عوض
أن يشكر رجال
أفرايم يفتاح
على جهاده ضد
بني عمون،
ومحاربته
إياهم لحساب
إسرائيل كلها
أرسلوا
ينتقدونه
بطريقة مثيرة
كعادتهم؛ لكن
يفتاح لم
يكسبهم
كجدعون (8: 1-3) بل
قاومهم وحاربهم
فقتل حوالي 42
ألفًا من رجال
أفرايم.
1.
محاربته
أفرايم
[1-7].
2. أبصان
[8-10].
3. إيلون
الزبولوني
[11-12].
4. عبدون
بن هليل
[13-15].
1.
محاربته
أفرايم:
عُرف
أفرايم
بأبطاله لكنه
حمل روح
الكبرياء،
لهذا أرادوا
أن يكونوا في
المقدمة على
الدوام؛
حينما أنتصر
جدعون وبخوه
لأنه لم يرسل
إليهم
ليحاربوا معه
فكسبهم بروح
الإتضاع (8: 1-3).
والآن إذ نجح
يفتاح في عمله
عبروا إليه في
مصفاة جلعاد
ليهددوه: "نحرق
بيتك عليك
بالنار" [1]، لا
لخطأ ارتكبه
إلاَّ أنه لم
يطلبهم
ليحاربوا معه.
لقد حسبوا
إنقاذه لسائر
إسرائيل دون الاعتراف
بسيادتهم
ذنبًا لا
يغتفر.
لم يقف
الأمر عند
العتاب بل بلغ
التهديد بحرقه
حيًا ومعه أهل
بيته، وعوض أن
يكسبهم بروح
الوداعة
والإتضاع
عاتبهم أنهم
لم يقوموا بدورهم
في الخلاص من
يد
العمونيين،
وأنه عندما
صرخ إليهم
اخوتهم
استهانوا بهم
حتى لجأ الجلعاديون
إلى يفتاح.
هكذا فضحهم
يفتاح عوض تكريمهم،
معلنًا
تضحيته من أجل
الشعب بقوله: "ولما
رأيت أنكم لا
تخلصون وضعت
نفسي في يدي" [3].
أي عرض حياته
للخطر. عاد
مرة أخرى يعلن
أن الله نصره،
وكأن
محاربتهم له
إنما هي
مقاومة لله نفسه
العامل فيه [3].
لم يقف
الأمر عند
التوبيخ
بإظهارهم
كاذبين، معلنًا
أنهم دُعوا
للمحاربة ولم
يستجيبوا، واتهامهم
بالإهمال
وعدم
الاكتراث،
كما اتهمهم
بمقاومتهم
لله نفسه واهب
النصرة له،
وإنما جمع كل
رجال جلعاد
وحارب أفرايم.
أما سبب الحرب
فهو إهانة
أفرايم لأهل
جلعاد، إذ
كانوا يقولون
لهم: "أنتم
منفلتوا
أفرايم،
جلعاد بين
أفرايم ومنسى"
[4]، بمعنى أن
أهل أفرايم
كانوا يهينون
أهل جلعاد
باتهامهم
أنهم في حقيقة
أمرهم مجموعة
من الهاربين
من أفرايم
بسبب
لصوصيتهم أو
ارتكابهم
جرائم قتل
إلخ... فكانوا
يهربون من
أفرايم ولا
يذهبون إلى
منسى بل يبقون
في جلعاد، أي
يلجأون إلى
الأرض التي
بين أراضي
السبطين.
وقف
رجال جلعاد
عند مخاوض
الأردن حتى لا
يهرب أحد من
الأفراميين،
فإن اجتاز أحد
يسألونه إن
كان أفرايمي،
فإن أجاب
بالإيجاب
قتلوه، وإن
أجاب بالنفي
سألوه أن يقول
"شبولت"،
وتعني (مخاضة)
فإن نطقها
"سبولت"
عرفوه أنه
أفرايمي، إذ
ينطق أهل
أفرايم الشين
سينًا، كبعض
قرى الصعيد إذ
يقولون عن
الشمس مثلاً
"سمس". بهذا
ذبحوا على
مخاوض الأردن
عددًا كبيرًا
منهم بلغوا مع
قتلى الحرب 42
ألفًا من
أفرايم.
إن كان
أهل أفرايم
يلامون على
كبريائهم
الذي سحقهم،
فإن يفتاح خسر
هذا السبط
وأفقد الجماعة
عشرات الألوف
بمقاومته
للسبط عوض
كسبه بالحب
المملوء
إتضاعًا.
2.
أبصان:
لا
نعرف عن هذا القاضي
سوى اسمه
ومركز عمله
"بيت لحم" أي
(بيت الخبز)
التي على ما
يظن أنها ليست
بيت لحم يهوذا
كما ظن
يوسيفوس بل:
"بيت لحم
زبولون" (يش 19: 1،
15). كما نعرف أنه
أنجب ثلاثين
ابنًا
وثلاثين ابنه
وزوج الكل من
الخارج ربما
ليتسع نطاق
العائلة، وإذ
قضى لإسرائيل
سبع سنوات مات
أبصان ودفن في
بيت لحم.
لم
نعرف الكثير
عن هذا القاضي
وعن القاضيين
التاليين،
ربما لأنهم لم
يدخلوا في
ضيقات أو لم
تكن لهم مواقف
معينة، إنما
قضوا مع الشعب
أيامًا هادئة
وماتوا... على
أي الأحوال،
فإن القضاة
المذكورين في
هذا السفر
يمثلون عينات
متباينة ونوعيات
مختلفة من
المؤمنين،
والكل استحق
أن يُسجل اسمه
في سفر
الحياة، لكن
الذين عاشوا
وقت الضيق
ينالون
مكافأة أعظم
إن يسلكوا
بروح الإيمان
الحيّ.
3.
أيلون
الزبولوني:
"أيلون"
اسم عبري يعني
(بلوطة)؛ قضى
لإسرائيل عشر
سنين ومات في
"أيلون" وهي
قرية في
زبولون، غير أيلون
التي في دان
(يش 19: 43). يرى
البعض أن
اسمها يعني
(مكان الأيل).
4.
عبدون بن
هليل:
"عبدون"
تعني (عبد)،
و"هليل" يعني
(تهليل) أو (حمد).
نشأ في
"فرعتون"
التي في
أفرايم،
اسمها يعني (ارتفاع)،
وهي فرعانة
تبعد سبعة
أميال ونصف جنوب
غربي شكيم
(نابلس).
قضى لإسرائيل
ثمان سنين،
وقد أنجب
أربعين ابنًا
وثلاثين
حفيدًا
يركبون سبعين
جحشًا علامة
الغنى
والكرامة.