إن
كانت قصة
تمثاليّ ميخا
تكشف عن عمي
البصيرة الذي
حلّ بالشعب لا
على المستوي
الفردي وحده
وإنما على
مستوى
الجماعة
أيضًا، فظنوا
أنهم يرضون
الله باقامة
تماثيل وأفود
وترافيم مع
كهنة خاصة إن
كانوا من سبط
لاوي، حتى وإن
كان ذلك يتم
اغتصابًا
بالسرقة
والعنف. فإن
قصة اللاوي
وسريته التي
ارتكب معها
أخوته بنو
بليعال الشر
الليل كله حتى
الفجر حتى
جاءت لتسقط
عند الباب ميته،
تكشف عن بشاعة
الفساد
الخلقي الذي
حلّ بهم في
ذلك الحين.
1.
اللاوي
المتغرب وسريته
[1-10].
2.
اللاوي يميل
إلى جبعة
بنيامين
[11-30].
1.
اللاوي
المتغرب
وسريته:
كانت
السرية زوجة
شرعية لكنها
في درجة أقل
من الزوجة
العادية، إذ
كانت غالبًا
من العبيد اللواتي
يشترين بثمن،
وكانت
أحيانًا
السرية من
أسيرات
الحرب...
يروي
لنا هذا
الأصحاح عن
لاوي كان يقطن
متغربًا في
عقاب جبل
أفرايم أو عند
سفحه كما جاء
في بعض
الترجمات،
وكانت له سرية
من بيت لحم
يهوذا ارتكبت
الزنا، إذ
خافت هربت إلى
بيت أبيها. ربما
سمع زوجها عن
توبتها
وحزنها
الشديد على ما
ارتكبت فذهب
إليها ليطيب
خاطرها. وهناك
أمسكه والدها
ثلاثة أيام
يقدم فيها واجب
الضيافة حسب
العادة، وبعد
انتهاء
الضيافة
التقليدية
بكر الرجل
للسفر لكن
والد الفتاة
أظهر محبة
بقوله: "اسند
قلبك بكسرة
خبز وبعد ذلك
تذهبون" [5]،
وبعد الأكل
ألحّ عليه أن
يبقى يومًا
رابعًا. وإذ
تكرر الأمر في
اليوم الخامس
أصر اللاوي أن
يرحل في غروب
اليوم ومعه الغلام
وحماران
مشدودان له
ولسريته.
2.
اللاوي يميل
إلى جبعة
بنيامين:
انطلق
اللاوي
وسريته
والغلام إلى
يبوس (أورشليم)
حيث كان
يسكنها
اليبوسيون،
وإذ أراد الغلام
أن يميل ليبيت
سأله اللاوي
أن يذهبوا إلى
جبعة بنيامين
أو الرامة
ليبيتوا بين
اخوتهم
اليهود، وإذ
حلّ بهم الليل
في الجبعة
توقفوا في
الساحة ولم يضمهم
أحد للمبيت.
في
المساء تقدم
إليهم رجل شيخ
قادمًا من
الحقل، وكان
غريبًا عن
جبعة؛ يبدو
أنه رجل فقير
جاء يعمل
كأجير طوال
اليوم في
الحقول. تقدم
الشيخ للاوي
وتعرف عليه
وعرف أنه لا
يجد من
يستضيفه. قال
اللاوي: "عندنا
تبن وعلف
لحميرنا
وأيضًا خبز
وخمر ليّ ولأمتك
وللغلام الذي
مع عبيدك، ليس
احتياج إلى
شيء" [19]، وكأنه
يود تأكيد أنه
ليس في حاجة
إلاّ إلى المبيت.
استضافه
الفلاح الشيخ
الفقير وإذ
كانوا يطيبون
قلوبهم إذ
برجال بني
بليعال
يحيطون
بالبيت
قارعين الباب
طالبين من الشيخ
أن يُخرج
الضيف. هنا
تعبير "بني
بليعال" يراد
به البطالون
والأشرار
الذين لا
يخافون الله.
حاول
الشيخ
إقناعهم
بالعدول عن
ذلك باخراج ابنته
العذراء
والمرأة
السرية للاوي
يفعلون بهما
ما يشاءون ولا
يفعلون شرًا
باللاوي فلم
يقبلوا... هكذا
يكشف عن
استهانة
الرجال بالنساء
في ذلك الحين،
واستخفافهم
بخطية الزنا،
فحسب إخراج
ابنته وامرأة
الضيف لهم
ليفعلوا بهما
الشر أكرم من
أن يفعلوا
شيئًا بالضيف.
أمسك اللاوي
بسريته
وأخرجها
إليهم
إنقاذًا للموقف،
فصنعوا معها
الشر طوال
الليل، فجاءت
في الفجر
وسقطت عند
الباب ويداها
على العتبة فاقدة
الحياة...
الأمر الذي
ربما لم يكن
يحدث لو باتوا
في يبوس بين
الغرباء.
إن
كانت قد
ارتكبت الشر
بارادتها من
أجل لذة الجسد،
فها هي تموت
حتى جسديًا
بسبب ذات
الخطية،
فصارت لها
شهواتها هي
شوكة الموت.
أما بسط يديها
على العتبة
فكان علامة
استغاثتها
برجلها الذي في
جبن ألقى
بامرأته
خارجًا للشر
لينام داخل البيت
مستريحًا...
إنها بهذا
تخاطب ضميره
الإنساني،
وتمثل صورة
مؤلمة لا
تفارق ذهنه كل
أيام حياته!
حملها
اللاوي على
الحمار
وانطلق بها في
بيته ليقطعها
بالسكين مع
عظامها إلى اثنتي
عشر قطعة
ليرسلها إلى
جميع تخوم
إسرائيل،
يطالبهم
عمليًا
بالثأر،
ويشكو لهم
فظاعة بني
جبعة. لقد
ارتكب عملاً
وحشيًا بسبب
شدة غيظه
ورغبته في
إثارة
إسرائيل على
جبعة... وبالفعل
كان الأمر
مثيرًا
للغاية، حتى
أن كل من رأى
قطعة من جسم
المرأة قال: "لم
يكن ولم يُر
مثل هذا من
يوم صعود بني
إسرائيل من
أرض مصر إلى
هذا اليوم،
تبصروا فيه
وتشاوروا
وتكلموا" [30].
هذه
قصة مُرّة بحق
تعلن ما وصل
إليه الكل من
بشاعة ووحشية!
إذ كتب البابا
أثناسيوس
الرسولي بخصوص
المرارة التي
حلت بالكنيسة
بسبب
الأريوسيين
في خطاب دوري
للأساقفة لم
يجد ما يصف به
الكنيسة من
معاناة فقال
أن ما تعانيه
الكنيسة أقسى
مما عاناه هذا
اللاوي من جهة
زوجته. وأقسى من
كل اضطهاد،
فإن اللاوي
تضرر في شخص
واحد هو زوجته
أما ما فعله
أريوس فأساء
إلى إيمان الكنيسة
كلها.