دينة
وأهل شكيم
عاد
يعقوب إلى
كنعان ومعه
أحد عشر أبنًا
كما كان معه
دينة من زوجته
ليئة، إذ خرجت
دينة لتنظر
بنات الأرض،
اعتدى عليها
شكيم بن حمور
الأمر الذي
أثار نفس
أولاد يعقوب
فقتلوا أهل
شكيم وسبوا
نساءهم
وأطفالهم
وسلبوا
أموالهم، فتكدر
يعقوب جدًا.
١.
اعتداء شكيم
على دينة
١-٢
٢.
حمور يطلب
دينة
لابنه
٣-١٢
٣.
إجابة بني
يعقوب
بمكر
١٣-٣١
"وخرجت
دينة ابنة
ليئة التي
ولدتها
ليعقوب لتنظر
بنات الأرض،
فرآها شكيم بن
حمور الحوي رئيس
الأرض وأخذها
واضطجع معها
وأذلها" [١-٢].
في
حديثنا عن
أبناء يعقوب
(ص ٣٠) رأينا إن
الأحدى عشر
(فيما بعد
الأثنى عشر)
يشيرون إلى
ثمر الروح أما
دينة كابنة له
فتشير إلى ثمر
الجسد، الذي
يبقى مقدسًا
ومتجاوبًا مع
ثمر الروح ما
دام الجسد
مضبوطًا تحت
تدبير حسن،
أما إن يُترك
العنان لدينة
لتخرج وتنظر بنات
الناس، فإنها
تفقد قدسيتها
وتفسد سلام
أبيها
وأخوتها وتسبب
هلاكًا
وقتلاً
لكثيرين. لهذا
السبب يقول
الرسول
الروحي بولس:
"أقمع جسدي
واستعبده لئلا
بعدما كرزت
للآخرين أصير
أنا نفسي
مرفوضًا".
كانت
سارة في
الخيمة وراء
إبراهيم حتى
عندما التقى
بالله
وملاكيه (تك ١٨:
٩، ١٠)
تمثل الجسد
المضبوط في
الرب السائر
وراء شهوات الروح
القدس، لذا
تمتع الاثنان
بالوعد
الإلهي أن
ينجبا إسحق،
أما دينة
فخرجت إلى
الأرض تنظر
بنات الأرض
تمثل الجسد
المدلل الذي
يحطم النفس
ويفقدها
سلامها.
خرجت
دينة كفتاة
ترى بنات
العالم
لتتمثل بهن في
تصرفاتهن
العالمية ففقدت
بتوليتها
وحريتها،
وأذلها
العالم.
توجه
حمور إلى
يعقوب يطلب
أبنته دينة
زوجة لأبنه
شكيم، بعد أن
أفسدها هذا
الأخير،
الأمر الذي
صدم يعقوب
فصمت [٥]
منتظرًا مجيء
أخوتها من
الحقل
ليخبرهم بالأمر،
فحسبوا ذلك
نجاسة في
إسرائيل، أي
الاعتداءً
على أسرة
إسرائيل
(يعقوب)،
وفكروا أن
ينتقموا لا من
شكيم وحده
الذي أرتكب
الإثم ولا من
والده معه بل
من كل أهل
المدينة،
فتزعم شمعون ولاوي
عملاً بعيدًا
عن الإنسانية.
ظن
حمور أنه يعوض
يعقوب عن شرفه
بتقدمه لتزويج
شكيم من دينة،
مقدمًا عرضًا
سخيًا في
عينيه، أن يدخلوا
في علاقات
عائلية
ومصاهرات
ليصير الكل
أسرة واحدة،
فيسكنوا في
الأرض
ويتاجروا ويتملكوا...
وفي نفس الوقت
سأل حمور
يعقوب وبنيه أن
يكثروا المهر
كما يشاءون
فإنه مستعد أن
يدفع برضا
وفرح من أجل
محبة ابنه
لدينة!
إن كان
"شكيم" تعني
"كتفأ"،
وحمور مشتقة
من كلمة "حمار"،
فإن ما فعله
شكيم ووالده
إنما يشير إلى
عمل إبليس
الذي يثير
الخليقة
لتكون لها الكتف
المعاندة
لله، وأن تسلك
بفكر حيواني
جسداني
(كالحمار).
فإبليس هذا
يعتدي على
النفس البشرية
كما على دينة
ليفسدها بروح
معاند وأفكار
شهوانية، وإذ
يتظاهر بحل
هذه المشكلة
يتقدم كما
بلطف زائد
وسخاء، فيعلن
رغبته في
المصاهرة
مقدمًا أرضه
وتجارته
وممتلكاته
كمهر يسحب
النفس من
يعقوبها
الحقيقي! هذه
هي خداعات العدو
في كل جيل،
يود أن يسحب
القلب من
الإيمان خلال
مظاهر اللطف
والرقة
والعطاء
بسخاء والمصاهرة.
لهذا السبب
يحذرنا
الرسول بولس،
قائلاً: "أية
شركة للنور مع
الظلمة" (٢ كو ٦:
١٤).
إن كان
حمور قد أخطأ
إذ حسب الزواج
صفقة تجارية،
يستطيع بأرضه
وماله أن
يقتني دينة،
فإن بني يعقوب
خاصة شمعون
ولاوي قد
أخطأوا
بمكرهم واستغلالهم
الدين كفرصة
للانتقام
بطريقة غير
إنسانية. طلب
شمعون ولاوي
من حمور أن
يختتن هو
وأبنه وكل
رجال المدينة
حتى يحق لهم
الدخول معهم
في مصاهرات
ويصير الكل
عائلة واحدة.
وإذ اختتنوا
استل شمعون
ولاوي
سيفيهما
وقتلوا كل
المختونين في
اليوم
الثالث،
وأخذا دينة
أختهما من بيت
شكيم وخرجا،
وقد استغل
أخوتهما
الأمر فقاموا
بقتل
الكثيرين
ونهب المدينة
وسبي الأطفال
والنساء.
إنها
بلا شك جريمة
وحشية أزعجت
نفس يعقوب وكدرته،
إذ خاف لئلا
تجتمع الأمم
المجاورة
معًا وتنتقم
لأهل شكيم،
خاصة وأنه
غريب ويمثل
نفرًا قليلاً.
إن كان
يعقوب قد ألقى
اللوم على
أبنيه لمكرهما،
ففي الواقع
إنما يشرب من
ذات الكأس
التي مزجها،
لقد سبق
فاستخدم مكره
في اغتصاب
البركة من
أبيه، فصارت
حياته سلسلة
لا تنقطع من
المرارة بسبب
مكر الآخرين
وغدرهم به،
حتى وإن كان هؤلاء
الآخرون هم
أبناءه. تصرف
يعقوب بمكر
فغدر به لابان
عشر مرات،
والآن يتكدر
بسبب مكر
أبنيه، ويبقى
يعقوب حتى
الشيخوخة
يحصد ما زرعه.