الأصحاح
الحادي
والعشرون
مدن
اللاويين
حُرم
اللاويون من
النصيب
الأرضي ليكون
الرب نفسه هو
نصيبهم
وميراثهم
الوحيد، وكما
قلنا (ص 14) إنهم
يقتنون الله
حكمتهم
وبرّهم
وفداءهم إلخ...
والعجيب أنهم
إذ يحرمون من
الأرض يقدم
لهم الله 48
مدينة بين
جميع الأسباط
ليعيشوا وسط
الكل يشهدون
له بناموس
الرب، أو
كأنهم بالسرج
التي استنارت بالنور
الإلهي فتضيء
على كل
الأسباط
لتكون الجماعة
كلها مستنيرة
بالرب الساكن
فيهم.
1.
اللاويون
يطلبون المدن
مع مسارحها
[1-3].
2. توزيع
الكهنة
اللاويين
[4-24].
3. إتمام
تحقيق وعود
الله
[43-45].
1.
اللاويون
يطلبون المدن
مع مسارحها...
"ثم
تقدم رؤساء
آباء
اللاويين إلى ألعازر
الكاهن وإلى
يشوع بن نون
وإلى رؤساء آباء
أسباط بني
إسرائيل،
وكلموهم في
شيلوه في أرض
كنعان قائلين:
قد أمر الرب
على يد موسى
أن نُعطى
مدنًا للسكن
مع مسارحها
لبهائمنا، فأعطى
بنو إسرائيل
اللاويين من
نصيبهم حسب
قول الرب هذه
المدن مع
مسارحها" [1-3].
تقدم
الكهنة
واللاويون في
أشخاص رؤساء
آبائهم ليطالبوا
بحقهم في
السكن وسط
الشعب كله. من
جهة من حق
الكاهن ألاَّ
يعيش منعزلاً
عن الشعب بل
في وسطهم،
بكونه عضوًا
حيًا في
الجماعة،
وخادمًا لهم
يعمل لحسابهم
في الرب.
حينما يعزل
الكاهن نفسه
عن شعب الله
في برج عاجي،
مقيمًا حاجزًا
أدبيًا بينه
وبينهم، يفقد
الكاهن حيويته
وتتوقف
رسالته
ويتعثر شعب
الله فيه. إن
كان هو كاهن
الله، إنما
كاهن عن شعب
الله في الرب
رئيس الكهنة
الأعظم. وكما
وصلّ رئيس
الكهنة الأعظم
بيننا كواحد
منا حتى
يحتضنا
مرتفعًا بنا
إلى سمواته،
هكذا يليق بكل
كاهن في الرب
أن يعيش في
غير معزل عن
الجماعة
المقدسة حتى
ينعم الكل
معًا
بالميراث
الأبدي. هذا
ومن جانب آخر،
إذ يسكن في
وسطهم يلزمه
ألا يحمل معهم
نصيبًا في
الأرض حتى لا
تربكه عن
رسالته الروحية.
يقول العلامة
أوريجانوس: [إذ
لا يحصل
الكهنة
واللاويون
على أرض،
يسكنون مع بني
إسرائيل
الذين لهم
أرض. لكي
يحصلوا منهم
على الأشياء
الأرضية التي
ليست لهم،
وبدورهم يحصل
الإسرائيليون
منهم على
الأمور
السماوية التي
ليست لهم...
بهذا يكون هدف
الكهنة
واللاويون
الوحيد في
نشاطهم
وابتعادهم من
كل الارتباطات
الخارجية حتى
يتفرغوا
لكلام الله.
ولكي يتكرسوا
يلزمهم أن
يقبلوا خدمة
الشعب، فإن لم
يقدم الشعب
للكهنة
واللاويين ما
يحتاجون إليه
- أقصد الأمور
المادية - فقد
يعوقهم هذا عن
تكريس حياتهم
بالكامل
لناموس الرب.
وإن لم يكرسوا
حياتهم
بالكامل
لناموس الرب
تصير أنت نفسك
في خطر. فقد
يظلم نور
العالم فيهم
كمن يضع زيتًا
في السراج،
وعندئذ يتم
قول الرب: "أعمى
يقود أعمى
يسقطان
كلاهما في
حفرة" (مت 5: 14)، وأيضًا:
"إن كان النور
الذي فيك
ظلامًا
فالظلام كم
يكون؟!" (مت 6: 23)[243].
2.
توزيع الكهنة
واللاويين...
كما
وزعت الأرض
على الأسباط
بالقرعة
فكشفت عن
مفاهيم روحية
معينة،
وظلالاً
للحياة السماوية،
حتى أن العلامة
أوريجانوس اعتقد
أن ما تم في
أرض الموعد من
تقسيم الأراضي
والمدن على
أسباط معينة
إنما يحمل
ظلالاً صادقة
لمواقع روحية
وأمجاد فائقة
ينالها المؤمنون
في الأبدية،
أمور لا يسوغ
لإنسان أن
ينطق بها،
هكذا أيضًا إذ
وزعت مدن
اللاويين على
الأسباط
بالقرعة لم
يتحقق
التوزيع
جزافًا ولا
بغير معنى، إنما
نلاحظ الآتي:
أولاً: أن
الكهنة
واللاويين
بعشائرهم:
الكهنة، بقية
بني قهات، بني
جرشون، بني
مراري، جاء
ترتيبهم في
التوزيع حسب درجة
سموهم
متناسقًا مع
سمو الأسباط.
فإن كل الكهنة
يحتلون
المركز
السامي
روحيًا، فإن
مدنهم قد جاءت
في نصيب يهوذا
وزملائه،
السبط الذي
يمثل القيادة
الروحية
الجديدة
بتجسد الكلمة
منه، والذي
كان مركزه
الشرق دائمًا
في المحلة[244].
وأما بنو قهات
الذين منهم
خرج الكهنة
فتمتعوا
بمدنهم وسط
نصيب أفرايم
وزملائه، حيث
يمثل إفرايم
الثمر الروحي
المتكاثر. أما
بنو مراري
الذي يمثلون
جانب المرّ في
الصليب[245]،
فجاءت مدنهم
وسط سبط
رأوبين
وزملائه حيث
فقد رأوبين بكوريته
واغتصبها منه
سبط يهوذا
إلخ...
[243] In Jos. Hom. 24:2.
[244] سفر العدد: ص 23.
[245]
المرجع
السابق: ص 30.