الأصحاح السابع

أعمال سليمان الإنشائيَّة

بعد أن ختم الحديث عن بناء الهيكل مسكن الله في سبع سنوات، تحدَّث عن بناء مسكنه الخاص في 13 سنة. على أي الأحوال كانت أبعاد الهيكل 60×20×25 ذراعًا، بينما أبعاد القصر 100×50×30، فهو أكثر اتِّساعًا من مسكن الرب. هذا وقد بنى سليمان عرشًا، وأجنحة منفصلة لمسكنه ولابنة فرعون. أقام أيضًا بهوًا ممرًّا لقصره مشابهًا لما هو الهيكل.

1. إنشاءات لاستخدامه العائلي[1-12].

أ. بيت وعر لبنان[2].

ب. رواق (بهو) الأعمدة [6].

ج. رواق الكرسي أو العرش للقضاء[7].

د. بيت الملكة ابنة فرعون [8].

2. أثاثات الهيكل

أ. العمودان[13-22].

ب. البحر المسبوك[23-26].

ج. القواعد العشر[27-37].

د. المراحض العشر[38-39].

ه. المراحض والرفوش والمناضح[40-50].

و. تقديم عطايا أبيه[51].

1. إنشاءات لاستخدامه العائلي:

"وأمَّا بيته فبناه سليمان في ثلاث عشرة سنة وأكمل كل بيته" [1].

قضى سليمان سبع سنوات في بناء بيت الرب (6: 38)، والآن يقضي 13 سنة في بناء بيته، أي حوالي ضعف المدَّة. هذا لا يعني أن سليمان اهتم بالمنشاءات الخاصة به أكثر من اهتمامه ببيت الرب، فقد بدأ بالهيكل أولاً ولعلَّ انقضاء هذه المدَّة الطويلة يرجع إلى أسباب كثيرة منها:

أ. أن داود الملك كان قد هيَّأ الكثير لبناء الهيكل، الأمر الذي لم يحدث بالنسبة للمنشاءات الأخرى، كما قضى سليمان الثلاثة سنوات الأولى من حكمه يستعد لبناء الهيكل.

ب. أن العاملين في الهيكل قد أُرهقوا بعد عملٍ دام سبع سنوات، فبلاشك أن عددهم بدأ يقل، وقدرتهم للعمل صارت أقل. خاصة وأن شهوة قلب سليمان لبناء الهيكل كانت لا تُقارن أمام رغبته في بناء المنشاءات الخاصة به.

ج. مساحة المسكن الخاص كانت أكبر من مساحة الهيكل.

و. احتاج سليمان إلى إنشاء مباني كثيرة، وهي:

أ. بيت وعر لبنان [2].

ب. رواق (بهو) الأعمدة [6].

ج. رواق الكرسي أو العرش للقضاء [7].

د. بيت الملكة ابنة فرعون [8].

هكذا كان القصر الملكي أشبه بمجموعة من المباني متَّصلة بعضها ببعض. أنَّها أشبه بأقسام للقصر الملكي الواحد. وقد جاء الحديث عن هذه الأقسام مختصرًا جدًا، حتى يصعب تقديم صورة كاملة عن ملامح هذه الأبنية. موقع هذه الأبنية بالقرب من الهيكل وإلى جهة الجنوب منه على الأكمة الشرقيَّة المسمَّاة صهيون أو الموريَّا.

لقد قضى سليمان أكثر من ثلاث سنوات في الإعداد للهيكل وسبع سنوات في بناء الهيكل وثلاث عشرة سنة في بناء القصر الملكي وملحقاته ولم يبقَ له سوى أقل من سبع عشرة سنة يقضيها في قصره مشغولاً بالالتزامات الماديَّة التي شغلته عن الاهتمام بتربية ابنه رحبعام، ممَّا حطَّم كل ما فعله من أعمالٍ عظيمة. لو أن ما بذله من جهدٍ قدَّمه لتربية ابنه ما كانت قد انشقَّت المملكة، وما كان الشعب يصرخ: "قسَّى نيرنا".

أ. بيت وعر لبنان:

"وبنى بيت وعر لبنان طوله مائة ذراع وعرضه خمسون ذراعًا وسمكه ثلاثون ذراعًا.

على أربعة صفوف من أعمدة أرز،

وجوائز أرز على الأعمدة" [2].

أراد الملك أن يصنع أفضل شيء مهما كانت التكلفة، ممَّا أدَّى إلى زيادة الضرائب على الشعب. منذ حوالي 3000 عامًا كانت لبنان تضم مساحات شاسعة كغابات لشجر الأرز، فأرسل سليمان ألوف من العمال لقطع الأرز وإرساله إلى أورشليم، استخدمه في الهيكل وبناء بيته بكل ملحقاته، والمشاريع الأخرى. كما كان أرز لبنان مع السرو وغيره يُصدر إلى سوريا ومصر وبلاد ما بين النهرين. أيضًا قام نبوخذنصَّر بإساءة استخدام هذه الغابات (حب 2: 17) وهكذا مع الأجيال زالت هذه الغابات وأصبح من الاستحالة استعادتها رغم المحاولات المستمرَّة لذلك.

لم يكن بيت وعر لبنان مسكنًا لسليمان، إنَّما هو دار للعمل السياسي، أشبه بالمقرّ الملكي للإدارة السياسيَّة، حُفظت فيه أيضًا الأسلحة (1 مل 10: 17). دُعي بيت وعر لبنان مع أنَّه لم يُقم في لبنان، وإنَّما لأن أغلب مواده، خاصة الأخشاب، من غابات لبنان. وربَّما بسبب جمال موقعه وسط الأشجار التي تحوط به دعي بيت الملك (1 مل 9: 10).

يظن البعض أن سليمان بنى هذا القصر خارج أورشليم ليعيش في جو هادئ، خاصة وأنَّه كان يميل إلى استخدام الخيول والمركبات. وأن عرشه [7] لم يكن ملحقًا بهذا القصر. ويرى آخرون أنَّه مع بقيَّة الأبنية كان بأورشليم جنوب الهيكل مباشرة، على الأكمة الشرقيَّة المسمَّاة صهيون أو الموريَّا.

يرى البعض أنَّه أشبه ببهو ضخم كما في القصور الأشوريَّة، تحيط به مجموعة من الحجرات على ثلاثة طوابق. كان له أربعة صفوف من أعمدة أرز، ولكنَّنا لا نعرف عدد أعمدة كل صفٍ. وكانت غرف مبنيَّة على ثلاث جهات كغرف الهيكل، غير أن غرف الهيكل كانت خارجة عن حيطانه لاصقة بها، وأمَّا غرف بيت وعر لبنان فكانت داخلاً مرتكزة على الأعمدة.

"وسقف بارز من فوق على الغرفات الخمس والأربعين التي على الأعمدة كل صف خمس عشرة.

والسقوف ثلاث طباق وكوة مقابل كوَّة ثلاث مرَّات" [3-4].

وُجدت ثلاثة طوابق من 45 حجرة على جانب البهو الضخم، يحوي كل طابقٍ 15 حجرة. ست غرف على كلٍ من الجانبين الطويلين، وثلاث غرف على الجانب الثالث.

وكانت النوافذ في الطبقة الوسطى فوق النوافذ التي في الطبقة السفلى، والنوافذ في الطبقة العليا فوق النوافذ التي في الطبقة الوسطى. وكانت النوافذ مشرفة على الدار الداخليَّة.

"وجميع الأبواب والقوائم مربَّعة مسقوفة، ووجه كوة مقابل كوَّة ثلاث مرَّات" [5].

كانت الأسقف على الأبواب مستوية مسطَّحة وكل ما فوقها على هيئة سقف وليس على هيئة قنطرة.

ب. رواق (بهو) الأعمدة:

"وعمل رواق الأعمدة طوله خمسون ذراعًا وعرضه ثلاثون ذراعًا.

ورواقًا آخر قدَّامها وأعمدة وأسكفة قدَّامها" [6].

أنشأ قاعة مملوءة أعمدة أمام بيت وعر لبنان يستقبل القادمين للملك في الشئون العامة أو الخاصة بالجمهور. تحدَّث في سفر الأمثال عن الحكمة التي بنت بيتها على أعمدتها السبعة (أم 9: 1). كان الرواق مسقوفًا، وكان السقف مرتكزًا على الأعمدة بلا حوائط.

الرواق الآخر قدَّام الأعمدة له هو أيضًا أعمدة، والأسكفة هي خشبة الباب التي يُوطأ عليها. يبدو أنَّه كان درج يُصعد به إلى رواق له أعمدة، ومنه إلى رواقٍ آخر له أعمدة أيضًا، ومنه إلى رواق ثالث يُدخل منه إلى كرسي القضاء.

يرى البعض أن ذِكرها بعد إنشاء بيت وعر لبنان وقبل بهو العرش يُشير إلى أن هذا البهو كان بين المبنبِّين.

ج. رواق الكرسي أو العرش للقضاء:

"وعمل رواق الكرسي حيث يقضي أي رواق القضاء

وغشَّي بأرز من أرض إلى سقفٍ" [7].

رواق الكرسي أو بهو العرش، هو قاعة للقضاء أو دار للقضاء أو قاعة استماع يوجد فيها العرش الملكي الذي جاء وصفه في (1 مل 10: 18-20). وهي ليست قاعة مملوءة أعمدة مفتوحة، إنَّما هي مفتوحة من جانب واحد، ومغلقة بحوائط ضخمة من الجوانب الثلاثة الأخرى.

كان الملك يجلس على كرسي القضاء كما كان الملوك القدماء يجلسون ويقضون عند باب المدينة.

د. بيت الملكة ابنة فرعون:

"وبيته الذي كان يسكنه في دار أخرى داخل الرواق،

كان كهذا العمل،

وعمل بيتًا لابنة فرعون التي أخذها سليمان كهذا الرواق" [8].

يبدو أنَّه بيت ثالث، والثلاثة مباني في موقع واحد مرتبطة معًا. الأول قصر سليمان، والثاني المحاكمات أو دار القضاء، والثالث هو "بيت الحريم". كان مسكن الملك ونسائه في القصر الذي بُني للملكة بنت فرعون.

إلى جهة الشمال من بيت وعر لبنان كان أولاً درج وأروقة الأول والثاني والثالث، ومنها إلى الشمال أيضًا دار أخرى فيها بيت الملك وبجانب بيت الملك بيت النساء، وإلى الشمال من بيت الملك الهيكل.

كانت توجد ثلاث دور:

v     الدار العظيمة التي تحيط بكل الأبنية. لها إلى جهة بيت الرب التي كانت أعلى من الدار العظيمة (6: 36). وكان حائط مثله للدار العظيمة إلى جهة الخارج [11].

v     الدار الوسطى التي كان بيت الملك فيها.

v     دار بيت الرب أو الدار الداخليَّة.

كان مدخل السكن في اتِّجاه غير مدخل المباني الملكيَّة الأخرى كنوعٍ من الحفاظ على خصوصيَّته. كان يدعى "بيت الحريم"، إذ كانت له حرمته، وهو عبارة عن أجنحة خاصة بالنساء.

يرى البعض أن أجنحة نساء الملك، حسب النظام الشرقي القديم، كانت في القسم الداخلي للقصر، أمَّا الملك فله مبنى خاص به.

"كل هذه من حجارة كريمة كقياس الحجارة المنحوتة منشورة بمنشار من داخل ومن خارج من الأساس إلى الإفريز ومن خارج إلى الدار الكبيرة" [9].

نقرأ عن الحجارة الكريمة الكبيرة المستخدمة في مباني سليمان وحوائط أورشليم (7: 9-12؛ 9: 15). في القمَّة الجنوبيَّة الشرقيَّة لمنطقة الهيكل يرتفع الحائط 77 قدمًا. في عام 1852 اكتشف Barkely المحجر الذي أُخذت منه حجارة أورشليم العظيمة. الآن هي كهف هائل يمتد تحت باب دمشق. يوجد بعض الحجارة هناك[60].

"وكان مؤسَّسًا على حجارة كريمة، حجارة عظيمة،

حجارة عشر أذرع وحجارة ثمان أذرع.

ومن فوق حجارة كريمة كقياس المنحوتة وأرز.

وللدار الكبيرة في مستديرها ثلاثة صفوف منحوتة وصف من جوائز الأرز،

كذلك دار بيت الرب الداخليَّة ورواق البيت" [10-12].

كان العمل على أكمل وجه من الخارج والداخل. الداخل مًغشَّى بالأرز. كانت حتى حجارة الأساس وهي تحت الأرض من حجارة عظيمة قيِّمة.

2. أثاثات الهيكل:

"وأرسل الملك سليمان وأخذ حيرام من صور،

وهو ابن امرأة أرملة من سبط نفتالي، وأبوه رجل صوري نحاس،

وكان ممتلئًا حكمة وفهمًا ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس،

فأتى إلى الملك سليمان وعمل كل عمله" [13-14].

قام حيرام بصنع الأدوات النحاسيَّة، وهو يحمل دمًا خليطًا من اليهود والأمم، والدته من سبط نفتالي ووالده من صور. وكأن الله يود أن يُبنى بيته من كل البشر، من اليهود كما من الأمم. وكما بُنيت خيمة الاجتماع من كنوز مصر، هكذا بُني الهيكل بأيدٍ أمميَّة مع الأيدي اليهوديَّة. الله محب كل البشريَّة، يود أن يضم العالم ليتمتَّع الكل بغنى نعمته الفائقة.

جاء في (2 أي 2: 14) بأن الأم من سبط دان. يفترض البعض وجود اثنين يدعيان حيرام صانعي نحاس. لكن يرجح أن أحد النصين يشير إلى موضع ميلادها والآخر إلى موضع إقامتها، فهي من بنات دان إذ وُلدت هناك، ومن سبط نفتالي إذ هي من والدين من هذا السبط. كما يرى بعض الدارسين أنَّها من سبط دان بالميلاد، وتزوَّجت من سبط نفتالي فصارت بتبعيَّتها لزوجها من سبط نفتالي، وإذ ترمَّلت تزوَّجت مرَّة أخرى من رجل صوري، أنجبت منه حيرام.

يقدِّم لنا صورة عن الأدوات النحاسيَّة التي استخدمت في الهيكل. لم يذكر أداة من الحديد، وإن كنَّا نجد في (1 أي 29: 2) داود الملك قد أخذ حديدًا لاستخدامه في بعض أدوات الهيكل التي لا نعرف ما هي.

أ. العمودان:

"وصور العمودين من نحاس،

طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعًا وخيط اثنتا عشرة ذراعًا يحيط بالعمود الآخر" [15].

لا نجد للذهب أثرًا خارج القدس وقدس الأقداس، فإن الأمجاد السماويَّة تبقى في الداخل، لكن نجد النحاس خارجًا لكي نشارك السيِّد المسيح صبره وآلامه ومثابرته إذ يظهر في سفر الرؤيا هكذا: "رِجلاه شبه النحاس النقي كأنَّهما محمَّيتان في أتون" (رؤ 1: 15). فإذ نلبس السيِّد المسيح يكون لنا النحاس الذي به ندك كل الأتعاب والضيقات ونسير نحو السماء بمثابرة بدون تراخ.

يصعب تحديد وضع العمودين النحاسيِّين في بهو الهيكل [21] إن كان في الهواء الطلق أم تحت السقف. كانا بين الهيكل ودار الكهنة، وهما لم يوضعا لتثبيت باب بينهما، أو لإقامة مبنى عليهما، وإنَّما للزينة ولعملٍ رمزي. يظهر ذلك من أن العمودين أقصر من أن يبلغا سقف الرواق. وأيضًا من جهة المواد فإن الهيكل كان من الحجارة والأخشاب، وأمَّا العمودان فمن النحاس. لو كان العمودان لهما عمل أساسي في المبنى لما ذكر هنا مع أدوات الهيكل، بل كان قد ذكرا قبلاً مع تفاصيل المبنى ذاته.

هكذا كانت الهياكل الفينيقيَّة، فيُنصب العمود أو الأعمدة بلا سقف عليها كما يظهر من النقود والرسوم القديمة.

كان العمودان أجوفين سمكهما أربعة أصابع (إر 52: 21).

كان طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعًا، وفي (2 أي 3: 15) خمس وثلاثون ذراعًا، ربَّما لأن الكاتب أضاف إليه التاج الذي كان يحوي قسمين: الشبَّاك وهو القسم السفلي وطوله خمس أذرع [16]، وصيغة السوسن وهو القسم الأعلى وطوله أربع أذرع [19]. كما أضاف إليه قاعدة العمود وعلوها ثماني أذرع، فيكون المجموع 35 ذراعًا (18+5+4+8). وكان المحيط 12 ذراعًا.

"وعمل تاجين ليضعهما على رأسي العمودين من نحاس مسبوك،

طول التاج الواحد خمس أذرع، وطول التاج الآخر خمس أذرع" [16].

يتحدَّث عاموس النبي عن تأديب الرب بقوله: "رأيت السيِّد قائمًا على المذبح، فقال: اضرب تاج العمود حتى ترجف الأعتاب، وكسِّرها على رؤوس جميعهم" (عا 9: 1). هنا يشير إلى هذين العمودين ليس حرفيًّا بل رمزيًّا، حيث يهب غضب الرب على بيته بسبب شرِّهم فلا يقوم العمودان اللذان يمثِّلان "فرح الملك"، وتأسيس الرب لمملكته بتقديم قوَّته لشعبه. يسقط العمودان وترتجف أعتاب البيت ويصير التاجان عِوض كونهما علامة الكرامة والقوَّة، أداة لتكسير رؤوسهم.

"وشُبَّاكًا عملاً مشبكًا وضفائر كعمل السلاسل للتاجين اللذين على رأسي العمودين،

سبعًا للتاج الواحد، وسبعًا للتاج الآخر" [17].

كانت هذه الشباك بعوارض على نوع شعريَّة، وكانت من نحاس، غطَّت القسم السفلي من التاجين. وعلى الشباك كانت السبع ضفائر أو السلاسل من النحاس.

"وعمل للعمودين صفِّين من الرمان في مستديرهما على الشبكة الواحدة،

لتغطية التاج الذي على رأس العمود،

وهكذا عمل للتاج الآخر" [18].

ربَّما كان الترتيب كالآتي:

v     أولاً القاعدة.

v     فوقها العمود.

v     في رأس العمود صف من الرمَّان فيه مائة رمَّانة.

v     فوق صف الرمَّان الشباك والضفائر.

v     فوقها الصف الثاني من الرمَّان فيه مائة رمَّانة أخرى.

v     فوق هذا الصف الثاني صيغة السوسن.

"والتاجان اللذان على رأسي العمودين من صيغة السوسن كما في الرواق هما أربع أذرع" [19].

لم يُذكر أن في رواق الهيكل صيغة السوسن.

"وكذلك التاجان اللذان على العمودين من عند البطن الذي من جهة الشبكة صاعدًا،

والرمَّانات مائتان على صفوف مستديرة على التاج الثاني" [20].

" من عند البطن" كان القسم السفلي من التاجين ناتئًا [41] وتحت النتوء الصف من الرمان السابق ذكره، وفوقه الصف الثاني من الرمان.

وأوقف العمودين في رواق الهيكل،

فأوقف العمود الأيمن ودعا اسمه ياكين،

ثم أوقف العمود الأيسر ودعا اسمه بوعز" [21].

"ياكين" معناها "سيقيم" أو "يؤسس"؛ و"بوعز" معناها "فيه قوَّة".

يرى البعض أن العمودين يشيران إلى قيادة الله لشعبه في البريَّة، عمود سحاب في النهار، وبالليل عمود من نور. فالله يهب شعبه ظلاً من متاعب التجارب، ونورًا وسط ظلمة العالم. ويرى آخرون أن العمودين عند باب بيت الرب إنَّما يشير أحدهما إلى الكهنة والآخر إلى الشعب، فالله يهب عابديه كهنة أو شعبًا أن يصيروا أعمدة حيَّة في هيكل قدسه.

يود أن يكون كل مؤمن كياكين، أي يؤسِّسه الرب نفسه ويقيمه، غير متَّكلٍ على ذراع بشري.

بالله يكون كبوعز، أي يحمل قوَّة سماويَّة لا تقدر كل قوَّات الظلمة أن تزعزعه. فالله هو مؤسِّسنا (ياكين) وهو قوَّتنا (بوعز).

هكذا إذ ننطلق في صلواتنا كما إلى هيكل الرب السماوي نرى العمودين المملوءين قوَّة وجمالاً، فيلتهب قلبنا بروح الرب ويحل الرجاء فينا.

يرى البعض أن "ياكين" تعني "ليبق الهيكل ثابتًا إلى الأبد"، و"بوعز" يشتهي سليمان أن يهب الله الهيكل قوَّة وثباتًا".

يرى آخرون أن الاسمين معًا هما اختصار للكلمات: "سيفرح الملك باسم يهوه".

"وعلى رأس العمودين صيغة السوسن فكمل عمل العمودين" [22].

ب. البحر المسبوك:

"وعمل البحر مسبوكًا عشر أذرع من شفَّته إلى شفَّته،

وكان مدوَّرًا مستديرًا، ارتفاعه خمس أذرع وخيط ثلاثون ذراعًا يحيط به بدائرة" [23].

كان الكهنة يغتسلون في المرحضة قبل دخولهم إلى الهيكل، سُمِّيت بحرًا لكبرها. فإن مراحم الله كالبحر متَّسعة للغاية، قادرة على غسل نفوسنا وتطهيرها.

v     عندما يسمع أحد عن المرحضة فليفهم هذه التي نغتسل خلالها من الخطايا المشينة بالمياه السرِّيَّة[61].

القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص

يبدو أن البحر النحاسي وأحواضه متحرِّكة بعجلات. كان البحر لاستخدام الكهنة.

"وتحت شفَّته قثاء مستديرًا تحيط به، عشر للذراع محيطة بالبحر بمستديره صفِّين.

القثاء قد سُبكت بسبكه.

وكان قائمًا على اثني عشر ثورًا،

ثلاثة متوجِّهة إلى الشمال، وثلاثة متوجِّهة إلى الغرب، وثلاثة متوجِّهة إلى الجنوب، وثلاثة متوجِّهة إلى الشرق،

والبحر عليها من فوق وجميع إعجازها إلى داخل" [24-25].

الاثنا عشر ثورًا من نحاس يشيرون إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر. فإن تطهير هذا الشعب لا يقوم على الغسل بالماء فحسب، وإنَّما خلال الذبيحة. فالأسباط جميعها تمثِّل أمَّة كهنوتيَّة تغتسل بالدم المبذول لتقديس المؤمنين.

"وغلظه شبر وشفَّته كعمل شفَّة كأس بزهر سوسن، يسع ألفيّ بث" [26].

شفَّة البحر على مثال زهر السوسن، يشبه شفَّة كأس لأجل الشرب.

" ألفيّ بث" يعادل 45000 أقَّة.   

ج. القواعد العشر:

"وعمل القواعد العشر من نحاس،

طول القاعدة الواحدة أربع أذرع

وعرضها أربع أذرع

وارتفاعها ثلاث أذرع" [27].

أُقيمت الأحواض العشر على عشر قواعد، كل حوض جمع 300 جالونًا من الماء، حوالي طن، وهي مربَّعة طولها كعرضها. يقول الكتّاب اليهود بأن الأحواض العشر كانت تُملأ كل يوم بمياه جديدة لتبقى دومًا نقيَّة تستخدم هذه الأحواض لغسل لحوم الذبائح بينما يغتسل الكهنة في البحر.

"وهذا عمل القواعد لها أتراس، والأتراس بين الحواجب" [28].

الأتراس كالألواح المستعملة في المدارس لأجل الكتابة التي لها لوح من الحجر وحواليه حواجب من الخشب. وعلى الأتراس والألواح نقش أسود وثيران وكروبيم وكلَّها من النحاس.

"وعلى الأتراس التي بين الحواجب أسود وثيران وكروبيم،

وكذلك على الحواجب من فوق ومن تحت الأسود والثيران قلائد زهور عمل مدلى.

ولكل قاعدة أربع بكر من نحاس، وقطاب من نحاس،

ولقوائمها الأربع أكتاف،

والأكتاف مسبوكة تحت المرحضة بجانب كل قلادة" [29-30].

بالبكر تنتقل القواعد من مكان إلى آخر في الدار. كانت البكر تحت القاعدة وليست بجانبها، فلزم لها أكتاف ليركب بها قطاب البكر. والأكتاف مركَّبة من القوائم الأربع، وبجانب كل قلادة من قلائد الزهور عمل مدلَّى وكلَّها نحاس مسبوك.

"وفمها داخل الإكليل ومن فوق ذراع وفمها مدوَّر كعمل قاعدة ذراع ونصف ذراع.

وأيضًا على فمها نقش وأتراسها مربَّعة لا مدوَّرة" [31].

كان سطح القاعدة مثقوبًا من فوق، وعلى هذا الثقب أو الفم إكليل أو اسطوانة من النحاس، غالبُ ما تنزل من الثقب، قطرها من الخارج ذراع ونصف ومن الداخل ذراع. بمعنى أنَّها اسطوانة مجوَّفة غلظها نصف ذراع. وكانت الأسطوانة قاعدة للمرحضة من فوق، وكانت ترتكز على القاعدة الكبيرة المربَّعة من تحت. 

"والبكر الأربع تحت الأتراس وخطاطيف البكر في القاعدة وارتفاع البكرة الواحدة ذراع ونصف ذراع.

وعمل البكر كعمل بكرة مركبة خطاطيفها وأطرها وأصابعها وقبوبها كلَّها مسبوكة" [32-33].

هذا الارتفاع قليل بالنسبة إلى عجلات العربات المستخدمة اليوم. لكن يظهر في الرسومات الأشوريَّة أن البكرات التي كانت مستخدمة ارتفاعها قليل.

"وأربع أكتاف على أربع زوايا القاعدة الواحدة وأكتاف القاعدة منها.

وأعلى القاعدة مقبَّب مستدير على ارتفاع نصف ذراع من أعلى القاعدة أياديها وأتراسها منها.

ونقش على ألواح أياديها وعلى أتراسها كروبيم وأسودًا ونخيلاً كسعة كل واحدة وقلائد زهور مستديرة.

هكذا عمل القواعد العشر لجميعها سبك واحد، وقياس واحد، وشكل واحد" [34-37].

المقبَّب أعلى القاعدة لأجل زيادة القوَّة، لأن الاسطوانة مرتكزة على المقبَّب، والاسطوانة مرتكزة على المرحضة وهي ثقيلة جدًا خاصة متى كانت مملوءة ماءً. وربَّما أيديها هي لإسناد المرحضة، وكلَّها مسبوكة سبكًًا.

د. العشر مراحض:

"وعمل عشر مراحض من نحاس،

تسع كل مرحضة أربعين بثًا،

المرحضة الواحدة أربع أذرع،

مرحضة واحدة على القاعدة الواحدة للعشر القواعد" [38].

الأرجح أن علو المرحضة هو أربع أذرع وليس قطرها. كان علو المرحضة مع قاعدتها تسع أذرع. وُضعت المراحض العشر على القواعد لكي تُملأ بالماء الذي يستخدمه الكهنة في عملهم المقدَّس خاصة غسل الذبائح مثل المحرقات (2 أي 4: 6). أمَّا البحر النحاسي فيستخدمون ماءه في الاغتسال. على أي الأحوال كانت كل أدوات الهيكل غاية في الإبداع الفنِّي مع تكلفتها الضخمة من جهة مادتها والأيدي العاملة لتنفيذها.

"وجعل القواعد خمسًا على جانب البيت الأيمن،

وخمسًا على جانب البيت الأيسر،

وجعل البحر على جانب البيت الأيمن إلى الشرق من جهة الجنوب" [39].

وُضع خمس قواعد على الجانب الأيمن من البيت، أي نحو الجنوب، وخمس على الجانب الأيسر، أي في الشمال. ووُضع البحر النحاسي على الجانب الأيمن نحو الشرق مقابل الجنوب. لم توضع القواعد على يمين وشمال مذبح المحرقة، بل على جانبي البيت أو بهو الهيكل، أمَّا البحر النحاسي فبين البهو والمذبح، مع اتِّجاهه نحو الجنوب أكثر، أي جنوب شرقي البهو، وجنوب غربي مذبح المحرقة. تُحمل القواعد على عجلات لكي يسهل تحرُّكها نحو الكهنة لاحتياجهم إلى الماء عندما ينشغلون بالذبائح. ويسهل تسريب الماء المتَّسخ في صدر القاعدة ثم تصريفه بعد ذلك.

كانت الحاجة ماسة إلى هذه المراحض العشرة، لأنَّه كان يقدَّم أكثر من ذبيحة في وقت واحد على المذبح.

تُحمل القواعد ذات الزينة التي صنعت داخل الهيكل لتأكيد أن هذا العمل الذبيحي هو امتداد للعمل داخل الهيكل. الفارق أن الحِلية في داخل الهيكل مغشَّاة بطبقة من الذهب، أمَّا هنا فالحِلية من نحاس. لأن الداخل يشير إلى العبور إلى السماء، أمَّا الخارج فهو تهيئة للعبور.

"وعمل حيرام المراحض والرفوش والمناضح،

وانتهى حيرام من جميع العمل الذي عمله للملك سليمان لبيت الرب" [40]

أشار كثير من الكتَّاب القدامى إلى العمال المهرة من الصوربِّين في صنع الأدوات المعدنيَّة. لهذا لا نعجب إن استخدم سليمان حيرام الصوري ومعه طاقم كبير من العمال المهرة لصنع أدوات الهيكل وأدوات قصوره الذهبيَّة والنحاسيَّة في وقت قصير نسبيًّا.

"العمودين وكرتيّ التاجين اللذين على رأسي العمودين والشبكتين لتغطية كرتيّ التاجين اللذين على رأسيّ العمودين.

وأربع مائة الرمَّانة التي للشبكتين صفّا رمَّان للشبكة الواحدة لأجل تغطية كرتيّ التاجين اللذين على العمودين.

والقواعد العشر والمراحض العشر على القواعد.

والبحر الواحد والاثنى عشر ثورًا تحت البحر.

والقدور والرفوش والمناضح وجميع هذه الآنية التي عملها حيرام للملك سليمان لبيت الرب هي من نحاس مصقول" [41-45].

النحاس المستخدم في أدوات الهيكل من أفضل الأنواع في ذلك الحين، فإن الله يطلب من الإنسان أن يقدِّم أفضل ما لديه ليُعلن تجاوبه مع محبَّة الله الكاملة، ورغبته في تقديم أعظم الهبات للإنسان.

"في غور الأردن سبكها الملك في أرض الخزف،

بين سكوت وصرتان" [46].

في نهر الأردن سُبك النحاس، حتى لا يتلوث جو أورشليم بالدخان، إذ يود أن تبقى مدينة الله وموقع الهيكل نقيًّا من كل جانب.

يرى البعض أنَّه من الصعب تحديد عبارة "غور الأردن" إن كانت تشير إلى الضفَّة الشرقيَّة منه أو الغربيَّة. آخرون يرون أنَّها سهل الأردن في الضفَّة الشرقيَّة بالقرب من فم نهر يبوق، عند صرتان Zarthan or Zaretan (يش 3: 16)، أو صُرّتان Zaratanah (1 مل 4: 12)، أو صَرَوَة Zeredatha (2 أي 4: 17).

كانت سكوت شرقي الأردن، وربَّما هي تل درالا الحاليَّة على بعد ميل جنوبي نهر الزرقاء. وكانت صرتان غربي النهر، ويُظن أنَّها تل حارم الحاليَّة على بُعد 3 أميال جنوبي بيسان.

إنها أرض الخزف [46]. لا يزال إلى يومنا هذا يستخدم الرمل في سبك النحاس. كميَّات ضخمة من الأدوات احتاجت إلى أفرانٍ كثيرةٍ دون شك.

"وترك سليمان وزن جميع الآنية لأنَّها كثيرة جدًا جدًا لم يتحقَّق وزن النحاس" [47].

لم يكن ممكنًا حصر عدد الآنية ووزنها بسبب كثرتها، هذا وقد اتَّسم العاملون في بيت الرب ولحسابه بالأمانة والإخلاص.

"وعمل سليمان جميع آنية بيت الرب:

المذبح من ذهب،

والمائدة التي عليها خبز الوجوه من ذهب.

والمنائر خمسًا عن اليمين وخمسًا عن اليسار أمام المحراب من ذهب خالص،

والأزهار والسرج والملاقط من ذهب" [48-49].

نستنتج من عدم ذكر حيرام أنَّه لم يعمل آنية بيت الرب التي كانت من الذهب، بل كان عمله في النحاس فقط، وهو لم يستخدم في الآنية داخل بيت الرب.

يرى العلامة أوريجينوس أن الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماءً، لذا يشير الذهب إلى السمويَّات، كما يشير إلى القدِّيسين بكونهم سماءً يسكن الله في قلوبهم. يقول: [إن آمنت تُقدِّم قلبك وعقلك ذهبًا!... تستطيع أن تقدِّم للرب شيئًا من مشاعرك ومن كلماتك[62]].

هكذا يرى المؤمن في الأواني الذهبيَّة المقدَّسة للرب حياته الداخليَّة التي صارت بالإيمان سماءً، ولم يعد من حق كائن ما أن يستخدمها سوى القدُّوس السماوي نفسه.

ويرى الأب ميثؤديوس في الذهب رمزًا للبتوليَّة، إذ يقول: [لقد أمر (أن تُصنع الأدوات داخل قدس الأقداس) من الذهب لسببين: أولاً أنَّه لا يصدأ، وثانيًا أن لونه يقترب إلى حد ما من لون الشمس. بهذا فهو يناسب البتوليَّة التي لا تحمل شيئًا دنسًا أو غضنًا، إنَّما تشع دائمًا بنور الكلمة. خلالها نقف قريبين من الله، داخل قدس القداس، وأمام الحجاب بأيدٍ غير دنسة كالبخور نقدم الصلوات للرب رائحة ذكيَّة مقبولة، في مجامر الأربعة وعشرين قسيسًا (الذهبيَّة) التي هي صلوات القدِّيسين[63]].

كان مذبح البخور من الحجر، والحجر مُغشَّى بأرز، والأرز مُغشَّى بالذهب (6: 20، 22).

v     ليبحث كل منَّا كيف يمكن أن يبني في داخله مسكنًا لله!

ليكن للنفس في أعماق القلب مذبحًا للبخور حتى تستطيع أن تقول: نحن رائحة المسيح الذكيَّة" (2 كو 2: 15)...

لنتحدَّث عن مذبح البخور الداخلي، قائلاً: النفس التي لا تعطي لعينها نومًا حتى تجد موضعًا للرب إله يعقوب (مز 81: 4) تقتني لها مذبحًا ثابتًا في وسط قلبها حتى تقدر أن تقترب من الله[64].

العلامة أوريجينوس

وجدت مائدة واحدة لخبز الوجوه في خيمة الاجتماع وعشرة موائد خبز وجوه في الهيكل، لكن يبدو أنَّه لم يكن يستخدم إلاَّ مائدة واحدة في وقت واحد.

كما وُجدت منارة واحدة في خيمة الاجتماع (خر 25: 30). وعشرة منائر ذهبيَّة في الهيكل ولا تُستخدم إىَّ منارة واحدة في وقت واحد (2 أي 4: 8، 19؛ 3: 11).

هـ. المراحض والرفوش والمناضح:

"والطسوس والمقاص والمناضح والصحون والمجامر من ذهب خالص والوصل لمصاريع البيت الداخلي

 أي لقدس الأقداس ولأبواب البيت أي الهيكل من ذهب" [50].

كانت الطسوس للزيت، والمقاص والملاقط الذهبيَّة تُستخدم في إصلاح فتائل السرج، والمناضح للماء أو الدم اللذين رُشُّوا بهما. وكانت المنافض توضع فيها الأشرطة المحترقة.

يعلِّل البعض أن جميع الأثاثات الذهبيَّة كالمنارة الذهبيَّة ومذبح البخور وأيضًا التابوت من الخشب المصفح بالذهب الخ. لأجل إعلان بهاء مجد الله. ولا توضع في الخارج حتى يحفظ الشعب من العبادة الوثنيَّة.

و. تقديم عطايا أبيه:

"وأكمل جميع العمل الذي عمله الملك سليمان لبيت الرب،

وادخل سليمان أقداس داود أبيه الفضَّة والذهب والآنية

وجعلها في خزائن بيت الرب" [51].

حمل سليمان كل ما أعدَّه أبوه داود من ذهب وفضَّة إلى خزائن بيت الرب ولم يطمع فيها ليستخدمها في قصوره، بل قدَّمها مع ما قدَّمه هو للرب. هكذا يليق بنا أن نقدِّم ما وهبه والدينا للرب ولا نحسبه ميراثًا خاصًا بنا.

كان القدِّيس يوحنا ذهبي الفم يحثّ شعبه أن يحسبوا السيِّد المسيح كواحدٍ من أبنائهم له حق الميراث فيما يتركوه لهم. وقد اتَّسم الأقباط في العصور السابقة بتقديم الكثير كوقفٍ على الكنيسة أمَّا لخدمة الفقراء أو الاحتياجات الرعويَّة. وكان الذين لهم أبناء يرثونهم يضعون وصيَّة بتقديم كل ميراثهم للرب.

 

 

من وحي 1 ملوك 7

قدِّس كل الأثاثات الذهبيَّة!

v     أنت الأول في كل شيء.

ليُبنَ هيكلك أولاً وعندئذ قصري.

ليكن ملكوتك هو بهجة قلبي.

أطلبه وكل شيء يزداد لي.

v     هب لي أن أقيم مع سليمان عمودين من نحاس.

ادعوهما ياكين وبوعز.

مدركًا أنَّك أنت هو العمود الحيّ،

أنت قوَّتي وفخري وعزِّي.

v     لأضع بحرًا مسبوكًا،

فاغتسل دومًا بمياه المعموديَّة.

أتمتَّع بالبنوَّة لك،

وأخدمك بالطهارة والنقاوة.

v     لتقبل كل الأثاثات الذهبيَّة.

بيتك في الداخل كلُّه مغشَّى بالذهب.

لن يُرى فيه سوى المجد والبهاء.

من يقدر أن يخدم فيه إلاَّ من يصير ذهبًا نقيًا؟

من يلتقي بك إلاَّ من يحمل بهاءك فيه؟

اقبلني إناءً ذهبيًا نقيًا،

له موضعه في مسكن قدسك.

[60] Halley’s Bible Handbook, p. 192.

[61] Vita Moses 2:185.

[62] Origen: In Exod. Hom 13:2.

[63] Methodius: Banquet of the Ten Virgins 5:8.

[64] Origen: In Exod. Hom 9:4.