اَلأَصْحَاحُ
الْحَادِي
وَالثَّلاَثُونَ
فحص
النفس
تحدث
أيوب عن أيام
رخائه
الماضية،
والرعب الذي
يحل به في
الحاضر. الآن
يبحث في
أعماقه ليفحص
نفسه، لعله يكون
قد ارتكب
خطايا خفية،
كما أشار إلى
ذلك أصدقاؤه.
جاء فحصه
لنفسه
عجيبًا، ليس
على ضوء
الناموس الذي
لم يكن بعد قد
تسلمه موسى
النبي، وإنما
على ضوء
الإنجيل
المقدس. يعلن
أيوب إنه قد
فحص أعماقه
وهو مستعد
لأية أسئلة
يوجهها الله
إليه.
1. عفة
النظرة
1.
2.
انشغاله
بالله نصيبه
الأبدي
2.
3. الخطية
تقدم الدمار
الذي
لها
3.
4. الله
فاحص طرق
الإنسان
4.
5. عدم
الكذب
والغش
5.
6. لنوزن
بموازين
المخلص
6.
7. نقاوة في
الداخل
والخارج
7-8.
8. خطورة
الزنا
9-12.
9. حق
الحوار مع
الجميع
13-15.
10. اهتمامه
بالأيتام والأرامل
والمساكين
16-23.
11. اتكاله
على الله لا
على غناه
24-25.
12.عدم
ممارسته
الوثنية
26-28.
13. لا يتسلل
إليه فكر
شماتة
29-30.
14. حب مُدهش
لأهل
بيته
31-32.
15.اعتراف
علني
33.
16. هياج
العشائر عليه
بلا
سبب
34.
17. رفع أمره
لله
35- 40.
1. عفة
النظرة
عَهْدًا
قَطَعْتُ
لِعَيْنَيَّ،
فَكَيْفَ
أَتَطَلَّعُ
فِي
عَذْرَاءَ! [1]
استطاع
أيوب وهو في
عهد ما قبل
الناموس الموسوي،
أن يرتفع
ليقتبس
بالعون
الإلهي سموًا
إنجيليًا
فائقًا. فإنه
لم يمتنع فقط
عن الزنا والرجاسات،
لكنه أغلق على
الخطية في بدء
انطلاقها،
ألا وهي
النظرة
الشريرة. لم
يسمح لنفسه أن
يتطلع إلى
عذراء
ليشتهيها،
حاسبًا هذا زنا
داخلي يتسلل
إلى حواسه.
لقد
وهبنا الله الحواس
لنستخدمها
كما يليق،
عطية مقدسة،
نقدم الشكر
لله عليها.
أما أن أساءنا
استخدامها خلال
الاستهتار
والتهاون،
فإننا بهذا
نفتح الباب
لتتسلل
الخطية
تدريجيًا.
من أجل
هذا منع آباء
الكنيسة
الأولى
السكنى مع
عذارى، مهما
سمت حياة
الطرفين، لا
بالنظر إليهن
كمصدر دنسٍ،
ولكن لأجل
نقاوة
العينين
والفكر
والقلب.
v يقول
ارميا: "لأن
الموت طلع إلى
كوانا، ودخل قصورنا"
(إر 9: 21). يحدث هذا
عندما تدخل
الشهوة خلال حواس
الجسم، تدخل
إلى مسكن
العقل. على
خلاف هذا
يتحدث إشعياء
عن الأبرار:
"من هم
الطائرون كسحابْ،
وكالحمام من
نوافذهم؟" (إش
60: 8)، إذ يُقال عن
الأبرار إنهم
يطيرون كالسحاب،
لأنهم
يرتفعون فوق
أدناس الأرض...
لكي يحفظ
أيوب أفكار
القلب بالعفة
"قطع عهدًا
مع عينيه"
لئلا يرى بدون
حذرٍ ما يحبه...
ما كان
لحواء أن تلمس
الشجرة
الممنوعة لو
لم تنظر إليها
أولاً بغير
احتراس، كما
هو مكتوب:
"فرأت المرأة
أن الشجرة
جيدة للأكل،
وأنها بهجة
للعيون، وأن
الشجرة شهية
للنظر، فأخذت
من ثمرها
وأكلت" (تك3: 6).
لهذا يلزمنا
نحن الذين نحيا
حياة قابلة
للموت أن نضع
ضبطًا عظيمًا
لنحد نظرنا
نحو الأمور
الممنوعة، إذ
كانت أم كل حي
(حواء) جاءت
إلى الموت
خلال العينين.
يقول النبي
أيضًا: "عيني
تسلب قلبي"
(راجع مراثي 3: 51)...
قال ربنا: "قد
سمعتم أنه قيل
للقدماء: لا
تزنِ. وأما
أنا فأقول لكم
إن كل من ينظر
إلى امرأة
ليشتهيها فقد
زنى في قلبه"
(مت 5: 27-28)
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v لقد أزال
المسيح هذه
العلة
(الزنا)، حيث
نهتم حتى بما
هو في القلب
وحده. الآن
بماذا
يستطيعون القول
من يشاركون
العذارى
السكنىَ؟
فإنهم بحسب
هذا القانون
هم يذنبون
بخطية الزنا
ربوات المرات
كل يومٍ حيث
يتطلعون
إليهن بشهوة.
لهذا السبب
وضع الطوباوي
أيوب أيضًا
هذا القانون
من البداية،
نازعًا عنه
هذا النوع من
النظرات من كل
جانب[1219].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v "قد
سمعتم أنهُ
قيل
للقُدَماءِ
لا تزنِ. وأما أنا
فأقول لكم أن
كل من ينظر
إلى إمرأَةٍ
ليشتهيها فقد
زنى بها في
قلبه" (مت
5: 27-28)ِ.
البر
الأصغر هو عدم
الزنا
بالفعل، أما
برّ ملكوت
اللَّه
الأعظم فهو
عدم ارتكاب
الزنا، ثم جاءت
الوصية
الأخيرة
مثبتة
للأولى، لأنه
ما جاء الرب
ناقضًا بل
مكملاً
للناموس.
يجب أن
نلاحظ أنه لم
يقل "من اشتهى
امرأة" بل "من
ينظر إلى
امرأة
ليشتهيها" أي
ينظر إليها
بهذه النية،
فهذه النظرة
ليست إثارة
للذة الجسدية
بل تنفيذًا
لها، لأنه
بالرغم من
ضبطها فستتم
لو سمحت
الظروف بذلك.
فالخطية
تكمل على
ثلاثة مراحل:
إثارتها، التلذذ
بها، ثم
إرضائها
(تنفيذها).
فالإثارة
تحدث عن طريق
الذاكرة أو
الحواس كالنظر
أو السمع أو
الشم أو
التذوق أو
اللمس. فإن
نتج عن هذه
لذة لزم ضبطها،
فلو كنا
صائمين،
فبرؤيتنا
للطعام تثور
شهوة التذوق،
وهذه الشهوة
تنتج لذة.
فعلينا ألا
نرضيها بل
نضبطها إن كان
لعقلنا، الذي
يمنعنا من
إرضائها،
السيادة. أما
إذا أرضيناها
فستكون
الخطية قد
كملت في
القلب، فيعلم بها
اللَّه ولو لم
يعلم بها
البشر.
إذن هذه
هي خطوات
الخطية:
تتسلل
الإثارة
بواسطة
الحواس
الجسدانية، كما
تسللت الحية
في إثارة
حواء، لأنه
حيثما تسربت
الأفكار
والتصورات
الخاطئة إلى
نفوسنا، تكون
نابعة من
الخارج، من
الحواس
الجسدية. وإن
أدركت الروح
أي إحساس خفي
عن غير طريق
هذه الحواس
الخمسة، كان
هذا الإحساس
مؤقتًا
وزائلاً.
فتتسلل هذه
التصورات إلى
الفكر في دهاء
الحية.
إن مراحل
الخطية
الثلاث تشبه
سقوط الإنسان
الوارد في سفر
التكوين،
فتأتي
الإثارة من
الخارج من
الحواس كما
أحدثتها
الحية. أما
التلذذ بالخطية
فيحدث في
الشهوة
الجسدية مثل
ما تلذذت
حواء، أما
إرضاء الخطية
فيحدث في
العقل كما في
آدم. ولسبب
الخطية طرد
الإنسان من
الفردوس، أي
من نور البرّ
الأعظم، إلى
الموت.
من يقدم
اللذة لا يجبر
الإنسان على
قبولها، فعلى
الإنسان ألا
ينزل من
مرتبته
السامية، التي
فيها يكون
للعقل
السيادة. إلى
مرتبة أدنى،
لأن اللَّه
خلق الإنسان
في مرتبة أسمى
من الحيوان.
فالإنسان لا
يجبر على قبول
اللذة، فإن
قبلها عوقب
بواسطة شريعة
اللَّه
العادلة،
لأنه أخطأ
بإرادته.
على أنه،
قبل أن تتحول
الخطية إلى
عادة لا يكون
فيها لذة، أو
تكون بصورة
بسيطة يستهان
بها، ويكون
الخضوع لها
خطية عظيمة
مادامت هذه
اللذة محرمة.
لأن من يستسلم
لها يصنع الشر
في قلبه. وبعد الاستسلام
لها وتنفيذها
يخيل له أنه
قد أشبع رغبته
والأمر قد
انتهى، ولكن
متى عاد ما
يثيرها مرة
أخرى، أثيرت
اللذة بصورة
أشد من الأولى.
ومع ذلك فهي
أقل من اللذة
التي تنتج عن
العادة. إن
اللذة في
المرة
الثانية يصعب
الانتصار
عليها، ومع
ذلك فإذا كان
مخلصًا لنفسه،
مستعدًا
للحرب
الروحية
فسيشفى منها،
بل ومن العادة
أيضًا. وذلك
بمعونة مسيحه
قائد المعركة
الروحية.
وبذلك يخضع
الرجل للمسيح
والمرأة
للرجل (1 كو 3:11؛
أف 23:5) وذلك بحسب
الترتيب
الطبيعي[1220].
القديس
أغسطينوس
2.
انشغاله
بالله نصيبه
الأبدي
وَمَا
هِيَ
قِسْمَةُ
اللهِ مِنْ
فَوْقُ،
وَنَصِيبُ
الْقَدِيرِ
مِنَ
الأَعَالِي؟
[2]
جاءت في
ترجمة
الرهبانية
اليسوعية: "فما
يكون النصيب
من عند الله
من فوق، والميراث
من عند القدير
من الأعالي؟"
ما هو
قسمة الله أو
النصيب
السماوي
العلوي للنفس
سوى أن تترنم
النفس، قائلة:
"نصيبي هو الرب،
قالت نفسي"
(مرا 3: 24). فمن
يتمتع
بالشركة مع
الرب، ويحسب
الرب نفسه
نصيبه الأبدي
يتمتع به، لن
يسمح لأعماقه
أن تجد لذتها
في الأرضيات
والشهوات
الجسدية.
يرى كثير
من آباء
الكنيسة أن
الفضائل هي
جوانب مختلفة
ومترابطة
لحقيقة
واحدة، وهي التمتع
بالشركة مع
الله. هنا
يربط البابا
غريغوريوس
(الكبير) بين
الآيتين 1 و2
فيقول بأن من
يضع في قلبه
أن يحيا
طاهرًا
وعفيفًا، ولا
يسمح بالنظرة
الشريرة،
يتمتع بمساندة
الله له في
ممارسة
التواضع،
وتسمو أعماقه
لتطلب الله
نفسه نصيبًا
لها.
كل فضيلة
تسند الأخرى،
بل وتكشف عن
جمال الفضائل
معًا كلؤلؤة
سماوية،
متعددة
الجوانب.
v كأنه
يقول بوضوح:
إن كنت أدنس
عقلي بالفكر
لن أقدر أن
أكون وارثًا
لذاك الذي هو
مُوجد الطهارة.
فإنه لا يكون
لأي شيءٍ أي
نفع إن لم
يتزكَ في عيني
الديان الخفي
بالشهادة
للطهارة. فإن
كل الفضائل
ترفع ذاتها في
عيني الخالق
بواسطة العون
المتبادل،
بمعنى أن
فضيلة ما بدون
الأخرى، تصير
إما كلا شيء
تمامًا، أو
تصير أقل
الفضائل. يلزم
أن تُسند
الفضائل
بتحالفها معًا.
فإن كان
التواضع
يتخلى عن
العفة، أو
العفة تترك
التواضع أمام
موجد التواضع
والعفة، فما هو
نفع العفة
المتكبرة أو
التواضع
الدنس بالنسبة
لنا؟
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
يرى العلامة
أوريجينوس
أن الفضائل
جميعها في
جوهرها هي
اقتناء السيد
المسيح نفسه،
إذ يصير الإنسان
واحدًا مع
المسيح, فهو
الفضيلة التي
تملؤه[1221], هو
العدل
والحكمة
والحق. فمن
يمارس
الفضيلة يشارك
في الطبيعة
الإلهية[1222]، أو في
سمات المسيح
قدرما يحتمل
المؤمن.
v أن تنشد
المسيح, هو
مثل أن تنشد
الكلمة
والحكمة والعدل
والحق
والقدرة
الكلية لله.
فالمسيح هو كل
هذه[1223].
العلامة
أوريجينوس
3. الخطية
تقدم الدمار
الذي لها
أَلَيْسَ
الْبَوَارُ
لِعَامِلِ
الشَّرِّ،
وَالنُّكْرُ
(أمر قبيح
أو مصيبة)
لِفَاعِلِي
الإِثْمِ! [3]
جاءت في
ترجمة
اليسوعية: "أليست
البلية
للظالم،
والمصيبة
لفاعلي الآثام؟"
إن كانت
العفة -
المتمثلة في
جدية المؤمن
ألا يسمح
بنظرة شريرة
تتسلل إليه -
تدفعه إلى
الشوق نحو
المكافأة السماوية،
حيث يكون الرب
نصيبه، فإنه
من الجانب
السلبي ماذا
يقدم الشر أو
الدنس، خاصة
الزنا إلا
الدمار
الأبدي؟
بالخبرة
العملية
نتذوق ما قاله
إشعياء النبي:
"لا سلام
للأشرار، قال
إلهي".
فالخطية تغرف مما
لها وهو
الفساد
والمرارة
والخراب
وتعطي لمقتنيها.
فهي تقدم لمن
يمارسها مما
اختاره لنفسه.
الشرير
بتصميمه على
الشر يعزل
نفسه بنفسه عن
الكنيسة
المقدسة،
فيحرم نفسه من
بركات الرب لها،
ومن نصيبها
الأبدي في
المجد.
v دعْ
الخطاة
يذهبون الآن،
ويُشبعون
رغبات مباهجهم.
ففي الدينونة
عند النهاية
سيشعرون أنهم
في حياتهم
الشريرة
كانوا في عشقٍ
مع الموت...
الآن
يُجلد
الإنسان
البار ويُصلح
من شأنه بعصا
التأديب،
لأنه يُعدْ
لنوال ميراث
الآب. أما
الظالم
فليسرْ وراء
ملذاته، لأنه
يشبع من الخيرات
المؤقتة
قدرما يُحرم
من الخيرات
الأبدية. يجري
الظالم نحو
الموت المؤهل
له، يتمتع
بملذات بغير
ضابطٍ، وذلك
كما تُترك
العجول
المعُدة
للذبح في حرية
في المراعي...
ليزنْ
البار حسنًا
الشرور التي
تنتظر الشرير،
ولا يحسده على
السعادة
العابرة...
"أليس
الاستقصاء
لفاعلي
الإثم؟" ما
ندعوه استقصاء
هو تغّرب أو
"أناثيما"
عند اليهود.
فإنه سيكون
استقصاء
للأشرار
عندما يجدون
أنفسهم
محرومين
(أناثيما) من
ميراث الديان
الحازم.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v أمور
النعمة
يصاحبها فرح
وسلام ومحبة
وحق... أما
أشكال الخطية
فيصاحبها
اضطراب وليس
محبة ولا فرح
نحو الله[1224].
القديس
مقاريوس
الكبير
ما هو
المقصود
بالخطية في
ذهن
أوريجينوس؟[1225]
(ا) لما كان
المسيح هو
فضيلتنا,
فالافتقار
إلي صحبته
والإتحاد مع
الآب, هو خطية.
(ب) الفضيلة
هي استعادة
طبيعة النفس,
في كونها صورة
اللوغوس.
والخطية هي
الافتقار إلى
هذه الصورة.
(ج) الفضيلة
تنسب النفس
لله كأحد
أولاده. والخطية
هي نسبتها
للشيطان.
فالنفس التي
ترفض أباها
وعريسها
السماوي, تصير
مهجورة مثل
أورشليم. مثل
هذه الروح
تصبح بسهولة
فريسة
لأعدائها.
4. الله
فاحص طرق
الإنسان
أَلَيْسَ
هُوَ
يَنْظُرُ
طُرُقِي،
وَيُحْصِي
جَمِيعَ
خَطَوَاتِي [4].
في فحص
أيوب لنفسه
يُعلن أنه
إنما يتكلم
بشهادة الله
نفسه الذي
يعرف سلوكه
وحياته
وأفكاره
وعواطفه وكل
نياته. طرق
الإنسان
مكشوفة لدى الله،
الطرق
الظاهرة
والخفية، فهو
فاحص القلوب
والكلى.
عندما
يفحص الإنسان
أعماقه يليق
به أن يدرك
هذه الحقيقة
أن الله فاحص
طرقه، لا
ليتلقط له
الأخطاء،
وإنما لكي
يقدسه
بالتمام.
اهتمام الله
حتى بنياتنا
وأفكارنا
الخفية هي
لمسات حب إلهي
فائق. فإنه
يود أن يُقيم
حتى من أعماقنا
أيقونة حية
للسماء!
v أليس ما
يدعوه "طرقًا"
ليست إلا طرق
العمل؟ لذلك
يقال بإرميا:
"أصلحوا
طرقكم
وأعمالكم" (إر
7: 3)...
يدعونا
الحق إليه "بالسير
خطوات"،
قائلاً:
"تعالوا إليّ
يا جميع
المتعبين والثقيلي
الأحمال" (مت 11:
28). فإن الرب
يوصينا: "تعالوا
إليّ"،
بالتأكيد لا
بخطوات الجسم
بل بتقدم
القلب...
فالأعمال
البشرية
يحسبها الرب
خطوات بمعنى
دقيق...
رأى
النبي دقته في
الفحص عندما
قال: "الإله العظيم
الجبار رب
الجنود اسمه،
عظيم في
المشورة،
وقادر في
العمل، الذي
عيناك
مفتوحتان على كل
طرق بني آدم
لتُعطي كل
واحِد حسب
طرقه، وحسب
ثمر أعماله"
(إر 32: 18-19).
هكذا
امتدح (الرب)
ملاك كنيسة
برغاس في بعض
الأمور،
ووبخه في
البعض،
قائلاً: "أنا
عارف أعمالك،
وأين تسكن حيث
كرسي
الشيطان، وأنت
متمسك باسمي،
ولم تنكر
إيماني" (رؤ 2: 13).
بعد ذلك يقول:
"ولكن عندي
عليك قليل، أن
عندك هناك قومًا
متمسكين
بتعليم
بلعام" (رؤ 2: 14).
وقيل لملاك ثياتيرا:
"أنا عارف
أعمالك ومحبتك
وخدمتك
وإيمانك
وصبرك، وأن
أعمالك الأخيرة
أكثر من
الأولى، لكن
عندي عليك
قليل أنك
تسَّيب
المرأة
إيزابل التي
تقول إنها
نبية حتى
تعَّلم
وتقوََي
عبيدي أن
يزنوا
ويأكلوا ما
ذبح للأوثان"
(رؤ 2: 19-20)...
لاحظوا
كيف أنه يسجل
الأمور
الصالحة ولم
يدعهم يذهبون
بدون عقوبة
على الأمور
الشريرة التي
تطَّلب القطع.
هذا بالحقيقة
يحدث لأنه يرى
طرق كل أحٍد
ويحاسبهم على
خطواتهم...
القديسون
أنفسهم
يربطون
أنفسهم
بالتدقيق الشديد
في فكر القلب،
حيث يرون أن
القاضي العلوي
يفحص حياتهم
بكل تدقيقٍ،
فيمحصون
العقل في
أعماق
الأعماق، متطلعين
لئلا يكونوا
حاملين أي
فكرٍ خاطئٍ.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
5. عدم
الكذب والغش
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
سَلَكْتُ
مَعَ
الْكَذِبِ،
أَوْ
أَسْرَعَتْ
رِجْلِي
إِلَى
الْغِشِّ [5].
بعد أن
تحدث أيوب عن
حرصه على
تقديس نظراته
حتى لا يفقد
الميراث
الأبدي،
يتحدث عن
تقديس
اللسان، فإنه
يحرص ألا ينطق
بكلمة كذب ولا
يغش بلسانه،
فينطق بما
يخالف ما في
قلبه.
إن كان
الله هو الحق،
وهو بسيط ليس
فيه خداع ولا
التواء، فإن
من يحرص على
التمتع
بالشركة مع
الحق يلزمه أن
لا يكون
لإبليس موضع
فيه، هذا الذي
يُدعى الكذاب
وأب الكذابين
(يو 44:8)، كما
يُدعى المضل (2
يو 1: 7) أو
المخادع.
v يجب على
كل أحدٍ أن
يعطى
اهتمامًا
عظيمًا لئلا
يسلبه
"الكذب"، لأن الكذاب
لا يتحد مع
اللّه.
الكذاب
غريب عن اللّه. ويقول
الكتاب
المقدس بأن
الكذاب هو من
الشيطان، إذ
هو "كذاب وأبو
الكذاب" (يو 44:8).
هكذا
ُدعي الشيطان
أبو الكذاب،
أما الحق فهو
اللّه، إذ
يقول بنفسه:
"أنا هو
الطريق والحق
والحياة" (يو 6:14).
أما ترون
إذن كيف أننا
نصير غرباء عن
اللّه بالكذب
وبمن نتحد (عن
طريقه)؟! لذلك
إن أردنا بحق
أن نخلص،
يلزمنا أن نحب
الحق بكل
قوتنا وكل
غيرتنا،
ونحرس أنفسنا
من كل كذب،
حتى لا يفصلنا
عن الحق
والحياة[1226].
الأب
دوروثيئوس
v يستخدم
الناس الكذب
ليس كأمرٍ
لائقٍ بهم بل
غريب عنهم[1227].
v ليته لا
يخدع أحد
قريبه، كما
يقول المرتل
هنا وهناك: "بشفاهٍ
ملقه، بقلب
فقلب
يتكلمون" (مز ١٢:
٢). فإنه ليس
شيء، ليس ما
يجلب عداوة
أكثر من الخداع
والخبث[1228].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
6. لنوزن
بموازين
المخلص
لِيَزِنِّي
فِي مِيزَانِ
الْحَقِّ،
فَيَعْرِفَ
اللهُ
كَمَالِي [6].
يرى البابا
غريغوريوس
(الكبير) أن
الميزان هنا
هو الوسيط بين
الله والناس،
ففيه توزن كل
استحقاقاتنا
بميزان حبه،
وإن كنا نرى
في أنفسنا
ضعفات حياتنا.
نوزن
بموازينه لكي
ما نقتدي به
في حياته.
وكما يقول
الرسول بطرس:
"فإن المسيح
أيضًا تألم لأجلنا،
تاركًا لنا
مثالاً لكي
تتبعوا
خطواته، الذي
لم يفعل خطية،
ولا وُجد في
فمه مكر. الذي
إذ شُتم لم
يكن يشتم عوضًا،
وإذ تألم لم
يكن يهدد" (1 بط 2:
21-23). ويقول
الرسول بولس:
"لنحاضر
بالصبر في
الجهاد
الموضوع أمامنا،
ناظرين إلى
رئيس الإيمان
ومكمله يسوع الذي
من أجل السرور
الموضوع أمامه
احتمل
الصليب،
مستهينًا
بالخزي" (عب 12: 1-2).
حقًا
كل البشرية في
الموازين إلى
فوق، ليس من يتبرر
قدام الله
الكلي
القداسة.
لكننا إذ نُوزن
بميزان الحق،
الذي هو السيد
المسيح مخلصنا،
يسترنا فيه،
فنحمل برَّه،
وبه نتبرر
أمام الآب،
ونُحسب موضع
مسرته. "ومنه
أنتم بالمسيح
يسوع الذي صار
لنا حكمة من
الله و برًا
وقداسة وفداء
(1 كو 1: 30).
v الله لم
يجعلنا مجرد
حكماء وأبرار
وقديسين في
المسيح، إنه
أعطانا
المسيح لأجل
خلاصنا[1229].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v إن كان
المسيح هو طريق
الأبرار،
فالشيطان هو
طريق الأشرار.
القديس
جيروم
7. نقاوة في
الداخل
والخارج
إِنْ
حَادَتْ
خَطَوَاتِي
عَنِ
الطَّرِيقِ،
وَذَهَبَ
قَلْبِي
وَرَاءَ
عَيْنَيَّ،
أَوْ
لَصِقَ
عَيْبٌ
بِكَفِّي [7].
يؤمن
أيوب البار
بعدم تمزيق الحياة
إلى حياة
داخلية وأخرى
خارجية، فللإنسان
حياة واحدة،
كل ما بالداخل
والخارج يتفاعلان
معًا. فلا عزل
بين النظرة
بالعين والبصيرة
الداخلية،
ولا بين ما في
القلب
والسلوك الظاهر.
يليق بالمؤمن
أن يتقدس
داخليًا
وخارجيًا، في
فكره
وأحاسيسه
وقلبه
وكلماته
وسلوكه.
إنه كان
يخشى من
الخطايا سواء
في السلوك
العملي حيث
تُحيد خطواته
عن طريق الحق،
وخلال النظرة،
فينحرف قلبه
بسبب نظراته،
وفي ممارسة الظلم
حيث يلتصق
العيب بكفه.
v أنظروا
أيضًا كيف أنه
بحفظ النشاط
الداخلي عاد
إلى تدريب
الأعضاء
الخارجية. فإن
حدث أن طمع
القلب في شيءٍ
ممنوعٍ، يلزم
حفظ العين
بالتعليم
والتهذيب حتى
ترفض التطلع
إليه... لنتطلع
إلى ضمائرنا
من خلال هذه
النقاط، ونرى
سمو هذا
الإنسان
بالنسبة
للانحطاط
الذي غطست فيه
صدورنا. فإن
حدث أنه تخيل
أمورًا غير
لائقة، يقوم
سريعًا
بقتلها وهي
بعد في أعماق
القلب، وذلك
بسيف الغيرة
المقدسة. إنه
لا يسمح لهذا
التخيل أن
يتحول إلى
عملٍ... إنه لا
يُسمح للخطية
أن تتحول إلى
عمل إن قُتلت
داخليًا في
موقع ميلادها.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
أَزْرَع،ْ
وَغَيْرِي
يَأْكُلْ،
وَفُرُوعِي
تُسْتَأْصَلْ
[8].
يعلن
أيوب التزامه
أن يسلك في كل
شيء بروح
الحق، لأن من
لا يسلك هكذا
يفقد البركة الإلهية،
فيزرع ولا
يحصد شيئًا،
بل يحصده آخر ويتمتع
به. لا يكون له
ثمر في حياته
أو في نسله إذ
"فروعه
تُستأصل".
v بحسب
الإعلان
(الكتاب)
المقدس ندعو
الكرازة بكلمات
الحياة غرسًا.
يقول النبي: "طوباكم
أيها
الزارعون على
كل المياه" (إش
32: 20). يُرى
الكارزون
بالكنيسة
المقدسة
زارعين على كل
المياه، إذ
يقدمون كلمات
الحياة، مثل
حنطة الخبز
السماوي، لكل
الشعوب
البعيدة
الممتدة.
يقول
الحق: "طعامي
أن أعمل مشيئة
الذي أرسلني"
(يو 4: 34). فإن كان
أيوب يمتنع عن
أن يفعل شيئًا
يقول: "لأزرع،
وغيري يأكل".
يقول في وضوح:
ما ينطق به
لساني لا أقوم
أنا بممارسته،
بل آخر. فإن
الكارز الذي
طرقه تختلف عن
كلماته يزرع
ويسير
جائعًا،
بينما آخر
يأكل. إذ لا
يقتات بحصاده
عندما يكون
سلوكه خاطئًا،
عندما يكون
غير متفق مع
استقامة
كلماته.
ولما كان
التلاميذ
غالبًا عندما
يسمعون من معلمهم
ما هو صالح
بدون عمل
يهلكون بسبب
تصرفاتهم،
لذلك بحقٍ
أضاف: "وفروعي
تُستأصل" [8].
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
8. خطورة
الزنا
إِنْ
غَوِيَ
قَلْبِي
عَلَى
امْرَأَةٍ،
أَوْ
كَمَنْتُ
عَلَى بَابِ
قَرِيبِي [9].
بعد أن
تحدث عن هروبه
من النظرة
الشريرة
واللسان الشرير
والغش والحذر
من طريق
الشرير وفساد
القلب
وممارسة
الظلم، يتحدث
في أكثر إفاضة
عن الهروب من
غواية القلب
نحو امرأة آخر
أو السقوط
معها في
الخطية، فهي
جريمة خطيرة.
فمن جهة تفسد
نقاوة
الإنسان
وطهارته، ومن
جهة أخرى فهي
تعدي على حقوق
القريب،
واقتحام
لمخدعه.
يرى البابا
غريغوريوس
(الكبير) أن
الزنى fornication
غير الفـسق adultery (1 كو 6: 9)، وأن
أيوب لم يغوه
قلبه للزنا مع
امرأة، كما
حرص ألا يكمن
على باب قريبه
فيرتكب الفسق.
يرى أيوب
أن التدنس
بالزنا أو
الفسق جريمة،
وليست مجرد
خطية، لكنه لا
يوجد أحد بدون
خطية. فأيوب
لم يرتكب
جريمة الزنا
أو الفسق، فهي
تعرض الإنسان
للقضاء
ليُحكم عليه
بالموت. هذه
الجريمة هي
نار آكلة تدمر
حياة
الإنسان،
وتبيد ثماره
من أصولها.
v يثير
شيطان الزنا
الشهوة
الجسدية،
ويشن هجومه
على النساك،
ويجاهد لكي
يتخلوا عن
نسكهم،
زارعًا في
نفوسهم بأن نسكهم
هذا بلا نفع.
فإذا ما
استطاع أن
يدنس النفس،
يبتدئ يهيئها لقول
وسماع بعض
الأحاديث
(الشريرة) حتى
يبدو كما لو
أن العمل
(الشرير) ذاته
ماثل أمام
أعينهم[1230].
الأب
أوغريس
الراهب
v هل يعتبر
قد تخلص من
خطية الزنا في
قلبه من تلك
التي كان يريد
أن يصنع معها
الشر لأنها
كانت طاهرة؟!
ألا
يعتبر قد
ارتكب في قلبه
الفسق مع
الزانية من
طلبها ولم
يجدها في بيت
الدعارة؟![1231]
القديس أغسطينوس
v جاء أخٌ
إلى أبّا
ماطويس وسأله:
"هل الافتراء (أو
تشويه السمعة)
أسوأ من
الزنا؟" فقال
له الشيخ:
"الزنا أردأ".
فسأله الأخ:
"كيف يمكن أن
يكون ذلك؟"
فأجاب:
"الافتراء
أمر رديء ولكن
يمكن شفاؤه
سريعًا، لأنّ
المفتري
غالبًا ما
يندم قائلاً:
لقد تكلّمت بالشر
والقسوة،
أمّا الزنا
بالجسد فهو
موتٌ في
كيانه".
بستان
الرهبان
v عندما
يُقبل الليل
كُن
متيقِّظًا أن
لا تكون منجذبًا
بالشهوة
الجسدانية،
ولكن أَكثِر من
صلاتك أيضًا
وهي تفارقك.
وإذا كنتَ
جالسًا وهاجمتك
هذه الشهوة من
جديد فلا تظل
جالسًا لمدة
طويلة بل انهض
وصلِّ. وهكذا
أيضًا إذا
جرّبك شيطان
الزنا ألف مرة
فصلِّ ألف مرة
مع السجود
المتواتر والله
سيزجر
الشيطان
عندما تصلِّي
وهو سيبعد عنك[1232].
البابا
ثيئوفيلس
v سُئل
أيضًا (أنبا
إشعياء): "ما
بال الزنا
يؤذي الإنسان
ويلحّ عليه
كثيرًا؟"
فأجاب: "لأنّ
الشيطان عرف
أنّ الزنا
يجعلنا
عُراةً من
الروح القدس.
واسمع قول
الرب: "لا يلبث
روحي في هؤلاء
الناس بما أنهم
بشر«
(تك6: 3 سبعينية)".
أنبا
إشعياء
فَلْتَطْحَنِ
امْرَأَتِي
لآخَرَ،
وَلْيَنْحَنِ
عَلَيْهَا
آخَرُونَ [10].
من يقتحم
مضطجع قريبه
ليتعدى على
زوجته يسقط في
مذلة عوض لذة
الشهوات
الجسدية، إذ
يفتقر للغاية
حتى تُسلب منه
زوجته كعبدة
تعمل في بيوت
آخرين، تمارس
عمل العبيد
والجاريات
كطحين الغلال،
وهو عمل شاق.
وكعبدة لا
يقدر أن يمنع سيدها
من ممارسة
العلاقات
الجسدية معها.
صورة
مرّة عن خطية
الزنا التي
تفقد الإنسان
حريته
وكرامته
وطهارة
زوجته، وتدخل
به إلى مذلة العبيد.
لأَنَّ
هَذِهِ
رَذِيلَةٌ،
وَهِيَ
إِثْمٌ
يُعْرَضُ
لِلْقُضَاةِ
[11].
من يقتحم
زوجة قريبه
يستوجب الموت
(تك 38: 24).
لأَنَّهَا
نَارٌ
تَأْكُلُ
حَتَّى إِلَى
الْهَلاَكِ،
وَتَسْتَأْصِلُ
كُلَّ
مَحْصُولِي [12].
يشبه
أيوب الزنا
بالنار التي
تأكل كل ما
للزاني
فتستأصل كل
ثمار تعبه
وجهاده حتى
يفتقر، بل
وتدمر نفسه
فيهلك.
يميز
الرسول يوحنا
بين نوعين من
الخطايا: "توجد
خطية للموت،
ليس لأجل هذه
أقول أن
يُطلب. كل إثم
هو خطية. وتوجد
خطية ليست
للموت" (1 يو 5: 16-17).
لعله يقصد
بالخطية التي
ليست للموت هي
الضعف البشري
اللاإرادي
وعن غير
معرفة، أما
التي للموت
فهي الإصرار
على الخطية عن
معرفة وفي
عناد وتصميم
على عدم
التوبة. مثل
هذه الخطية هي
نار مدمرة
لمُرتكبيها.
v حينما
وصف الكارز
العظيم من
يتأهل لنعمة
الكهنوت لم
يقل: "إن كان
إنسان بلا
خطية" وإنما
إن كان بلا
جريمة (راجع
تي 1: 6). من هو بلا
خطية، إذ يقول
يوحنا: "إن
قلنا إننا بلا
خطية نضل وليس
الحق فينا" (1
يو 1: 8) . بهذا التمييز
بين الخطايا
والجرائم
يمكن القول إن
الخطايا
العرضية تدنس
النفس، بينما
الجرائم
تقتلها. هذا
هو السبب الذي
لأجله يقول عن
جريمة الشهوة
إنها "نار تأكل
حتى الهلاك" [12]
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v لو عرف
الإنسان
الشهواني أثر
شهوته على
الضحية
المسكينة،
لما مارس ما
يفعله. فإن
كان فيه خوف
الله يمنعه من
ذلك، فإنه الحنو
الطبيعي
يُلزمه
بتغيير رأيه.
بلا شك إنه يعرف
ذلك، لكن
بالطريقة
التي يعرف بها
من اختبر
الظلم بنفسه
شخصيًا.
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
9. حق
الحوار مع
الجميع
إِنْ
كُنْتُ
رَفَضْتُ
حَقَّ
عَبْدِي،
وَأَمَتِي
فِي
دَعْوَاهُمَا
عَلَيَّ [13].
في
تواضع عجيب
أعطى أيوب
البار عبيده
وجواريه ليس
فقط حقوقهم
البشرية التي
كان يتجاهلها
العالم في ذلك
الحين، حيث
عاش قبل
الناموس
الموسوي،
إنما أعطاهم حق
الحوار معه،
بل وحقهم في
الدفاع عن
أنفسهم حتى إن
وضعوه في موقف
الاتهام!
v أيها
السادة كونوا
لطفاء مع
خدمكم، كما
علمنا القديس
أيوب، فإنه
توجد طبيعة
واحدة وأسرة
واحدة للبشرية.
ففي المسيح
ليس عبد ولا
حر (غل 3: 28)[1233].
القديس
أغناطيوس
الأنطاكي
v كان
أيوب بارًا
يمارس كل
فضيلةٍ
بشريةٍ، فلم يكن
يمتنع عن
رذيلة ويلتصق
بأخرى. نحن
أيضًا نحسب الوزن
عادلاً إن كان
وزنًا
حقيقيًا
جامعًا، فلا
نزنْ الذهب
باستقامةٍ
والرصاص
بخلاف ذلك،
إنما تكون
أوزاننا لكل
المواد
صادقة، كل وزن
مثل الآخر
بعدلٍ في كل
حالة. هذا هو
الطريق الذي
به كان أيوب
بارًا
وعادلاً في كل
الحالات، ليس
فقط من جهة
المال
والمادة،
وإنما حافظ
على هذه
المساواة في
كل الأمور دون
مبالغة في
المقاييس. لقد
تجنب تلك
الرذيلة
باهتمامٍ كبيرٍ.
هنا يقول: "إن
كنت رفضت حق
عبدي وأمتي في
دعواهما علي،
أو ظننت في
نفسي لست من
ميلاد بشري
مثلهما" (أي 31: 13،
15)[1234].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v من لا
يرفض أن
يُحاكم مع
عبيده وإمائه
يُظهر بوضوح
أنه الكبرياء
ضد زملائه في
أي وقت لم يبتلعه...
ها أنتم
ترون كيف ظهر
ساميًا في
سلطانه بالنسبة
للرؤساء
بطريقة
عجيبة، ومع
هذا فهو يحاور
عبيده.
في مجمع
الرؤساء
يتذكر عمله، وفي
حواره مع
عبيده يتذكر
أنه مخلوق
(مثلهم). يرى
نفسه عبدًا
تحت السيد
الحقيقي،
لهذا لم يتعالَ
في تشامخ قلب
على عبيده.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
فَمَاذَا
كُنْتُ
أَصْنَعُ
حِينَ
يَقُومُ اللهُ؟
وَإِذَا
افْتَقَدَ
فَبِمَاذَا
أُجِيبُهُ؟ [14]
لم يكن
يوجد ناموس
مكتوب ولا
قوانين تحمي
العبيد
والجواري،
لكن إيمان
أيوب البار
بالله الديان
الذي لا يحابي
الوجوه دفعه
إلى تقدير كل
إنسانٍ، حتى
وإن كان عبدًا
لديه.
v من يفكر
في الديان
القادم يُعد
حساباته إلى ما
هو أفضل يومًا
فيومًا بلا
انقطاع. من
يتطلع إلى
الرب الأبدي
بقلبٍ مرتعبٍ
يلتزم أن يضع
حدًا لسيادته
المؤقتة على
الذين تحته.
فإنه يتطلع
حسنًا إلى أنه
لا يوجد أي
طريق أن يكون
فوق الآخرين
زمنيًا، وذلك
من أجل ما
سيقدمه من
حساب بكونه
تحت ذاك الذي
يمارس
سلطانًا بلا
نهاية. إنه
يعرف من هم تحته،
فيليق به أن
يعرف ذاك
(الرب) الذي هو
نفسه تحته،
وبمعرفته
للسيد
الحقيقي يموت
فيه الغرور
بسيادته التي
تحمل غرورًا. هكذا
إذ كان أيوب
الطوباوي
يخاف حكم ذاك
الذي هو فوق
الكل، يمارس
القضاء
المؤقت كمن هو
مساوٍ لعبيده.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v الذي
يطلب الرب
بوجع قلب يسمع
طلبته، إن هو
سأل بمعرفةٍ
واهتمامٍ
وقلب حزين،
ولا يكون
مرتبطًا بشيءٍ
من العالم
إلاّ بنفسه
فقط لكي
يوقفها قدام
الرب بلا عيب
بقدر قوته.
مثل إنسان
حقير مرذول
حريص على أن
يُرضي الله
ربه، لأنه لو
أجرى إنسان
عجائب كثيرة
وشفى أمراضًا
صعبة، وكانت
له معرفة بكل
العلوم،
فمادام قد سقط
في الخطية لا
يقدر أن يكون
بدون اهتمامٍ
بها، لأنه
لازال في
التوبة بعد.
وإذا رأى
إنسانًا فيه
كل الخطايا
والتغافل
ويدينه
ويزدري به،
فليعلم أن
توبته لا
تنفع، لأنه
طرح عنه عضو
المسيح
وأدانه ولم
يدع الدينونة
للرب الديان.
أنبا
إشعياء
أَوَلَيْسَ
صَانِعِي فِي
الْبَطْنِ
صَانِعَهُ،
وَقَدْ
صَوَّرَنَا
وَاحِدٌ فِي
الرَّحِمِ؟ [15]
v بالنسبة
للأشخاص
الذين يحملون
سلطانًا، فإن
عمل التواضع
العظيم هو أن
يحفظ في
أفكارهم مساواة
الخليقة.
فإننا نحن
البشر جميعًا
متساوون
بالطبيعة،
لكن قد أُضيف
إلينا توزيع
التدبير حتى
نظهر أن لنا
سلطانًا على
أشخاصٍ
معينين. فإن
تنازلنا عن
تخيلنا بما
يحدث مؤقتًا
(أن لنا
سلطانًا على
الغير)، فسنجد
أنفسنا
سريعًا جدًا
ما نحن عليه
بالطبيعة...
بالطبيعة
وُلدنا نحن
جميعًا
متساوين،
ولما كان
تدبير
الاستحقاقات
متباين، لذلك
صار البعض فوق
الآخرين
بتدبير خفي. هذا
التباين الذي
أُضيف إلى
طبيعتنا عن
خللٍ، يُدبر
بطريقة
مستقيمة خلال
أحكام الله،
لهذا فإنه إذ
لا يسير الكل
في هذه الحياة
في ذات الطريق
يُحكم على
الواحد
بواسطة آخر.
أما القديسون
لا يتطلعون
إلى سلطان
مراكزهم في داخلهم،
بل إلى مساواة
الطبيعة، إذ
يعرفون حسنًا
أن آباءنا
القدامى
عاشوا ليس
كملوكٍ قدر ما
عاشوا كرعاةٍ
لقطعان...
حيث أن
الإنسان
بالطبيعة
يتسلط على
الحيوانات
غير العاقلة،
وليس على بقية
البشر، لذلك قيل
له يلزمه أن
يكون موضع خوف
الحيوانات
المفترسة،
وليس موضع خوف
البشر. حين تطلب أن
تكون مخوفًا
ممن هو مساوٍ
لك، تكون
مُبتلعا
بكبرياء ضد
الطبيعة...
لذلك عندما
سجد كرينليوس
لراعي
الكنيسة،
ورأى أن كرامة
ما يُقدم له
أكثر مما
يستحق، أسرع
بالإشارة إلى
المساواة بين
الخليقة،
قائلاً
الكلمات: "قم،
أنا أيضًا
إنسان" (أع 10: 26).
فمن لا يعرف
أنه يليق
بالإنسان أن
يسجد لخالقه
وليس
لإنسان؟...
هكذا أيضًا
الملاك، إذ
سجد له يوحنا،
اعترف أنه
مخلوق،
قائلاً: "أنظر
لا تفعل. أنا
عبد معك ومع
إخوتك" (رؤ 19: 10).
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v إن كنّا
سادة فيليق
بنا ألاَّ
نيأس من
خدمنا، فنقسو
عليهم بشدّة،
بل نتعلّم
العفو عن إساءاتهم...
كذلك لم
يخجل بولس من
أن يدعو العبد
ابنه وأحشاءه وأخاه
ومحبوبه،
فيليق بنا
ألاَّ نخجل
منهم[1235].
ولماذا
أقول بولس؟
فإن رب بولس
لم يخجل من أن يدعونا
نحن عبيده
إخوته... ليرى
كيف كرّمنا فدعانا
عبيده وإخوته
وأصدقاءه
ووارثين معه،
وأننا نظهر
بجواره،
ونُحسب
عاملين معه،
بل أن السيّد
نفسه يعمل
ليكون عبدًا!
اسمع وارتعد![1236]
القدّيس
يوحنا الذهبي
الفم
10. اهتمامه
بالأيتام
والأرامل
والمساكين
إِنْ
كُنْتُ
مَنَعْتُ
الْمَسَاكِينَ
عَنْ مُرَادِهِمْ،
أَوْ
أَفْنَيْتُ
عَيْنَيِ
الأَرْمَلَةِ
[16].
آمن أيوب
بالخالق الذي
يخلق كل البشر
في أحشاء
أمهاتهم بلا
تمييز، هو
الذي يَّشكل
كل جنين، دون
محاباة بين
طبقة
اجتماعية
وأخرى.
سمح الله
لأيوب البار
أن يدخل في
هذه الضيقة الشديدة
وإن يعاتب
الله علانية
لكي تتعلم الأجيال
كلها كيف وُجد
أبرار حتى في
عصر ما قبل
الناموس سموا
بالإيمان
الحيّ خلال
الناموس الطبيعي
فوق كثير ممن
عاشوا في ظل
الناموس
الموسوي، بل
وحتى في عهد
النعمة.
عاش
حرًا، لا
يستعبد نفسه
لممارسة
الظلم أو القسوة.
يشتهي أن يقدم
للمساكين كل
احتياجاتهم
وكل ما
يشتهونه،
مهما كلفه
الأمر. لا
يسمح لأرملة
أن تتوسل بدموعها،
إنما يُسرع
بالعطاء
للجميع ما
استطاع!
v "لم يحرم
المساكين من
كل مرادهم،
ولا جعلت عين أرملة
تبحث عن شيء"
[16]. أرأيتم كيف
كان يتحاشى
العجرفة،
سالكًا في
اعتدال،
بكونه طبيبًا
للجميع،
ميناءً عامًا،
وملجأ مشتركًا
لجميع الذين
في ضيقٍ.
يقول: "كل
مرادهم". هذا
لا يعني أن
يقول نعم لهذا
الاحتياج،
ولا لذاك، بل
لا يحرمهم من
كل احتياجٍ
دون تمييز،
حتى وإن كان
محفوفًا
بالمخاطر،
وكثير التكلفة.
لاحظوا أنه قد
أعان من لا
يتوقع منهم
شيئًا:
الأرامل
والأيتام
والذين بلا
عون. لم يكن
منشغلاً
بالافتخار
والمجد، بل
يعطي من أجل
الله.
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v بهذه
الكلمات يظهر
الرجل القديس
أنه ليس فقط يخدم
احتياجات
الفقراء، بل
ويهبهم
مرادهم... يضيف
"أو جعل عيني
أرملة
تنتظران"...
فقد كُتب في
موضع آخر: "لا
تقل لصاحبك،
اذهب وعُد فأعطيك
غدًا، وموجود
عندك" (أم 3: 28)
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
أَوْ
أَكَلْتُ
لُقْمَتِي
وَحْدِي،
فَمَا
أَكَلَ
مِنْهَا
الْيَتِيمُ! [17]
بلغ به
الحنو أنه لم
يستطع أن يأكل
وحده، فلا يطلب
زوجته
وأولاده فحسب
ليأكلوا معه،
وإنما يبحث في
كل وجبة عن
يتيم ليشاركه
وجبته!
كان من
آداب
المعاشرة
وقواعد
التشريعات
لدى الشرقيين
أن يدعوا
الآخرين
للمشاركة
معهم في
الطعام. في
بعض المناطق
الصحراوية
بعد إعداد
الطعام يقف
شخص من أهل
البيت على
مكانٍ عالٍ
ويدعو بصوت
عال أن يتفضل
أحد ويشارك
أهل البيت
الطعام. وكان
أحيانا ينتظر
مجيء ضيف قادم
سمعه من مسافة
بعيدة ليشارك
الأسرة طعامها.
بَلْ
مُنْذُ
صِبَايَ
كَبِرَ
عِنْدِي
كَأَبٍ،
وَمِنْ
بَطْنِ
أُمِّي
هَدَيْتُهَا
[18].
ما تمتع
به من اهتمام
حتى بالعبيد
ليس صادرًا عن
شريعة ملزمة
ولا عن قوانين
رادعة، لكنه
أمر يمس
أعماقه، صادر
عن عمل إلهي
في داخله.
فمنذ صباه وهو
بعد غير ملتزم
بأمورٍ
أسريةٍ كان
يتعامل مع
العبيد الذين
في بيته
كأبناء له،
يمارس أبوة
حانية نحوهم
وهو صغير
السن.
مرة أخرى
لا يذكر كيف
تدرب على
الحنو على
العبيد
والأيتام
والأرامل وكل
الذين في
عوزٍ، فحسب أن
ما يمارسه قد
ناله من الله
وهو بعد في
الرحم قبل
ولادته.
v يحسب أنه
لأمر مجحف
لحنوه أن يأكل
وحده ما قد خُلق
للعامة... لكن
هذه الأحشاء
الفائقة
الحنو، هل
اجتذبها
لنفسه بنفسه،
أم نالها
بنعمة خالقه،
دعنا نعرف
ذلك. "بل منذ
طفولتي كبر عندي
الحنو، ومن
رحم أمي خرج
معي" [18].
فبالرغم من
تعهده للأمر
بناء على أمره
(أي جهاده) لكي
ينمو الحنو
فيه، فمن
الواضح أن هذا
الأمر لم يكن
في سلطانه أن يخرج
معه من الرحم.
واضح أنه لم
ينسب شيئًا إلى
صلاحه
الذاتي، إذ
يقدم شهادة
أنه نال هذا
خلال عطية
خالقه. نال
الصلاح الذي
يمارسه منذ خلقته.
بهذا يقرر
تسبيحه
للخالق، فما لديه
ناله منه ولم
ينل حنوه من
آخر.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
إِنْ
كُنْتُ
رَأَيْتُ
هَالِكًا
لِعَدَمِ اللِّبْسِ،
أَوْ
فَقِيرًا
بِلاَ
كِسْوَةٍ [19].
إِنْ
لَمْ
تُبَارِكْنِي
حَقَوَاهُ،
وَقَدِ
اسْتَدْفَأَ
بِجَزَّةِ
غَنَمِي [20].
لم يقف
اهتمامه
بالفقراء عند تقديم
طعام لهم،
لكنه إذ يرى
إنسانًا يئن
من العري بسبب
البرد أو
الحر، ليس
لديه كسوة، لا
ينتظر أن
يسأله، بل
يحسب ذلك بركة
له أن يقدم لهم
ثيابًا ثمينة
من الصوف الذي
يُنسج من جزة
غنمه.
v إذ لم
يحتقر الفقير
أظهر فضيلة
التواضع،
وأيضًا يكسوه
عن حنوٍ. فإن
هاتين
الفضيلتين
يلزم أن
تلتصقا
ببعضهما
البعض، ويسندهما
العمل
المتبادل
بينهما. من
جهة احتياج
المخلوق
الزميل، ليعين
التواضع
الحنو، ويعين
الحنو
التواضع،
بطريقة بها
متى رأيت
شخصًا شريكًا
معك في طبيعتك
تنقصه
ضروريات
الحياة،
يلزمك ألا تكف
عن أن تكسيه
لا في عدم
حنو، ولا عن
كبرياء لا
تكرم من
تكسيه.
يوبخ
يعقوب بقوة:
"إن كان أخ
وأخت عريانين
ومعتازين
للقوت
اليومي، فقال
لهما أحدكم:
أمضيا بسلام
استدفئا
واشبعا، ولكن
لم تعطوهما
حاجات الجسد،
فما
المنفعة؟" (يع
2: 15-16). هذا ما ينصح
به يوحنا الرسول:
"يا أولادي،
لا نحب
بالكلام ولا
باللسان، بل
بالعمل
والحق" (1 يو 3: 18).
فإن الحب
الحاني يلزم أن
يظهر دائمًا
بالكلام
اللائق وفي
نفس الوقت
بخدمة
العطاء...
يقول
بولس: "لكي
تكون في هذا
الوقت
فضالتكم لإعوازهم،
كي تصير
فضالتهم
لأعوازكم" (2
كو 8: 14). هذا يعني
أننا في
اهتمام نعتبر
الذين نراهم
الآن في عوزٍ
نراهم في يومٍ
ما في رخاءٍ،
ونحن الذين نُرى
في رخاء، إن
أهملنا
العطاء سنكون
يومًا ما في
عوزٍ...
الآن ذاك
الذي بلا ثوب
هو أقل
احتياجًا من
ذاك الذي بلا
تواضع. لهذا
إذ نرى أولئك
الذين هم
شركاء معنا في
طبيعتنا ليس
لديهم أمور
خارجية،
فلنتأمل
عوزنا لأمورٍ عظيمةٍ
كثيرةٍ في
داخلنا، بهذا
لا تنتفخ أفكار
قلوبنا على
المساكين.
هكذا نرى
بالعين الثاقبة
أننا نحن
أنفسنا
بالحقيقة في
عوزٍ أشد
بالنسبة لاحتياجنا
الداخلي.
حسنًا يقول
الطوباوي
أيوب في هذا: "إن
احتقرت
عابرًا ما لأن
ليس لديه لباس"،
فإنه بالنسبة
للمخلوق
الزميل الغير
معروف لديه
يظهر له
حنوًا، إذ
يدعوه
"عابرًا".
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
هَزَزْتُ
يَدِي عَلَى
الْيَتِيمِ،
لَمَّا
رَأَيْتُ
عَوْنِي فِي
الْبَابِ [21].
لم يستغل
أيوب مكانته
كحاكم وقاضٍ،
فيرفع يده
بالظلم ضد
يتيمٍ.
v "إن كنت
قد رفعت يدي
على يتيم، لما
رأيت نفسي الأسمى
عند الباب" [21].
كانت العادة
أن الشيوخ
يجلسون عند
الباب لكي
يحلوا مشاكل
الخلافات
خلال جلسات
قضائية، لكي
ما يكون كل من
في المدينة في
توافقٍ، ولا
يدخلها أحد
على خلاف مع
غيره. لذلك
يقول الرب
بالنبي:
"ثبتوا الحق
في الباب" (عا 5:
15)...
كأنه
يقول: حتى
عندما أرى
نفسي بعدلٍ
أنا أفضل من
يمارس الحكم،
لا استغل ذلك
لصالحي
مستخدمًا
سلطاني على
اليتيم.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
فَلْتَسْقُطْ
عَضُدِي مِنْ
كَتِفِي،
وَلْتَنْكَسِرْ
ذِرَاعِي
مِنْ قَصَبَتِهَا
[22].
إن كان
الذراع يشير
إلى العمل،
فإن الإنسان الذي
يريد أن يعمل
بنفسه
متجاهلاً
وحدته مع إخوته
يكون كمن سقط
كتفه الذي
يربط الذراع
بالجسم، فلا
يقدر أن يعمل
ما يليق به
كعضوٍ حيٍ في جسد
المسيح. لن
تتحقق
معاملاتنا
المقدسة دون اتحادنا
معًا ككنيسة
مقدسة، وفي
نفس الوقت
خلال علاقتنا
الشخصية مع
الله.
v لما كانت
الأعمال
الجسدية
تتحقق بالكتف
والذراع،
لذلك أراد أن
يسقط كتفه
وتنكسر ذراعه
إلى قطعٍ إن
تكلم بفمه عن
الأمور
الصالحة دون أن
يمارسها
عمليًا.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
لأَنَّ
الْبَوَارَ
مِنَ اللهِ
رُعْبٌ
عَلَيَّ،
وَمِنْ
جَلاَلِهِ
لَمْ
أَسْتَطِعْ [23].
بعد أن
تحدث عن حنوه
الفائق نحو كل
الطبقات المحرومة،
وتقديره لكل
المرذولين من
المجتمع حتى
العبيد، يرفع
عينيه بكل
وقارٍ نحو
الله ويدهش
لماذا سمح
الله له بهذه
التجارب
القاسية.
إذ شعر
أيوب بثقل
المحن امتلأ
رعبًا، وشعر
أن يدّ الله
قد ثقلت عليه.
11. اتكاله
على الله لا
على غناه
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
جَعَلْتُ
الذَّهَبَ
عُمْدَتِي،
أَوْ
قُلْتُ
لِلإِبْرِيزِ:
أَنْتَ
مُتَّكَلِي [24].
لو أنه
اعتمد على
غناه وممتلكاته
لوجد علة لسحب
هذا كله من
يده، فإنه قد
ركز كل
أحاسيسه
ومشاعره
ونياته على
الخالق لا
الخليقة،
فلماذا سُحبت
منه هذه
البركات؟
v يحدث أن
يوقف الإنسان
رجاءه في
الخالق ليحتل مكانه
الرجاء في
الخليقة.
ثبَّت
ذاك الغني
رجاءه في
أمورٍ غير
أكيدةٍ عندما
قال: "يا نفسي،
لكِ خيرات
كثيرة موضوعة
لسنين كثيرة.
استريحي وكلي
وأشربي
وأفرحي" (لو 12: 19).
لكن الصوت
الذي من العلا
انتهره
قائلاً: "يا
غبي، هذه
الليلة تُطلب
نفسك منك،
فهذه التي
أعددتها لمن
تكون؟" (لو 12: 20)...
فإن الله قائم
إلى الأبد، وكل
هذه الأمور
عابرة. ما هذا
إذن، أن نطير
من القائم
وحده، ونلصق
أنفسنا
بالأمور
العابرة؟
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
فَرِحْت،ُ
إِذْ كَثُرَتْ
ثَرْوَتِي،
وَلأَنَّ
يَدِي
وَجَدَتْ
كَثِيرًا [25].
يرى القديس
يوحنا الذهبي
الفم أن
النصرة التي
حققها أيوب
البار أثناء
تجربته لم تكن
وليدة
الساعة،
لكنها ثمرة
تداريب روحية
عملية عاشها
بالنعمة
الإلهية حتى
قبل حلول
التجربة،
منها تدربه
على استخفافه
بالبركات
الزمنية
والغنى
الأرضي.
v هكذا كان
الطوباوي
أيوب، لو لم
يكن قد درٌَب
نفسه حسنًا
قبل دخوله في
الصراعات،
لما أشرق هكذا
في البهاء
بهذه الصورة.
لو لم يكن قد
اختبر التحرر
من الكآبة
لتفوه بكلمات
في اندفاع
عندما مات
أبناؤه. فكما
كان قبلاً
هكذا وقف أمام
كل الهجمات،
ضد دمار ثروته
والخراب العظيم
الذي حلّ به،
وضد فقدانه
أبنائه، ومواساة
زوجته،
والوباء الذي
حلٌ بجسمه،
وتوبيخات
أصحابه،
وشتائم خدمه
له.
إن كنتم
تريدون أن
تروا أيضًا
طرقه في الدرب
(الروحي)
اسمعوه يتحدث
كيف كان يستخف
بالثروة،
قائلاً: "إن
كنت قد فرحت
لأن ثروتي
كانت عظيمة،
إن كنت قد
جمعت الذهب في
كميات ضخمة،
إن كنت قد
اتكلت على
الحجارة
الكريمة" (25:31، 24 LXX). لذلك لم
يرتبك عندما
فقد هذه
الأمور، لأنه
لم يكن يشتهيها
حين كانت لديه[1237].
v كان أيوب
غنيًا، لكنه
لم يخدم شيطان
الجشعmammon ،
بل ملك على
الغنى وسيطر
عليه، فكان
سيدًا لا
عبدًا. لذلك
قد ملك كل هذه
الأمور كما لو
كان وكيلاً
على مال
الغير، ليس
فقط لا يغتصب
من الغير، بل
كان يقدم ما
له للمحتاجين.
وما هو فوق
هذا حين كان
لديه هذه
المقتنيات لم
تفرحه، إذ أعلن
قائلاً: "إن
كنت قد فرحت
حين كانت
ثروتي عظيمة"
(25:31)، ولا حزن
عندما ذهبت
منه[1238].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v يشتاق
القديسون في
هذه الرحلة
التي يُرثي لها
لذاك الظهور
الذي لخالقهم
الذي لا
يستطيعون
الآن التأمل
فيه، فيحسبون
كل ملء الحياة
الحاضرة كما
لو كان فقرًا. ليس
شيء خارج الله
يشبع العقل
الذي
بالحقيقة يسعى
نحو الله.
غالبًا
ما يحسب مثل
هؤلاء
الأشخاص
الخيرات
الوفيرة
ثقلاً زائدًا،
إذ يحملون في
جديةٍ أشياء
كثيرة، بينما
هم مسرعون نحو
وطنهم. لهذا
يكرسون
طاقتهم ليشاركهم
أقرباؤهم
المحتاجون...
لن يفرح
المختارون
بالخيرات
الكثيرة،
لأنه من أجل
محبة الميراث
السماوي
يهبون ما في
أيديهم
ويوزعونه، ويستخفون
به ويتخلون
عنه.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
12.عدم
ممارسته
الوثنية
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
نَظَرْتُ
إِلَى
النُّورِ حِينَ
أضَاءَ،
أَوْ
إِلَى
الْقَمَرِ
يَسِيرُ
بِالْبَهَاءِ
[26].
كما لم
يكن غناه هو
متكله بل واهب
الغنى، فإن الشمس
والقمر
بجمالهما
وبهائهما لم
يحتلا مكانًا
في قلبه، بل
استنار بالله
خالق الشمس
والقمر،
النور الأزلي
الحقيقي.
كانت
الشمس والقمر
موضع عبادة
الكثيرين في أيام
أيوب
وتكريمهما
بكونهما
جنديي السماء.
كان هذا العمل
يُحسب قمة
الشر والجحود
لله الخالق.
v يخبرنا أيوب
أنه لم يكن
يتطلع إلى
الشمس وهي
تشرق، ولا
القمر وهو
يسير ببهائه،
مظهرًا أنه لم
يطلب النور
الحاضر.
كما
تنسكب النفس
للتأمل خارج
نفسها، هكذا
بالأكثر تفعل
لكي ترتد إلى
الأمور
الداخلية. هكذا
كل أصحاب
القلوب الحكيمة
يتجنبون
السقوط نحو
الأمور
الخارجية
بالحواس
الجسدية. عوض
هذا يبذلون
جهدًا مستمرًا
بأن يجمعوا
أنفسهم في
داخلهم
بالتدبير
الخفي في
حراستهم
لذواتهم، لكي
يوجدوا بالكلية
فيما هو
داخلي.
ربط
إرميا نفسه
بأعماق قلبه
في تدبيرٍ
جادٍ، وهرب من
الشوق نحو
الحياة الخارجية،
عندما قال: "لم
أشتهِ يوم
الإنسان، أنت
عرفت" (راجع إر
17: 16).
v كما أن
"ذهب" الفهم
لم يجعل أيوب
يتشامخ، هكذا
أيضا نور
الأعمال
الخارجية لم
يجعله متشامخًا
إلى أعلى أمام
أعين البشر...
الشمس في
ضيائها هي
الأعمال
الصالحة
المعلنة في
الخارج.
مكتوب:" فليضئ
نوركم هكذا
قدام الناس،
لكي يروا أعمالكم
الحسنة،
ويمجدوا
أباكم الذي في
السماوات" (مت
5: 16). مرة أخرى:
"لتكن
أحقاؤكم
ممنطقة، وسرجكم
موقدة" (لو 12: 35).
فان ما ورد في
هذه العبارة
عن الشمس
المشرقة يعني
الإنجيل
المُشار إليه
بالسرج
الموقدة.
فعندما تشرق الأعمال
الصالحة وسط
غير
المؤمنين،
يتقد السراج
في الليل،
وعندما تشرق
في الكنيسة،
تشرق الشمس في
النهار.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v لقد ضل
كثيرون عن
الواحد بطرق
متعددة،
فألَّه البعض
الشمس، حتى
متى غابت
يسكنون في
الليل بغير
إله.
والبعض
عبدوا القمر،
فلا يكون لهم
إله في النهار[1239].
والبعض
عبدوا أجزاء
العالم الآخر[1240].
والبعض
عبدوا الفنون[1241].
وعبدَ
البعض أنواع
أطعمة مختلفة[1242]،
والبعض
ملذاتهم[1243]، وسُر
البعض
بالنساء،
فأقاموا
تمثالاً لامرأة
عارية ودعوها
أفروديت[1244]،
وعبدوا
شهواتهم
بصورة منظورة.
وبُهر
البعض ببريق
الذهب فعبدوه[1245]،
وآخرون عبدوا
أنواعًا أخرى
من هذه الأمور[1246].
القديس
كيرلس
الأورشليمي
وَغَوِيَ
قَلْبِي
سِرًّا،
وَلَثَمَ
يَدِي فَمِي [27].
يؤكد
أيوب البار أن
الأوثان
والذهب والحجارة
الكريمة
وكثرة الغنى
لم يستطع هذا كله
أن يخدع قلبه
سرًا، بمعنى
أنه ليس فقط
لم يمارس أي
نوعٍ من
التشامخ
والكبرياء
والعبادة
الوثنية
عمليًا،
وإنما ولا
تسلل خفية إلى
قلبه.
وضع اليد
على الفم
وتقبيلها،
عادة يمارسها
الكثيرون حين
تنشغل قلوبهم
بشيءٍ محبوبٍ
لديهم جدًا أو
مُعجبون به
للغاية،
فيعبرون عما
في قلوبهم
بإرسال قبلات
من الفم خلال
اليد مع
الإشارة إلى
من أو ما
يحبونه. هكذا
لم يشغله
الغنى ولا
الأصنام ولا
أحب هذه
الأمور، ولا بعث
إليها
بقبلاته.
v بسط اليد
إلى الفم هو
التناغم بين
الصوت والممارسة.
فيقبل يده
بفمه من يمتدح
ما يمارسه،
فهو يشهد
لحديثه
باستحقاقات
ممارسته
العملية. في
هذه الحالة،
من هو
المحُتِقر
إلا الذي ينال
ذات العطايا
لممارستها
(وينسبها
لنفسه)؟ حسنًا
يقول الكارز
العظيم: "أي
شيء لك لم
تأخذه؟ وإن
كنت قد أخذت،
فلماذا تفتخر
كأنك لم
تأخذ؟" (1 كو4: 7).
الآن يعرف
القديسون
أنفسهم أنهم
من سلالة أصلٍ
فاسدٍ، حيث
أنه منذ سقوط
أبينا الأول
والنعمة هي
التي تغيرنا
إلى ما هو
أفضل من جهة
الاشتياقات
والأعمال...
يدركون أنهم
نالوا قوة للجهاد.
هكذا يخبر
الطوباوي
أيوب عن
الأمور الصالحة
الذي
يمارسها،
لكنه لم
ينسبها إلى
عمله مطلقًا.
على العكس
يسبح خالقه،
ويجحد أنه
قبَّل يده
بفمه.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
فَهَذَا
أَيْضًا
إِثْمٌ
يُعْرَضُ
لِلْقُضَاةِ،
لأَنِّي
أَكُونُ قَدْ
جَحَدْتُ
اللهَ مِنْ فَوْقُ
[28].
لم تتسلل
محبة العالم
إلى قلب أيوب،
لا تسللت
العبادة
الوثنية إليه.
فلو أنه سقط
في هذه أو تلك
لاستحق ما حلّ
عليه كعقوبة
إلهية. إنه لم
يجحد إلهه
بتعلقه
بالخليقة أو
بتأليهها.
13. لا يتسلل
إليه فكر
شماتة
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
فَرِحْتُ
بِبَلِيَّةِ
مُبْغِضِي،
أَوْ
شَمِتُّ
حِينَ
أَصَابَهُ
سُوءٌ [29].
كان أيوب
حريصًا ألا
يجحد خالفه،
ولا أن يظلم أخاه
أو يكرهه، حتى
وإن أبغضه
أخوه. لا
يتسلل إلى
عقله فكر
شماتة لمقاوم
أو مبغض له.
يقول سليمان
الحكيم: "لا
تفرح بسقوط
عدوك، ولا
يبتهج قلبك
إذا عثر، لئلا
يرى الرب،
ويسوء ذلك في عينيه،
فيرد عنه
غضبه" (أم 24: 17-18).
v طرق
الأشرار
الذين يفكرون
في الأذية هي
موت (أم 12: 28). "لا
تفكر في أذية
أخيك" (لا 19: 18 LXX ).
وأيضًا: "إذا
رأيت حمار
مبغضك واقعًا
(في الوحل) لا
تعبر به ما لم
ترفعه أولاً"
(حز 23: 5). في هذه النقطة
يلزم على كل
واحدٍ أن يضع
بعين الاعتبار
أنه لا يجوز
أن يترك حمار
عدوه في
الوحل، فكيف
يكره الإنسان
المخلوق على
صورة الله أو
يتجاهله؟
لقد
لاحظت في
الطوباوي
أيوب المحبة
الصادقة الكاملة
بكل أمانة حتى
تجاه أعدائه،
فاستطاع أن
يفرح، ويقول
بضميٍر صافٍ
للرب: "إن كنت
قد فرحت ببلية
مبغضي، أو شمت
حين أصابه
سوء، وقلت في
قلبي: حسنًا!"
(أي 31: 29)[1247].
الأب
قيصريوس أسقف
آرل
v حفظ الحب
هو البرهان
الوحيد أننا
تلاميذ الله
القدير. يقول
الحق: "بهذا
يعرف الجميع
أنكم تلاميذي
إن كان لكم حب
بعضًا لبعض"
(يو 13: 35).
هذا الحب
إن ملأ بالحق
قلوبنا يُعلن
عادة بطريقين:
نحب
أصدقاءنا في
الله، ونحب
أعداءنا من
أجل الله...
إن كنا
نفرح لمصائب
من يبغضنا،
فواضح أننا لا
نحبه، إذ لا
نود أن يكون
أفضل منا...
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
بَلْ
لَمْ أَدَعْ
حَنَكِي
يُخْطِئُ فِي
طَلَبِ نَفْسِهِ
بِلَعْنَةٍ [30].
ليس فقط
لم يتحرك
لأذية من
يبغضه، ولا
شمت في حلول
ضيقة أو كارثة
به، وإنما لم
يتجاسر ليطلب
من الله ضد
أخيه. لم يطلب
نقمة ممن
يضرونه، ولا
خرجت كلمة
لعنة من فمه
ضدهم!
v الذين
يهاجمون
عدوًا
باللعنات،
ماذا يريدون
من الله أن
يفعل معه إلا ما
هم عاجزين عن
فعله أو
يخجلون من أن
يفعلوه؟... في
نفس الموضع
الذين قرأوا:
"أحبوا
أعداءكم"،
ألم يقرأوا:
"باركوا ولا
تلعنوا"؟ مرة
أخرى: "غير
مجازين عن شرٍ
بشرٍ، وعن
شتيمةٍ
بشتيمةٍ" (لو 6:
27؛ رو 12: 14؛ 1 بط 3: 9).
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
14. حب مُدهش
لأهل بيته
إِنْ
كَانَ أَهْلُ
خَيْمَتِي
لَمْ يَقُولُوا:
مَنْ
يَأْتِي
بِأَحَدٍ
لَمْ
يَشْبَعْ
مِنْ طَعَامِهِ؟
[31]
كانت
طبيعة أيوب
عجيبة، وهي
العطاء
المستمر بسخاء
خاصة
للمحتاجين
والمساكين،
يعطي الغير
احتياجاتهم
ليس عند حد
الكفاف، بل
حتى يشبعوا.
هذا الأمر كان
موضع دهشة أهل
خيمته، حتى
الأجراء
والعبيد والجواري
كانوا يدهشون
لحنوه نحو
الجميع. كان
موضع إعجاب كل
من يتعامل
معه!
يشير هذا
القول إلى
المخلص الذي
يشتاق رجال خيمته
أو كنيسته، أن
يدخل كل أحدٍ
للتمتع بجسد الرب
ويشبع به
روحيًا، سواء
كان من اليهود
المُضطهِدين
أو الأمم
الذين يقبلون
الإيمان.
يعلق القديس
يوحنا الذهبي
الفم على ما
ورد هنا: "آه!
لقد امتلأنا
من جسده!" بأن
هذا تعبير عن
المحبة
الشديدة التي
تربط أيوب
بخدمه، وأن
السيد المسيح
يقدم لنا جسده
لنأكله
إعلانًا عن
الحب الشديد
بينه وبين مؤمنيه
[هذا الجسد
يعطيه إيانا لنأكله،
الأمر اللائق
بالحب الشديد.
فالذين في
قلوبهم حرارة
غالبًا ما
نعضهم
بأسناننا. لهذا
فإن أيوب إذ
يشير إلى محبة
خدمه نحوه قال
إنهم غالبًا
ما كانوا
يفعلون هذا
بسبب عاطفتهم
القوية نحوه،
فيقولون: "آه،
لقد امتلأنا
من جسده!"
(انظر أي 31:131).
هكذا يعطينا
المسيح أن
نمتلئ من
جسده، جاذبًا
إيانا إلى حب
أعظم[1248].]
v "إن كنت
قد سمحت
للفقير أن
يخرج من بيتي
فارغ اليدين"
[31]. لم يقل
"أعطيت عندما
توسل، بل
أعطيت حتى من كان
يُرفض أن
يأخذه. لقد
كان يلزم
الذين كانوا
يدخلون بيته ألا
يخرجوا دون أن
يأخذوا... كان
أيوب يستخدم
الضغط على من
يعطيهم لكي
يأخذوا.
v هذا
أيضًا يفعله
المسيح, لكي
يقودنا إلى
صداقة حميمة,
ليظهر حبه
لنا, إذ يعطي
من يشتاقون إليه
ليس فقط أن
يروه, بل
ويلمسوه,
ويأكلوه ويثبتوا
أسنانهم في
جسمه, ويحتضنوه,
ويشبعوا كل
حبهم. لنرجع
من تلك المائدة
مثل أسود
تتنفس نارًا,
نصير رعبًا
للشيطان,
ومفكرين في
رأسنا, وفي
الحب الذي
يظهره لنا[1249].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
غَرِيبٌ
لَمْ يَبِتْ
فِي
الْخَارِجِ.
فَتَحْتُ
لِلْمُسَافِرِ
أَبْوَابِي [32].
يقدم لنا القديس
أمبروسيوس
تفسيرًا
رمزيًا، حيث
يرى في المؤمن
الحقيقي أن
يتمثل بأيوب
فيدخل
بالغرباء عن
الإيمان إلى
بيته، الذي هو
كنيسة الله.
أيوب
البار رمز
للسيد
المسيح،
وبيته رمز للكنيسة.
يشتاق السيد
المسيح أن
تُفتح أبواب
كنيسته فيدخل
إليها كل
غريب. يغتسل
الكل بدمه
الثمين،
ويتمتعون
بعطايا الروح
القدس،
ويصيرون من
أهل بيت الله.
إن كانت
البشرية كلها
تمثل قافلة
دائمة
الحركة،
فأبواب مراحم الله
مفتوحة لهم،
ليتمتعوا
ببركات عمل
الله الخلاصي،
أثناء رحلتهم
في هذا
العالم.
v انزع
الإرادة
الصالحة من
الناس تكون
كمن نزع الشمس
عن العالم.
بدونها لا
يعود يبالي
الناس بإظهار
الطريق
للغريب، ولا
أن يردوا
الضال، ولا أن
يظهروا سخاءً.
هذه فضيلة
ليست هينة.
فبسببها مدح
أيوب نفسه
بقوله: "غريب
لم يبت (خارج
أبوابي)، فتحت
للمسافر بابي"
(32:31)... هكذا توجد
الإرادة
الصالحة في
هذه كلها، مثل
ينبوع مياه
ينعش الظمأى،
ومثل نور يشرق
على الآخرين،
ولا يمنع
ضياءه عن
الذين يقدمون
النور للغير[1250].
القديس
أمبروسيوس
v يقول:
قدمت بسخاءٍ
لكل محتاجٍ.
لقد قدمت سقفي
لكي يشاركوني
فيه. عندما
لاحظت أنهم في
مكانٍ عام، قدمت
بيتي ومائدتي
وكل ما لدي
ليكون مشاعًا.
حسبت نفسي كما
لو كنت أمين
صندوق
للمحتاجين
دون أي تطلع
إلى ممتلكاتي
أنها ممتلكات
شخصية، بل هي
ممتلكات
السيد (الرب).
"الرب أعطى"
(أي 1: 21)، وبالتبعية
فلنكن شركاء
مع كل عبيده.
v الفقر
والغنى هما
سلاحان
متشابهان،
بهما نخدم
الفضيلة إن
أردنا... لكي
نتعلم أن هذا
حق، فلنذكر
حالة أيوب،
الذي صار
غنيًا وأيضًا
فقيرًا،
واستخدم هذين
السلاحين
بطريقة
متشابهة، غلب
بالاثنين.
فعندما كان
غنيًا قال: "فتحت
لكل مسافرٍ
بابي" (32:31).
وعندما صار
فقيرًا قال:
"الرب أعطى،
الرب أخذ، ما
يحسن في عينيه
يفعله" (21:1 LXX
والفولجاتا).
عندما كان
غنيًا أظهر
كرم الضيافة،
وعندما كان
فقيرًا قدم
صبرًا كثيرًا[1251].
v ليس فقط
ما نعطيه
صدقة، وإنما
ما نحتمله
بثبات عندما يسلبنا
آخرون مما
لنا، كلاهما
يقدمان لنا ثمرًا
عظيمًا. ولكي
تدرك أن الأمر
الأخير بالحق هو
أمر أعظم أقدم
شهادة مما حلّ
بأيوب. عندما كان
مالكًا
لثروةٍ فتح
بيته
للفقراء،
مقدمًا ما
لديه لهم.
لكنه لم يكن
مشهورًا
عندما فتح بيته
للفقراء بقدر
ما صار عليه
عندما سمع أن
بيته سقط ولم
يقبل الخبر
بصدر ضيق. لم
ينل شهرة
عندما كسا
العراة بجلد
غنمه، مثلما
اشتهر وعُرف
عندما سمع أن
نارًا سقطت
على قطعانه وأحرقتها
جميعًا ومع
هذا قدم
شكرًا. قبلاً
كان محبًا
للناس، والآن
صار محبًا
للحكمة. قبلاً
كان حنونًا
على الفقراء،
الآن يقدم
شكرًا للرب...
لقد عرف أن
الله كان يدبر
كل الأمور للخير[1252].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
15.اعتراف
علني
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
كَتَمْتُ
كَالنَّاسِ
ذَنْبِي،
لإِخْفَاءِ
إِثْمِي فِي
حِضْنِي [33].
صورة
جميلة لتواضع
البار أيوب،
فمع كل السمات
السابقة
المذهلة
لإنسان يعيش
في وسط عالم
وثني، فيتمسك
بخالقه، ولا تتسلل
محبة
المقتنيات
إلى قلبه، بل
يبذل ويعطي في
سخاء عجيب،
ويقدّر ويكرم
حتى العبيد والإماء،
لا ينكر أن له
أخطاء وخطايا
لا يخفيها في
حضنه، بل
يعترف بها
علانية.
v هذه هي
البراهين على
التواضع
الحقيقي، أن
يؤكد الإنسان
شره الذاتي،
مؤكدًا إياها
بكشفها بصوت الاعتراف.
على عكس ما
اعتاده الجنس
البشري من ممارسة
الإنسان
للخطية بينما
يحفظ نفسه مخفيًا
عن الأنظار.
وعندما
تكُتشف
ينكرها، مخفيًا
إياها،
وعندما يُتهم
بها يضاعف من
خطاياه بسقوطه
في الدفاع عن
نفسه. منذ
سقوط الإنسان
انسحبنا إلى
هذه الدرجات
من الشر... ولما
كانت خطية
الإخفاء تنمو
بلغت إلى حدٍ
مخيفٍ في
الجنس البشري،
قال الطوباوي
أيوب: "إن
أخفيت معاصي"،
مضيفًا
الكلمات: "كإنسان"،
إذ رأى أن أخذ
صورة الأبوين
الأولين صار
نموذجًا
للإنسان...
أبرز
الطوباوي
أيوب تواضعًا
منفردًا، إذ
عرف أنه كان
يعيش بين
مقاومين، ومع
هذا لم يخشَ أن
يكشف أخطاءه
بصوت
الاعتراف.
لاحظوا أنه قبلاً
أخبر عن سماته
الفاضلة، بعد
ذلك يعترف بخطيته.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
v لم ينحرف
بواسطة جموع
الشعب، أي
الخاضعين له،
والذين
يعرفون
أخطاءه
الطبيعية. هذه
بالحق حكمة:
"اعترف أولاً
بمعاصيك
فتتبرر" (راجع
إش 43: 26). هكذا لم
آخذ أحدًا
شاهدًا على
أعمالي الصالحة،
بينما أود أن
يعرف كل أحدٍ
أخطائي
ومعاصي. هذه
هي قمة
الحكمة، صيغة
للفضيلة، أن
يخفي الشخص
أعماله
الصالحة،
ويعرض أخطاءه
للعامة. على
أي الأحوال
هذا يخالف ما
يُمارس
عمليًا.
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v حين
تنشغل بخطيةٍ
ما كن متهمًا
لنفسك (أم 18: 17)، ولا
تنتظر
الآخرين
ليقدموا
الاتهام. بهذا
تصير أشبه
بإنسان بارٍ
يتهم نفسه في
أول حديث له في
المحكمة، أو
تكون كأيوب الذي
لم يعقه جمهور
الشعب في
المدينة من
الإعلان عن
جريمته أمام
الكل"[1253].
القديس
باسيليوس
الكبير
16. هياج
العشائر عليه
بلا سبب
إِذْ
رَهِبْتُ
جُمْهُورًا
غَفِيرًا،
وَرَوَّعَتْنِي
إِهَانَةُ
الْعَشَائِرِ،
فَكَفَفْتُ
وَلَمْ
أَخْرُجْ
مِنَ
الْبَابِ! [34]
إن كان قد
اعتاد إن
يعترف
بخطاياه
علانية ولا يكتمها
في داخله، لكن
الموقف قد
تغَّير تمامًا،
فقد هاجت
القبائل ضده،
وصار كأن لا
عمل للعشائر
سوى الهجوم
العنيف ضده،
وبلا سبب. أما
هو فلم يسمح
لفمه أن ينطق
بشيء إلى حين.
صارت كلماته
كمن لم تخرج
من باب فمه.
v كأنه
يقول بوضوحٍ:
بينما لم يهدأ
الآخرون من الهجوم
عليّ
خارجيًا،
بقيت أنا نفسي
متحررًا من
الاضطراب في
داخل نفسي.
لأنه بماذا
نأخذ هنا
الباب سوى
الفم؟ فإننا
بهذا نكون كمن
يتقدم للكشف
عن أسرار
قلوبنا. إذ
نبقى في
الداخل في الضمير،
نخرج خارجًا
باللسان.
لكن يوجد
بعض يخشون
تمامًا أن
يُحتقروا،
ويهدفون نحو
الظهور حكماء
عند اتهامهم
أنهم مستحقون
للازدراء...
عندما
يكون
القديسون تحت
المحاكمة،
يمتنعون
تمامًا عن
الظهور
(للدفاع عن
أنفسهم)،
وعندما لا
يستطيعون أن
ينفعوا من
يسمعون لهم،
يحتفظون بالصمتٍ،
حتى
يُحتقروا،
وذلك لئلا
يفتخروا باستعراض
حكمتهم...
مكتوب: "وأما
هيرودس فلما
رأى يسوع فرح
جدًا، لأنه
كان يريد من
زمنٍ طويلٍ أن
يراه لسماعه
عنه أشياء
كثيرة، وترجى
أن يرى آية
تُصنع منه".
وأضيف: "وسأله
بكلامٍ
كثيرٍ، فلم
يجبه بشيء".
ولكن كيف
أُحتقر الرب
جدًا لأنه
احتفظ بصمته،
فقد ظهر ذلك
من الكلمات التي
وردت بعد ذلك
مباشرة: "فاحتقره
هيرودس مع
عسكره،
واستهزأ به"
(لو 23: 8، 9، 11).
يليق بنا
أن نسمع
ونتعلم أن
المستمعين
إلينا غالبًا
ما يريدون أن
يكونوا
معروفين خلال
أمورٍ تخصنا،
وليس لكي يُصلحوا
من أخطائهم.
لذلك يليق بنا
أن نتمسك بالصمت،
لئلا إذا
تكلمنا بكلمة
الله بطريقة مكشوفة
لا تتوقف
أخطاء هؤلاء
الأشخاص،
ونخطئ نحن...
يقول
الكارز:
"لأننا لسنا
كالكثيرين
غاشين كلمة
الله"، لكن
كما من إخلاص،
بل كما من
الله نتكلم
أمام الله في
المسيح" (2 كو 2: 17)...
التكلم كما من
إخلاص هو ألا
تطلب شيئًا
بجانب ما هو
ضروري ولازم...
يتكلم
كما من الله
الذي يعرف أنه
هو نفسه ليس لديه
شيء من ذاته،
إنما يتكلم
بما يتسلمه من
الله. يتكلم
أمام الله من
لا يتطلب ما
هو للناس في
كل ما ينطق
به، بل ينشغل
بحضرة الله
القدير، ويتطلع
نحو مجد
خالقه، لا
مجده هو.
البابا
غريغوريوس
(الكبير)
17. رفع أمره
لله
مَنْ لِي
بِمَنْ
يَسْمَعُنِي؟
هُوَذَا
إِمْضَائِي.
لِيُجِبْنِي
الْقَدِيرُ.
وَمَنْ
لِي
بِشَكْوَى
كَتَبَهَا
خَصْمِي [35].
يعود
أيوب في
النهاية يطلب
ما سبق فكرر
طلبه أن يجد
من يدخل معه في
محاكمة ويسمع
له. لقد وقعَّ
بنفسه على طلب
الدخول في
المحاكمة
والاستعداد
لقبول أية عقوبة
يستحقها.
انه يطلب
أن يقوم
القدير نفسه،
فاحص القلوب والكلى،
والعارف
بالأسرار
بمحاكمته،
ولا يقف الأمر
عند اتهامات
يقدمها له
خصومه بلا وقائع
ثابتة ضده.
فَكُنْتُ
أَحْمِلُهَا
عَلَى
كَتِفِي.
كُنْتُ
أُعْصِبُهَا
تَاجًا لِي [36].
يسأل
أيوب
المحاكمة
العلنية،
حاسبًا أنه وهو
يُحاكم
كمجرمٍ ينال
كرامة،
ويعتبر
الاتهامات
الموجهة ضده
تاجًا يُكلل
رأسه، لأن
الله حتمًا
سيبرره!
كُنْتُ
أُخْبِرُهُ
بِعَدَدِ
خَطَوَاتِي،
وَأَدْنُو
مِنْهُ
كَشَرِيفٍ [37].
يعلن
أيوب البار
أنه لن يخفي
شيئًا من
خطوات حياته
كلها. فقد كان
يدرك أن حياته
تشهد له كشريفٍ
لا كمجرمٍ.
إِنْ
كَانَتْ
أَرْضِي قَدْ
صَرَخَتْ
عَلَيَّ،
وَتَبَاكَتْ
أَتْلاَمُهَا
جَمِيعًا [38].
في يقينه
أنه لم يظلم
أحدًا قط، بل
يحنو ما
استطاع ويعطي
على الدوام
لذلك يسألهم أن
يتطلعوا إلى
الأرض فإنها
تشهد هي
وغلاتها عن
حبه، إنها لا
تجد شكوى
واحدة ضده،
ولا تبكي أو
تنوح على تصرف
ما سلكه.
v الأرض لا
تتنهد ولا
تحزن. فماذا
يعني بقوله هذا؟
إنها ليست
الأرض حقيقة
(بالمفهوم
الحرفي) تتنهد،
ولكن هذه
الأشياء
الجامدة
تمتعض من
الظلم، كما
يقول النبي:
"تنكسر
الأرض،
وتُضرب
بالفزع" (راجع
إر 2: 12). على أي
الأحوال
تتنهد الأرض
في كل وقتٍ
فيه نستخدم
ثمارها بظلمٍ.
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
إِنْ
كُنْتُ قَدْ
أَكَلْتُ
غَلَّتَهَا
بِلاَ
فِضَّةٍ،
أَوْ
أَطْفَأْتُ
أَنْفُسَ
أَصْحَابِهَا
[39].
فَعِوَضَ
الْحِنْطَةِ
لِيَنْبُتْ
شَوْكٌ،
وَبَدَلَ
الشَّعِيرِ
زَوَانٌ.
تَمَّتْ
أَقْوَالُ
أَيُّوبَ [40].
يتحدى
أيوب أصدقاءه
قائلاً بأنه
لو كان قد ظلم
أحدًا فأخذ
غلة (حنطة أو
شعير) دون أن
يدفع الثمن،
فإنه لن يحزن
إن قدم الخاضعون
له عوض الغلال
للأكل
والانتعاش
أشواكًا وزوانًا.
يؤكد أنه
إن كان ظالمًا
فلا يستحق أن
يأكل خبزًا من
الحنطة كأفقر
البشرية، ولا
شعيرًا كالحيوانات،
بل يقدم له
الناس كلمات
لاذعة كالشوك
أو كلمات
تافهة
كالزوان، إذ
لا يستحق إلا
أن يُلقى في
النار.
تمت
أقوال أيوب في
حواره مع
أصدقائه،
وكان في حديثه
يشعر أنه
يتحدث في حضرة
الله، بل
وكثيرًا ما
يوجه حديثه
لله نفسه، فهو
يطلب رضا
الله، لا أن
يبرره إنسان.
من وحي
أيوب 31
أشرق
بنورك في
أعماقي
v هب لي مع
تقيك أيوب أن
أكتشف أعماقي.
إني أعلم
ثقل خطاياي،
لكن من
يقدسني سواك.
بدونك
أُصدم
بالظلمة التي
ملكت في
داخلي.
بكَ
أمتلئ رجاءً
في خلاصك،
يا من
تشرق بمجدك
علىٌ!
أنت وهبت
وجه موسى
بهاءً،
هب
لأعماقي
بهاءً من
عندك.
v إني لا
أسمح لعيني أن
تتطلعا إلى
عذراء.
لكن من
يهب قلبي
وفكري
وعواطفي
البتولية غيرك؟
أنت
نصيبي
وميراثي
الأبدي،
أقتنيك،
فلا يتسلل حب
الشهوة إلى
أعماقي.
v أنت فاحص
القلوب
والكلي،
تعرف كل
أسراري
الخفية،
لا
لتدينني بل
لتقدسني.
v أنت هو
الحق، من
يقتنيك لا
يهادن الكذب،
ولا يدخل
في تعامل مع
إبليس الكذاب
وأب الكذابين.
v السماء ليست
بطاهرةٍ
أمامك،
وتنسب
لملائكتك
حماقة،
فكيف
أتبرر أمامك؟
لأوزن
بميزان حبك،
فيسندني
صليبك.
ارتدي
بٌَرك
المجاني،
فأتراءى أمام
العرش الإلهي.
v بك أقتني
الطهارة
والحنو والحق.
فلن
يقترب الزنا
إلى جسدي، ولا
إلى نفسي!
أحترم كل
إنسانٍ،
وأراك في كل
شخصٍ!
لا أبالي
بالغنى ولا
السلطان،
فأنت غناي
ومجدي!
أحب حتى
أعدائي
ومقاومي،
واشتهي
سلام العالم
كله ومجده
فيك.
ليقم
العالم ضدي،
فإني اشتهي أن
أغسل قدميه!
أخيرًا
هب لي مع أيوب
البار أن تكون
أنت الكل لي!
[1219] The Gospel of St. Matthew homily 17:2.
[1220]
Sermon on the Mount, Book 1, ch 12
(33-34).
[1221]
Fragmenta
in Ioanem. 9.
[1222] Cf. H. Crouzel: Theologie de l’image de
Dieu chez Origen, Pains, 1956, p. 239f..
[1223]
Comm. on John 32:19; R. Cadiou: Origen, Herder, 1944,
p. 131-2.
[1224] عظة 3:7.
[1225]
The author: Origen, chapter 15 “The Spiritual Life.”
[1226]
Philokalia, Book 1.
[1227] Hom 54.
PG 59:319.
[1228]
Ibid.
[1229]
Homilies on Corinthians, 5: 4.
[1230] إلى
أناتوليس Anatolius عن
"الأفكار
الثمانية"، 2.
[1231]
Continence, 4.
[1232]
رسالة
إلى الرهبان.
[1233]
Epistle to Philadelphians.
[1234]
On Ps. 4.
[1235] Constitution
of the holy Apostles 8: 32
[1236] Chrysostom: Homilies on Philemon.
[1237]
The Gospel of St. Matthew homily 33:7.
[1238] The Gospel of St. Matthew homily 21:2.
[1239] أي 26:31،
27.كان التعبد
للشمس والقمر
منتشراً في المسكونة
تحت أسماء
مختلفة.
[1240]
الإلهGaea أو Tellus هو الأرض،
وزيوس أو
جوبتر هو
السماء. كما
عبد البعض
الأنهار
والينابيع.
[1241] لقد
عبدت
الموسيقى
والطب والصيد
والحرب والزراعة
والتعدين...
فابلو إله
الجمال
والرجولة والشعر
والموسيقى.
واسكولايوس
أو عقولاف اله
الطب عند
الإغريق.
وديانا إلهة
الصيد ومارس
اله الحرب عند
الرومان.
وفلكان اله
النار والمعادن
عندهم.
[1242] ذكر
هيروديت ان
المصرين
يتعبدون
لطيور معينة
واسماك
وبهائم.
[1243] مثل
عروس Eros اله الحب
عند الإغريق.
[1244] الهة
العشق
والجمال عند
الإغريق.
[1245] مثل
افلوطس Blutus
اله الثروة
عند الإغريق
[1246]
Catechetical Lectures, 4:6.
[1247]
Sermons, 36: 2.
[1248]
Homilies on 1 Corinthians,
homily 4:7.
[1249]
Homilies on St. John, homily 46:3.
[1250]
Duties of the Clergy, 1:32:167.
[1251]
Concerning the Status, 15:11.
[1252]
Concerning the Statues, 1:26-27.
[1253] On Humility..