شرائع
الذبائح
(تكملة)
إذ
وجه الحديث
لهرون وبنيه
عن بعض
الذبائح والتقدمات
يكمل الحديث
في هذا
الأصحاح:
1. ذبيحة
الإثم
[1-10].
2. ذبيحة
السلامة
[11-34].
3.
خاتمة
[35-38].
1.
ذبيحة الإثم:
سبق
فوجه الحديث
إلى بني
إسرائيل
بخصوص ذبيحة
الإثم (5: 16، ص 6)،
ورأينا أنها
تقترب جدًا من
ذبيحة الخطية،
والآن إذ يوجه
الحديث
للكهنة يقدم
توجيهات عن
هذه الذبيحة
تقترب أيضًا
من التوجيهات
الخاصة
بذبيحة
الخطية... لذلك
فإن ما نورده
من تعليقات
هنا إنما
يُحسب تكملة
للحديث عن
ذبيحة الخطية.
أولاً: سبق
فحدد أن "في
المكان الذي
تذبح فيه
المحرقة تذبح
ذبيحة الخطية
أمام الرب،
إنها قدس
أقداس"(6: 25)،
هنا أيضًا
يقول "إنها
قدس أقداس، في
المكان الذي
يذبحون فيه المحرقة
يذبحون ذبيحة
الإثم" [1-2]. لماذا
يؤكد أن
الموضع الذي
يذبحون فيه
ذبيحة المحرقة
هو بعينه الذي
يذبحون فيه
ذبيحة الخطية
وأيضًا ذبيحة
الإثم؟
أ. إن
كانت ذبيحة
المحرقة هي
"وقود رائحة
سرور للرب" (1: 9،
13، 17). بينما
ذبيحتا
الخطية
والإثم تحملان
مفهومًا آخر،
إذ تمثلان حمل
السيد المسيح
لخطايانا
وللعنة
الناموس عنا،
لكن الجانبين
متكاملان
ومتلازمان. لو
ذبحت الأولى
في موضع وذبيحتي
الخطية
والإثم في
موضع آخر لصار
هناك تمييز
بين الذبائح،
وفقدت
الذبائح
وحدتها وتكاملها...
ولا نشق
الصليب إلى
جوانب معتزلة
عن بعضها
البعض. بمعنى
آخر ذبح هذه
الذبائح
جميعها في
مكان واحد،
إنما يعلن عن
ذبيحة الصليب
الواحدة،
فيها ننعم
بذبيحة
المحرقة كما
بذبيحة الخطية
والإثم. في
الصليب ننعم
برضا الآب الذي
يتقبل طاعة
الإبن الكامل
حتى الموت،
وفيه ننعم
بغفران
خطايانا
وانتزاع لعنة
الناموس عنا!
ب. ذبح
الذبائح
الخاصة
بذبيحتي
الخطية والإثم
مع تلك الخاصة
بالمحرقة
يعطي رجاءً
للخطاة،
فيتقبلون
بذبائحهم
بثقة في الله
المترفق
بالخطاة، وقد
أقام لهم
موضعًا ليقبل
عنهم الذبيحة،
فلا يهربون من
وجهه ولا
يجولون تائهين
على الأرض
كقايين. لذلك
يقول العلامة
أوريجانوس: [أنظر
إلى عظمة
الغفران
ومراحم الرب،
فإنه في
الموضع الذي
فيه تقدم
المحرقة للرب
وحده، فيه
أيضًا يأمر
بذبح ذبيحة
الخطية (وذبيحة
الإثم)! لقد
أمر بذلك لكي
يفهم الخطاة
التائبون أن
يرجعوا إلى
الله (1 تس 1: 9).
بهذا يقفون في
مكان مقدس
ويشتركون
فيما يخص
الرب... فلا
ينسحبون من
أمام الرب كما
فعل قايين الذي
امتلأ خوفًا
واضطرابًا (تك
4: 14، 16). بهذا قدم تأكيدًا
أن يقف الخاطئ
أمام الرب ولا
يهرب من أمام
وجهه ولا
يبتعد عنه
بعيدًا بسبب
الخطية بل
يقدم ذبيحة
أمام الرب،
هذه التي تقدم
عن الخطاة،
بكونها قدس
أقداس[104]].
ثانيًا: في
ذبيحة الخطية
قيل: "الكاهن
الذي يعملها
للخطية
يأكلها" (6: 26)،
وفي ذبيحة
الإثم قيل: "كل
ذكر من الكهنة
يأكل منها، في
مكان مقدس تؤكل،
أنها قدس
أقداس، ذبيحة
الإثم كذبيحة
الخطية، لهما
شريعة واحدة،
الكاهن الذي
يكفر بها تكون
له" [6-7].
أكل
الكهنة الذي
يكفر بها منها
كما سبق
فرأينا يُشير
إلى قبول الله
لذبيحة
الخطية أو
الإثم، إذ لا
يسمح الله
لكهنته أن
يشتركوا في
مثل هذه
الذبائح لولم
يكن قد مسح
الخطية
تمامًا، وكما
يقول فيلون
اليهودي بأن
أكل الكاهن من
الذبيحة يعطي
طمأنينة في
قلب مقدمها
بأن الله غفر
له الخطية.
يرى العلامة
أوريجانوس
أن الكاهن
الذي يكفر
بالذبيحة هو
السيد المسيح
الذي يقدم دمه
كفارة عن
خطايانا،
فكيف يقوم
بأكل
الذبيحة؟
[المسيح هو
الذبيحة
المقدمة عن
خطايا العالم
كله وفي نفس
الوقت هو
الكاهن الذي
يُقدمها،
الأمر الذي
يشرحه الرسول
بقوله: قدم
ذاته للآب (عب 9: 14).
إذن هو الكاهن
الذي يأكل
خطايا العالم
ويرفعها، إذ
قيل "أنت هو
الكاهن إلى
الأبد على طقس
ملكي صادق" (مز
109: 4). إذن مخلصي
وإلهي يأكل
خطايا العالم.
كيف يأكلها؟
إسمع الكتاب:
"إلهك هو نار
آكله" (تث 4: 24).
ماذا يأكل
الإله الذي هو
نار؟ نُحسب في
منتهى الحمق
إن ظننا أن
الرب نار يأكل
الخشب والقش...
إنما هو نار
يأكل خطايا
العالم،
يحطمها
ويبددها، وينقينا
منها، إذ قيل
في موضع آخر:
"أنقيك
بالنار فأجعلك
ظاهرًا" (راجع
إش 1: 25). هذا هو
أكل الخطية بواسطة
ذاك الذي قدم
ذبيحة
الخطية، لأنه
حمل خطايانا،
وبه كنار
أكلها وحطمها.
نذكر على سبيل
المثال أمرًا
عكسيًا،
فنقول أن
الموت يبتلع
الذين
يستمرون في
خطاياهم، كما
قيل أن الموت
الغالب
يبتلعهم (مز 49: 14).
أما المخلص
فيقول في
الإنجيل: "جئت
لألقي نارًا
على الأرض،
فماذا أريد لو
اضطرمت؟!" (لو 12:
49). إنني أترجى
من السماء أن
تضطرم أرضي
بالنار
الإلهية فلا
تحمل شوكًا
وحسكًا (تك 3: 18)[105]].
ثالثًا:
يأكل الكاهن
ذبيحة الخطية
وأيضًا ذبيحة
الإثم "في
مكان مقدس" [6].
إن كان
السيد المسيح
بناره
الإلهية يحرق خطايانا
خلال ذبيحته
الفريدة، كمن
يأكلها ويبددها
فإن كهنة
المسيح
كأولاد له
يحملون شركة
العمل معه، لا
يكفون عن
الدخول بنفس
كل خاطئ إلى
دائرة الصليب
حتى تحترق
خطاياه، بهذا
يحسب الكهنة
أيضًا كمن
يأكلون ذبيحة
الخطية وذبيحة
الإثم. أما
موضع الأكل
فهو "في مكان
مقدس"، الذي
هو كنيسة
الله.
إن
كانت الأرض قد
لُعنت بسبب
الخطية (تك 3: 7)،
لكن خلال
الصليب نزعت
اللعنة ليصير
بها موضع مقدس
نأكل فيه من
المقدسات، هو
كنيسة الله.
لذا يقول: "في
مكان مقدس
تؤكل، في دار
خيمة الإجتماع"
(6: 26).
رابعًا: كان
الجلد يُقدم
للكاهن
الخديم... ويرى
بعض اليهود أن
هذا الجلد
يذكرنا
بأقمصة الجلد
التي وهبها
الله لآدم
وزوجته بعد
عصيانهما
رحمه بهما، أو
مكافأة لهما
عن عمل آدم الكهنوتي،
إذ يرون في
آدم - كما في
رئيس كل قبيلة
- إنه كاهن
الرب يقدم عن
القبيلة
ذبائح.
خامسًا:
يتمتع الكاهن
بنصيب من
ثلاثة أنواع
من التقدمات،
إذ قيل "كل
تقدمة خبزت في
التنور وكل ما
عمل في طاجن أو
على صاج يكون
للكاهن الذي
يقربه" [9]. ويرى
العلامة
أوريجانوس
أن هذه
التقدمات
التي توهب
للكاهن إنما
هي كلمة الله
التي يهبها
الله لكهنته
فيدركونها بالفهم
الحرفي
والسلوكي
والروحي، أي
الثلاثة أنواع
من التفاسير[106].
نحن
ككهنة يلزمنا
أن نلتقي مع
كلمة الله،
نتقبلها
بمفاهيم
حرفية
وسلوكية
وروحية
وأيضًا لنعيشها
في حياتنا،
نأكلها ونشبع
بها، ونقدمها
لأخوتنا
طعامًا
روحيًا
مقدسًا. يقول العلامة
أوريجانوس:
[من الصعب أن يقدم
الكاهن كلمة
الله للشعب أو
للجماعة ما لم
تسوّى في
التنور، أي
بنار الروح
القدس الملتهب
في قلوبنا
كتنور (فرن).
أما التقدمة
التي في
الطاجن فهي
كلمة الله
المقدمة بفكر
عميق داخلي،
وأما التي على
الصاج فتعني
الكلمة الإلهية
المكشوفة بعد
أن نزع عنها
برقع الحرف.
كأن الثلاثة
أنواع من
التقدمة
تُشير إلى الكلمة
الإلهية التي
يتمتع بها
الكهنة كغذاء
لنفوسهم،
يقدمونها
أيضًا للشعب
خلال أتون قلوبهم
الملتهبة
بالروح، كلمة
عميقة، فتنزع
عنها برقع
الحرف.
سادسًا:
يتمتع أيضًا
الكهنة بـ "كل
تقدمة ملتوتة
بزيت أو
ناشفة" [10]. التقدمة
التي بالزيت
هي تقدمة
القربان
(أصحاح 2)، أما الناشفة
التي بلا زيت
فهي التقدمة
المرافقة لذبيحة
الخطية، إذ
تقدم لغفران
الخطايا بلا زيت
الفرح (مز 44: 8)،
بلا رائحة
زكية.
إن كان
الكاهن يُشير
إلى السيد
المسيح رئيس الكهنة
الأعظم، فإنه
يتقبل تقدمة
القربان المفرحة
الحاملة زيت
رائحته
الزكية، كما
يتقبل دموع
الخطاة
وتوبتهم التي
بلا زيت
الفرح، يبتهج بتسبيحنا
المبهج كما
بدموعنا!
2.
شريعة ذبيحة
السلامة:
سبق
الحديث مع بني
إسرائيل
بخصوص هذه
الذبيحة
(الأصحاح
الثالث)، أما
هنا فيركز على
الجوانب التي
تخص الكهنة،
ويلاحظ في شريعة
هذه الذبيحة
الآتي:
أولاً: هذه
هي الذبيحة
الوحيدة التي
يشترك فيها
مقدم الذبيحة
(مع غيره) في
نوال نصيبهم
منها، لذلك
حددت الشريعة
نصيب الرب،
ونصيب
الكاهن، ونصيب
مقدم الذبيحة
بدقة. وقد
ميزت بين
ثلاثة أصناف:
ذبيحة
السلامة لأجل
الشكر، وأخرى
لأجل نذر أو
نافلة...
الأولى تؤكل
بكاملها في
اليوم الأول،
لا يبقى منها
شيء إلى
الصباح،
والثانية
والثالثة يمكن
أن تبقى يومًا
ثانيًا فقط
لكنها لا تبقى
لليوم الثالث.
ولعل الحكمة
من ذلك كي لا
يفسد لحمها من
جانب، ولكي
يسرع مقدمها
بأكلها مع أصدقائه
خاصة
الفقراء،
فيبتهج الكل
معًا بهذه
الذبيحة،
ولعله إشارة
إلى قيامة
السيد المسيح
حيث قام حيًا
في اليوم
الثالث.
النذر
والنافلة من
الذبائح أو
التقدمات الإختيارية
التي لم يلزم
بها الناموس
أحدًا. النذر
تعهد
إختياري،
غالبًا ما
ينذره
الإنسان لأجل
أمر يرجوه من
الرب، أما
النافلة
فغالبًا ما
تقدم شكرًا
لله على نجاح
أصابه أو أمر
كسبه، النذر يكون
مشروطًا أما
النافلة فغير
مشروطة بشرط إنما
هي تطوعية.
إذا مات
الحيوان الذي
نُذر أو فقد
أو أصابه عيب
يلتزم صاحب
النذر أن يقدم
ما يساويه في
القيمة، أما
إن حدث ذلك
بالنسبة للمقدم
نافلة فلا
يلتزم صاحب
بتقديم آخر لأنه
كان قد تعهد
بتقديم حيوان
بعينه (22: 17-25).
ثانيًا: مع
ذبيحة
السلامة تقدم
تقدمة طعامية
تشمل الآتي:
أ.
أقراص زيت
(فطير) ملتوتة
بالزيت أو
رقاق مدهون
بالزيت أو
دقيق ملتوت
بالزيت... هذه
التقدمة لا
يدخلها خمير.
ب.
أقراص خبز
مختمر تؤكل مع
اللحم، ولا يرفع
منها شيء على
المذبح، إذ لا
يجوز الإيقاد
على خمير (3: 12-13).
ثالثًا:
يمكننا القول
بأن تقدمة
ذبيحة
السلامة للشكر
تضم ثلاثة
أنواع:
الذبيحة
وتقدمة
القربان والخبز
المختمر، هذه
الثلاثة ربما
تُشير إلى الإلتزام
بتقديم حياة
الشكر خلال
العمل والكلام
والفكر، فلا
نشكر الله
بلساننا
وقلبنا أو
فكرنا يجحده أو
أعمالنا
وتصرفاتنا لا
تتناغم مع
كلماتنا. لتكن
حياتنا كلها
الداخلية
والخارجية
تنشد بقيثارة
الروح لتقدم
ذبيحة شكر
متكاملة تفرح قلب
الله.
رابعًا: يرى العلامة
أوريجانوس
في ذبيحة
الشكر أن
الكاهن يأكل
نصيبه ولا يترك
منه للصباح
إشارة إلى
التزام
الكاهن أن
يتمتع بكلمة
الله كأنها
جديدة مع كل
صباح: [لحم
الذبائح
الممنوح
للكهنة هو
كلام الله
الذي يعملون به
في الكنيسة...
فعندما يعظون
الشعب لا
ينطقون
بكلمات قديمة
حرفية لكنهم
بنعمة الله
ينطقون بكلام
جديد، يتجدد
دائمًا ككلام
روحي[107]].
بمعنى آخر
الكاهن
الملتهب
بالروح يقدم
كلمة الله
التي لا تتغير
لكنها تُحسب
كأنها جديدة في
كل صباح، أما
سر تجديدها
فهو القلب
الناري الذي
يشعل قلوب
الآخرين
ويكشف لهم
أسرار الله
بطعم روحي لا
يقدم ولا
يشيخ. [عندما
أعطى الرب
الخبز
لتلاميذه قال
لهم: "خذوا
كلوا" (مت 26: 26)،
ولم يأمر بحفظ
جزء منه لليوم
التالي. هذا
المعنى السري
يمكن إدراكه
في الوصية: "لا
تحملوا
مزودًا
للطريق" (لو 9: 3)،
حتى تقدموا
طعامًا طازجًا
على الدوام هو
كلام الله
الذي في
داخلكم.
أخيرًا فقد
صار
الجبعونيون
القدامى
محتطبي حطبًا
ومستقي ماءً
(يش 9: 21-23)، لأنهم
جاءوا
للإسرائيليين
بخبز عتيق مع
أن الناموس
الروحي يطالب
باستخدام
الخبز الطازج
والجديد على
الدوام[108]].
خامسًا: أما
بالنسبة
للذبيحة
الخاصة
بالنذر أو
النافلة،
فيمكن أن تؤكل
في اليوم
الأول كما في
اليوم
الثاني، أما
ما يتبقى
لليوم الثالث
فتحرق بنار [17]...
من يأكلها في
ذلك اليوم
تحسب نجاسة [18]!
ماذا
يعني هذا؟
يقول العلامة
أوريجانوس:
[على قدر فهمي
أظن أن
اليومين
يفهمان على
أنهما
العهدان، حيث
يُسمح لنا أن
نبحث ونتأمل
كلام الرب[109]].
سادسًا:
تهتم شريعة
ذبيحة
السلامة أن
يتمتع
الإنسان بالحياة
الطاهرة ولا
يكون فيه شيء
نجس أو دنس،
وقد حذرتنا من
ثلاثة أمور:
أ. أن
يمس لحم
الذبيحة
شيئًا نجسًا [19]...
حينئذ يُحرق
اللحم بالنار
ولا يؤكل.
ب. أن
يأكل اللحم
إنسان نجس،
فإن هذه النفس
تنزع من شعبها
[20].
ج. إن
لمس الإنسان
شيئًا دنسًا
فلا يسوغ أن
يأكل منه [21].
إن
كان اللحم
يُشير إلى
كلمة الله
وتعاليمه، يمكننا
القول أن
المنع الأول
يُشير إلى
الإمتناع عن
قبول كلمة
الله التي
يفسرها
الهراطقة
فيفسدون
قدسيتها. أما
المنع الثاني
فيُشير إلى
الإنسان نفسه
فإنه لا يقدر
أن يتمتع
بقدسية كلمة
الله ما لم يتطهر
بالدم وتتنقى
أعماله، أما
المنع الثالث
فيُشير إلى
أثر الصداقات
الشريرة
علينا إذ تحرمنا
من التمتع
بأعماق
الكلمة
الإلهية وتذوق
قدسيتها.
بمعنى آخر لكي
نتمتع بكمال
فاعيلة كلمة
الله فينا
يلزمنا ألا
نتقبلها خلال
الفكر
الهرطوقي،
ولا نتقبلها
بحياة فاسدة
داخلنا، كما
لا نتقبلها
ونحن في شركة
مع أشرار يفسدون
عمل الكلمة
فينا.
ليتنا
نتقبل كلمة
الله الحية
والفعالة من
الكنيسة
المقدسة،
وبفكر نقي
وقلب مقدس،
وفي جو روحي
مقدس... بهذا
ننعم ببهجة
ذبيحة
السلامة!
سابعًا:
يقوم
الكاهن
بترديد صدر
الذبيحة
والساق اليمنى
لتكون من
نصيبه... ماذا
يعني هذا؟ يضع
الشحم على يدي
مقدم الذبيحة
أو أيدي
مقدميها ثم يضع
الصدر على
الشحم ويضع
الكاهن يديه
تحت يدي مقدم
الذبيحة
ليرفعها ثم
يحركها إلى
فوق نحو الجهات
الأربع،
ويكرر نفس
الأمر
بالنسبة
للساق اليمنى.
هذا يُشير إلى
أن الكاهن قد
قدم الذبيحة
لله وقدم
شكرًا لذاك
الذي يملأ
المسكونة من
مشارقها إلى
مغاربها ومن
شمالها إلى
جنوبها، ثم يعود
ليتقبل من يدي
الله صدر
الذبيحة
وساقها اليمنى.
إنه يسلم صدره
للرب ليتقبله
منه ثانية
بقلب متجدد في
الرب، ويسلم
يده اليمنى
ليتقبلها منه
يدًا روحية
عاملة لحساب
الرب.
بهذا
الطقس "ترديد
الصدر وساق
الرفيعة" يعلن
الكاهن قبول
عمل الله في
حياته
الداخلية (الصدر)
وتصرفاته
الظاهرة (ساق
الرفيعة)،
لتكون حياته
كلها مكرسة
لحساب الرب.
3.
خاتمة:
يختم
حديثه مؤكدًا
إرتباط
الذبيحة
بالكهنوت
ومعلنًا أن
هذه الشريعة
هي "التي أمر
بها الرب
موسى"... يلزم
التدقيق بها
من أجل
قدسيتها.
[104] In Lev. hom.5:3.
[105] Ibid
[106] راجع كتابنا: آباء مدرسة الأسكندرية الأولون، أوريجين (الكتاب المقدس).
[107] In Lev. hom.
5:8.
[108] Ibid.
[109] Ibid 5:9.