كنا
نتوقع عوض
النشيد المطابق
تقريبًا
للمزمور
الثامن عشر في
نهاية الحديث
عن نصرات داود
النبي والملك
وقبل الحديث
عن سقوطه في
الخطية
وعواقبها
المريرة، إذ
يذكر فيه بره
وطهارة يده
وحفظه طريق
الرب وكماله
لدى الرب، أي
ما بين الأصحاح
العاشر
والحادي عشر.
وكنا نتوقع أن
يُقدم لنا هنا
المزمور
الحادي
والخمسون (٥٠)
الخاص
بالتوبة
والاعتراف...
لكن الوحي
الإلهي أراد
أن يؤكد أن
حياة التسبيح
والشعور بالنصرة
كانت ممتدة
حتى النفس
الأخير
بالنسبة لداود.
لقد سقط لكنه
بالتوبة
والاعتراف مع
التسليم بقى
ينشد مزمور
النصرة.
في
تفسير القديس
أغسطينوس للمزمور
١٨ الذي هو
بعينه نشيد
النصرة هنا
يقول: [إن هذا المزمور
يخص السيد
المسيح نفسه
الذي يتحدث باسمه
واسم الكنيسة
بكونه رأسها
وهي جسده، ما
يتمتع به من
نصرة إنما
لحسابها].
نستطيع
الآن أن نقول
إنه نشيد
الكنيسة
المنتصرة
بالمسيح قائد
موكبها
الغالب حيث
ترى في الله
سرّ خلاصها
ونورها
وقوتها... به
تجتذب الأمم
إلى الإيمان
ليختبروا
بهجة الخلاص
فيها.
١.
مناسبة
النشيد
[١].
٢.
الرب صخرتي
[٢-٤].
٣.
أمواج الموت
اكتنفتني
[٥-٧].
٤.
طأطأ السموات
ونزل
[٨-١٦].
٥.
تحقيق
الخلاص
[١٧-٢١].
٦.
السلوك
بالكمال
[٢٢-٢٥].
٧.
كما نفعل
يُفعل
بنا
[٢٦-٢٨].
٨.
الله سراج
النفس
[٢٩].
٩.
الله قوة
النفس
وغلبتها
[٣٠-٤٣].
١٠.
دعوة الأمم
للخلاص
[٤٤-٥٦].
مع
كل نصرة يشعر
داود النبي
بمراحم الله
كأنها جديدة
كل صباح (مرا 3:
13)، يدرك قوة
الله العجيبة
العاملة في
ضعفه، تهبه
الحياة
المقدسة، والنصرة
على الشر،
وتفتح قلبه
للغير بالحب...
لهذا يشعر أنه
مدين بتقديم
ذبيحة الشكر
والتسبيح،
كعمل طبيعي ناتج
عن نفس متهللة
في الداخل
وجسد يهتز بكل
أحاسيسه كأنه
قيثارة الروح.
يبدو
أن داود النبي
كان يُكرر هذا
النشيد مع غيره
من أناشيد أو
مزامير
النصرة في كل
غلبة، إذ قيل: "وكلم
داود الرب
بكلام هذا
النشيد في
اليوم الذي
أنقذه فيه
الرب من أيدي
كل أعدائه ومن
يد شاول فقال..."
[١-٢].
"الرب
صخرتي وحصني
ومنقذي
إلهي
صخرتي به
أحتمي
ترسي
وقرن خلاصي.
ملجإي
ومناصي،
مخلصي من
الظلم تخلصني
أدعو
الرب الحميد
فأتخلص من
أعدائي" [٢-٤].
إن
كانت الحية
القديمة –
إبليس – هي
العدو
الحقيقي الذي
يود أن يفترسنا،
فإن الحية لا
تقدر أن تتسلق
الصخرة
الملساء،
لهذا يقدم
السيد المسيح
ربنا نفسه
صخرة به نرتفع
فلا تقدر
الحية أن
تقترب إلينا.
لهذا فهو
"الصخرة" (١ كو ١٠:
٤)، فيه نتحصن
وبه نخلص من
العدو.
إن
كان شاول –
كبقية الأعداء
– قد بذل كل
الجهد لقتل
داود،
فبالرغم من
إمكانياته
العسكرية
وقدراته لم
يستطع أن يلحق
بداود أذى بل
تحولت
مقاومته إلى
مجد وبنيان
له... فالفضل في
هذا يرجع إلى
الله الصخرة
والحصن والمنقذ
لنفس داود.
v لقد
حاصرني
الأعداء،
فأنت إذن
حصني.
القديس
جيروم[127]
v "(أنت)
المدافع عني
وقرن خلاصي".
أنت
المدافع عني،
فإني لا أعتمد
على ذاتي متعاليًا
بقرن
الكبرياء
ضدك، وإنما
أجدك قرنًا حقًا،
حيث علو
الخلاص
الأكيد، ولكي
أبلغ هذا أنت
تخلصني.
القديس
أغسطينوس[128]
v أيها
القائد
الإلهي قوني.
أنت
تحتضن وجودي
برعايتك إياي
رعاية كاملة دفعة
واحدة،
وتحتضنني على
الدوام، كأنك
لا تتطلع إلى
آخر سواي!
تسهر
عليّ، وكأنك
قد نسيت
الخليقة كلها.
تهبني
عطاياك،
وكأني وحدي
موضوع حبك.
القديس
أغسطينوس
الله
– في محبته
لداود – لم
ينزع عنه
مقاومة الأعداء
له، وإنما على
العكس يسمح له
فتحل به الضيقات
حتى يكاد
الموت
يحاصره،
فيتجلى الله
واهب الحياة
والقيامة
فيه، لهذا
يصرخ قائلاً:
"لأن
أمواج الموت
اكتنفتني،
سيول
الهلاك
أفزعتني
جبال
الهاوية
أحاطت بي
شرك
الموت أصابتني.
في
ضيقي دعوت
الرب وإلى
إلهي صرخت
فسمع من هيكله
صوتي وصراخي
دخل أذنيه"
[٥-٧].
يتصاغر
داود جدًا
أمام ما حلَّ
به من ضيقات
مُرّة كادت
تقتله، فحسب
نفسه كمن
حاصرته الأمواج
وحطمت طاقته،
وكمن جرفته السيول
لتنحدر به إلى
هاوية بلا
نهاية، وأحاطت
به جبال شامخة
أغلقت حوله
طرق الخلاص،
وصار كفريسة
في شباك
الموت... لكنه
لم يكن بلا
معين، إذ سمع
له الله
الساكن في
هيكل قدسه
وأمال بأذنيه
إلى صراخه
كصديق شخصي!
إذ
يتطلع القديس
أغسطينوس
إلى الحرب
الداخلية بين
النفس وعدو
الخير –
إبليس – فإنه
يرى الموت هنا
ليس انفصال
النفس عن
الجسد وإنما
موت النفس ذاتها.
لذا تصرخ
النفس إلى
الله بكلمات
وصرخات داخلية
ليسمعها الله
نفسه لا
البشر، تبلغ
إليه من أعماق
النفس كقدس
وهيكل الله.
v يسمع صوتي
الخارج من
قلبي حيث يسكن
هو!
v صراخي
الذي أنطق به
لا في آذان
الناس، وإنما
هو صراخ داخلي
أقدمه أمامه
هو فيدخل إلى
أذنيه.
القديس
أغسطينوس[129]
مقاومة
شاول وغيره من
الأعداء
لداود كانت مجالاً
رائعًا خلاله
تلَّمس داود
حب الله الفائق،
بل وتعرَّف
على الله أكثر
فأكثر. خلال
الضيق يتجلى
الله بحبه في
حياة الإنسان
ليجده الأب المحب
والمخلص.
خلال
مقاومة
الأعداء شاهد
داود بروح
النبوة ما حل
بالإنسان من
هلاك بحسد
إبليس وكيف
نزل الله
الكلمة ذاته
من السماء
ليعلن حبه
الناري نحو
البشر، الأمر
الذي أدهش المسكونة
كلها: السماء
والأرض. يقول:
"فارتجت
الأرض
وارتعشت. أسس
السموات
ارتعدت وارتجت
لأنه غضب" [٨].
لقد غضب لما
فعلته الخطية
بحياة
الإنسان وبطبيعته
وذلك بحسد
إبليس،
فارتجت الأرض
وارتعدت
السموات أمام
هذا الحب
الفائق، إذ "طأطأ
السموات ونزل"
[١٠]. يقول
الرسول بولس:
"عظيم هو سر
التقوى، الله
ظهر في الجسد"
(١ تي ٣: ١٦). إنه
سر فائق للعقل
لم تستطع
الخليقة
إدراك كنهه:
"ضباب تحت
رجليه".
الضباب يعني
الغموض والعجز
عن الإدراك.
محبته
نار آكلة، يرى
داود نارًا
تخرج من فمه لتأكل
ودخانًا يصعد
من أنفه [٩]
ورآه يوحنا
اللاهوتي
"عيناه كلهيب
نار" (رؤ 1: ١٤)...
إنه الحب
الفائق الذي
يحرق عدو
الخير ويحطمه،
ويلهب القلب
بالنار
الإلهية فلا
تقدر مياه
العالم أن
تطفئها (نش ٨: ٧)
لذا يقول:
"أكون لها سور
نار من حولها"
(زك ٢: ٥).
إنه
شمس البر (مل ٤: ٢)
يرسل شعاع
روحه القدوس
الناري علينا
فيشعل فينا
جمر نار كما
حدث في يوم
العنصرة (أع ٢: ٣).
كلماته
على الصليب
كالرعد
والبرق أزعجت
قوى إبليس (كو ٢:
١٤)، وكالسهام
قتلته، وهي
بعينها لنا
مصدر حياة وعلة
تسبيح لا
ينقطع.
يقدم
لنا القديس
أغسطينوس[130] تفسيرًا
رمزيًا للنص
الذي بين
أيدينا فيرى
الأرض التي
ارتجت
وارتعشت تمثل
الخطاة الذين
صاروا أرضًا
فإنه إذ تمجد
ابن الإنسان
على الصليب
يرتجون
ويرتعدون.
نقول
إن صليب ربنا
يسوع المسيح –
واهب النصرة – يهز
كل كيان جسدنا
بكل أحاسيسه
ومشاعره لا ليحطمه
بل ليقدسه كما
يمس نفوسنا
الداخلية
مجددًا
طبيعتها. هذا
ما عناه المرتل
داود بالأرض
(الجسد)
والسماء
(النفس).
ما
هو الدخان
الذي يصعد من
أنفه والنار
التي من فمه؟
يقول القديس
أغسطينوس: [إنها
نار المحبة
ونور البر
اللذان كان
الخطاة محرومين
منهما إذ
عاشوا زمانًا
طويلاً في
برود وظلام، فجاء
المخلص يلهب
قلوبهم بحب
الصالحات
ويهبهم
استنارة
داخلية بعد أن
وهبهم الحياة
الجديدة.
v "طأطأ
السموات
ونزل"... اتضع
البار ونزل
إلى ضعف
البشر.
"وضباب
تحت رجليه"...
الأشرار
الذين
يتلذذون بالأمور
الزمنية – في
ظلمة طمعهم –
لا يعرفونه، فإنهم
كالأرض تحت
قدميه موطئ
لقدميه.
"ركب
على كاروب
وطار ورُئي
على أجنحة
الريح"... تمجد
فوق كل كمال
المعرفة
(كاروب)، لا
يصل إليه أحد
إلا بالحب،
لأن "المحبة
هي تكميل
الناموس" (رو ١٣:
10)...
بهذه
السرعة يظهر
أنه غير
مدرَك، فوق
قوة النفوس
وقدرتها،
ولكنها (أي
النفوس)
بأجنحة (الروح)
ترتفع من
المخاوف
الأرضية إلى
هواء الحرية...
"أرسل
سهامًا
فشتتهم،
برقًا
فأزعجهم"...
أرسل الإنجيليين
الذين له
يعبرون
بأجنحه
القوة، قوة من
أرسلهم وليس
قوتهم
الذاتية...
ليصيروا "رائحة
حياة لحياة
ورئحة موت
لموت" (٢ كو ٢: ١٦).
صنع بهم عجائب
(بروق)
فأزعجهم.
القديس
أغسطينوس[131]
باختصار،
نشيد النصرة
يدور في جوهره
حول عمل الله
الخلاصي: كلمة
الله يطأطئ
السماء بتجسده
لينزل إلينا،
مشرقًا كشمس
البر على
الجالسين في
الظلمة. أمامه
يرتعد كل ما
هو زمني فينا لتقديس
سمواتنا
الداخلية
(النفس)
وأرضنا
(الجسد)،
مبددًا ظلمة
الجهل التي حلت
فينا. ركب على
السحاب كما
على كاروب
وصعد ليحملنا
إليه ويجلسنا
معه في
السمويات.
أرسل تلاميذه
ورسله كسهام،
تنفذ كرازتهم
الإنجيليه
إلى القلوب،
وتبرق فيها
بنور المعرفة
فيهتز كل شر
فيها وتقوم
مملكة الرب
داخلها.
يعلن
داود النبي في
نشيد النصرة
غاية نزول الرب
من السماء أو
تجسده، ألا
وهي خلاص
الإنسان من
الضيق
والارتفاع به
إلى رحب
السماء، إلى حضن
الآب:
"أرسل
من العُلى
فأخذني،
نشلني من مياه
كثيرة. أنقذني
من عدوي
القوي...
أخرجني إلى
الرحب" [١٧-٢٠].
يرى
القديس
أغسطينوس أن
كنيسة الأمم
تتحدث هنا عن
عمل الله
معها، فقد
دعاها العلي،
المخلص
السماوي،
دعاها من بين
مياه كثيرة إذ
جمعها من بين
الأمم
والشعوب المتنوعة
لتصير كنيسته
المجيدة التي
بلا عيب ولا
دنس (أف ٥: ٢٧).
خلصها من
عدوها القوي
إذ كانت ضعيفة
قبل الإيمان وقد
أسرها العدو
القوي خاصة
برباطات محبة
العالم. الآن
أخرجها
المخلص إلى
الرحب،
أخرجها من ضيق
الحياة
الجسدانية
إلى إتساع
الإيمان الروحي،
انطلقت إلى
حرية الروح.
إن
كان موسى قد
انتُشل من
مياه النيل
حين وضعته أمه
في سفط ضيق
مطلي بالحمرة
والقار،
لتحمله ابنة
فرعون إلى
قصرها الرحب،
فإن كنيسة
العهد الجديد قد
انتُشلت من
مياه كثيرة،
من وسط الأمم
لتخلص من
الضيق
الداخلي
وتنعم
بالحياة
السماوية المتسعة
بعمل الروح
القدس الذي حل
فيها خلال المعمودية.
لا
نَعجب أن نرى
داود الذي
عُرف باتضاعه
الشديد حتى
أمام شاول
مطارده،
فيدعو نفسه
برغوثًا
واحدًا وكلبًا
مينتًا (١ صم ٢٤:
٤١)، نراه هنا
يتحدث كبار،
طاهر اليدين،
حافظ طريق
الرب، كامل
لدى الرب...
نزل
كلمة الله
القدوس إلى
العالم،
حملنا فيه،
لنصير أعضاء
جسده المقدس،
فنقف أمام
الآب أولادًا
له مبررين في
الدم الثمين، كمن
هم بلا عيب،
نحمل كمال
المسيح فينا.
هذا هو
الخلاص، وهذه
هي رسالة
الصليب أن
يحملنا إلى
المسيح
لنختفي فيه،
فيستر علينا
بدمه ونتبرر
ونتقدس فيه
وبه.
من
هو هذا البار،
الطاهر
اليدين،
الحافظ طرق الرب،
الذي لم يحد
عن الأحكام
الإلهية
والفرائض،
الطاهر أمام
الآب إلا
الابن الذي
بلا خطية
وحده... فداود
يتحدث بروح
النبوة على
لسان المخلص!
الآن صار
لكنيسته –
بكونها جسده
المقدس – أن
تنطق بذات
كلماته لأنها
مخفية فيه.
إن
كان الرب
المخلص هو سرّ
برّنا
وتقديسنا، فإننا
به وفيه ننال
الطبيعة
الجديدة
المقدسة،
نصير رحماء،
وكاملين،
وأطهارًا
ومتواضعين
فندخل في
علاقات جديدة
مع الآب،
قائلين له: "مع
الرحيم تكون
رحيمًا، مع
الرجل الكامل
تكون كاملاً،
مع الطاهر
تكون طاهرًا
ومع الأعوج تكون
ملتويًا،
وتخلص الشعب
البائس
وعيناك على
المرتفعين
فتضعهم" [٢٦-٢٨].
كأننا
نقول: بك صرنا
رحماء فنرحم
الآخرين وأنت
ترحمنا، وبك صرنا
كاملين فتكون
معنا كاملاً
الخ... أما عدو الخير
فهو أعرج
ومرتفع لذا
يبدو الله معه
ملتويًا ينزل
به من كبرياء
مجده إلى
الهاوية.
يرى
القديس
أغسطينوس أن
الله القدوس
في طبيعته
يكون قدوسًا
مع الإنسان
القديس لأنه
يقدسه. بمعنى
أن من يطلب
الكمال يهبه
الله الكمال كمالاً
أما الملتوي
فالله لا
يؤذيه إنما
تؤذيه رباطات
خطاياه (أم 5: 22).
"لأنك
أنت سراجي
يارب. والرب
يُضيئ ظلمتي"
[٢٩].
كما
يقول القديس
أكليمندس
الاسكندري
وأيضًا العلامة
أوريجانوس:
[إن الظلمة قد
حلت بالنفس،
إذ صارت في
جهالة، لذا
جاء الكلمة –
المعلم –
مشرقًا عليها
بالمعرفة
الروحية المخلصة،
فتستنير
أعماقها
الداخلية].
v أيها
النور غير
المنظور، هب
لي عينين
تستطيعان
معاينتك!
v أيها
النور الذي
يضيئ للنفس.
أيها الحق
البهي، أيها
البهاء
الحقيقي
الاستضاءة،
يا من تُضئ
لكل إنسان آت
إلى العالم،
أتيت إلى
العالم
والعالم لم
يحبك.
إلهي...
بدد الظلمة
الكثيفة التي
تخيم في نفسي،
حتى تراك عند
إدراكها
إياك، وتعرفك
عند تقبلها
لك، وتحبك عند
معرفتها لك.
القديس
أغسطينوس
"لأني
بك اقتحمت
جيشًا.
بإلهي
تسورت سورًا...
ترس
هو لجميع
المحتمين به
الذي
يجعل رجليّ
كالأيل وعلى
مرتفعاتي يقيمني.
الذي
يعلّم يديّ
القتال فتحني
بذراعي قوس من
نحاس...
تُوسع
خطواتي تحتي
فلا تتقلقل
كعباي
ألحق
أعدائي
فأهلكهم..." [٣٠-٣٩].
إن
كان العدو قد
صار كجيش قوي
يقاومني فأنت
هو قوتي، تصير
لي سور نار
تحميني
وترسًا لي تصد
كل سهام
العدو، تشدد
رجلي فأصير
مسرعًا
كالأيل
وترفعني كما
على
المرتفعات
العالية فلا
يلحق بي أذى.
تشدد يديّ
للقتال ضد
إبليس، وتوسع
خطواتي فألحق
بعدوي وأفنيه
بالصليب.
v آه.
أسرع واجعل من
نفسي مسكنًا
لك، من قلبي
مستقرًا! ...
تعال...
فإني مريض
حبًا. بُعدي
عنك موت لي،
وذكرك يحيي
نفسي! ...
رائحتك
تعيد لي قوتي،
وذكرك يخفف
آلامي، ظهورك
شبع لي (مز ١٧: ١).
القديس
أغسطينوس
"وتنقذني من
مخاصمات شعبي
وتحفظني رأسًا
للأمم.
شعب
لم أعرفه
يتعبد لي.
بنو
الغرباء
يتذللون لي.
من
سماع الأذن
يسمعون لي...
لذلك
أحمدك يارب في
الأمم ولاسمك
أرنم" [٤٤-٥٠].
يختم
المرتل نشيد
النصرة بدعوة
الأمم للتمتع
بالخلاص. هذا
ما أفرح قلب
داود، إن
قتاله ضد إبليس
لم يخلصه وحده
وإنما خلص الأمم
منه ليأتي إلى
المسيَّا شعب
لم يكن يعرفه،
إذ لم يتمتع
بالناموس ولم
يتحدث مع
الأنبياء ولا
عرف المواعيد
الإلهية... جاء
هذا الشعب الذي
من أصل وثني
ليتعبد للرب
وقد سمع
بالأذن خلال
كلمة الكرازة
ولم ير بعينيه
كاليهود الذين
جاء المخلص من
بينهم وصنع
أمامهم عجائب
بلا حصر وتحدث
معهم فمًا لفم
لكنهم خاصموه
وجحدوه عوض
الإيمان به.
[127] On Ps. 90 (91).
[128] On Ps. 18.
[129] Ibid.
[130] Ibid.
[131] Ibid.