إذ
استلم كل سبط
جزءًا من جسد
زوجة اللاوي
وسمع الكل عما
ارتكبه أهل
جبعة بها هاج
الكل عليهم،
وقام الكل
ضدهم:
1.
هياج الكل ضد
جبعة
[1-13].
2.
انهزام
إسرائيل
مرتين
[14-28].
3.
انهزام سبط
بنيامين
[29 – 48].
1.
هياج الكل ضد
جبعة:
اجتمع
بنو إسرائيل
كرجل واحد من
أقصى الشمال من
دان (لايش) إلى
بئر سبع في
الجنوب، ومن
أرض جلعاد
شرقي الأردن
(جبل عجلون)
إلى بيت الرب
في شيلوه (سيلون).
اجتمع الكل في
المصفاة (على
بعد ثلاثة أميال
من جبعة)
مستعدًا
للحرب، ما عدا
أهل مدينة
يابيش جلعاد،
وإذ سمع الكل
قصة اللاوي
وما فعله أهل
جبعة بسريته
أصروا على
مقاتلة سبط بنيامين
ما لم يسلموا
بني بليعال
الذين في جبعة
لقتلهم ونزع
الشر منهم،
فلم يرد بنو
بنيامين أن
يسمعوا لصوت
أخوتهم بني
إسرائيل [13].
كانت الشريعة
تأمر بقتل
أمثال هؤلاء
الرجال وحرق
مدينتهم
بالنار وكل
أمتعتهم
لتصير تلاً لا
تُبنى بعد (تث 13:
14-17)، لكن بنو
بنيامين
أرادوا
الدفاع عنهم
فحدث انشقاق
بين الجماعة
وخسروا
نفوسًا كثيرة
وكاد السبط أن
يفنى. لم يفكر
سبط بنيامين
في ثمر الفساد
المرّ وإنما
كانت حساباته
مادية، رأى في
نفسه بالرغم
من صغر عدده
أنه قادر على
مقاومة
الجماعة كلها،
إذ كان
البنيامينيون
مهرة في الحرب
(1 أى 12: 2).
ما
أعظم أن يكون
الإنسان
صريحًا مع
نفسه، يبتر
الشر من داخله
مهما يكن الثمن،
غير متكل على
إمكانياته
الزمنية إنما
يطلب بركة
الرب الذي
يقطن القلوب
المقدسة ويحتضن
الراجعين
إليه. لنزع
عنا بني
بليعال ليس خوفًا
من الجماعة
وإنما
تقديسًا
لنفوسنا في الرب.
2.
انهزام
إسرائيل
مرتين:
اجتمع
من رجال
إسرائيل
أربعمائة ألف
رجل مخترطو
سيف [2]، وأما من
بنيامين ستة
وعشرون ألفًا
ماعدا سكان جبعة
وهم سبعمائة
رجل منتخبون
عُسر، وكان هؤلاء
السبعمائة
يجيدون الهدف
يرمون الحجر
بالمقلاع على
الشعرة ولا
يخطئون [16].
والعجيب أن يكون
في سبط
بنيامين الذي
يعني (ابن
اليمين) هذا
العدد من
العُسر الذين
يعملون
بيسارهم ما
يعمله غيرهم
بيمينهم.
لقد
سألوا الله من
يصعد منهم
أولاً
لمحاربة بني
بنيامين فقال
الرب: يهوذا
أولاً [18] ومع
ذلك انهزم
إسرائيل أمام
بني بنيامين
وقُتل منهم 22 ألفًا.
وتشدد الشعب
مرة أخرى
وصعدوا أمام
الرب وبكوا
إلى المساء
وسألوا: "هل
أعود أتقدم
لمحاربة بني بنيامين
أخي؟ فقال
الرب: اصعدوا
إليه" [23]، وفي
هذه المرة
أيضًا انهزم
إسرائيل ومات
منهم 18 ألفًا.
وعادوا مرة
ثالثة إلى بيت
إيل حيث بكوا
وجلسوا أمام
الرب وصاموا
اليوم كله حتى
المساء
وقدموا
محرقات
وذبائح سلامة
أمام الرب
وسألوا الرب
حيث تابوت
العهد قد نقل
إلى بيت إيل...،
فجاءت الإجاب:
"اصعدوا
لأني غدًا
أدفعهم ليدك"
[28].
لماذا
انهزم بنو
إسرائيل في
المرة الأولى
والثانية مع
أنهم سألوا
الرب؟
أولاً:
ربما لأن
إسرائيل لم
يستشر الرب من
أعماق قلبه
إنما يمارس
ذلك من قبيل
الشكليات بعد
أن أعد نفسه
للحرب وأخذ
قراره: "لا يذهب
أحد منا إلى
خيمته ولا
يميل أحد إلى
بيته" [9]،
وألقوا
القرعة
ودبروا
اختيار العشر
منهم للحرب...
وكأن سؤالهم
للرب إنما هو
عمل ثانوي تكميلي،
فلا يحتل الله
المركز الأول
في حياتهم ولا
يسألونه
المشورة في
انسحاق
ولتضاع وتسليم.
ثانيًا: كان
سؤالهم في
المرة الأولى:
"من يصعد
لمحاربة بني
بنيامين
أخي؟" وكأنهم
أخذوا القرار
بمحاربة
أخيهم وبقى أن
يسألوه عمن
يصعد للحرب،
وكأن اللائق
بهم أولاً أن
يسألوه هل
يصعدون أم لا؟
لعل الله كان
يرشدهم إلى
مشورة أخرى
بها ينزع
الفساد دون
سفك كل هذه
الدماء.
ثالثًا: في
الدفعتين
الأولى
والثانية لم
يقل لهم: "إني
أدفعهم
ليدك"، فسمح
لهم بالحرب
لكن لم يعدهم
بالنصرة لأنه
إن كان أهل
جبعة قد صنعوا
هذا الفساد
المرّ، فإن
الفساد كان قد
دبّ في الأسباط
كلها، فكان
لزامًا أن
يتأدب
إسرائيل أولاً
حتى إذ يقدم
توبة صادقة
يعود الرب فيؤدب
سبط بنيامين.
الله لا يطلب
صرخاتنا ولو
طالت اليوم
كله، إنما
يطلب أولاً
توبتنا
ورجوعنا
إليه، فإن
تقدست
أعماقنا
يستجيب حتى
للصرخات
الخفية
وتنهدات
القلب غير
المسموعة.
ليتنا
لا نكون كهذه
الأسباط
نمتلئ غيرة ضد
فساد الآخرين
بينما لا
نبالي
بالفساد الذي
يدب في حياتنا
الداخلية،
حتى وإن بدا
فساد الآخرين فاحشًا
إن قورن
بتصرفاتنا
الخفية أو
الظاهرة.
بمعنى آخر
لينق إسرائيل
ما بالداخل
حتى يقدر
بالرب أن ينزع
فساد الغير.
3. انهزام
سبط بنيامين:
إذ كان
إسرائيل قد
تأدب في
الدفعتين
السابقتين
وتذلل
بالتوبة أمام
الله انطلق للحرب
هذه المرة في
اليوم الثالث
من بداية الحرب
[29]، وكما نعلم
أن اليوم
الثالث يشير
إلى تمتعنا
بقيامة السيد
المسيح، فلا
نصرة ضد
الخطية ولا
غلبة على قوات
الظلمة إلاّ
بالتمتع بقوة قيامة
الرب فينا.
دبر
إسرائيل
كمينًا يحيط
بالجبعة وظهر
إسرائيل أمام
بنيامين ليجتبه
خارج
المدينة، وإذ
بدأ بنيامين
يضرب كاليومين
السابقين
انطلق
إسرائيل
البعض إلى السكك
أي الطرق
العامة
المؤدية إلى
بيت إيل والآخر
نحو حقل جبعة،
وكان هناك
كمين مختفيًا
في بعل تامار
أي (إله البلح
أو التمر) وفي
عراء جبعة، أي
في أرض بلا
شجر ولا بيوت
مختف وراء الصخور...
انطلق
الكمين
المختفي وراء
المدينة
واقتحمها
وضربها
بالسيف وإذ
أشعلها
بالنار وصعد
الدخان نحو
السماء خرج
الكمين الآخر
فسقط من بنيامين
25 ألفًا من
مخترطي الحرب
منهم 18000 قتلوا
في الحرب، 5000 في
الطرق، 2000 عند
صخرة رمون
(صخرة الرمان)
فيكون
المجموع 25000،
وبشيء من
التدقيق 25100
نسمة [35]، وقد
هرب 600 رجلاً إلى
صخرة رمون
ليقيموا هناك
4 أشهر [47]، ربما
تركهم
الإسرائيليون
استهانة
بعددهم. أما
بقية رجال حرب
بنيامين
الذين كانوا
يبلغون 26700
نسمة، أي ألف
نسمة فغالبًا
ما قتلوا في
اليومين الأولين
حينما غلب بنيامين
إسرائيل.
على أي
الأحوال خسر
إسرائيل في
اليومين الأولين
حوالي 40 ألفًا
وفي اليوم
الثالث
ثلاثين رجلاً،
وخسر بنيامين
كل رجاله أما
مقتولين أو هاربين...
هذه هي ثمرة
الخطية
والفساد.