الأطعمة
المحللة
والمحرمة
الله
في أبوته
للبشرية قدم
لرجال العهد
القديم شريعة
الأطعمة
المحللة
والأطعمة
المحرمة
بكونه مهتمًا
حتى عن
إرشادهم
بخصوص الطعام.
جاءت هذه
الشريعة تحمل
مفاهيم روحية
تمس حياتنا
الداخلية،
لهذا ختمها
بقوله: "إنيّ
أنا الرب
إلهكم
فتتقدسون
وتكونون
قديسين لأنيّ
أنا قدوس" [44]،
مكررًا القول:
"إنيّ أنا
الرب الذي أصعدكم
من أرض مصر
ليكون لكم
إلهًا،
فتكونون قديسين
لأنيّ أنا
قدوس" [45]... كأن
غاية هذه
الشريعة ليس
الأكل والشرب
إنما التمتع
بالحياة المقدسة
في الرب
القدوس.
1.
الحيوانات
المحللة
والمحرمة
[1- 8].
2.
الحيوانات
المائية
[9-12].
3.
الطيور
[13-19].
4.
الحشرات
الطائرة
[20-40].
5.
الزواحف
[41-43].
6.
خاتمة
[44-47].
1.
الحيوانات
المحللة
والمحرمة:
"هذه
هي الحيوانات
التي
تأكلونها من
جميع البهائم
التي على
الأرض: كل ما
شق ظلفًا
وقسمه ظلفين
ويجتر من
البهائم
فإياه
تأكلون" [2-3].
طالب
الله الإنسان
ألا يأكل من
الحيوانات إلاَّ
ما كان منه
مشقوق الظلف
وفي نفس الوقت
يجتر. هذه هي
شريعة
الحيوانات
المحللة
للإنسان في
العهد القديم.
وقد رأى كثير
من الآباء في
هذه الشريعة
رموزًا تمس
حياة المؤمن
وعلاقته
بالله:
أولاً: بالنسبة
للإجترار،
يرى كثير من
الآباء كالأب
برناباس
والقديس
كليمندس
الإسكندري وايريناؤس
وجيروم
وغيرهم[138]
أن الإجترار
يُشير إلى
اللهج الدائم
والتأمل
المستمر في
كلمة الله
نهارًا
وليلاً. فمن
كلمات برناباس:
[ماذا يقول
(موسى عن
الإجترار):
إلتصقوا
بخائفي الرب
الذين
يتأملون
تعاليمه
بقلوبهم المتضعة،
ويتحدثون عن
إرادة الله
ويحفظونها،
وفي تأملهم
المفرح يهذون
بكلام الله[139]].
وفي
رأي العلامة
أوريجانوس[140] أن
إجترار
الطعام الذي
سبق أكله،
إنما يعني الإنطلاق
من المعنى
الحرفي إلى
المعنى الروحي
للكلمة
الإلهية، والإرتفاع
بفهمها من
الأمور
المنظورة
السفلية إلى
الأمور
العليا غير
المنظورة.
ثانيًا:
يرى
القديس جيروم
في الحيوان
المشقوق ظلفه
إشارة إلى
المؤمن الذي
يتقبل كلمة
الله بعهديها
القديم
والجديد،
يجتر فيهما
معًا. فاليهود
إذ رفضوا
العهد الجديد
حسبوا أصحاب
ظلف غير مشقوق
فهم غير
أطهار. وبنفس
الطريقة إذ
رفض بعض
الغنوسيين
العهد القديم
حسبوا أصحاب
ظلف غير
مشقوق، أما
[رجل الكنيسة
فمشقوق الظلف
ومجتر، يؤمن
بالعهدين
معًا وكثيرًا
ما يتأملهما
بعمق. وما قد
دفن في الحرف
(كما في معدته)
يرده مرة أخرى
(ليجتره) خلال الروح[141]].
ثالثًا:
يؤكد
القديس
كليمندس
الإسكندري ما
قاله الأب
برناباس [إن
مشقوق الظلف
يُشير إلى
الإنسان الذي
يعرف أن يسلك
بالحق في هذا
العالم كما
فيما يخص
الحياة
المقبلة[142]].
إنه يقول:
[الإنسان
الروحي في فمه
كلمة الله، يجتر
الطعام
الروحي،
وبالبر ينشق
ظلفه حقًا إذ
يقدسنا في هذه
الحياة كما
يدفعنا في
طريقنا
للحياة
الأبدية[143]].
رابعًا: يرى
القديس
ابريناؤس[144]
أن الحيوانات
المشقوقة
الظلف تُشير
إلى المؤمنين
الذين لهم
إيمان ثابت في
الآب والإبن معًا،
فلا ينكرون
لاهوت الآب
ولا لاهوت
الإبن، أما
أصحاب الظلف
الواحد فهم
الهراطقة
الذين ينكرون
الإبن.
خامسًا:
إن
كان الظلف -
كما الأظافر-
يمثل جزءًا
ميتًا فإن
الظلف
المشقوق يُشير
إلى شق ما هو
ميت فينا، أي
صلب الشهوات الجسد.
فإن كان
الإجترار
يمثل تمتع
النفس بكلمة
الله كسرّ
حياتها
الداخلية فإن
شق الظلف يُشير
إلى صلب شهوات
الجسد، وكأن
العملين متكاملان:
حياة الروح مع
إماتة شهوات
الجسد الشريرة.
سادسًا:
يرى العلامة
أوريجانوس أنه
لا يحسب
الحيوان
طاهرًا ما لم
يتحقق الشرطان
معًا، إذ [يجب
ألا نأكل من
هذه
الحيوانات التي
يبدو فيها
إنها غير
طاهرة من جانب
وطاهرة من
جانب آخر[145]].
الذين يجترون
وليس لهم
الظلف المشقوق،
هم الذين لهم
الظلف
المشقوق دون
أن يجتروا،
فهم كما يقول العلامة
أوريجانوس الفلاسفة
والهراطقة
الذين قد يظهر
بعضهم نوعًا
من الخوف من
الدينونة
ويسلكون
بوقار وحذر
لكنهم لا
يتأملون كلمة
الله، وليس
لهم الإيمان
الحق...
قدمت
لنا الشريعة
أمثلة
للحيوانات
النجسة التي
لا يجوز أكلها
مثل الجمل
والوبر
والأرنب، إذ
هي حيوانات
تجتر لكنها
بلا ظلف
مشقوق، وكالخنزير
بكونه له
الظلف
المشقوق لكنه
لا يجتر.
كلنا
يعرف هذه
الحيوانات
عدا الوبر أو
الوبار[146]
coney أوrock badger وهو
حيوان صغير
يشبه الأرنب،
لونه أسود
يميل إلى
الصفرة، وإن
كان فراؤه
غالبًا ما
يتخذ لون
الأرض التي يعيش
فيها حتى
يتعذر رؤيته.
يسكن في
الصخور (مز 104: 18،
أم 30: 26) لكنه لا
يقوم بحفر
موضع له. حسبه
الكتاب مع
الحيوانات
المجترة من
أجل مظهرة
الخارجي إذ
يحرك فكه
الأسفل كمن
يجتر. ليس له
ظلف مشقوق،
إنما له قدمان
أماميتان بكل
منهما أربعة
أصابع تنتهي
بمخالب حادة،
وقدمان
خلفيتان
تنتهي كل
منهما بثلاث
مخالب حادة.
يعيش جماعات
صغيرة تحت
قيادة حارس يقيم
في مكان مرتفع
ليعطي
إنذارًا إذا
ما حاق بها
الخطر. يكاد
لا يُرى إلاَّ
عند الصباح أو
المساء عندما
يخرج ليبحث عن
طعامه. وهو
يوجد في شبه
جزيرة العرب
وفي شمال
فلسطين وفي
منطقة البحر
الميت. أما
إسمه العلمي
فهوprocaira syriaca ،
hyrax syriacus.
يحسب
الوبر دنسًا
من أجل عدم
وجود الظلف
المشقوق، وهو
يمثل الإنسان
الدنس
بشراسته إذ
يعرف بعضته
المؤذية.
أما
الخنزير
فيرمز للشره
في الأكل أو
النهم والدنس[147]. يتحدث عنه القديس
أكليمندس
الإسكندري كحيوان
نجس، فيقول:
[الخنزير يرمز
لكثرة الكلام
(بسبب ضجيجه المستمر)،
ولنهمه
الدنس،
وتهوره في
العلاقات
الجنسية
بطريقة دنسة
شهوانية
فاسقة، كما أنه
مادي يتمرغ في
الوحل، يُسمن
للذبح والهلاك[148]]. ويعلق الأب
برناباس على
الخنزير
كحيوان دنس
بقوله: [كأن
موسى يقول: لا
تلتصق بأناس
يشبهون
الخنازير، أي
أناس ينسون
الرب عندم
يكونون متنعمين،
ويعرفونه فقط
عند العوز،
فالخنازير لا
تتعرف على
سيدها وهي
تأكل وإنما
عندما تجوع إذ
تأخذ في
الصراخ حتى
تنال أكلها
فتهدأ من جديد[149]].
وقد
حسب
الفينيقيون
والأثيوبيون
والمصريون
الخنزير
نجسًا، مع
أنهم في مصر
كانوا يقدمون
خنزيرًا
ويأكلونه
كذبيحة في عيد
إله القمر
واوزيريس. ومع
هذا إن لمس
أحد خنزيرًا
يلتزم أن
يغتسل. ولم
يكن يسمح
لراعي
الخنازير أن يدخل
الهيكل،
ويصعب أن يجد
فتاة تقبل
الزواج منه
إلاَّ إن كانت
من بنات
الرعاة مثله[150]. أما
بالنسبة
لليهود فكانت
رعاية
الخنازير من
أحقر المهن لا
يمارسها
إلاَّ
المعدومون (لو
15: 15)، إستخدم
ذبائح
الخنازير
إشارة إلى
الإباحية
الوثنية (إش 65: 4)،
وأيضًا أكل
لحمه (إش 66: 17). في
عصر انتيخوس
الرابع صدرت
الأوامر
لليهود أن
يأكلوا لحم
الخنازير
للتأكد من جحدهم
إيمانهم
وموالاتهم
لدين الغزاة
الحكام (1 مك 1: 47،
50، 2 مك 6: 18، 21، 7: 1).
لهذا عمل
المكابيون
على الإمتناع
عن أكل
الخنزير
كعلامة
الأمانة لحياتهم
الدينية. وقد
جاء عن العازر
(2 مك 6: 18 الخ) والأخوة
السبعة (2 مك 7: 1
الخ) أن
يحتملوا
العذابات
المُرّة حتى
الموت ولا
يقبلوا أكل
لحم الخنزير.
في
أيام السيد
المسيح كان
البعض يرعى
الخنازير لا
لأكلها وإنما
لبيعها
لليونان
والرومان،
فكان هؤلاء
الرعاة
يمثلون
الإنسان محب
المال على
حساب طهارتهم
ونقاوتهم،
وقد أعطى الرب
درسًا لرعاة
خنازير كورة
الجرجسيين
حينما سمح للشياطين
أن تخرج من
المجنونين
وتدخل في
القطيع فاندفع
كله على الجرف
إلى البحر
ومات في المياه
(مت 8: 32). وحينما
ضرب مثلاً عن
ثمار
الإنحراف قدمه
في شكل إبن
مسرف فقد ماله
وخرج إلى حقل
يرعى خنازير
ويأكل معها
أكلها (لو 15: 15-16).
وأيضًا إذ
أراد أن يصوّر
بشاعة من لا
يبالي بالمقدسات
الإلهية قال:
"لا تطرحوا
درركم قدام
الخنازير
لئلا تدوسها
بأرجلها
وتلتفت فتمزقكم"
(مت 7: 6). هكذا
يصور الكتاب
الخنزير
بالكائن الذي
لا أمل فيه
حينما قال:
"خزامة ذهب في
فنطيسة
خنزيرة
المرأة
الجميلة العديمة
العقل" (أم 11: 22).
2.
الحيوانات
المائية:
إن
كانت
الحيوانات
الطاهرة تتسم
بالإجترار مع
الظلف
المشقوق،
إشارة إلى
الحياة
المقدسة في
الرب التي
تقوم على
الإجترار في
كلمة الله بلا
انقطاع في
العهدين
القديم
والجديد لكي نحيا
مقدسين على
الأرض كما في
الأبدية، أو
بمعنى آخر
نتقدس هنا
فتحيا قلوبنا
في السموات
مترقبة
المكافأة
الأبدية
الكاملة، فإن
الحيوانات
المائية
الطاهرة تعلن
حاجة المؤمن
إلى وسائط
النعمة
المختلفة من
صلوات ومطانيات
وتمتع
بالأسرار
المقدسة حتى
يمارس الحياة
الإيمانية
العملية في
الرب.
لقد
اشترط في الحيوانات
المائية أن
يكون لها
زعانف
تساعدها على
السباحة في
وسط المياه،
وحرشف يحميها
من البيئة
التي تحيط
بها. ما هذه
الزعانف
والحرشف إلاَّ
وسائط النعمة
التي تسند
المؤمن ليسبح وسط
مياه هذا
العالم بفعل
روح الله
الساكن فيه
دون أن تجرفه
التيارات
المائية، وما
هذا الحرشف
إلاَّ عمل هذه
الوسائط التي
تحميه بالرب
من كل مقاومة
للشر ضده.
3.
الطيور:
إن
كانت
الحيوانات
الطاهرة
تُشير إلى
إرتباطنا
بكلمة الله
والإيمان
الحيّ فينا،
والحيوانات
البرية تكشف
عن الحاجة إلى
وسائط النعمة،
فإن الطيور
تعلن عن
الحاجة إلى
السلوك العملي
خاصة نحو
إخوتنا. وهكذا
تلتحم
دراستنا
بالكلمة الإلهية
بعبادتنا
وسلوكنا في
وحدانية حقة
بلا انفصال.
كيف
تكشف الطيور
الطاهرة عن
السلوك
العملي في
معاملاتنا مع
إخوتنا؟ لقد
إعلنت
الشريعة قائمة
بالطيور
النجسة
المكروهة وقد
اتسم أغلبها
بالخطف
والإنقضاض
وأكل الجثث
والجيفة...
بمعنى آخر
تحذرنا
الشريعة من
الشراسة والسلب
والظلم
والجشع... إلخ
في معاملاتنا
مع إخوتنا.
فيقول القديس
أكليمندس
الإسكندري
[يُشير النسر
إلى
اللصوصية،
والباز إلى
الظلم،
والغراب إلى
الجشع[151]].
يتحدث العلامة
أوريجانوس عن
الطيور
الدنسة،
فيقول: [بالحق
تتغذى هذه
الطيور على
الجثث الميتة.
الذين يعيشون
هكذا هم غير
طاهرين،
هؤلاء الذين
على ما أعتقد
يترصدون موت
الغير
ويتبادلون
العهود بخداع
ومكر. وتوجد
أيضًا طيور
تعيش على
الخطف، وهم
أناس لهم تعاليم
عاقلة
فيظهرون
كالطيور
يقرأون ويبحثون
في العلاقات
السماوية
والعناية
الإلهية
لكنهم يسلكون
بالظلم وسلب
القريب
مخالفين الناموس،
فبعلمهم
وكلامهم
يكونون كمن هم
في السماء،
أما بسلوكهم
فيتممون
أعمال الجسد.
بهذا يستحقون
أن يلقبوا
نسورًا
وأنوقًا ينقضون
من أعلى
السماء على
الجثث الميتة
النتنة... والبعض
الآخر لا يخطف
لكنه مغرم
بالظلام
كالبوم والغواص
[17، 19]، "لأن كل من
يعمل السيئات
يبغض النور
ولا يأتي إلى
النور" (1 يو 3: 20)[152]].
ويقول الأب
برناباس: [يقصد
(بالطيور
الدنسة) ألا
تكون لك شركة
مع من لا
يعرفون أن
يكسبوا عيشهم
بالتعب
والعرق وإنما
بالقنص الآثم
وافتراس
الغير،
فتراهم
يظهرون
كأبرياء وهم
ليسوا كذلك.
يتربصون
لفريستهم
لينقضوا
عليها، فيشبهون
هذه الطيور
التي لا تعمل
شيئًا إلاَّ
اقتناس
فرائسها
وتمزيق
لحومها[153]].
بهذه
الكلمة العامة
عن الطيور
النجسة وما
اتسمت بها
ككل، أود تقديم
كل طير على
انفراد مع
تعليق بسيط
عليه:
أولاً:
النسر eagle: من
أقوى الطيور
الجارحة،
يدعى مجازيًا
ملك الطيور،
بسبب قوته
وضخامة حجمه
مع حدة بصره
وقدرته على
الطيران (تث 28: 49،
أي 9: 26، 39: 30، أم 23: 5، 30:
17-19، إش 40: 31، حز 17: 3،
حب 1: 8). عرفت
النسور
برعايتها
الفائقة
لصغارها، إذ
تحوم حولها
حتى تقدر
النسور الصغيرة
على الطيران
(خر 19: 4، تث 32: 11، مز 103:
5). ولهذا حينما
أراد الله أن
يعلن محبته
لشعبه
ورعايته لهم
قال: "كما يحرك
النسر عشه
وعلى فراخه
يرف ويبسط
جناحه
ويأخذها
ويحملها على
منكبيه، هكذا
الرب وحده
وليس معه إله
أجنبي" (تث 32: 11).
شُبه
المؤمن
بالنسر الذي
يتجدد شبابه
ولا يشيخ (مز 103: 5)
ربما لأن
النسر يُعمر
كثيرًا، أو من
أجل القصة
المشهورة عن
طائر العنقاء
الذي يتجه نحو
هيكل الشمس في
مصر ويموت بعد
أن يكون قد
أعد لنفسه
موضعًا يدفن
فيه ثم يقوم
من جديد... إلخ.
وحينما
أراد الله أن
يؤدب شعبه أكد
لهم أنه يرسل
لهم "أمة من
بعيد من أقصاء
الأرض كما
يطير النسر،
أمة لا تفهم
لسانها، أمه
جافية الوجه لا
تهاب الشيخ
ولا تحن إلى
الولد" (تث 28: 49-50)،
وقد شبه
الكلدانيين
هكذا "يطيرون
كالنسر
المسرع إلى
الأكل" (حب 1: 8)،
وأيضًا قيل عن
أدوم
المتعجرف: "إن
رفعت النسر
عشك فمن هناك
أحدرك يقول
الرب" (إر 49: 16)،
وأيضًا: "إن
كنت ترتفع
كالنسر وإن
كان عشك فمن
هناك أحدرك
يقول الرب" (إر
49: 16)، وأيضًا: "إن
كنت ترتفع
كالنسر وإن
كان عشك
موضوعًا بين
النجوم فمن
هناك أحدرك
يقول الرب" (عو
4).
هكذا
يرمز النسر
لرعاية الله
الذي يحمل
شعبه كما على
جناحي النسر،
وفي نفس الوقت
يرمز للعنف
والسرعة في
الخطف فحسبت
الأمم
المؤدبة لشعب
الله كالنسر.
أحد
الكاروبيم
يحمل وجهًا
شبه النسر (حز 10:
14، رؤ 4: 7)، وفي
الفن المسيحي
يرمز النسر
للإنجيلي
يوحنا ويُشير
للاهوت
المحلق في
الأعالي كما
للقيامة، وفي
نفس الوقت
أيضًا يُشير
للقوة
الغاشمة، فقد
استخدم الفرس
النسر شعارًا
لدولتهم
القديمة لذلك
وصفهم أشعياء
النبي بالكاسر
من المشرق (إش 49:
11)، كما صار رمزًا
للجيش
الروماني،
وحاليًا
يستخدمه الجيش
الأمريكي
رمزًا له، كما
تستخدمه كثير
من البلدان.
أما
سرّ النظر
إليه كطائر
نجس في
الشريعة الموسوية
فهو العنف في
الخطف
لفريسته!
ثانيًا:
الأنوق ossifrage:
يسمى
باللاتينية ossifrage ويعني
كاسر العظام
وبالعبرية Peres أي
الكاسر، إذ
يجد لذته في
كسر العظام،
فمن عاداته
أنه يحمل
العظم الضخم
أو السلاحف
ويطير بها إلى
علو شاهق ثم
يلقيها على
الصخور فتتفتت
ويأكل نخاعها
أو القطع
المتناثرة
منها. ويدعى
أيضًا
بالملتحي أو
أباذقن gypaetus berbatus لأن ريشًا
أسود يظهر تحت
ذقنه. يبلغ طوله
حوالي ثلاثة
أقدام ونصف
ويبسط جناحيه
فيكون طوله
نحو تسعة
أقدام. وهو من
الطيور النادرة،
يوجد في
الجبال
الصخرية
المحيطة
بالبحر الميت
وفي سيناء[154].
ثالثًا:
العقاب ospray: من
الطيور
الكاسرة،
يشبه النسر،
ويدعى بالنسر
السمّاك لأنه
يعيش على
السواحل
يصطاد السمك،
وإن كان يتغذى
أيضًا على
الجيف.
والعقاب سريع
الطيران، حاد
البصر، يعرف
بالقوة حتى
يُقال في أمثال
العرب "أمنع
من عقاب الجو".
دُعى
في العبرية ozniyyah،
أما
في الترجنة
السبعينية
فدعى haliaetos أي Pandion haliaetus.
رابعًا:
الحدأة Vulture: وهي
أيضًا من
الطيور
النجسة لأنها
من الجوارح من
فصيلة الباشق
أو الباز أو
الصقر، وهي
تشبه النسر
لكنها أصغر
منه بكثير.
لونها أسود،
تستطيع أن تقف
في الجو باسطة
جناحها
لتراقب فريستها.
توجد أنواع
كثيرة من
الحدأة، وهي
تنتشر بكثرة
في فلسطين.
خامسًا:
الباشق Kite: وهي
تشبه الحدأة.
من ذات
الفصيلة وهي
أيضًا من
الجوارح.
كثيرًا ما
يحدث خلط
بينها وبين
الحدأة في
الترجمة...
تُعرف
بكثرة الصياح
والصراخ،
لعلها دعيت بالعربية
باشق من الفعل
"بشق" أي
"أحّد" نسبة لحدة
البصر، لذلك
قيل: "سبيل لم
يعرفه كاسر
ولم تبصره عين
باشق" (أي 28: 7)،
بمعنى سبيل لم
يره حتى الباشق
بالرغم من حدة
بصره.
توجد
أنواع كثيرة
من الباشق (تث 14:
13)، منها[155]:
أ.
الباشق
الأسود milvus migrans، وهو طائر
معروف جدًا
كزائر صيفي،
يظهر في فلسطين
في مارس، يأكل
الرمم، يصنع
عشه بخرق
كثيرة
الألوان.
ب.
الباشق الـ milvus aegyptius
وهو yellow- billed form.
ج.
الباشق
الأحمر milvus milvus
: gregarious،
مشهور في
الشتاء. يعيش
الباشق على
الجراد عندما
تحدث غارات من
هذه الحشرات
على الحقول.
سادسًا:
الغراب: معروف
بكثرة الخطف والسلب
(أم 30: 17)، شره،
يأكل كل ما
يصادفه حتى
الجيف
والقمامة
لذلك عندما
خرج من الفلك
(تك 8: 7) لم يعد
ليستريح في
حضن نوح
كالحمامة
إنما وجد له
موضعًا على
الجيف
الغارقة.
الغراب
مغرم بتقوير
عين فريسته...
وحينما أراد
الله أن يعلن
مدى رعايته
بإيليا صار
يطعمه باللحم
والخبز عن
طريق غراب (1 مل 17:
2-7)، وكأن الله حول
الأدراة التي
للخطف والسلب
وللشراهة إلى أداة
يشبع بها
نبيه.
سابعًا:
النعامة: من
أكبر الطيور
حجمًا، يبلغ
إرتقاعها حتى
أعلى رأسها
مترين ونصف
متر، ويبلغ
وزنها خمسة وسبعون
كيلو جرامًا.
معرفة بالرعونة
والجفاء (مرا 3: 4)
ربما لأنها لا
تصنع لنفسها
عشًا تضع فيه
بيضها كباق
الطيور، وإنما
تبيض بعض
بيضها في
العراء فتطأه
بقدميها أو تأكله
الحيوانات.
يتهمها البعض
أنها إذ ترى الصيادين
تدفن رأسها في
الرمل كي لا
يعاينوها،
وإن كان البعض
يرى أن
الحقيقة أنها
تفعل ذلك
لأنها لا
تستطيع أن ترى
نفسها ضحية الصيادين.
تعيش النعامة
عادة في
الأماكن
الرملية
القفرة، وجدت
في أفريقيا
وآسيا
الغربية وفي
صحراء سوريا.
تعرف بسرعة
العدو (أي 39: 13-18)،
صوتها
كالصراخ
والنحيب (مي 1: 8،
أي 30: 29).
ثامنًا:
الظليم night hawk: يرى
البعض أنه نوع
من البوم أو
الخطاف أو
الطير المعروف
بالسيسي، لكن
الأرجح أن
المقصود به هو
ذكر النعامة،
وهو أكبر
حجمًا من
الأنثى وأكثر
جمالاً منها.
تاسعًا:
السأف cuckos: جاءت
في العبرية
شحف shahaph، وفي
الترجمة
السبعينية laros
وفي
الفولجاتا larus .
توجد
أنواع كثيرة
من السأف، وهو
يدعى بغراب
البحر أو زمج
الماء أو
النورس، طائر
بحري يقتات
على الأسماك
والحشرات
والجيف. يوجد
بكثرة على
شواطئ فلسطين
وبحيراتها.
عاشرًا:
الباز أو
البازي hawk: من
الطيور
الجوارح، من
فصيلة الصقر
والشاهين،
ويوجد منه
أنواع كثيرة.
منه الـaccipiter
nisus وهو منتشر
في لبنان
وتلال الجليل
في الصيف وفي
اليهودية
والعربية في
الشتاء،
والنوع الثاني
يدعى falco tinnunculus وهو
صقر أكثر منه
باز منتشر في
فلسطين في
خلال السنة
كلها. الباز
صدره عريض
وعنقة طويل،
يتسم بسرعته
في الطيران
وعدم صبره على
العطش، شره يأكل
لحوم
الحيوانات
والطيور،
يقال أنه يأكل
لحوم بني جنسه
حتى وإن كانت
زوجته أو أحد
والديه. وكان
الباز طائرًا
مقدسًا عند
قدماء المصريين،
يعتبر قتله من
أعظم الجرائم
حتى وإن كان سهوًا.
حادي
عشر: البوم little owl: تسمى
athene saharae (persica)
وهي
من الطيور
الجارحة،
تتسم برأسها
العريض
وبعينيها
المتسعتين،
يتشائم منها
كثير من
الشرقيين
بسبب شكلها
الكئيب
وصوتها
الحزين
ولأنها تسكن
في الخرائب
والصخور.
ويظهر مدى
تشاؤم حتى بعض
الغربيين
منها إنهم
يدعون قبيحي
المنظر أو
الأبلهowlish أي "مثل
البوم"، ومع
هذا فالبعض في
استراليا كما
بين العرب من
يتفاءل بها
ويحسبها بشيرة
خير. يختفي
البوم في
النهار في
أعشاشه ويخرج
بالليل
ليقتنص
الفئران
والحشرات
ويهاجم الطيور
في أعشاشها
ويفترسها
ويأكل بيضها.
ثاني
عشر: الغواصcormorant :
ويسمى phalacrocorax carbo
ويسمى
غرياق أو غاق،
وهو طائر يسبح
في الماء
ويأكل السمك،
منتشر بكثرة
في فلسطين على
شاطئ البحر
المتوسط وبحر
الجليل.
ثالث
عشر: الكركى great
owl [156]: يقال
أنه في جحم
الأوزة، لونه
رمادي وفي
خدية نقط
سوداء، رجلاه
طويلتان
وذيله قصير.
كثير الصياح
بالليل،
صياحه كصياح
البوم لذلك
يتشاءم البعض
منه. يقال أنه
محبوب الملوك
لأن له نظامًا
معينًا في
طيرانه ونومه.
فهو يطير في
صف يتقدمه
رئيس كدليل أو
مرشد، وإذا
تعب الرئيس
يتأخر ليحل
محله آخر. وفي
نومه ينام
جماعات في
حلقة يتوسطها
حارس، إذا
انتهت نوبته
يحل محله آخر.
يعيش غالبًا
في الأماكن
القذرة (إش 34: 11)
وفي الكهوف
والخرائب،
وهو منتشر في
منطقة بترا
وبئر شبع.
جاء
إسمه في
الترجمة
السبعينية
والفولجاتاibis وفي
الترجوم
"بومة owl"، ويرى
البعض أنها
نوع من الصقر
أو البوم
المصري يسمىbubo ascalaphus
رابع
عشر: البجعswan : جاءت
في العبريةtinshemeth وفي
الترجمة
السبعينيةporphyrion ويرى
البعض أنه
"فرخة الماء،
وهو طائر مائي
يحب الماء،
يتغذى على
الأسماك
والضفادع والطيور
الصغيرة
والحشرات
والثعابين.
لونه أبيض
وأطراف
أجنحته
سوداء، ومنه
نوع أسود
اللون. يدعى
أحيانًا
بالحوصل بسبب
حوصلته
الكبيرة.
خامس
عشر: القوقpelican أو
القاق: يدعى
في العبريةkoath ، وأحيانًا
يترجم الغواص
أو الصقر أو
الحدأة. وهو
يشبه البجعة
لكنه أصغر
منها، محب
للماء أيضًا،
يسكن البراري
(مز 102: 6)
والخرائب (إش 34:
11، صف 2: 142).
يوجد
نوعان من
القوق: القوق
الأبيضpelecanus onocratalus
والدلماطي
pelecanus crispus الأول
أكثر
إجتماعيًا من
الثاني، إذ
غالبًا ما يرى
الثاني
منفردًا.
تلتحم أصابع
قدميه بغشاء
جلدي تساعده
على الحياة
المائية. عنقه
ومنقاره
طويلان،
منقاره
الأسفل مشقوق
يتدلى منه
حوصلة كبيرة
يخزن فيها
السمك الذي يصطاده
ليقذفه
لصغاره
فتأكله، لهذا
يدعونه أحيانًا
"المتقئ"
بالنسبة
لقذفه السمك
المخذون في
حوصلته.
يرى
القوق بكثرة
في الشتاء على
بحيرة الحولة وبحر
طبرية.
سادس
عشر: الرخمgier
eagle : يُسمى
في العبرية
"رخم" أو
"رخمة" وقد
ترجمت أحيانًا
حدأة أو "حداة
جيفي". ويرى البعض
أنه دون شك هو
الحدأة
المصرية أو
فرخة فرعون neophron pernopterus
لونه بوجه عام
أبيض وأطراف
جناحيه
سوداء، أما
الرخم الصغير
فلونه بني.
يشبه
النسر في
شكله، أما
طوله فحوالي
قدمين، سريع
الطيران،
يسكن في
الخرائب
ويأكل الحشرات
والجيف. وهو
من الطيور
المهاجرة،
ينطلق في
الصيف من جنوب
فرنسا مارًا
بجنوب أوربا
وشمال
أفريقيا إلى
غرب الهند[157].
سابع
عشر: اللقلق[158]storck:
يدعى
بالعبرية
"حصيدة" وهو
محب لصغاره،
يسكن السرو
(مز 104: 17)، ومن
الطيور
الرحالة (إر 8: 7).
يوجد
منه نوعان:
الأبيضciconia alba والأسودcinconia nigra .
الأبيض يقضي
الشتاء في
أواسط
أفريقيا
وجنوبها، وفي
الربيع يرحل
إلى أوربا
وفلسطين وشمال
سوريا بأعداد
كبيرة.
إرتفاعه
حوالي 4 أقدام،
طويل العنق
والساقين
لونهما أحمر،
أما جناحاه
فطرفاهما
أسودان. يعيش
على الضفادع
والحلزون
والحشرات،
وإن لم يجد
شيئًا من هذه
يقتات على
القاذورات.
ينظر إليه
كطائر مقدس،
لذلك حرمت
كثير من
الشعوب صيده،
وهو لا يخاف
الإنسان إذ
كثيرًا ما
يدخل مساكنه.
أما
النوع الأسود
فوجد في
فلسطين،
منتشر بكثرة
في وادي بحر
الميت.
دعى
باللقلق لأنه
يحدث بمنقاره
صوتًا يشبه "لقلق
لقلق...".
ثامن
عشر: الببغاء[159]heron : في
العبرية يسمى
"أنفاه"، وهي
كلمة يقصد بها
فصيلة من
الطيور تسمىardeidae متفرعة عن
الطيور
الخائضةGrallatores وهي عادة
طيور كبيرة
الحجم ذات
منقار طويل وأرجل
طويلة عارية،
بطيئة في
طيرانها،
تعيش على
الأسماك
والزواحف.
تكثر عند
بحيرة الحولة،
ترافق
الماشية في
المراعي
القريبة من
البحيرة.
النوع العام
من الببغاءardea cinera يوجد
بكثرة في الأردن
وبحيراته،
وعلى ساحل
فلسطين،
ويوجد معه الببغاء
الأرجواني
(السلطاني)ardea purea
وأنواع أخرى
من الطيور
المائية كأبي
قردان.
تاسع
عشر:
الهدهدlapwing
: يدعى في
العبرية dukiphath
إسمه
اللاتيني vanellus cristatus
وهو عضو في
الفصيلة charadriidea وهو
طير صغير جميل
الشكل مخطط
بخطوط سوداء
وسنجابيه، له
منقار طويل
ومتين، يعرف
بريشه الذي
على رأسه كتاج
أو مروحة. من
الطيور
الصديقة
للفلاح، يأكل
الحشرات
والديدان. وهو
من الطيور
الرحالة،
توجد في أواسط
أوربا
وجنوبها، وفي
آسيا وشمال
أفريقيا
وأواسطها
تظهر في فلسطين
في شهر مارس،
وعند اقتراب
الشتاء تهاجر
إلى مصر.
عشرون:
الخفاش[160]bat : يسمى
في العبرية
"عطاليف"،
وهو حيوان
ثديي، عُدّ
بين الطيور
لأنه يطير
بجناحين
يختلفان عن
جناحي الطير،
كما أن جسمه
مغطى بشعر.
يمشي على أربع
وهو شكل الفأر،
ليس له منقار
بل أسنان. لا
يبصر جيدًا في
النور الساطع
لذلك يختفي في
النهار، ويبصر
جيدًا في
النور
الضعيف، لذلك
فهو يطير في
بداية الليل
ليصطاد
الهوام
كالذباب
والبعوض ليأكلها
وهو طائر.
لكنه لا يبصر
في الظلام
الحالك ومع
ذلك لا يصطدم
بما يصادفه من
عوائق في
طيرانه، إذا
اكتشف
العلماء أنه
يرسل اصواتًا
من فمه تصطدم
بالاجسام
التي في طريقه
تحدث صدى ترتد
إلى أذنيه
فيتجنبها،
على هذه النظرية
اخترعت أجهزة
الردار.
الخفاش
يسكن في
الأماكن
الخربة
والقذرة والكهوف
(إش 2: 20)، ويقال
أنه يعمر
كثيرًا. وقد
ذكره الكتاب
في النهاية
لأنه ليس من
الطيور كما
كان يعتقد
الناس في ذلك
الحين.
4.
الحشرات
الطائرة:
الحشرات
بوجه عام
مكروهه، أي
ممتنع عنها
إلاَّ أربعة
أنواع حددها
بالجراد
والدبا والحرجوان
والجندب [22] وهي
جميعها أنواع
من الجراد... يجوز
أكله، أما كل
حشرة (دبيب)
تطير بأجنحة
ولها أربعة
أرجل فما أكثر
فهي مكروهة [23].
وقد
حلل أكل
الحشرات
الطيارة وإن
كان لها أربعة
أرجل، لكن
الرجلين
الخفيتين
لهما كراعان "ساقان"
[21] والمقصود
بذلك أن
الرجلين
الخلفتين
أطول من
الأمامتين
لأن بهما
ساقين
طويلتين،
وكأن الرجل
الخلفية
تتكون من
ثلاثة أجزاء:
جزء يقابل
الفخد في
الحيوان،
وجزء يقابل
الساق (الكراع)
وجزء يقابل
القدم.
بعد
تحذيره من أكل
الحشرات
الطائرة
الدنسة حذر من
بعض حالات
النجاسة وهي:
أولاً: من
مس جثث
حيوانات نجسة
ميتة يُحسب
نجسًا حتى
المساء، أي
حتى ينتهي
اليوم ليبدأ
يوم جديد، وكان
على مثل هذا
ألا يدخل بيت
الرب ولا
يخالط
الأطهار ولا
يأكل من الذبائح
أو يمس شيئًا
مقدسًا حتى
يأتي المساء ويغسل
ثيابه [24-25].
أيضًا
يقع تحت ذات
الشريعة من مس
حيوانًا ميتًا
نجسًا، غير
مشقوق الظلف
أو غير مجتر[26].
ثانيًا:
أيضًا
يقع تحت ذات
الحكم من يلمس
جثث حيوانات ميتة
نجسة تمشي على
كفوفها مثل
الكلب والقطة
والفأر والقرد...
إلخ [27-28].
ثالثًا:
عدم
لمس الدبيب
الميت الدنس،
وقد حدد
ثمانية أنواع
[29-30].
أ. إبن
العرسweasel : يحسبه
البعض نوعًا
من الفئران،
شكله يقترب من
النمس، يسكن
الجحور في
الحقول
والخلاء وأحيانًا
المنازل. شديد
العداوة
للفئران،
يفترسها كما
يأكل
الحيوانات الصغيرة
والجيف كما
يؤذي الأطفال
الصغار وهم
نيام. يخطف
الأشياء
اللامعة
كالنقود
ويخفيها في
جحره.
ب.
الفأر mous: الكلمة
العبرية تعني
عائلة من
الفئران تضم اليربوع
والجرذان
وغيرهما. يسكن
البيوت أو الحقول،
والأخير مخرب
للغاية إذ
يأكل
المحاصيل،
كما قد يحمل
أوبئة (1 صم 6: 4-5).
أكله بعض
الإسرائيليين
في طقس وثني
متجاهلين (إش 66:
17). يضرب العرب
به المثل في
السرقة والسطو،
إذ يُقال: "ألص
من فأرة".
ج. الضبtortoise :
الكلمة
العبرية "ضب"
تعني "وزغة
عظيمة"، وهناك
تقارب بين
الضب والوزغة
والورل فهي
زواحف
متقاربة.
الضب
حيوان بري
يشبه
التمساح،
يسكن البراري،
طوله نحو
قدمين، وذيله
كثير العقد،
حتى يقال في
الأمثال
العامة "أعقد
من ذنب الضب".
قادر على
التلون حسب
لون البيئة
التي يوجد
فيها، مغرم
بأكل التمساح.
د.
الوزغة lizard: يطلق
الإسم على أنواع
كثيرة من
الزواحف مثل
التمساح
البري والوزغة
الرملية
والورل. أجمل
الوزغ ما هو
أخضر منه يوجد
في الغابات
والمناطق
الزراعية،
ومنه ما يدعى
بأبي بريص
لوجود بقع
تشبه البرص
على جلده،
يتسلق
الجدران
والصخور.
هـ . الحرذون
ferret, gecks:
يسمى في
العبرية
"أناقة"، والأرجح
أنه نوع من
وزغ الحائط
قريب الشبه
بأبي بريص
(البرص)، ظهره
به بقع بيضاء،
كفوفه بها فراغات
تجعله قادرًا
على تسلق
الجدران والأسقف
بطريقة ماصة.
الحرذان
المنتشر في
بيوت
الفلسطينيين
يدعىhemidactylus turcicus كما
ينتشر في
مدنها prydoctylus syriacus.
و. الورل
chameleon: وهو
نوع من الوزغ
قريب جدًا من
الحرباء.
رئتاه
كبيرتان
جدًا، حين
تتمددان
تجعلانها شبه
شفافة،
وعيناه
بارزتان عن
الرأس،
ويتلون حسب البيئة
التي يعيش
فيها.
عيناه
مستقلتان،
يمكن أن يرى
بالعين في
إتجاه
وبالأخرى في
أتجاه آخر،
وذيله الطويل
يساعده على
تسلق الأشجار.
يتغذى على
الحشرات التي
يصطادها
بلسانه
الطويل الذي
يحمل مادة لزجة
تساعد على
التصاق
الحشرات به.
يوجد
ورل بري psmmosaurus
scinus
يكثر في
فلسطين
وسيناء ومصر،
وورل بحري
(نيلي) hydrosaurus niloticus
يتميز بعرف
بارز يعلو
ذنبه.
ز.
الغطايةsnail : وهو
نوع من الوزغ
يدعى chalcides sepsoides يوجد
في الصحراء
والكثبان
الرملية.
يدعوها البعض
"الحلزون"،
شكلها يقارب
من شكل الحرباء،
وهي لا تؤذي.
ط.
الحرباءmole : راجع
حديثنا عن
الرول.
رابعًا:
بالنسبة
للأنواع
الثمانية
السابق ذكرها لا
تقف خطورتها
عند لمسها وهي
ميتة فيتنجس
الإنسان حتى
المساء،
وإنما يخشى
عليها بعد موتها
أن تسبب عدوى،
لذلك جاءت
الشريعة
حازمة من جهة:
أ. إن
سقط أحده
ميتًا على
متاع من الخشب
أو الثياب أو
الجلد أو
البلاس (قماش
مصنوع من شعر
المعزى أو
غيره كمسوح)،
يلقى المتاع في
الماء حتى
المساء ويغسل
ليتطهر [32].
ب. إن
سقط في إناء
خزفي يكسر
الإناء، خشية
أن يكون
الميكروب قد
تسلل إلى
مسامه، خاصة
وأن الأواني
الخزفية كانت
رخيصة للغاية
[33].
ج. إن
سقط على طعام
به سائل
كالماء أو
الزيت لا يؤكل.
د. إن
سقط في تنور
(فرن) أو موقد
يهدم ويُعاد
بناءه.
هـ. إذا
سقط في عين
ماء أو بئر لا
تحدث نجاسة إنما
يكتفي بنزح
بعض الماء،
ويلقى بعيدًا
[36].
ز. إن
سقط على بذور
جافة لا تحسب
نجاسة، أما إذا
كانت البذور
مبللة فلا
تستخدم [37-38].
خامسًا:
بالنسبة
للحيوانات
الطاهرة
المصرح
بأكلها إن
ماتت بطريق
غير الذبح
العادي، تحسب
جثثها نجسة
ولا يجوز
لمسها ولا
الأكل منها،
فإن أكل منها
سهوًا يحسب
نجسًا حتى
المساء [40]، أما
إن كان عمدًا
فيقطع من الشعب
(تث 14: 21، عب 15: 30). ومن
يحمل الجثة
يتنجس طول
اليوم حتى
المساء.
5.
الزواحف:
تعتبر
الزواحف التي
تزحف على
بطنها كالثعابين
نجسة، أيضًا
كل ما يمشى
منها على أربع
مما لم يحلل
أكله سابقًا
[29-30]، وكذلك ما
له أكثر من أربع
أجل.
6.
خاتمة:
أوضح
في نهاية هذه
الشريعة
غايتها: "أنيّ
أنا الرب
إلهكم
فتتقدسون
وتكونون قديسين
لأنيّ أنا
قدوس، ولا
تنجسوا
أنفسكم بدبيب
يدب على
الأرض، إنيّ
أنا الرب الذي
أصعدكم من أرض
مصر ليكون لكم
إلهًا،
فتكونون
قديسين لأنيّ
أنا قدوس" [44-45].
كأنه
يؤكد لهم أنه
لم يقدم هذه
الشريعة
بتفاصيلها
الكثيرة
ليحرمهم من
متعة معينة أو
من طعام معين،
لكنه وهو قدوس
يريدهم
مقدسين روحًا وجسدًا.
لقد أصعدهم من
عبودية فرعون
فلا ينزلون
بدبيب الأرض
بل يتقدسون
مرتفعين نحو
الأمور
السماوية.
هذا
وإن كانت
الشريعة
الموسوية
قدمت للشعب اليهودي
شريعة خاصة
بالأطعمة
المحللة
والأطعمة
المحرمة سواء
من البهائم أو
المائيات أو الطيور
أو الحشرات
الطائرة أو
الزواحف، ففي العهد
الجديد إذ صعد
بطرس إلى السطح
رأى السماء
مفتوحة
وإناءًا
نازلاً عليه مثل
ملاءًة عظيمة
مربوطة
بأربعة أطراف
ومدلاة على
الأرض وكان
فيها كل دواب
الأرض
والوحوش والزحافات
وطيور
السماء، وصار
إليه صوت: قم يا
بطرس إذبح
وكُلْ (أع 10: 11-13)،
وتكرر الصوت
مرة ثانية
وثالثة،
ليسمع الصوت
الإلهي: "ما
طهره الله لا
تدنسه أنت".
وكما يقول العلامة
أوريجانوس[161] أن تكرار
الصوت ثلاث
مرات يُشير
إلى التمتع بالحياة
المقامة التي
صارت لنا في
المسيح يسوع
القائم من بين
الأموات في
اليوم الثالث.
هذه الحياة
المقامة ننعم
بها خلال مياه
المعمودية
حيث ندفن مع
السيد ونعتمد
بأسم الثالوث
القدوس لنحمل
الطبيعة
الجديدة التي
ليس فيها دنس،
إذ يقول
الرسول: "إن
كان أحد في
المسيح فهو
خليقة جديدة"
(2 كو 5: 17).
[138] Ep. of Barnabas 10:11, 12, St. Clem. Alex.: Instr. 3:11, St. Iremaeus: Adv. Hear. 5:8:4, St. Jerome: On Ps. hom 23.
[139] Ep. of Branabas 10:12.
[140] In Lev. hom 7:6.
[141] On ps. hom 23.
[142] Strom 5:8.
[143] Instrs. 3:11
[144] Adv. Hear. 5:8:4.
[145] In Lev. hom 7:6.
[146] New Westminster Dict. of the Bible, P. 806-7 قاموس الكتاب المقدس، ص1016
[147] New Oxford Illust. Dict., P. 1693.
[148] Strom. 5:8.
[149] Ep. of Barnabas 10:2, 3.
[150] New Westminster Dict. 913, 4, Herod. 2:47.
[151] Strom. 5:8.
[152] In Lev. hom 7:7.
[153] Ep. of Barnabas 10:4.
[154] New Westminster Dict. 689, A. Mitchell: Dict. of Bible Animals, Plants and Minerals, P. 39.
[155] New Westminster Dict. p. 543.
[156] الأرشيدياكون نجيب جرجس: سفر اللاويين، ص147. New Westminster Dict. p. 690 .
[157] Ibid p. 330.
[158] Ibid p. 909.
[159] Ibid p. 385.
[160] الأرشيدياكون نجيب جرجس، ص149.
[161] In Lev. hom.
7:4.