لم تتأصل في داخلهم.
الإيمان ليس
هو كل ما
يُطلب، إنما
يجب أن يثبتوا
في المحبة. كأنه
يقول: أتحبون
المسيح كما
ينبغي؟ لا
ترتدوا إلى
العبودية،
وتتخلوا عن
ذاك الذي
خلصكم؛ لا
تزدروا بمن
منحكم الحرية.
لقد أراد
بهذه الكلمات
أيضًا أن يصحح
مسار حياتهم[115].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v
هذا الإيمان
يميزنا عن
إيمان
الشياطين ( يع2:
19)، وعن سلوك
الدنسين
الفاسدين...
انزع
الإيمان
يتبدد كل ما
تعتقد به!
انزع الحب،
تتبدد كل
أعمالك! فإن
عمل الإيمان
أن تعتقد والمحبة
أن تعمل!
v
ليس الذين
يسمعون
الناموس هم
أبرار عند
اللَّه، بل
الذين يعملون
بالناموس هم
يتبررون (رو 2: 13)،
"الإيمان
العامل
بالمحبة"، "سلام
عظيم لمحبي
ناموسكم، ولا
شيء يسيء
إليهم!"
v
لست أحثكم
على الإيمان
بل على الحب.
فإنكم لا تقدرون
أن تقتنوا
الحب بدون
الإيمان؛
أقصد حب
اللَّه
والقريب؛ إذ
كيف يوجد دون
الإيمان؟ كيف
يمكن لإنسان
أن يحب اللَّه
ما لم يؤمن
به؟ كيف يمكن
للجاهل أن يحب
اللَّه، الذي
يقول في قلبه
ليس إله (مز 53: 1). يمكنك
أن تؤمن بأن
المسيح جاء
دون أن تحبه،
لكن لا يمكنك
أن تحبه وأنت
تقول بأنه لم
يأتِ![116].
القديس
أغسطينوس
الطاعة
في الحب
وُصفت
الطاعة [7-12] في
الحب كطاعة
"للحق"
الإنجيلي، إذ
خشي الرسول
لئلا يكون
قارئوه
نافرين منها[117].
v
الذي دعاكم
[8]، لم يدعكم
إلى مثل هذه
التقلبات، لم
يضع ناموسًا
أن تتهودوا[118].
v
"خميرة صغيرة
تخمر العجين
كله" [7]. بهذا
يقول إن الخطأ
الطفيف - إن لم يصحح
- يكون
(كالخميرة
الصغيرة التي
تخمر العجين)
قادرًا على
قيادتكم إلى
تهود كامل[119].
v
في كل موضع
يربط شكواه
ضدهم بمديحه
لهم, هنا [10] يبدو
كمن يقول:
إنني أعرف
تلاميذي، وأدرك
استعدادكم
للاستقامة. لي
رجاء عظيم (فيكم)،
جزئيا لأن
الرب لا يسمح
بهلاك شيء
مهما كان
تافهًا،
ولأنكم
ترجعون هكذا
إلى إصلاح
أنفسكم
سريعًا. في
نفس الوقت ينصحهم
ان يجاهدوا من
جانبهم، إذ لا
يمكننا
التمتع بالمعونة
من قبل الله
ما لم نجاهد
من جانبنا...
يحثهم(الرسول)
ليس فقط
بكلمات
التشجيع
وإنما بنطقه
باللعنة مع
التنبؤ ضد
معلميهم
(الكذبة). لاحظ أنه
لم يشر قط إلى
أسماء هؤلاء
المتآمرين
حتى لا يزداد
المتآمرون
جسارة (وعنفًا)[120].]
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v
"وأما أنا
أيها الإخوة،
فإن كنت بعد
أكرز
بالختان، فلماذا
أُضطهد بعد ؟" [11][121]
إن كنت
بعد أبشر
بالختان،
فلماذا
أُضطهد؟ إن هذا
هو الاتهام
الوحيد الذي
يوجهه ضدي
الذين هم من
أصل يهودي. لو
أنني سمحت لهم
بحفظ عادات
آبائهم مع
قبولهم الإيمان
لما نَصبَ لي
المؤمنون
منهم وأيضًا
غير المؤمنين
فخاخًا،
متطلعين إليّ
أنني لم أعق
استخدام
ممارساتهم.
ماذا
إذًا، ألم
يكرز (الرسول)
بالختان؟ ألم
يختن
تيموثاوس؟
حقًا، لقد
ختنه. فلماذا
يقول: "لم أكرز
به"؟ لاحظ دِقّته،
إذ لم يقل:
"إنني لم أقم
بالختان"
إنما قال: "لم
أكرز به"،
بمعنى إني لم
آمر الناس أن
يؤمنوا به.
إذًا لا
تحسبوا هذا
تأكيدًا
لتعليمكم،
فإني وإن كنت
قد اختتنت
لكنني لا أكرز
به...
عندما
جاءوا
باسطفانوس
أمام المجمع،
لم يقولوا:
"هذا الرجل
يعبد
المصلوب"،
إنما قالوا
إنه "يتكلم
كلامًا
تجديفًا ضد
هذا الموضع
المقدس والناموس"
(أع 6: 13). هذا هو
الاتهام الذي
وجهوه أيضًا
ضد يسوع: إنه
كسر الناموس.
لذلك يقول
بولس: لو
سلمنا بالختان
يهدأ النزاع
القائم بينكم
ولا توجد عداوة
للصليب
وتستمر
كرازتنا...
إنه يدعو
(عدم الكرازة
بالختان) عثرة
الصليب، لأنها
ارتبطت
بالتعليم به؛
هذا ما أعثر
اليهود
أساسًا
وعامتهم عن
قبول الصليب،
أعنى الوصية
بهجر ممارسات
آبائهم[122].
v
لاحظ هنا كيف
يتحدث بمرارة
ضد مخادعيهم [12].
في البداية
وجه الاتهام
ضد المخدوعين
ودعاهم "أغبياء"
مرة ومرات.
الآن إذ صحح
مسارهم
وأرشدهم بما
فيه الكفاية تحول
إلى
المخادعين
لهم...
حسنًا
يقول: "الذين
يقلقونكم"، إذ
يلزمونهم على
ترك وطنهم
وحريتهم
وعشيرتهم
السماوية،
ليتغربوا في
أرض أجنبية؛
طردوهم من
أورشليم
العليا
والحرة
وألزموهم أن
يجولوا كأسرى
ومهاجرين[123].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
2.
حرية الحب
والانحلال
تكمن
الخطورة في أن
يقود التحرر
من الطقوس الناموسية
المؤمنين إلى
المبالغة،
هذه التي لا
يمكننا
الاحتماء
منها إلا
بممارسة
أعمال الحب
المسيحي.
إنجيل النعمة
يحمينا ضد
التسيب [13-15]، إذ
يجب ألا نخلط
بين الحرية
والانحلال. فالتحرر
من الشرائع
التي هي تحت
الناموس لا تعني
التخلي عن
الالتزام.
ولكن عِوضًا
عن ذلك، يدعونا
إلى تحمل
مسئوليات
أعظم للحياة
تحت النعمة،
فالإنجيل
يطالبنا بما
هو أكثر وليس
ما هو أقل مما
يطلبه
الناموس،
فإنه وإن طالبنا
فقط بالحب،
لكنه لم يحدد
مضمون هذا
الطلب الواحد
وحدوده
مقدمًا[124].
v
"فإنكم إنما
دعيتم للحرية
أيها الإخوة،
غير أنه لا تُصيّروا
الحرية فرصة
للجسد" [12]...
انكسرت
قيود
الناموس،
أقول هذا لا
ليهبط مستوانا
بل ليرتفع...
هكذا
يقول بولس إن
المسيح يرفع
عنك النير، لا
لتثب وترفس،
بل لكي بغير
النِير تتقدم
سريعًا إلى
الأمام،
مُظهرًا
الكيفية التي
بها يتحقق هذا
بسهولة؛ ما هي
هذه الكيفية؟
يقول: "بل
بالمحبة
اخدموا بعضكم
بعضًا" [13]...
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
3.
الحرية
والسلوك
بالروح
إننا
نسيء إلى
حريتنا
بالآتي:
1.
الافتقار إلى
الحب (5: 13-15): إذ
تُمارس
الحرية بلا حب
يحدث دمار
مزدوج، شجار
وعنف[125] "كل
الناموس في
كلمة واحدة
يَكمل: تحب
قريبك كنفسك"
[14].
2. تجاهل
السلوك
بالروح [16]:
كما أن الحب
هو المحتوى
اللائق
بالحرية، هكذا
الروح هو
البيئة
المناسبة
لها؛ يهب
الحرية قوة
وإرشادًا[126]. نظن أن
الحرية إنما
تقودنا لنحيا كما
يحلو لنا
ونفعل ما
يعجبنا، لكن
النعمة تقودنا
لنحيا بفرحٍ
حسبما يُسر
اللَّه، ونحب
ما يحبه هو.
يؤكد الرسول
أن غاية
الناموس
الموسوي أن
يجتذب
الإنسان إلى
السيد المسيح
لأجل الخلاص
وحياة
القداسة
العملية. كما
يقدم الالتزام
البشري
بقدسيةٍ
عملية،
قائلاً: "اسلكوا
بالروح " [16].
لنا الخيار أن
نسلك بقوة
الروح أو نكمل
"أعمال
الجسد" (5: 9-21).
المنافسة في
حياة الإنسان
قائمة بين
شهوات الروح
وشهوات الجسد
(رو8: 4).
v
من يحب قريبه
كما يجب يميل
أن يصير
خادمًا له بأكثر
تواضع من أي
خادم...
عندما
يُرفع نير
الناموس عنهم
يُوضع نير آخر
حتى لا يثبون
هنا وهناك؛
نير الحب
الأقوى من
النير الأول،
ومع هذا فهو
أخف وأعذب.
ولكي يوضح
الرسول كيف
نطيعه أضاف:
لأن كل الناموس
في كلمة واحدة
يكمل: "تحب
قريبك كنفسك"
[14]...
يقول: "إن
أردت أن تتممه
لا تختتن، إذ
لا يكمل الناموس
بالختان بل
بالحب"[127].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
3. بالحياة
الدنسة [16-26]: منحنا
السيد المسيح
الروح القدس
ليحررنا من الأعمال
الشريرة،
خاصة الشهوات
الجسدية (19-21). دعْ
الروح القدس
يقود حياتك
خلال الحرية،
هذا الذي ثمره
يقف ضد أعمال
الجسد. هذا
الثمر (في
صيغة المفرد)
هو الحصاد
الكامل لبرّ
المسيح،
يتجلى في
حياتنا وعلاقتنا
مع:
- اللَّه:
محبة، فرح،
سلام.
- الآخرين:
طول أناة،
لطف، صلاح.
- أنفسنا:
إيمان،
وداعة، تعفف.
إن عشنا
في المسيح (يو 15)
نصير
أحرارًا،
نحمل ثمرًا من
اللَّه. هل
نُظهر هذا
الثمر في
حياتنا؟
v
"فإن كنتم
تنهشون
وتأكلون
بعضكم بعضًا،
فانظروا لئلا
تفنوا بعضكم
بعضًا " [15]...
هذه هي
لغة التفهّم
والتحذير لا
الإدانة... أن تنهشوا
تعني إشباعًا
لشهوة الغضب،
والأكل علامة
الوحشية
الضارية في
أقصى
درجاتها...
الخصام
والانشقاق
يدمران
ويهلكان حتى
من
يستخدمهما،
ويأكلان كل شيء
أكثر من العث...
إذ يتحدث
عن علة المرض
هكذا يورد
العلاج الذي يرد
الصحة. يقول: "اسلكوا
بالروح، فلا
تكملوا شهوة
الجسد" [16].
يتهم البعض
الرسول بأنه
قسّم الإنسان
إلى جزئين...
لكن الأمر ليس
هكذا، فإنه
بالتأكيد لم يقصد
بكلمة
"الجسد"
الجسم فلو كان
يعني هذا فما
معنى إضافةه
تعبير: "شهوة
الجسد ضد شهوة
الروح"؟... لقد
اعتاد أن يدعو
الإرادة
الفاسدة لا
الطبيعة
"جسدًا"، مثل
قوله: "لكنكم
لستم في الجسد
بل في الروح"
(رو 8: 8-9)، وأيضًا:
"الذين هم في
الجسد لا
يستطيعون أن
يرضوا اللَّه"...
ماذا
إذًا يعني
بالجسد؟
الفكر
الأرضي، الكسل
واللامبالاة،
هذا ما يعنيه
هنا بالجسد،
وهو ليس
اتهامًا
للجسم إنما هو
اتهام ضد
النفس الخاملة.
الجسد أداة؛
لا يبغض أحد
الأداة أو يكرهها،
لكن يبغض من
يسيء
استخدامها…
في
استخدامه
تعبير "الجسد
يشتهي ضد
الروح" يعني
حالتين
للعقل؛ يضاد
إحداهما
الأخرى، أعني
تضاد بين
الفضيلة
والرذيلة،
وليس تضاد بين
النفس
والجسم...
إنه
يُشير إلى
الصراع بين
المبادئ
الشريرة والمبادئ
الصالحة؛ إلى
الإرادة أو
عدم الإرادة
التي تخص
النفس، لذلك
يقول: "وهذان
يقاوم أحدهما
الآخر" حتى لا
تُترك النفس
مستمرة في
شهواتها
الشريرة...
من يبلغ
مكانًا
رفيعًا
ساميًا بدافع
داخلي لا
يحتاج إلى
معلم، ومن كان
فيلسوفًا لا
يحتاج إلى
عالم نحو؛
لماذا إذًا
تنزلون
بأنفسكم هكذا
الآن لتنصتوا
إلى الناموس
بعدما سلمتم
أنفسكم
للروح؟…
أجبني
الآن، يا من
تتهم جسدك
وتحسبه عدوًا
وخصمًا. لنقبل
ما تؤكدونه
بأن الزنا
والعهارة يصدران
عن الجسد،
ولكن
الكراهية
والشقاق والصراع
والنزاع
والبدع
والسحر هذه
إنما تنبع عن
مجرد اختيار
سلوكي فاسد.
وهكذا
بالنسبة للأخطاء
الأخرى
أيضًا، كيف
يمكن أن
ننسبها للجسد؟
ها أنتم
تلاحظون أنه
لا تتحدث (هذه
الرذائل) عن
الجسم بل عن
أفكار أرضية،
تزحف على
الأرض...
"وأما
ثمر الروح فهو
محبة فرح
سلام..." [22]
لاحظ أن
حديثه لا
يرتبط بكيان
الجسم بل
بالاختيار
الأخلاقي
الذي قد يكون
فاسدًا أو غير
فاسد.
النفس
التي تبلغ إلى
السمو بواسطة
الروح لا تحتاج
إلى تذكير
الناموس لها.
هنا أيضًا
يرفض الناموس
تمامًا
وبشدة، لا
لأنه شرير،
وإنما لأنه
أقل من
الفلسفة
(الحكمة) التي أُعطيت
بواسطة
الروح...
إنه لا
يعني أنهم
دمروا
أجسامهم،
وإلا كيف هم عائشون؟…
"إن كنا
نعيش بالروح
فلنسلك أيضًا
بحسب الروح..."
"لنسلك"، أي لنكتفِ
بقوة الروح
ولا نطلب عون
الناموس[128].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v
يضع (الرسول)
أمامنا هذا
الصراع. ننشغل
في هذا المعركة
إن كنا في
شهوات الجسد
ضد الروح والروح
ضد الجسد[129].
v
عندما تنتهي
هذه الحرب
تتحول كل
الشهوات إلى
حب، ولا يبقى
في الجسد شيء
ما يضاد
الروح، لا
يبقى ما يُروض
أو يُكبح
جماحه أو
يُخضع إنما
يسير كل شيء
بتناغم مع
البرّ وتتم إرادة
اللَّه في
السماء
والأرض[130].
القديس
أغسطينوس
كلمة
« جسد »
v
تُستخدم
كلمة "جسد" في الكتاب
المقدس
بمعانٍ
مختلفة: أحيانًا
تعني الإنسان
بكلّيته (يو 1: 14)...
أحيانًا تُستخدم
لتمثل
الإنسان
الخاطئ
الجسداني (تك6 :
3)... أحيانًا
تُستخدم
لتعبر عن الخطايا
نفسها (رو8: 9)...
وأحيانًا
تمثل القرابة
والصلة (1
كو 15: 50)... هنا تستخدم
الكلمة
ببساطة لتعني
الإنسان
الخاطئ[131].
الأب
دانيال
v
الجسد الذي
امتزج
بالخطية يجد
راحته في
أعمال الجسد،
أما روح
اللَّه فيجد
راحته في ثمره[132].
مار اسحق
السرياني
v
في الأشرار
تملك الخطية
على نفوسهم
حيث تستقر كما
على عرشها
الخاص بها في
هذا الجسد المائت
حيث تطيع
النفس
(وتستجيب)
للشهوات (رو 6: 12)...[133].
العلامة
أوريجينوس
الجسد
وأعمال الجسد
v
طالما نحن
مثقلون بهذا
الجسد
الضعيف،
مادام لنا هذا
الكنز في أوانٍ
خزفية (2 كو 4: 7)، مادام
الجسد يشتهى
ضد الروح
والروح ضد
الجسد، لا
تتحقق لنا
نصرة أكيدة[134].
القديس
جيروم
v
فأقول هذا
أيها الإخوة
إن لحمًا
ودمًا لا
يقدران أن
يرثا ملكوت
اللَّه (1 كو 15: 50)...
بكلمة "جسد" نؤمر
أن نتجنبه؛ لا
تجنب المادة
بل أعمال الجسد،
لذلك فإنه باستخدام
نفس الكلمة
يتبرأ ملكوت
اللَّه من أعمال
الجسد لا من
كيانه؛ فإنه
لا يُدان
الجسد الذي
حدث فيه الشر...
وضع السُم هو جريمة،
لكن الكأس
الذي اُستخدم
لا ذنب له.
فالجسد هو
إناء لأعمال
الجسد بينما
النفس هي التي
تمزج السم
كعمل شرير[135].
العلامة
ترتليان
لا
نستطيع تجاهل
دور الجسم مع
النفس
بكونهما يعملان
معًا في غير
ثنائية، في
تصرفات الإنسان
الشريرة أو
الصالحة.
جدير
بالذكر أن
نلاحظ الفرق
بين الجسم
والجسد؛ لأن
الجسم هو خلقة
صالحة وعطية
من قبل
اللَّه. إنه
ليس إناء أو
موضعًا
مجردًا
للنفس، لأن
الكائن البشري
وحدة واحدة
بلا ثنائية:
جسد ونفس.
أفكار الإنسان
وأقواله
وأعماله أو
حتى مشاعره
تخصه ككائنٍ
بشريٍ. الجسد
والنفس
يعملان معا ويتحملان
ذات
المسئولية
وينالان
مكافأة مشتركة.
آباء
الإسكندرية – ربما فيما
عدا
أوريجينوس-
كانت لهم نظرة
قدسية للجسم[136].
v
نظام الجسد
المتناغم
يساعد على
الفهم الذي
يقود إلى صلاح
الطبيعة...
من يكرس
نفسه للحياة
الصالحة وهو
في الجسد،
يدخل إلى حالة
خلود[137].
القديس
إكليمنضس
السكندري
v
(الروح القدس)
يحث (المؤمن)
على الدوام أن
يجاهد جسدًا
وروحًا، لكي
ما يتقدسا على
ذات المستوى،
ويستحقا ان
يرثا الحياة
الأبدية بالتساوي.
v
إنه يشعل (في
النفس)غيرة
لإدراك تطهير
كامل للنفس مع
الجسد ليصير
الاثنان
واحدًا في النقاوة.
هذا هو هدف
تعليم الروح
القدس وإرشاده
أن يطهرهما
تمامًا
ويردهما إلى حالتهما
الأصلية قبل
السقوط،
بتدمير كل ما
فيهما من
نجاسات حلت
بهما بسبب حسد
الشيطان، حتى
لا يوجد فيهما
شيء مما
للعدو.
v
بهذه الطريقة
يعتاد الجسد
كله على كل
صلاح، خاضعًا
لقوة الروح
القدس،
فيتغير
تدريجيًا، حتى
أنه في
النهاية
يشترك -إلى حد
ما- في سمات الجسد
الروحي الذي
نتقبله في
قيامة
الأبرار[138].
القديس
أنبا
أنطونيوس
الكبير
ثمر
الروح
v
من ليس له
المسيح ليس له
ثمر...
لا
تتعجب مما
يحدث بعد ذلك،
عندما تقود
المحبة
الطريق[139].
القديس
أغسطينوس
v
ليس إرادة
اللَّه ألا
نستفيد من
النعمة التي
حصلنا عليها؛
إنه يطالبنا
أن نتألم (نجاهد)
فيهبنا ثماره
كما يقول
الطوباوي
بولس [22][140].
القديس
أثناسيوس
السكندري
[107] Unger's Survey of the Bible, p.
290.
[108] In Galat., Chapter 5.
[109] In Galat., Chapter 5.
[110] In Galat., Chapter 5.
[111] In Galat., Chapter 5.
[112] An answer to the Jews. 4.
[113] In Galat., Chapter 5.
[114] Furnish, p. 297.
[115] In Galat., Chapter 5.
[116] Sermons on N.T. Lessons 3:11; 31:1; 40:8.
[117] Furnish, p. 297.
[118] In Galat., Chapter 5.
[119] In Galat., Chapter 5.
[120] In Galat., Chapter 5.
[121] In Galat., Chapter 5.
[122] In Galat., Chapter 5.
[123] In Galat., Chapter 5.
[124]Furnish, p. 298.
[125]. Furnish, p. 298.
[126]
Furnish, p.298.
[127] In Galat., Chapter 5.
[128] In Galat., Chapter 5.
[129] Sermons on New Testament Lessons 78:6.
[130] Sermons 0n N.T. Lessons 6:8.
[131] Cassian, Conferences. 4:10.
[132] Hom. 48.
[133] Comm. On Matt. Book
14:3.
[134] Ep. 22:4.
[135] Against Marcion, 5:10.
[136] Our book "The Divine Providence",
Alexandria 1990, p. 35.
[137] Stromata 4:4.
[138] Epistle 1, Philokalia 16, 17, 20.
[139] Sermons on N.T. Lessons 39:1.
[140] Festival letters 6:5.