المشورات
المداهنة
الشريرة
إحدى
قطع المرثاة
بسبب سيادة
الظلم في العالم.
من
الصعب أن
نتعرف عما إذا
كان المرتل
يشير إلى قادة
إسرائيل
الأشرار أم
إلى حكام
غرباء. ويحذر
المزمور
أصحاب السلطة
الذين
يستغلون مراكزهم
ضد الفقراء
والمساكين
العاجزين عن
الدفاع عن
أنفسهم.
يبرز
المرتل ثقته
الكاملة في
الله الذي
ينزل الشر على
الأشرار الذين
يقاومون عمل
الله[165].
يتطلع
المرتل إلى
الأعداء
والمشيرين
الذين يسلكون
بروح الخداع
لكي يقتنصوا
خائفي الرب. فقد
عانى داود
المرتل من
خداع شاول الملك
الذي وضع في
قلبه أن يقتله
مهما كلفه
الأمر، من
وقتٍ أو جهدٍ
أو وضع خططٍ.
فكثيرًا ما
كان يبدو شاول
كمن رجع إلى
صوابه،
طالبًا
الصداقة مع
داود، لكي
يتحين فرصًا
جديدة للغدر
به. وعانى
داود أيضًا
بطريق آخر من
مشيره
أخيتوفل الذي
كان ملازمًا
له حتى في بيت
الرب، يأكل
معه على
مائدته، وصار
يخطط لأبشالوم
كيف يتخلص من
داود أبيه.
جاء
هذا المزمور
دعوة للأشرار
أن يكفوا عما
في قلوبهم من
خبث، فإنه وإن
بدا الأبرار
في ضعفٍ وعجز أمام
خداعات
الأشرار، لكن
نهاية
الأشرار الهلاك.
أما الأبرار
فيتطلعون إلى
الله إلههم ويمجدونه
على برِّه
وعنايته
الفائقة
بخائفيه.
القضاة
الأشرار
يقدم
المرتل
تشبيهات
ليعبر عن مصير
القضاة وأصحاب
السلطة
الأشرار.
أ. الأخرس
الصامت عن
التكلم
بالحق، بينما
أعماله تشهد
عن شره [ع1-2].
ب. السقط
الذي انحرف عن
الحق قبل
ولادته [ع3].
ج. الحية
الصماء التي
لا تسمع
توسلات الناس
ولا تهديدات
الله [ع4-5]،
إنما ما يشغلها
هو أن تبث
سمومها
القاتلة.
د. الأسد
أو الشبل،
الذي يكسِّر
الله أنيابه
[ع6].
هـ.
الماء
الساقط من
الأمطار الذي
يجف ويختفي
[ع7].
و. القوس
الذي سهامه
غير حادة [ع7].
ز. الحلزون
الذي مع سيره
البطيء، فإن
ما يخرجه من
مخاط على
الطريق يزول
[ع8].
ح. السقط
الذي لا يعاين
نور شمس
البرَّ، لأنه
لا يرى الحياة
[ع8].
ط. الشوك
الذي تحت
القدر، تجرفه
الرياح سواء
بعد أن احترق
وصار رمادًا
أو لم يحترق
[ع9].
أقسامه
1.
انتهار
الأشرار
المخادعين
1-5.
2. هلاك
الأشرار
6-9.
3. تمجيد
الأبرار لله
مخلصهم
10-11.
العنوانَ
"لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ.
عَلَي لاَ
تُهْلِكْ.
لِدَاوُدَ.
مُذَهَّبَة"
راجع
ما ورد في
المزمور
السابق بخصوص
تعبير "لاَ
تُهْلِكْ".
1.
انتهار
الأشرار
المخادعين
أَحَقًّا
بِالْحَقِّ
الأَخْرَسِ
تَتَكَلَّمُونَ
بِالْمُسْتَقِيمَات
تَقْضُونَ
يَا بَنِي آدَمَ؟
[ع1]
ينطبق
هذا على مشيري
أبشالوم بن
داود، خاصة أخيتوفل،
الذين خططوا
له لكي يظهر
أمام الشعب أنه
أقدر من داود
أبيه على
الحكم بالحق،
وأكثر منه
تواضعًا
وحنوًا.
"كان
أبشالوم يبكر
ويقف بجانب
طريق الباب، وكل
صاحب دعوى آتٍ
إلى الملك
لأجل الحكم،
كان أبشالوم
يدعوه إليه،
ويقول له:
...أمورك
صالحة
ومستقيمة،
ولكن ليس مَنْ
يسمع لك من
قِبَلْ الملك.
ثم
يقول أبشالوم:
من يجعلني
قاضيًا في
الأرض، فيأتي
إليّ كل إنسان
له خصومة
ودعوى
فأنصفه....
فاسترق
أبشالوم قلوب
رجال
إسرائيل" (2 صم 15:
2-6).
هكذا
كان الابن
العاق يخطط
بمشورة
الأشرار المحيطين
به للثورة على
أبيه واستلام
كرسي الحكم،
وقتل أبيه،
ويتظاهر
بالتمسك
بالحق والاهتمام
بكل مظلومٍ.
حتى
بعد الثورة
على أبيه الذي
هرب، أشار عليه
أخيتوفل أن
ينتخب اثني
عشر ألف رجل،
ويقوم الأخير
بالسعي وراء
داود في نفس
الليلة حتى
يضربه وهو
متعب ومرتخي
اليدين.
يرى
البعض أن ما
ورد في هذا
المزمور من
رغبة الكاتب
في هلاك
الأشرار
المقاومين له
لا يتناسب مع
مشاعر داود من
نحو ابنه
المتمرد. فقد
قيل: "أوصى
الملك يوآب
وأبيشاي
وإتاي،
قائلاً:
"ترفقوا ليّ
بالفتى
أبشالوم" (2 صم 18:
5). وحين سمع
الملك عن موت
ابنه: "انزعج
الملك، وصعد
إلى علية
الباب، وكان
يبكي ويقول
هكذا وهو
يتمشي: "يا
ابني أبشالوم.
يا ليتني مت
عوضًا عنك، يا
أبشالوم ابني،
يا ابني" (2 صم 18: 33).
لعل
داود كان يشعر
أن ما بلغه
أبشالوم من
روح التمرد
كان بدافع
مجموعة من
الأشرار، فما
يسأله عن
مقاضاة
الأشرار [ع6-11] لا
يقصد به
أبشالوم نفسه،
بل من هم
وراءه، أو
مجلس الشورى
الذي يخطط له.
يترجم البعض
هذه العبارة: "أحقًا
تتكلمون
بالبرّ يا
أيها المجلس؟"
يرى
البعض أن
شاول، إذ فشل
في قتل داود،
وهرب الأخير إلى
البرية، دعا
الملك بعض
المشيرين
لعقد مجلس
يدرس ويخطط
لحماية
العرش، حيث
اُتهم داود بالتمرد
والخيانة
والرغبة في
الاستيلاء
على عرش
إسرائيل. وكأن
هذا المجلس قد
اجتمع بغرضٍ صالحٍ،
وهو حماية عرش
إسرائيل من
الاغتصاب.
كان
داود يصرخ
موبخًا مشيري
شاول ورجاله
قائلاً: "هل
تطلبون
العدل،
وتحكمون
بالحق، وتتظاهرون
بالبرّ،
وأنتم تخططون
لاغتيال
البريء؟"
يدعوهم
المرتل بني
آدم، إما
ليذكرهم
بضعفهم وأنهم
ليسوا فوق
القانون، بل
سيُحاسبون عن
تصرفاتهم، أو
ولكي يدركوا
أنهم لا
يتمتعون بالبنوة
لله، بل هم
بنو البشر[166].
v لقد
أقسم شاول بأن
يحل عداوته من
نحو داود، ويُبطل
اضطهاده له،
لكنه حنث
بقسمه، وغدر
بعهده، وكان
يترصده. هكذا
أيضًا
بالنسبة
لأنطيوخس
(أبيفانس) ومن
معه، فإذ كان المكابيون
يغلبونهم،
كانوا
يتظاهرون في
تملقٍ كأنهم
محبون لهم...
أناس كثيرون
قاموا بأذية
اليهود في
مكرٍ. وهذا
المزمور يشير
إلى مكرهم
وكذبهم، إذ
يقول النبي:
يا أيها
الرجال فكروا
في أنكم أبناء
بشر (أي
مائتون)،
وقابلوا أقوالكم
بأعمالكم،
أنظروا
وأحكموا بغير
مراءاة، إن
كانت أقوالكم
صدقًا!
هذا
المزمور
أيضًا نبوة عن
اليهود الذين
كانوا
يتظاهرون
أنهم حافظون
للناموس،
ويخاصمون
ربنا لأنه كان
يصنع أشفية في
السبوت.
الأب
أنثيموس
الأورشليمي
v ليته
لا يكون لكم
برّ الشفاه
فحسب، وإنما
أيضًا الأعمال.
إن كنتم
تعلمون بغير
ما تنطقون،
فأنتم تنطقون
بالصالحات،
وتحكمون بما
هو شر...
القديس
أغسطينوس
v لا
يترك المكر
مكانًا
للبساطة، ولا
موضعًا
للإلهيَّات
في هذه
القلوب... أما
إذا رأى الرب
طهارة قلب
فيسند فيه عمل
عظمته، أي
الهبة
العظيمة
الفائقة التي
تنسكب في قلوب
الصالحين[167].
القدِّيس
أمبروسيوس
ما
يحزن قلب
المرتل أن
القضاة
المسئولين عن
التكلم
بالحق، أخذوا
موقف الصمت
تجاه التصرفات
الشريرة
الظالمة ضد
المرتل.
بَلْ
بِالْقَلْبِ
تَعْمَلُونَ
شُرُورًا فِي
الأَرْضِ.
ظُلْمَ
أَيْدِيكُمْ
تَزِنُونَ [ع2].
حرف
"بل" هنا
يعني
"بالأكثر".
فإن الأمر لم
يقف عند الصمت
عن إعلان
الحق، وإنما
وإن صمتت
ألسنتهم عن
الدفاع عن
الحق، لكن
قلوبهم
وأفكارهم
وأعمالهم
تشهد بالأكثر
للشر العامل
فيهم.
قد
يصمتون أو
ينطقون
بكلمات
معسولة، لكن
أعماقهم تشهد
بشرهم؛ هذا ما
تترجمه
أعمالهم. ما يفكرون
به في قلوبهم
تكشفه
أعمالهم حيث
يمارسون
الظلم علنًا.
"ويل
للمفتكرين
بالباطل، والصانعين
الشر على
مضاجعهم. في
نور الصباح يفعلونه،
لأنه في قدرة
أيديهم" (مي 2: 1).
يسألهم
المرتل أن
يزِنوا
قلوبهم
وأعمالهم بميزان
الحق، فما
حملته قلوبهم
من خبثٍ وشرٍ،
ترجمته
ألسنتهم حتى
وإن ادعوا
أنهم حماة
للحق. ليس في
قلوبهم سوى
الخبث. يدعون
أنهم ممسكون
بميزان
العدل، بينما
تتحرك
أياديهم نحو
العنف والظلم.
v هنا
يعني: إن
أقوالكم وإن
كانت صالحة،
لكن منبعها
الذي هو عقلكم
مملوء من كل
إثم،
وبأياديكم
تضفرون ظلمًا.
أفكاركم
وأعمالكم
شريرة تناقض
أقوالكم.
الأب
أنثيموس
الأورشليمي
يرى
البعض أن
الكلمة
العبرية
المقابلة
لتزنون "Paw-las"
تعني أن تعدوا
(الطريق) أو
تعملوا. ويرى القديس
أغسطينوس أن
المرتل هنا
ينتقد
الأشرار
لأنهم يحبكون
الإثم معًا.
v تحبك
أياديكم
الإثم معًا.
فمادمتم تعملون
معًا (في
الإثم)،
تربطون خطية
بخطية.
القديس
أغسطينوس
زَاغَ
الأَشْرَارُ
مِنَ
الرَحِمِ.
ضَلُّوا
مِنَ
الْبَطْن،ِ
مُتَكَلِّمِينَ
كَذِبًا [ع3].
كأن
المرتل يقول
لهم: إنني لست
أدهش لما تمارسونه
من ظلم وشرور،
فإن أعمالكم
تتناغم مع
طبيعتكم
وأنتم بعد في
البطن، فأنتم
أشرار، نسل
شرير من سلف
شرير".
إن
كان هذا هو
حالهم، فإننا
نحن أيضًا
نشاركهم في
الفساد الذي
يحلّ بكل
البشرية. لكن
نعمة الله هي
التي تضمنا
إليه، وتهبنا
البنوة له. ليس
لنا فضل في ذلك.
يقول المرتل: "متكلمين
بالكذب".لأنه
كما يقول القديس
أغسطينوس إن
ينطقوا بالحق
أو بالظلم،
فهم ينطقون
بالكذب،
لأنهم يحملون
الشر مخفيًا
في قلوبهم.
ارتكاب
الخطية
والانغماس في
الشر تغرب عن
الله وعن
ناموسه. يقول
الرسول بولس:
"أنتم الذين كنتم
قبلاً
أجنبيين وأعداء
في الفكر، في
الأعمال
الشريرة" (كو 1: 21).
يرى العلامة
أوريجينوس
أنه لا يمكن
تفسير هذه
العبارة
حرفيًا، لأنه
لا يستطيع أحد
أن يتكلم
بمجرد
ولادته، ولا
أن يزوغ نحو
الشر وهو في
رحم أمه. إنما
يُفهم من هذا
أنه كما يوجد
أبكار للرب،
يكرسون
حياتهم لله،
هكذا يوجد أبكار
لإبليس،
يكرسون كل
طاقتهم
لمقاومة الحق
الإلهي[168].
اعتمد
بعض الهراطقة
على هذه
العبارة كما
على قول
الرسول بولس
إن الله أفرزه
قبل أن يُولد
ودعاه لنعمته
(غل 1: 15)، ناسبين
للأشرار
طبيعة الشر
قبل ميلادهم،
بينما
للقديسين
طبيعة صالحة.
ويجيب عليهم العلامة
أوريجينوس
قائلاً: [نقول
إن بولس قد
اُختير ليس
مصادفة، ولا
لأن له طبيعة
مختلفة،
وإنما هو نفسه
ينسب علة
اختياره إلى
ذلك الذي يعرف
كل شيء قبل أن
يحدث... إذ سبق
فرأى الله بولس
سيجاهد بفيضٍ
أكثر من غيره
في الإنجيل...
ولهذا السبب
كرسه يسوع وهو
في رحم أمه
لخدمة
الإنجيل. لو
أنه اختير
قضاءً وقدرًا
كما يقول
الهراطقة، أو
لأنه ورث
طبيعة أفضل من
غيره، لما كان
يخشى من أن
يُدان إن فشل
في الكرازة
بالإنجيل (1 كو 16:
9)[169].]
v عندما
ينطقون
بالظلم إنما
ينطقون
بالباطل، لأن
الظلم مخادع.
وعندما ينطقون
بالعدل
يتكلمون
أيضًا
بالباطل، لأنهم
ينطقون
بشيءٍ،
ويخفون في
قلوبهم شيئًا
آخر.
القديس
أغسطينوس
v لا
يصنع الجنين
قبل ولادته
خيرًا ولا
شرًا، وإنما
يفعل ذلك بعد
ولادته
وبلوغه. أما
قوله "من
الحشا
البطن"، فمعناه
أن الأشرار
بما أنهم
مولودون من
والدين أشرار
غير عارفين
الله، ولم
يتعلموا أنه
معتني
بالعالم،
لهذا صنعوا
أعمالاً
تقصيهم عن العدل،
ومارسوا
أعمال الظلم،
وتكلموا
بالكذب من بدء
ولادتهم.
أيضًا
يعني أن الله
بسابق علمه
يعرف الذين سيكونون
صديقين كقوله
لإرميا النبي:
"قبلما صورتك
في البطن
عرفتك،
وقبلما خرجت
من الرحم
قدستك" (إر 1: 5).
وبهذا المعنى
أيضًا جاء قول
الله لفرعون:
لهذا الأمر
نفسه أقمتك لكي
أُظهر فيك
قدرتي، ولكن
سابق علم الله
لم يكن سببًا
في أن يصير
إرميا قديسًا
وفرعون شريرًا.
وأيضًا
جرن
المعمودية هو
بطن ورحم، لأن
المعمودية
تلد ولادة
روحية. أما
الخطاة
والذين زاغوا
عن حقيقة
الإيمان
ابتعدوا عنها
بكذب
اعتقاداتهم
وتزييف
كلامهم، وقد ضلوا،
لأنهم فضلوا
الكذب عن
الحق.
أما القديس
غريغوريوس
النيسي
فيقول: إن
الكنيسة هي
بطن ورحم،
لأنها تلد المسيحيين،
وتأتي بهم إلى
النور الإلهي
والحياة
الأبدية. وأما
الهراطقة فقد
أقصوا منها
وتغربوا عنها.
وأيضًا المرء
في بدء نشأته
إذا عمل فضيلة
أو رذيلة
يُقال إنه من
الرحم صنع
هذا. وكما جاء
في سفر أيوب:
"إن أكلت
لقمتي وحدي،
فما ناولت
منها يتيمًا،
بل منذ البطن
كنت أهديهم
وأعولهم كأب"
(راجع أي 31: 17-18).
أيضًا
التعليم
الفاسد هو
البطن والرحم الذين
نشأوا فيه،
فالذين
يقبلونه
أقصوا عن الله،
وتغربوا عنه
منذ بطن أمهاتهم
التي هي غريبة
منه.
الأب
أنثيموس
الأورشليمي
v حسب
الكلمة
النبوية،
عندما انحرف
الناس عن الرحم
واهب الحياة
الذين فيه
تشكلوا، نطقوا
بالباطل عوض
الحق (مز 58: 3).
لهذا اتخذ
الوسيط بكر
طبيعتنا
العامة،
وجعلها مقدسة
خلال نفسه
وجسده، بغير
امتزاج ودون
أية نزعة نحو
الشر،
محتفظًا بها
في نفسه Himself. فعل
هذا لكي ما إذ
يصعد بها إلى
أب عدم الفساد
خلال عدم
فساده، تنسحب
الجماعة كلها معها
بسبب الطبيعة
المشتركة،
حتى يهب الآب
المحرومين من
الميراث
"البنوة" (غل 4:
5؛ أف 1: 5)، كأبناء
لمن فقدوا
الميراث،
ويجعل من
أعداء الله أن
يشاركوا في
اللاهوت
(الحياة
المقدسة)[170].
القديس
غريغوريوس
النيسي
يرى
القديس أغسطينوس
في تعبير "زاغ
الأشرار من
الرحم"،
إشارة إلى
الذين بعدما
وُلدوا من
الكنيسة تغربوا
عنها، وحملوا
لها روح
العداوة؛
تغربوا عن
الحق!
v ممن
تغربوا؟ عن
الحق!
من
أين تغربوا؟
عن المدينة
المطوَّبة،
عن الحياة
المطوَّبة...
يوجد
من وُلدوا من
أحشاء
الكنيسة... وهو
أمر صالح!
أنهم
تشكَّلوا
هكذا ولم
يُجهضوا.
لتحملكم الأم،
ولا تُجهضكم.
إن كنتم في
طول أناة
تبقون حتى
تتشكلوا،
ويكون فيكم
تعليم الحق
الأكيد، فإن
الأحشاء
الملموسة
تحتفظ بكم.
ولكن إن كنتم
في غير صبرٍ
تترجون أمكم،
فإنها ستتخلص
منكم وهي في
ألمٍ، لكن
خسارتكم أعظم
من خسارتها.
لهذا
فإن هؤلاء
زاغوا من
الرحم، لأنهم
نطقوا بأمور
باطلة... لقد
زاغوا من
الرحم، لأن
الحق يقطن في
أحشاء
الكنيسة.
القديس
أغسطينوس
لَهُمْ
حُمَةٌ
مِثْلُ
حُمَةِ
الْحَيَّةِ.
مِثْلُ
الصِلِّ
الأَصَمِّ
يَسُدُّ أُذْنَهُ
[ع4].
قديمًا
كان البعض
يستخدمون
نوعًا من
الرقي والتعاويذ
لتمنع الحيات
من أن تلدغ.
جاء في سفر
الجامعة: "إن
لدغت حية بلا
رقية، فلا
منفعة للراقي"
(جا 10: 11). وفي سفر
إرميا: "لأني
هأنذا مرسل عليكم
حيات أفاعي لا
تُرقى،
فتلدغكم يقول
الرب" (إر 8: 17).
توجد
جماعة خاصة
بين الهندوس
متخصصون في
استخدام تعاويذ
بها يجلبون
الحيات من
جحورها
وينزعون عنها
سمومها.
يقول
Plumer إن
الحواة
الراقين لا
يزالوا
موجودين إلى
اليوم في
الهند وفي
مصر. وأن
هؤلاء ليس لهم
سلطان على
الأفعى
السامة Cobra
بدعوى أنها
أصم لا تسمع
صوت الحاوي الراقي.
يرى
G. S. Cansdale أن
الحواة
الراقين
يهتمون
بالأكثر
بالأفعى السامة
Cobra...
هذا ويوجد
اتفاق عام
الآن بأن
الحيات لا تسمع
deaf،
وإن الراقين
يجتذبونها لا
بأصوات
المزمار،
وإنما بحركة
المزمار[171].
إذ
يحمل الإنسان
إرادة شريرة
يتحول كما إلى
حية تبث سمًا
(حُمة). وكأنه
يقبل البنوة
لإبليس،
ويمارس
أعماله الشريرة.
غير أنه مراحم
الله تنتظر كل
إنسان إلاَّ
إذا سدْ أذنيه
عن صوت الروح
القدس واهب
التبكيت على
الخطية.
إنهم
لا يطلبون
أذية البار
فحسب، وإنما
يريدون قتله،
كما بسم
الحية، حيث
يبدو كأن لا
شفاء للبار من
شرهم القاتل.
يشبه
المرتل هؤلاء
الأعداء
المخادعين
بالأفعى
والصل adder
الأصم، لأن
خطورتهما في
أنيابهما
وفمهما. هكذا
يستخدم
الأشرار
أفواههم،
فينطقون
بمشورات
قاتلة مسمومة.
صار
الأشرار
متشبهين
بالحية
القديمة التي
قدمت للبشرية
سمًا قاتلاً.
صاروا
كالأفعى
السامة
الصماء، التي
لا تسمع لصوت
الراقين
(المعوذين).
إنهم لا
يبالون بتوسلات
المظلومين،
ولا يستمعون
إلى كلمات
الله ووصاياه.
ليس أحد أصم
مثل ذاك الذي
يسد أذنيه عن
إخوته وعن
الوصية
الإلهية.
v كما
لو أن روح
الله إذ يتكلم
مع أشخاصٍ
معينين لا ينصتون
إلى كلمة
الله، ليس فقط
لا يعملون، وإنما
أيضًا يرفضون
أن يسمعوا،
حتى لا يعملوا
بها.
القديس
أغسطينوس
v إننا
حاكينا أيضًا
الأفاعي، لأن
غضب بني البشر،
كما يقول
الكتاب، شبه
الحية (مز 58: 5)،
"وسُمّ الأفاعي
تحت شفاهه" (مز
140: 4)[172].
v لنحذر
لئلاَّ يُقال
عنا إن آذاننا
هي آذان الصل
الأصم.
اَخبروني، في
أي شيء يمكن
للمستمع الذي
من هذا النوع
أن يختلف عن
الحيوان؟
وكيف
يمكنه أن يكون
غير عاقلِ
بطريقة تختلف
عن أي حيوان
أعجم، ذاك
الذي لا يبالي
عندما يتكلم
الله؟[173]
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
الَّذِي
لاَ
يَسْتَمِعُ
إِلَى صَوْتِ
الْحُواة،ِ
الرَاقِينَ
رُقَى
حَكِيمٍ [ع5].
يرى القديس
أثناسيوس
الجليل أن نفس
الغضوب تتشبه
بالحية التي
ظهرت في الجنة
كأنها حكيمة
أمام أبوينا
آدم وحواء،
وظهرت كما لو
كانت تحمل روح
الصداقة
والمودة،
لكنها حكمت
على نفسها
بالموت. هكذا
تشبه بها شاول
الملك الذي
كان يظهر
المودة لداود
النبي، لكنه كان
يُريد قتله.
هكذا فعلت
جماعة
أنطيوخس أبيفانس،
وأيضًا هكذا
فعل الكتبة
والفريسيون
الذين كانوا
يتوددون
لربنا يسوع
المسيح بكلام
يبدو رقيقًا
مملوء حبًا،
فيدعونه:
"ربي"، و"يا
معلم" الخ،
أمَا قصدهم
فكان قتله.
بهذا تشبهوا
بالحية
القديمة
بشرها، ولم
يريدوا أن
يسمعوا أقوال
الأنبياء
المرسلين،
الذين كانوا يعرضون
عليهم
التعاليم
الحكيمة مثل
الرقي. إنهم
باختيارهم
سدوا أذان
نفوسهم لئلا
يسمعوا، كما
تسد الأفعى
أذنيها
لئلاَّ تسمع
صوت الحاوي.
هذا قاله الله
في إشعياء:
"غلظ قلب هذا الشعب،
وثقل أذنيه،
واطمس عينيه،
لئلاَّ يبصر
بعينيه،
ويسمع
بأذنيه،
ويفهم بقلبه،
ويرجع فُيشفى"
(إش 6: 10). إذًا
خرجوا
بإرادتهم عن
أطوار البشرية،
وتشبهوا
بالوحوش
السامة.
v إنهم
ليسوا
صُمًّا، بل
جعلوا أنفسهم
صمًّا.
v لقد
اختاروا
ألاَّ يكونوا
في هدوء،ٍ بل
في غضبِ، لهذا
لا يريدون أن
يسمعوا. لو
أنهم سمعوا ربما
لتوقف غضبهم.
لقد صار سخطهم
أشبه بسخط
حية.
القديس
أغسطينوس
v دعا
الله أولئك
الذين يعلم
أنهم أبناء
للبشر "جيل
حيات"،
لأنهم على
مثال هذه
الحيوانات
يسلكون بمكرٍ
ويؤذون
الآخرين[174].
العلامة
ترتليان
اَللهُمَّ
كَسِّرْ
أَسْنَانَهُمْ
فِي أَفْوَاهِهِمِ.
اهْشِمْ
أَضْرَاسَ
الأَشْبَالِ
يَا رَبُّ [ع6].
كثيرًا
ما يتطلع
الكتاب
المقدس إلى
الأفواه والأسنان
كما الألسنة
والشفاه أنها
تشير إلى قوة
الاعتداء
والافتراس.
فمن جانب
تستخدم الوحوش
المفترسة
أنيابها عند
هجومها على
الفريسة. ومن
جانب آخر، فإن
الهراطقة والملحدين
يستخدمون
أفواههم
للتجديف على
الله، وتضليل
المؤمنين عن
الحق. يقول
المرتل: "قم يا رب،
خلصني يا
إلهي. لأنك
ضربت كل
أعدائي على الفك.
هشمت أسنان
الأشرار" (مز 3: 7).
كما يقول
الحكيم: "جيل
أسنانه سيوف،
وأضراسه سكاكين
لأكل
المساكين عن
الأرض،
والفقراء من بين
الناس" (أم 30: 14).
تذكر
داود النبي
كيف قتل أسدًا
ودبًا لإنقاذ غنم
أبيه (1 صم 17: 36)،
لذا يقول:
"الرب الذي
أنقذني من يد
الأسد، ومن يد
الدب، هو
ينقذني..." (1 صم 17: 37).
الآن مهما ظن
الأعداء أنهم
أشبال أقوياء
قادرون على
الافتراس
بأنيابهم،
فإن الرب قادر
أن يكسر هذه
الأنياب.
تارة
يشبههم
بالحيات التي
تبث السموم في
جسم الإنسان
بأنيابها،
وأخرى
بالأشبال
المتعطشة إلى
سفك دم
الفريسة،
تمزقها
بأنيابها.
v أسنان
الأشرار هي
أقوالهم،
لأنه كما أن
الحية سمها في
أسنانها، كذلك
الأشرار. فإن
الضرر هو في
أقوالهم
البارزة من
أفواههم
وأسنانهم.
وأما
الأنياب،
فنُقال عن
قوتهم
الطاغية. لأن
قوة السباع في
أضراسها، وأنيابها
التي تفترس
بها، فيسحقها
الله ويهشمها،
وينجي
المظلومين من
أذيتهم.
الأب
أنثيموس
الأورشليمي
يرى
القديس
أغسطينوس أن
الذين جاءوا
يجربون السيد
المسيح،
سألوه إن كانوا
يدفعون
الجزية لقيصر
أم لا، هم
أشبه بالحيات
السامة. وإذ
أخرج الإجابة
من أفواههم
"كسَّر
أسنانهم في
أفواههم".
وأما الذين
ثاروا ضده،
صارخين:
"اُصلبه،
اُصلبه"
فكانوا
يزأرون كأسود
أو أشبالٍ
مفترسة. وقد
هشَّم السيد
أضراسهم
تمامًا.
v ماذا
يعني: "في
أفواههم"؟
فعل هذا هكذا،
جعل أفواههم
ذاتها تشهد
ضدهم. إنهم
يلتزمون
بالحكم على
أنفسهم ذاتها.
v أسنان
الخطاة يمكن
أيضًا أن تعني
زعماءهم الذين
يستخدمون
سلطانهم
ليقطعوا
البشر عن طريق
الاستقامة،
ويضمونهم إلى
جماعة فاعلي
الشر. مقابل
هذه الأسنان
توجد أسنان
الكنيسة الذين
بسلطانهم
يُقطع
المؤمنون من
أخطاء الوثنية
والتعاليم
الهرطوقية،
وبهذا
يوُجهون نحو العودة
إلى الكنيسة،
جسد المسيح.
بهذه الأسنان
أمر بطرس أن
يأكل
الحيوانات
عندما ذُبحت، أي
بقتل الوثنية
التي للأمم،
وتغييرهم إلى
ما هو عليه
(كأعضاء في
جسد المسيح)[175].
القديس
أغسطينوس
v لنبكِ
عليهم لا
يومًا ولا
يومين، بل كل
أيام حياتنا[176].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
لِيَذُوبُوا
كَالْمَاءِ،
لِيَذْهَبُوا.
إِذَا
فَوَّقَ
سِهَامَهُ
فَلْتَنْبُ [ع7].
لقد
حطم السيد
المسيح إبليس
والموت
بقيامته،
فصار إبليس
أشبه بحيوانٍ
مفترسٍ قد
تهشمت أنيابه،
لا حول له ولا
قوة، حتى أمام
الأطفال.
يتطلع
المرتل إلى
أعدائه
الأشرار،
وكأنهم أشبه
بالمياه التي
تسقط في
الأمطار في
وسط الصحراء،
تعجز عن أن
تُغرق أحدًا،
إذ تجففها
حرارة الشمس
الشديدة، كما
تتسلل بين
رمال
الصحراء، وكأنها
تذهب بلا
عودة. أما
الله فيصوب
سهامه نحو
الأشرار،
فيتمزقون
إربًا إربًا.
يرى
البعض أن
الحديث هنا عن
الشرير الذي يصوب
سهامه ضد
البار
ليقتله، فإذا
بها تبتعد عن
الهدف، ولا
تصيب البار.
فلتنْب
تعني عدم
إصابة الهدف.
فوّقوا
تعني وضع أسفل
السهام في
الأوتار
لإطلاقها.
كَمَا
يَذُوبُ
الْحَلَزُونُ
مَاشِيًا.
مِثْلَ
سِقْطِ
الْمَرْأَة،ِ
لاَ
يُعَايِنُوا
الشَمْسَ. [ع8].
الحلزون
هو حيوان رخو
يعيش في صدفة
البحر.
فيما
هم يعملون بكل
قوة وبسرعة
حتى لا يفلت
البار من
أياديهم، إذا
بهم يشبهون
الحلزون البطيء
الحركة
للغاية
والكسول. أو
مثل السمكة الرخوة
التي في داخل
قوقعة خزفية
عاجزة عن الحركة،
وعن مقاومة من
يحملها ليذهب
بها أينما شاء.
يشبّه
الأشرار
بالحلزون
الذي متى شعر
بالخطر يغيِّر
لونه من
الأحمر
الفاتح إلى
الأبيض
الباهت، ويبدو
كأنه قد ذاب،
إذ يدخل
قوقعته
ويختبئ. إنهم
مثل الحلزون
البطيء جدًا
في حركته،
لكنه وهو يسير
ببطيء يفرز
مادة لزجة على
الطريق لامعة،
سرعان ما تزول
كلما تحركت[177].
يشبههم
أيضًا بالسقط
الذي لم يكتمل
نموه. التعبير
العبري يشير
إلى ثمرة
الإجهاض، حيث
يكون السقط
ميتًا، ليس
فيه حياة ولا
قوة، ويطلب الكل
الخلاص منه.
أمّا أنهم لا
يعاينون
الشمس، فمعناه
أنهم لا
يُحسبون بين
الأحياء،
وأنهم فاقدو
البصر والبصيرة.
قَبْلَ
أَنْ
تَشْعُرَ
قُدُورُكُمْ
بِالشَوْكِ،
نِيئًا
أَوْ
مَحْرُوقًا
يَجْرُفُهُمْ
[ع9].
مرة
أخرى يشبههم
بالشوك الذي
يعجز عن
الوقوف أمام
نار غضب الله.
تهب الريح على
الشوك الملتهب
نارًا، فيصير
رمادًا
يتطاير،
ويتبدد هنا وهناك.
كثيرًا ما
يُستخدم تشبيه
الشوك الذي
يحترق تحت
القدر (مز 118: 15؛
جا 7: 6).
يشبه
الأشرار
قدرًا فيه
يوضع الطعام
لطبخه على نار
متقدة بأشواك
تُجمع من
البرية. لكن
تهب عاصفة،
فتجرف القدر
ومعها الشوك
الذي تحته، سواء
كان قد احترق
وصار رمادًا،
أو لم يحترق بعد.
هكذا ينشغل
الأشرار
بالمؤامرات
ضد أولاد
الله، وكأنهم
يوقدون نارًا
في شوك، وإذا
بعاصفة تهب
فتبدد خططهم.
يقول العلامة
أوريجينوس:
[قلب
الإنسان هو
تنور. لكن إن
كان هذا القلب
تلهبه
الرذائل أو
يشعله
الشيطان،
فإنه لا يُطهى
(أو يُخبز) بل
يُحرق. ولكن
إن كان يشعله
ذاك الذي قال:
"جئت لأرسل
نارًا على
الأرض" (لو 12: 49)،
فإن خبز
الأسفار
الإلهية وكلمات
الله التي
أتقبلها في
قلبي، لا
أحرقها لدمارها،
بل أخبزها
لتقديمها
ذبيحة[178].]
v لا
يقفون ضدك،
إنهم لن
يستمروا،
فإنهم يهلكون
بنوع من نار
شهواتهم...
الشهوة الشريرة
تشبه نارًا
واحتراقًا.
عندما يتحدث
الكتاب
المقدس عن
الزنا يقول:
"أيأخذ إنسان
نارًا في حضنه
ولا تحترق
ثيابه؟!" (أم 6:
27)؟... اسمعوا ما
يقوله الرسول:
"لذلك أسلمهم
الله أيضًا في
شهوات قلوبهم
(أي نار
الشهوة)" (رو 1: 24)...
v تحل
عليهم النار، نار
الكبرياء،
نار الشهوة،
نار السخط. يا
لخطورة هذه
النار! ذاك
الذي تسقط
عليه لا يرى
الشمس. لذلك
قيل: "لا تغرب
الشمس على
غيظكم". لهذا،
أيها الإخوة
نار الشر
ترعبكم، إن
كنتم تذوبون
كالشمع،
وتهلكون أمام
وجه الرب. حيث
تسقط تلك
النار عليكم،
ولا ترون
الشمس.
القديس
أغسطينوس
يَفْرَحُ
الصِدِّيقُ
إِذَا رَأَى
النَقْمَةَ.
يَغْسِلُ
خَطَواتِهِ
بِدَمِ
الشِرِّيرِ [ع10].
إذ
يتبدد الشر،
ويهلك (إبليس)
الشرير، يفرح
الصديق لأجل
نصرة النور
على الظلمة،
والبرّ على
الشر. ما
يشتهيه
الصديق هو دمار
الشر وقوات
الظلمة،
وخلاص
الأشرار من شرورهم.
كان
من العادات
القديمة في
المعارك أن
المنتصر في
المعركة يغسل
قدميه أو يديه
في دم القتلى
من أعدائه
الذين سُفكت
دمائهم. كأن
المرتل يعلن
أن النصرة على
الشر كاملة
ونهائية (مز 68: 23؛
إش 63: 3)[179]. يغسل
الصديق
خطواته (أو
يديه كما جاء
في الترجمة
السبعينية)
بدم الخاطي.
وإن كان الدم
لا يغسل بل
يُدنِّس، مع
ذلك إذ يرى
الصديق ما حلّ
بدم الخاطى
يرتعب من
الخطية،
ويخشى أن يحل
به ما حلّ
بالشرير،
عندما اِنحرف
إلى الشر.
البار
لا يقتل الأشرار،
لكن إذ يقتل
الأشرار
أنفسهم
بأنفسهم خلال
شرورهم
المهلكة،
يعبر البار في
أرض المعركة،
فتغتسل قدماه
بدمهم.
يفرح
الصديق، لكن
ما يُفرح قلبه
ليس هلاك الشرير،
وإنما إذ يرى
موت الشرير
يلتهب قلبه
بالطاعة
للوصية
الإلهية
بفرحٍ عظيمٍ
ونقاوةٍ؛ مدركًا
أنه يتبرر بالنعمة
الإلهية،
ويتحرر مما
يسقط فيه
الشرير المعاند.
سرّ
فرح الصديق
عند انتقام
الله من
الأشرار، ليس
الشماتة
بالشرير، بل
شكر الله على
قضائه العادل.
v اسمعوا
النبي يقول:
"يفرح الصديق
إذا رأى النقمة"
على الأشرار.
إنه يغسل يديه
بدم الشرير. لا
يفرح
بالنقمة، حاشا!
إنما إذ يخشى
أن تحل به نفس
الأمور، يجعل حياته
أكثر نقاوة.
هذه إذن علامة
رعاية (الله) العظيمة.
نعم،
قد تقول: كان
يلزم أن يهدد
فقط ولا
يعاقب. لكن إن
كان وهو يعاقب
تقولون إنه
مجرد تهديد، وبهذا
تصيرون أكثر
كسلاً، فلو
أنه بالحقيقة يستخدم
التهديد فقط
أما كنتم
تزدادون
بالأكثر في
الكسل؟[180]
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
v عندما
يرى الصديق
عقاب الشرير،
هو نفسه ينمو. فإن
موت الواحد هو
حياة للآخر.
v لاحظوا
أن الشرير
يموت، فطهروا
أنفسكم من الخطايا.
هكذا
تكونون كمن
تغسلون أياديكم
بدم الشرير،
بطريقة ما.
القديس
أغسطينوس
يتطلع
البار الذي
يضطهده
الأشرار بكل
طاقاتهم،
فيراهم وإن
كانوا قد
صاروا
كالحيات بسمومها
القاتلة،
والأشبال
المفترسة،
لكن إذ يتدخل
الله لحساب
خائفيه،
يصيرون هكذا:
أ. يكسر
الله
أنيابهم،
كما أُنقذَ
داود من الأسد
والدب.
ب.
يشبهون
مياهًا في
الصحراء،
تجففها حرارة
الشمس، أو
تتسرب وسط
الرمال.
ج.
يشبهون الحيوانات
المائية التي
في داخل
قواقع، عاجزة
عن الحركة،
يمكن لأي
إنسان أن
يحملها بسهولة
ويذهب بها
أينما شاء.
هـ.
يشبهون السقط
الذي بلا
حياة، لا يرى
نور الشمس.
و.
يشبهون الشوك
الذي يلتهب
بنار غضب الله،
فيصير رمادًا
تذريه الريح،
فلا يُوجد!
هذه
الصور
المختلفة
للأشرار
المقاومين
الحق الإلهي
والمضطهدين
لخائفي الله،
تجعل البار في
طمأنينة، لأن
حياته في يد
الرب، لا في يد
إنسانٍ!
وَيَقُولُ
الإِنْسَانُ:
إِنَّ
لِلصِدِّيقِ
ثَمَرًا.
إِنَّهُ
يُوجَدُ
إِلَهٌ قَاضٍ
فِي الأَرْضِ [ع11].
يترنم
الصديق حيث
يعلن الله
قضاءه على
الشر، مقدمًا
البركات
للصديق
المتألم!
يتعظ
الصديق
بتأديب
الشرير،
مدركًا أن
الله قاضٍ
عادل، وأن
للبرّ ثمره
المفرح.
v أي
ثمر للصِديق؟
"نفتخر أيضًا
بالضيقات، عالمين
أن الضيق ينشئ
صبرًا،
والصبر
تزكية،
والتزكية رجاءً،
والرجاء لا
يخزي لأن محبة
الله قد
انسكبت في
قلوبنا
بالروح القدس المُعطى
لنا" (رو 5: 3-5)... في
الحب يوجد ثمر
للصِديق.
القديس
أغسطينوس
v إنه
الكنز الذي
أُعطي لهم في
هذه الحياة
ليمتلكوه في
داخل نفوسهم،
الذي "صار
لنا حكمة الله
وبرًّا وقداسةً
وفداءً" (1 كو 1: 30).
فالذي وجد كنز
الروح
السماوي
وامتلكه يتمم
به كل برّ
الوصية وكل
تتميم
الفضائل بنقاوةٍ
وبلا لومٍ، بل
بسهولة وبدون
تغصبٍ.
لذلك
فلنتضرع إلى
الله، ونسأله
ونطلب منه بشعور
الاحتياج، أن
ينعم علينا
بكنز روحه،
لكي ما نستطيع
أن نسلك في
وصاياه كلها
بطهارةٍ وبلا
لومٍ، ونتمم
كل برّ الروح
بنقاوة
وكمال، بواسطة
الكنز
السماوي،
الذي هو
المسيح[181].
من وحي مز 58
هل
لقوات الظلمة
أن تقف أمامك؟
v تئن
نفسي من مقاومة
الأشرار،
حتى
أشعر أحيانًا
بحالة من
الإحباط.
يستخدمون
مع العنف
المكر
والخداع.
يحملون
روح سيدهم،
إبليس
القتَّال
والمخادع!
v يظن
الأشرار
كأبيهم
إبليس، أنهم
أصحاب سلطان،
ويحسبون
العالم كله
تحت أيديهم.
يتسللون
كالحيات، لكي
يبثّوا
السموم بأنيابهم.
لن
يقبلوا أقل من
تدمير
الأبرار
وإبادتهم.
لا
يطيقون
رؤيتهم، ولا
يحتملون
أصواتهم.
ولا
يقبلون حبهم
ووداعتهم!
إنهم
كالظلمة التي
لا تطيق
النور!
v أنهم
كالأشبال
التي تجول
لتبتلع من
تفترسه!
يحسبون
أنه ليس من
بار لا تمزقه
أنيابهم.
ولا
من صِديق يهرب
من أياديهم!
v يا
للعجب! لن
يترك الله عصا
الخطاة تستقر
على خائفيه.
يحطم
أنياب الحيات
والأشبال،
فتصير ألعوبة،
لا
حول لها ولا
قوة!
يتركهم
يصوّبون
سهامهم
الشريرة،
لكنها
لن تبلغ
هدفها، ولا
تلمس بارًا!
يصيرون
كمن في قواقع
ضعيفة،
عاجزة
عن الحركة!
يولدون
سقطًا ليس
فيهم حياة،
لا
يرون شمس
البرّ،
ولا
يدركون أسرار
الحب الإلهي!
حقًا
إنهم كالشوك
الجاف،
لكن
هل للشوك أن
يقف أمام نار
غضب الله؟
يحترقون
تحت القدور،
ويصيرون
رمادًا.
تهب
الرياح،
فيتبددون هنا
وهناك،
ولا
يصير لهم وجود
حقيقي!
v يرفع
الصِديقون
قلوبهم
بالشكر.
فالظلم
يتبدد أمام
برّ الله.
وتختفي
الظلمة أمام
النور الإلهي.
يسبحون
الله البار
بكل كيانهم!
يفرحون
ويتهللون
لإبادة الشر.
يشتهون
توبة الأشرار
ونمو الأبرار.
يطلبون
خلاص العالم
كله!
[165] The Collegeville Bible Commentary, p. 767.
[166] Plumer, Ps. 58.
[167] In Luc 9:57-62.
[168] Cf. homilies on Numbers, homily 3
[169] Commentary on Rom. (1: 1) .
[170] On Perfection.
[171] Animals of Bible Lands, Paternoster, 1970, P. 206.
[172] الأب الياس، ص 330.
[173] Homilies on St.
John, 2L 11.
[174] Adv. Haer. 4: 41: 2.
[175] On Ps. 3.
[176] In Epis, ad Phil. 3:4.
[177] Cf. Barnes, vote 5.
[178] Origen: Homilies on Leviticus, 5: 2
[179] Plumer, Ps. 58.
[180] Homilies on Philemon, 3.
[181] Sermon 18:1,2.