جبل
بيت الرب
في
الأصحاحات (2–4)
ركز إشعياء
أنظاره على
أورشليم - جبل
بيت الرب - مع
أنه لم
يفارقها لكن
حنينه إليها وشوقه
إلى تقديسها
لا يقل عن ذات
حنين أنبياء السبي
الذين عاشوا
بالجسد في
بابل أما
قلوبهم
فتعلقت
بمدينة الله
التي أصابها
الخراب.
1.
مقدمة
[1].
2. جبل
بيت
الرب
[2-5].
3. علة
رفض الله
شعبه
[6-9].
4. بطلان
الذراع
البشري
[10-22].
1.
مقدمة:
"الأمور
التي رآها
إشعياء بن
آموص من جهة
يهوذا
وأورشليم" [1]. كان
قلب إشعياء
مشغولاً بشعب
الله (يهوذا)
وبالمدينة
المقدسة
(أورشليم)،
فقد امتلأ
حزنًا على ما
بلغ إليه
الحال، رأى
شعبًا ضربه
الفساد،
ومدينة تهدم
هيكلها
الروحي فأنتّ
أحشاءه عليها.
أمام
هذا الحب
الخالص وهبه
الله بصيرة
وقدم له رؤى
ونبوات
لتعزيته
وتعزية كل نفس
جريحة من أجل
البشرية، قدم
له الله كلمته
المحيية.
v جاء
(الكلمة) إلى
(هوشع وإشعياء
وإرميا) فأنار
الأنبياء
بنور
المعرفة،
وجعلهم يرون
أمورًا لم
يفهموها في
ذلك الحين.
العلامة
أور يجين[84]
2.
جبل بيت الرب:
ماذا
قدم الله
لإشعياء
الجريح
النفس؟ حمله بالروح
إلى ملء
الزمان ليرى
يهوذا الجديد
- السيد
المسيح -
وأورشليم
الجديدة حيث
يُبنى هيكل الرب
ويُقام ملكوت
الله في
القلب... يرى
الجماعة
المقدسة
قادمة من كل
الأمم
والشعوب
لتعبد الرب
بالروح والحق
في المسيح
يسوع مخلص
العالم، لذا
قال: "يكون في
آخر الأيام أن
جبل بيت الرب
يكون ثابتًا
في رأس الجبال
ويرتفع فوق
التلال وتجرى
إليه كل
الأمم" [2].
يرى
البعض أن هذه
النبوة
اقتبسها
إشعياء عن
ميخا النبي (4:
1-5)، أو ربما
اقتبسها الإثنان
عن مصدر سابق.
لكن ما الذي
يمنع الروح القدس
من أن يهب ذات
العطية -
النبوة -
للنبيين ولغيرهما
إذ يجد فيهم
القلب المخلص
والملتهب نحو
خلاص الإنسان
وبنيانه،
فيقدمها
لإشعياء في
أيام آحاز
ولميخا في
أيام حزقيا
لتأكيد أن ما
ينطق به الوحي
لن يسقط[85].
سحب
الرب قلب
إشعياء إلى
ملء الزمان
ليرى السيد
المسيح الذي
يُقيم كنيسته
عليه شخصيًا
بكونه صخر
الدهور،
الجبل الذي
رآه دانيال
النبي
المقطوع بغير
أيدى الذي
يملأ الأرض
(دا 2: 34، 45)، الصخرة
الحقيقية
التي تفيض
مياه الروح
على شعبه (1 كو 10: 4)
والتي لا
تستطيع الحية
أن تزحف عليه لتقترب
إلى شعبه.
يقول القديس
أغسطينوس: [الجبل
كما تعلمنا
الشهادة
النبوية هي
الرب نفسه[86]].
v توجد أيضًا
جبال غير
معروفه لأنها
قائمة في
مواضع معينة
في الأرض... أما
هذا الجبل
فغير ذلك إذ
ملأ كل وجه
الأرض، عنه
قيل "يكون
ثابتًا في رأس
الجبال" إنه
جبل قائم فوق
قمم كل
الجبال، "تجرى
إليه كل
الأمم".
من
يعجز عن إدراك
ما هو هذا
الجبل؟!
من هو
هذا الذي
يُحطم رأسه
بمقاومة هذا
الجبل؟!
من
يجهل المدينة
القائمة على
الجبل؟!
لا
تتعجبوا إن
كات هذه
المدينة
مجهولة بالنسبة
للذين يكرهون
الاخوة، إذ
يسلكون في
الظلمة ولا
يعرفون إلى
أين يذهبون،
لأن الظلمة
أعمت أعينهم.
إنهم لا يرون
الجبل.
أُريدكم
ألا تتعجبوا،
فانهم بلا
أعين؛ كيف؟
لأن الظلمة
أعمتهم. برهن
على ذلك؟
لأنهم يبغضون
الاخوة!
القديس
أغسطينوس[87]
أسس
الرب كنيسته
حين ارتفع على
جبل التجربة
(مت 4: 8) ليهبها
روح الغلبة
والنصرة على
قوات الظلمة؛
ذهب بنفسه إلى
الجبل، وكما
يقول القديس
جيروم: [لم
يصعد كمن هو
مُلزم أو من
هو أسير، إنما
أُقتيد
باشتياق إلى
المعركة]،
وأيضًا يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [ذهب
الشيطان إلى
الإنسان (آدم)
ليجربه، لكن إذ
لا يستطيع
الشيطان أن
يُهاجم
المسيح ذهب المسيح
إليه].
أسس
أيضًا كنيسته
على جبل
التعليم (مت 5: 1)
حيث قدم لشعبه
وصيته سرّ
حياة. وأيضًا
على جبل تابور
حيث أعلن
بهاءه ودخل
بكنيسته إلى
السموات عينها
(لو 9: 41)، وأخيرًا
على جبل
الجلجثة حيث
تنعم بعريسها
الذبيح مخلص
البشرية بدمه
الثمين. على
هذا الجبل بسط
الرب يديه على
الصليب ليجتذب
إليه الكل (يو 12:
32)، لهذا يكمل
النبي قائلاً:
"وتجرى إليه
كل الأمم
وتسير شعوب
كثيرة ويقولون:
هلم نصعد إلى
جبل الرب إلى
بيت إله يعقوب
فيعلمنا من
طرقه ونسلك في
سبله، لأنه من
صهيون تخرج
الشريعة ومن
أورشليم كلمة
الرب" [2-3].
معروف
أن الشريعة
صدرت من جبل
سيناء للشعب
اليهودي، لذا
فهو يتحدث عن
شريعة جديدة
تصدر من
أورشليم
موجهة إلى المسكونة
كلها.
v هذه
الشريعة ليست
ملكًا لأمة
واحدة بل لكل
الأمم، فإن
شريعة الرب
وكلمته لا
تبقيان في صهيون
وأورشليم بل
تنتشران في كل
المسكونة.
لذلك يقول
الشفيع نفسه
لتلاميذه
الخائفين:
"هذا هو
الكلام الذي
كلمتكم به
وأنا بعد معكم
أنه لابد أن
يتم جميع ما
هو مكتوب عني
في ناموس موسى
والأنبياء
والمزامير..." (لو
24: 44-47). هذا هو
الطريق
المسكوني
لخلاص النفس
الذي سبق أن
أعلنه
الملائكة
والأنبياء
القديسين[88]...
v هناك
(في أورشليم)
أخبر التلاميذ:
"اذهبوا
وتلمذوا جميع
الأمم وعمدوهم
باسم الآب
والأبن و
الروح القدس"
(مت 28: 19)[89].
v يتعين
أن يُعطى
(الروح القدس)
بعد قيامة
المسيح في ذات
المدينة التي
تبدأ فيها
الشريعة الجديدة
- أي العهد
الجديد - فإن
الشريعة
الأولى، التي
تدعى العهد
القديم
أُعطيت على
جبل سيناء
خلال موسى،
أما هذه
فأعطيت بالمسيح
كما سبق
التنبؤ عنها
"من
صهيون تخرج
الشريعة ومن
أورشليم كلمة
الرب"[90].
القديس
أغسطينوس
ويلاحظ
في هذه
الكنيسة
المؤسسة على
جبل الجلجثة
والمُنطلقة
من أورشليم
تحمل قوة
الروح القدس
الآتي:
أ.
كنيسة ثابتة،
تقوم على جبل
بيت الرب
الثابت [2]،
يدعوها
الرسول بولس
"جبل صهيون"
قائلاً: "قد
أتيتم إلى جبل
صهيون وإلى
مدينة الله
الحيّ أورشليم
السماوية
وإلى ربوات هم
محفل ملائكة
وكنيسة أبكار
مكتوبين في السموات"
(عب 12: 22-23). سرّ
قوتها
وثباتها هو
الرب نفسه
الذي يقدسها
له ويرفعها
إلى سمواته
فتحمل سماته.
ب.
عالية في رأس
الجبال [2]؛ لقد
صارت نور
العالم،
تجاهر بالحق
علانية دون
خوف (أع 16: 26).
أعضاؤها قائمون
بالجسد على
الأرض أما
قلوبهم
وأفكارهم
فمرتفعة كما
فوق الجبال
العالية تسبح
في جو السماء.
وكما يقول العلامة
أوريجانوس:
[يكفي انك لا
تبقى على
الأرض ولا
تسكن الوديان
ولا تبطىء في
الأماكن
المطمورة[91]].
ج.
جذابة للأمم
والشعوب [2-3]:
أبوابها مفتوحة
للجميع، تحمل
أمومة حب نحو
كل البشرية
مستمدة من حب
عريسها
الجامع لكل
البشر.
د.
عملها
المستمر أن
تصعد بالبشر [3].
بالحب تنزل إليهم
دون أن تفقد
قدسيتها أو
طبيعتها
السماوية لكي
ترفع الكل
بروح الله
القدوس إلى
أورشليم
العليا
فيمارسوا
الحياة
الجديدة
السماوية في
المسيح يسوع.
هـ.
رسالتها
اعلان طريق
الرب [3]، تحمل
كلمته إلى كل
نفس وتقدم
وصيته
ليعيشها كل
مؤمن، فينعم بشريعة
الحرية (غل 4: 26).
و. تعلن
أحكام المسيح
العادلة، حيث
يخضع المؤمنون
من كل الأمم
لملكوته
وسيادته،
كسيادة روحية
فريدة في
نوعها.
ز.
تهب سلامًا
بين النفوس
المقدسة له،
إذ لا يرون
لهم أعداء
بشريين على كل
وجه الخليقة.
لهذا يقول: "فيطبعون
سيوفهم سككًا
ورماحهم
مناحل؛ لا ترفع
أمة على أمة
سيفًا، ولا
يتعلمون
الحرب في ما
بعد" [4].
المسيحي
يمتلىء قلبه
سلامًا حتى
تجاه مقاوميه،
فتتحول
طاقاته
الداخلية من
الصراع إلى
العمل
البنَّاء، من
أدوات حرب إلى
أدوات انتاج
للرخاء.
كلمة
الله تُحوّل
الأرض سماءً،
فيحل السلام السمائي
في حياة
البشر،
وتُقام مملكة
السلام أو
ملكوت الله
المفرح في
داخلهم التي
لا تستطيع
عداوة الناس
ولا قسوة
الأحداث أن
تهزها.
v خرج من
أورشليم إلى
العالم رجال
هم اثنا عشر
بالعدد؛
كانوا أميين
ليس لهم قدرة
على الكلام،
لكنهم بقوة
الله أعلنوا
لكل جنس البشر
أنهم مرسلون
من المسيح ليعلموا
الجميع حكمة
الله. ونحن
الذين كنا قبلا
نُقاتل بعضنا
البعض ليس فقط
امتنعنا عن
الحرب ضد
أعدائنا بل
وصرنا لا نكذب
ولا نخدع الذين
يفحصوننا
(للمحاكمة)
ونموت
بإرادتنا معترفين
بالمسيح.
الشهيد
يوستين[92]
ح.
التمتع
بالمسيح "نور
الرب"، إذ سمع
إشعياء النبي:
"يا بيت
يعقوب هلم
نسلك في نور
الرب" [5]. السيد
المسيح
الحاّل في
كنيسته هو
بهاء مجد الآب
ورسم جوهره
وحامل كل
الأشياء
بكلمة قدرته
(عب 1: 3)، هو شمس
البر والشفاء
في أجنحتها
(ملا 4: 2). يشرق
على كنيسته
فتصير هي
ذاتها نورًا
للعالم، تقدم
النور
للجالسين في
ظلمة الخطية،
تُقدم مسيحها لكل
أحد.
هذه
الدعوة
الموجهة لبيت
يعقوب للسلوك
في نور الرب
هي دعوة لرفع
برقع الحرف عن
الناموس لكي
يكتشف بيت
يعقوب "المسيا"
المختفي وراء
الكلمات،
تتمتع بكلمة الله
لا كوصايا
حرفية وإنما
كشركة مع
المسيح النور
الحقيقي.
من هم
بيت يعقوب؟
يُجيب الشهيد
يوستين: [يليق
بنا هنا أن
نلاحظ وجود
نسلين
ليهوذا، يوجد
نسلان، كما
يوجد بيتان
ليعقوب؛ واحد
مولود من لحم
ودم والآخر من
الإيمان والروح[93]].
3.
علة رفض الله
شعبه:
يُقارن
النبي بين
تصرفات شعبه
المعاصرين له وتصرفات
الأمم في
المستقبل حيث
يقبلون الايمان
بالله المخلص
ويدخلون
ملكوت السلام
وينعمون
ببركات فائقة
بسكناهم في جبل
بيت الرب.
رفض
بيت يعقوب
الله عمليًا
بالرغم من
اهتامه الشديد
بحرفية
العبادة لذا
رفضه الله،
وكان ذلك
رمزًا لرفض
اليهود لشخص
السيد المسيح
تحت ستار
دفاعهم عن
الحق وغيرتهم
على شريعة موسى.
قدم
الله أربعة
أسباب لرفض الشعب،
وهي: التشبه
بالغرباء،
حبهم لغنى
العالم،
اتكالهم على
إمكانياتهم
العسكرية،
قبولهم
العبادة
الوثنية.
أ.
التشبه
بالغرباء: "امتلأوا
من المشرق" [6].
لقد
أفرزهم الله
لنفسه
ليمتلئوا من
روحه ويحملوا
حكمته
السماوية
ويكونوا شهود
حق وخميرة
مقدسة
للعالم،
لكنهم فتحوا
أبوابهم
للغرباء خاصة
بني المشرق،
يتعلمون منهم
السحر
والعبادة
الوثنية
والرجاسات
عوض الشهادة
أمامهم بعمل
الله فيهم. من
أجل المكسب
المادي
والانغماس في
الرجاسات
شجعوا
الوثنيين على
الإقامة في
وسطهم،
واختلطوا بهم
(هو 7: 8)، وخانوا
العهد الإلهي.
يقول
أيضًا: "وهم
عائفون
كالفلسطينيين"
[6]. عوض الرجوع
إلى الله في
كل أمورهم
تشبهوا بالفلسطينيين
في ذلك الوقت
مُلتجئين إلى
العيافة
والعرافة،
مخالفين
الوصية
الإلهية (لا 19: 26).
ب.
انشغالهم
بغنى العالم
والماديات: "امتلأت
أرضهم فضة
وذهبًا ولا
نهاية
لكنوزهم".
امتلأت
قلوبهم بمحبة
المال،
فحسبوه
قادرًا على
إشباعهم،
واحتل موضع
الله في فكرهم
وأحاسيسهم.
ج.
اتكالهم على
إمكانياتهم
العسكرية: "امتلأت
أرضهم خيلاً
ولا نهاية
لمركباتهم" [7].
اتكلوا على
الخيل
والمركبات
عوض الإيمان
والرجوع إلى
الله.
د.
قبولهم
العبادة
الوثنية [8].
هذه هي
الأسباب التي
من أجلها رفض
الله شعبه، أما
ثمرة ذلك فهو
الانحدار
المستمر عوض
النمو
والصعود [9].
انهيار في كل
جوانب الحياة
عوض التقديس
بالتمام
بالرب الصاعد
إلى السموات.
4.
بطلان الذراع
البشرى:
إن كان
الله قد رفض
شعبه فلأن
شعبه مُصرّ
على رفض الله
بكل وسيلة،
لكن الله يبقى
في حبه مترفقًا
بهم وبكل
البشرية
معلنًا خلاصه
للإنسان.
إذ
تعاظم
الإنسان جدًا
في عيني نفسه
وتضخمت الأنا،
يعلن الرب
بهاءه
فيتصاغر
الإنسان ويطلب
الخلاص. يدخل
كما في صخرة
ويختبىء في
التراب أمام
هيبة الرب ومن
بهاء عظمته [10].
عندما ظهر
الله
لإبراهيم
أدرك أب
الآباء أنه
تراب ورماد،
وعندما رأى
موسى مجد الرب
ارتعب وارتعد،
وهكذا التصقت
نفس أيوب في
التراب. ليس
شيء يُحطم
كبرياء
الإنسان مثل
ملاقاته مع
الله. يتحطم
الكبرياء ولا
تتحطم نفسه بل
تُشفي وتمتلئ
رجاء في الرب.
ما هي
الصخرة التي
نختفي فيها
أمام العظمة
الإلهية
إلاَّ السيد
المسيح، إذ
فيه نجد
لأنفسنا ملجأ
أمام العدل
الإلهي. لذلك
عندما اشتهي
موسى النبي أن
يرى المجد
الإلهي قيل
له: "لا تقدر
أن ترى وجهي،
لأن الإنسان
لا يراني
ويعيش... هوذا
عندي مكان
فتقف على
الصخرة
(المسيح
صخرتنا) ويكون
متى اجتاز
مجدي إني أضعك
في نقرة من
الصخرة
(الاتحاد مع
المسيح)
واسترك بيدي
حتى أجتاز" (خر
33: 20-21).
مادمنا
نتكئ على
مسيحنا
الصخرة
الحقيقية ونثبت
فيه ونوجد كما
في نقرة داخله
نرى بهاء المجد
الإلهي، أما
إن اتكلنا على
أنفسنا أو على
الذراع
البشري فإننا
نهلك ونحرم من
معاينة الله .
يُشبه
النبي تشامخ
الإنسان
بالآتي:
أ. "أرز
لبنان العالي
المرتفع وكل
بلوط باشان" [13]
تُشير إلى
الاتكال على
غنى موارد
الطبيعة، كما
تُشير إلى
الملوك
والقادة
المتعجرفين
مثل رَبْشاقي.
ب. "الجبال
والتلال
الشامخة" [14]،
تُشير إلى
الصلابة
والجمود،
وربما تعني
أيضًا
الممالك
الكبرى
والممالك
الصغرى التي
قانونها
الكبرياء مع
العنف.
ج. "الأبراج
العالية
والأسوار
المنيعة" [15]،
تُشير إلى
الاتكال على
أعمال البر
الذاتي، فالإنسان
قادر أن يرتفع
إلى فوق
يُحصِّن ذاته
ضد كل عدو؛
لعلها تُشير
إلى المدن
الحصينة.
د. "سفن
ترشيش
والزينات
والأعلام
المبهجة" [16]،
تُشير إلى
الانهماك
بالتجارة
والمال مع الترف
والغنى على
حساب
الاهتمام
بالنفس.
التشبيهات
السابقة كلها
تدور حول
اعتداد الإنسان
بذاته
وبإمكانيات
الطبيعة
ومواردها مع
تقدمه
المستمر
حاسبًا أنه
قادر بنفسه
على خلق جو من
الشبع والفرح
والسلام مع
آمان
واستقرار في
العالم
متجاهلاً
الذراع
الإلهي. لهذا
فهو محتاج أن
يتجلى الرب له
ليكشف له عن
زوال كل هذه
الأمور خاصة
في يوم الرب
العظيم.
ارتبط
الكبرياء
بالعبادة
الوثنية لهذا
يؤكد النبي
أنه عندما
يكتشف
الإنسان عجز
الأوثان يلقي
بها أمام
الجرذان
والخفافيش [20]
مستخفًا بها،
عوض أن يأخذها
معه في أسفاره
لمساندته. عوض
تكريمها في
أماكن
للعبادة يلقى
بها في أماكن
ظلمة مهجورة
تلهو بها
الفئران
والخفافيش.
أخيرًا
يدرك الإنسان
خطأ الاتكال
على الذراع
البشري،
فيقول النبي: "كفوا
عن الإنسان
الذي في أنفه
نسمة، لأنه
ماذا يُحسب؟!"
[22]. ليصمت كل
إنسان مهما
بلغت عظمته أو
قدرته أو غناه،
فإنه تخرج
نسمة حياته
فلا يكون بعد
في العالم.
تخرج روحه
فيعود إلى
التراب (مز 104: 29).
[84] Comm. On John Book, 1 2:1.
[85] Ironside, p. 18,19. Bultema, p. 50,51.
[86] Sermons On N.T. Lessons, 39:2.
[87] In 1John, hom, 1:13.
[88] City of God 10:22.
[89] In John tr. 6:9.
[90] City of God 18:54.
[91] In Num. Hom 3.
[92] Apology 1:39.
[93] Dial, with Trypho 135.