المولود
العجيب
إذ
يشتد الظلام
ينبلج الفجر
لتشرق الشمس
على الجالسين
في الظلمة،
هكذا خُتم
الأصحاح السابق
بصورة قاتمة
عن الشعب الذي
صار في ضيق
شديد وظلمة،
لذا جاء هذا
الأصحاح
يحدثنا عن
مجيء المسيا
"شمس البر" الذي
يبدد الظلمة،
والذي يمد يده
بالحب منتظرًا
رجوع الكل
إليه .
1. نور
أشرق في
الظلمة
[1-5].
2.
المولود
العجيب
[6-7].
3. اليد
الممدودة
[8-12].
4. تأديب
الرب لهم
[13-21].
1.
نور أشرق في
الظلمة:
جاء
ختام الأصحاح
السابق
قاتمًا
للغاية، لهذا
بدأ هذا
الأصحاح
بكلمة "ولكن"...
فإن الله لا
يترك شعبه
هكذا، لكنه
يُريد أن يشرق
عليهم بنوره.
"ولكن
لا يكون ظلام
للتي عليها
ضيق كما أهان
الزمان الأول
أرض زبولون
وأرض نفتالي
يكرم الأخير
طريق البحر
عبر الأردن
جليل الأمم.
الشعب السالك
في الظلمة أبصر
نورًا عظيمًا.
الجالسون في
أرض ظلال
الموت أشرق
عليهم نور" [1-2].
وقد تمت هذه
النبوة بظهور
السيد المسيح
وكرازته في
جليل الأمم.
يقول
الإنجيلي: "لكي يتم
ما قيل
بإشعياء
النبي القائل:
أرض زبولون
وأرض نفتاليم
طريق البحر
عبر الأردن
جليل الأمم؛
الشعب الجالس
في ظلمة أبصر
نورًا" (مت 4: 14-16).
اتسمت هذه
المنطقة بالضعة،
فيقول
نثنائيل: "أمن
الناصرة يمكن
أن يكون شيء
صالح؟!" (يو 1: 46).
لعل هذا يرجع
إلى أن هذه
البقعة. (جليل
الأمم) تقع
على حدود
الأمم، فكانت
معرضة
للغزوات،
وبسبب اختلاطها
بالأمم
الوثنية
المجاورة
أخذت الكثير
عن العادات
الوثنية وظلت
فترات طويلة في
انحلال روحي،
لذلك وضعها
النبي: "الشعب
الجالس في
الظلمة".
منطقة
الجليل عبارة
عن دائرة تضم
عشرين مدينة
أهداها
سليمان إلى
حيرام ملك
صور، وكان اليهود
فيها قليلي
العدد، أكثر
سكانها من
الفينيقيين
واليونانيين
والعرب، لهذا
سُميت "جليل
الأمم"، جاء
إليها السيد
المسيح، معلم
البشرية وشمس
البر،
ليُضيىء على الجالسين
في الظلمة.
أما منطقة كفر
ناحوم التي
تعني
"المُعزي"
فتعتبر من أهم
مناطق الجليل،
وهي قلعة
رومانية كان
بها حامية من
قواد الرومان.
v سكن في
الجليل حتى
يرى الجالسون
في الظلمة نورًا
عظيمًا.
القديس
غريغوريوس
النزينزي[164]
v فليرَ
الجالسون في
ظلمة الجهل
نور كمال المعرفة
العظيم؛
الأمور
القديمة
عبرت، هوذا
الكل قد صار
جديدًا (1 كو 5: 17)؛
الحرف انتهي
وتقدم الروح،
الظلال هربت
وجاء إليهم الحق.
القديس
غريغوريوس
النزينزي[165]
v بالإيمان
يخرجون من
الظلمة وموت
الخطية إلى النور
والحياة.
القديس
أغسطينوس[166]
v يشرق نور
اللوغوس الذي
هو الحياة في
ظلام نفوسنا، يأتي
إلى حيث يوجد
رؤساء هذه
الظلمة
المقاومين
لجنس البشر
لإخضاعهم
للظلمة،
هؤلاء الرؤساء
لا يثبتون في
قوتهم إذ يشرق
عليهم النور الذي
جاء ليجعل من
البشر ابناءً
للنور.
العلامة
أوريجانوس[167]
الله
لا يسمح
للظلمة أن
تدوم إنما
يشرق بنوره...
فماذا يحدث؟
أ. "أكثرت
الأمة" [3]؛
بالرغم من
سقوطها تحت
التأديب
بضربات قاسية
لكنها تنمو
وتكثر برحمة
الله ونعمته.
ب. "عظمت
الفرح" [3]
تفرح الأمة
كما في يوم
الحصاد أو يوم
التمتع بغنيمة،
وكأن سرّ فرحها
هو الحصاد
الكثير
والغلبة أو
النصرة على عدو
الخير.
الفرح
هو سمة كنيسة
العهد الجديد
المتهللة بالحياة
الإنجيلية
وسط الآلام،
تفرح من أجل حصادها
المستمر
لنفوس كثيرة
لحساب ملكوت
الله، وتتمتع
بغنيمة
النصرة على
عدو الخير.
حياتها تهليل
مسـتمر من أجل
النفوس التائبة
والمتمتعة
بالخلاص ومن
أجل
نصراتها
غير المنقطعة.
ج.
التمتع بحرية
مجيدة: "لأن
نير ثقلة وعصا
كتفه وقضيب
مسخره كسرتهن
كما في يوم
مديان" [4].
تتحرر من
النير الثقيل
والعصا وقضيب
السخرة، كرمز
للحرية
والخلاص من
عبودية إبليس
خلال الصليب،
فلم يعد
لإبليس أو قواته
سلطان على
المؤمن
المتمتع
بحرية مجد
أولاد الله.
2.
المولود
العجيب:
سر
تمتع الأمة
بالنمو
المستمر
والفرح الدائم
مع الحرية
المجيدة هو
مجيء المسيا
كمخلص وغالب
ومنتصر باسم
البشرية ضد
الأعداء. جاء
ابن الله
متأنسًا
ليحمل نير
الصليب
باسمنا فيهبنا
كل امكانيات الخلاص.
إذ يقول
النبي: "لأنه
يولد لنا ولد
ونُعطى
إبنًا، وتكون
الرئاسة على
كتفه ويُدعى
إسمه عجيبًا
مشيرًا إلهًا
قديرًا أبًا
أبديًا لنمو
رياسته
وللسلام لا
نهاية على
كرسي داود
وعلى مملكته
ليثبتها ويعضدها
بالحق والبر
من الآن وإلى
الأبد، غيرة
رب الجنود
تصنع هذا" [6-7].
كانت
البشرية
المؤمنة
تترقب التجسد
الإلهي حيث
يأتي إبن الله
الذي هو
الخالق واهب
الحياة
ومجدها ليقيم
طبيعتنا
الميتة
الفاسدة إلى صلاحها
الذي خُلقت
عليه، باعادة
خلقتها وتجديدها
المستمر
فيهبها
استمرارية
الحياة مع الفرح
والحرية.
أ. "لأنه
يولد وُلد
وتُعطى ابنًا"،
أي يتأنس
فيصير ابن
الله ابن
الإنسان، ويُحسب
ولدًا، يحمل
طبيعتنا
الناسوتية
حقيقة في كمال
صورتها بغير
انفصال عن
لاهوته ودون
امتزاج أو خلط
أو تغير.
يُشاركنا
حياتنا
البشرية
ماعدا الخطية
ويبقى كما هو
"ابن الله"...
يقول الرسول:
"فإذ قد تشارك
الأولاد في
اللحم والدم
اشترك هو
أيضًا كذلك
فيهما لكي يُبيد
بالموت ذاك
الذي له سلطان
الموت أي إبليس"
(عب 3: 14).
v صار
إنسانًا في
جسد خلاصنا،
لكي يكون لديه
ما يُقدمه عنا
خلاصًا
لجميعنا.
البابا
أثناسيوس
الرسولي[168]
v من هو هذا
الذي يُريدنا
أن نشاركه في
لحمه ودمه؟ إنه
بالتأكيد ابن
الله! كيف صار
شريكًا لنا
إلاَّ
باللحم؟ وكيف
كسر قيود
الموت إلاَّ
بموته الجسدي؟
فإن احتمال
المسيح للموت
أمات الموت.
القديس
أمبروسيوس[169]
ب. "وتكون
الرئاسة على
كتفه"، فقد
ملك على خشبة
كقول المرتل،
خشبة الصليب
التي حملها
على كتفه
بكونها عرش
حبه الإلهي.
v تكون
الرئاسة على
كتفه، إذ دخل
مملكته بحمله الصليب.
العلامة
أوريجانوس[170]
v هذه
تعني قوة
الصليب، لأنه
استخدم كتفيه
عندما صُلب
لحمله الصليب.
الشهيد
يوستين[171]
ج. "يُدعى
اسمه عجيبًا"،
لأنه فائق
الإدراك؛
أُعطى اسمًا
فوق كل اسم
لكي تجثو
باسمه كل ركبة
ممن في السماء
وممن على
الأرض ومن تحت
الأرض (في 2: 9-11).
أدراك
التلاميذ
والرسل قوة
اسم "يسوع"،
به كانوا
يكرزون، وبه
كانوا يشفون
مرضى ويخرجون شياطين
ويقيمون موتى.
تكشف
لنا كتابات العلامة
أوريجانوس عن
اعتزاز
الكنيسة
الأولى باسم
يسوع كسّر قوة
يتمسك به
المؤمن ليعيش
غالبًا
ومنتصرًا على
الخطية
والشيطان وكل
قوات الظلمة.
فمن كلماته:
[باسمه كثيرًا
ما تُطرد
الشياطين من
البشر، خاصة
إن رُدد
بطريقة سليمة
وبكل ثقة.
عظيم هو اسم
يسوع، الذي له
فاعليته حتى إن
استخدمه
الأشرار
أحيانًا. اسم
يسوع يشفي المتألمين
ذهنيًا،
ويطرد أرواح
الظلمة، ويهب شفاءً
للمرضى[172]].
كما يعلن عن
أن ألقابه
تكشف عن نعمة
المتعددة
الغنيمة، إذ
يقول: [بالرغم
من أن المسيح
واحد في جوهره
لكن له ألقاب
كثيرة تُشير
إلى سلطانه
وأعماله،
يفهم أنه
النعمة والبر
والسلام والحياة
والحق
والكلمة[173]...].
د. "مشيرًا"،
بكونه "حكمة
الله" (1 كو 1: 24)،
المذخر فيه
جميع كنوز
الحكمة
والعلم (1 كو 2: 3). جاءت
الترجمة
السبعينية "رسول
المشورة
العظيمة"... ما
هي هذه
المشورة
العظيمة التي
أرسله الآب من
أجلها؟ اعلان
السّر الإلهي
للبشر، والكشف
عن الآب الذي
لا يعرفه
إلاَّ الابن
ومن أراد
الابن أن يعلن
له.
v دُعى
ابن الله هكذا
(رسول المشورة
العظيمة) من
أجل الأمور
التي علمّها
خاصة وأنه
أعلن للبشر عن
الآب، إذ
يقول: "أظهرت
اسمك للناس"
(يو 17: 6)... أعلن
اسمه
بالكلمات
والأعمال.
القديس
يوحنا الذهبي
الفم[174]
v ليست
معرفة بدون
إيمان، ولا
إيمان بدون
معرفة... الابن
هو المعلم
الحقيقي عن
الآب؛ إننا نؤمن
بالابن لكي
نعرف الآب،
الذي معه
أيضًا الابن.
مرة أخرى، لكي
نعرف الآب
يلزمنا أن
نؤمن بالابن،
إنه ابن الآب.
معرفة الآب
والابن، بطريقة
الغنوسي الحقيقي،
إنما هي بلوغ
للحق بواسطة
الحق... حقًا، قليلون
هم الذين
يؤمنون
ويعرفون.
القديس
إكليمندس
الاسكندري[175]
v أُرسل
الكلمة
الإلهي كطبيب
للخطاة،
وكمعلم للأسرار
الإلهية
الذين هم
أنقياء بلا
خطية.
العلامة
أوريجانوس[176]
هـ. "إلهًا
قديرًا": إله
حق من إله حق،
واحد مع الآب
في الجوهر، القادر
وحده أن يُجدد
طبيعتنا
بكونه
الخالق، والشفيع
الذي يقدر
وحده أن يكفر
عن خطايا العالم
كله.
و. "أبًا
أبديًا":
يلحق اللقب
"إله قدير" بـ
"أب أبدي"، ليعلن
أن قدرة السيد
المسيح،
الإله الحق
ليست في إبراز
جبروت وعظمة
إنما بالحرى
في تقديم أبوّة
حب فريدة نحو
البشرية،
خلالها ننعم
بقدرة المسيح
فينا. أنه
الخالق
القدير الذي
يُعطي ذاته
لمؤمنيه
كأعضاء جسده
وكابناء له
فيحملون
إمكانياته
فيهم. بمعنى
آخر في المسيح
يسوع تُعلن
قدرة الله
الغير مدركة
مع حبه العملي
الفائق،
لنقول مع
الرسول:
"استطيع كل
شيء في المسيح
يسوع الذي
يقويني".
ز. "رئيس
السلام"، هو
ملك السلام (1
تس 5: 33)، الذي
يُقدم لنا دمه
من أجل
مصالحتنا مع
الآب، فنحمل
سلامًا
داخليًا معه
(رو 5: 1)، سلامًا
مع الله ومع
أنفسنا ومع
إخوتنا،
محطمين سياج
العداوة الداخلية
والخارجية.
إنه
ابن داود،
"رئيس وملك"،
لا على مستوى
الأرض
والزمن،
وإنما لكي
يملك أبديًا
على كرسي داود
أبيه (لو 1: 32-33) على
مستوى القلب
الداخلي والأبدية،
ليس لمملكته
ولا لسلامه
حدود [7].
يملك
بالحق والبر،
إذ يخفينا فيه
فنصير سالكين
بالحق،
حاملين بره.
أما علة ذلك
فهي "غيرة رب
الجنود تصنع
هذا"، يغير
على البشرية
بكونه العريس
السماوي المتحد
بعروسه.
في
اختصار يعلن
إشعياء النبي
عن هذا
المولود العجيب
القدير، الذي
لا يخلص آحاز
من مقاومة أعدائه
إنما يُقيم مملكة
جديدة أساسها
كرسي داود،
مملكة سلام حقيقي
يمتد إلى
الشعوب
والأمم ولا
يكون لسلامه
نهاية [7]، إذ
يهبنا ذاته
سرّ سلام
أبدي.
v أنظروا
لقد أُعطى لنا
ابن الله.
بعد
قليل يقول:
"وللسلام لا
نهاية" [7].
للرومان
حدود (نهاية)
أما مملكة ابن
الله فبلا
حدود.
فارس
ومادي لهما
حدود، وأما
الابن فليس له
حدود.
يقول
بعد ذلك: "على
كرسي داود
وعلى
مملكته..."، القديسة
العذراء هي من
نسل داود.
القديس
كيرلس
الأورشليمي[177]
3.
اليد
الممدودة:
كلمة
الله في محبته
غير المحدودة
يتنازل ليصير
إنسانًا لكي
يضىء
للجالسين في
الظلمة، يشرق
عليهم بنوره
الإلهي
واهبًا إياهم
نور المعرفة،
مقدمًا لهم
حياته سرّ فرح
وتهليل ونصرة
مستمرة، أما
الإنسان -
فعلى العكس -
يتشامخ
بالكبرياء،
حاسبًا في
نفسه أنه قادر
بذراعه
البشري على
تحقيق الخلاص.
هذا ما حدث في
أيام إشعياء
النبي وما
يحدث عبر
العصور، فقد
تشامخ بيت
يعقوب رافضين
مشورته
النبوية،
وأيضًا في
أيام السيد
المسيح حيث
جحدوا
الإيمان به...
ومع هذا كله
تبقى يدّ الله
ممدودة بالحب
تنظر رجوع
الإنسان إليه.
في هذا
الفصل ثلاثة
أبيات شعرية
في العبرية تنهي
بالعبارة: "مع
كل هذا لم
يرتد غضبه بل
يده ممدودة
بعد" [12، 17، 20]
(أيضًا إش 10: 4).
يرى
البعض أن هذه
اليد الإلهية
الممدودة علامة
على دعوة الله
للإنسان كي
يقترب إليه
ويلتقي معه
ويتحد به.
وأيضًا علامة
حماية الله
له، وكأنه
يؤكد له أنه
مهما بلغت
العقبات فيد
القدير
ممدودة لتخلصه
من كل شر
وتنقذه من
المرارة
والضيق. كما
هي علامة على
التأديب
الإلهي
النابع عن الحب،
يمد يده ليضغط
على الإنسان
فيرجع إلى
نفسه ويطلب
الله معينه.
هذه العلامات
الثلاث قد تحققت
خلال تجسد
الكلمة، حيث
يدعونا إلى
البنوة لله،
ويُقدم لنا
الخلاص
المجاني،
ويحمل أجرة
الخطية في
جسده
ليجتذبنا
إليه. اليدّ
الإلهية رمز
للكلمة
الإلهي الذي
نزل إلينا ليعلن
حب الآب
ويصالحنا معه
بدمه ثمنًا
لخطايانا
ومعاصينا.
الله -
في محبته - سمح
بالضيق
لمملكة
إسرائيل (أفرايم)
لكن عوض
التوبة
تشامخوا
بالأكثر. هذا
ما كشفه النبي
بقوله: "القائلون
بكبرياء
وبعظمة قلب،
قد هبط اللبن
فنبني بحجارة
منحوتة؛ قطع
الجميز
فنستخلفه
بأرز" [10]. يرى
البعض أن
النبي يتحدث
هنا عن
الزلزلة التي
حدثت في أيام
عزيا، والتي
يبدو أنها
كانت عامة (عا 1:
1؛ زك 14: 5)؛
بسببها سقطت
معظم بيوت
السامرة
وأفرايم
وكثرت
الضحايا، فصاروا
يتهكمون على
قضاء الله
معلنين أنه
وإن كان قد
سمح بهدم
بيوتهم
المصنوعة من
اللبن وسقوط
أشجار
الجميز،
فإنهم يقيمون
قصورًا مصنوعة
من الحجارة
المنحوتة
ويغرسون
أشجار أرز لا
يقدر الزلزال
أن يهدمها أو
يزيلها.
وكأنهم بهذا
يكررون ما
فعله الإنسان
عندما شرع في
بناء برج بابل
ليكون رأسه في
السماء (تك 11: 3-4).
يرد
إشعياء النبي
على ذلك
باعلان تأديب
الله الأكثر
شدة، فإنهم
ماداموا لم
يرتعدوا بالزلزلة
فسيسمح بهياج
العدو "رصين"
ملك آرام، ويهيج
أيضًا أعدائه
(ربما قصد
أشور الذي
هاجم إسرائيل
وفيما بعد
انقلب على
يهوذا). أنه
يسمح بهياج
الأمم ضد
إسرائيل ليفترسوهم
تمامًا، كما
يفترس وحش
غنمًا ويبتلعه:
"فيأكلون
إسرائيل بكل
الفم" [12]؛ لكن
تبقى مراحم
الله تنتظر
رجوعهم، إذ
يكمل حديثه: "مع
كل هذا لم
يرتد غضبه بل
يده ممدودة
بعد" [12].
4.
تأديبات الرب
لهم:
يبقى
الشعب متحجر
القلب لهذا: "يقطع
الرب مع
إسرائيل
الرأس
والذنب،
النخل والأسل
(الحلفاء أو
القش) في يوم
واحد" [14].
أ.
ينتزع رؤساء
الشعب مهما
كانت منزلتهم
(الرأس،
النخل).
ب.
ينتزع
الأنبياء
الكذبة
(الذنب،
الأسل).
ج.
إبادة
المرشدين
لأنهم مضلون [16].
د. لا
يرق للفتيان
بسبب صغر
سنهم، ولا
للأيتام أو
الأرامل مع أنه
"أبو اليتامى
وقاضي
الأرامل" (مز 68:
5)... فقد اشترك
الكل معًا في
الشر مع عناد
وعجرفة
وحماقة [17]. كان
الملوك
الأشوريون في
غاية القسوة:
تغلَثْ
فَلاسِر لم
يترفق
بالصغار ولا
بالأرامل أو الأيتام
في أفرايم.
هـ. يتحول
الشعب كله إلى
أشبه بغابة
تحترق بنار
الغضب الإلهي
[19]، ليس لأن
الله ينتقم
لنفسه وإنما لأن
فجورهم نار
مدمرة [18].
ز.
تتحول الأمة
إلى حالة من
الفوضى
قانونها العنف
والظلم وعدم
التشبع،
تسودها حروب
أهلية دموية
مدمرة: "لا
يشفق الإنسان
على أخيه،
يلتهم على اليمين
فيجوع، ويأكل
على الشمال
فلا يشبع، يأكلون
كل واحد لحم
ذراعه (أى
جاره أو
قريبه)" [19-20]...
هذه صورة بشعة
لمجتمع
شريعته الحرب
والعنف والأنانية
مع الجشع.
يُفني الواحد
الآخر (غل 5: 15)،
وكما يقول حجي
النبي: "زرعتم
كثيرًا
ودخلتم قليلاً،
تأكلون وليس
إلى الشبع،
تشربون ولا
تروون،
تكتسون ولا
تدفأون، والأخذ
أجرة يأخذ
أجرة لكيس
مثقوب" (حج 1: 6)،
علامة خلو
حياتهم من
بركة الرب
ونعمته.
ح. لا
يقف التطاحن
على الأفراد
وإنما يتسلل
إلى الأسباط
نفسها
فيتحالف سبط
مع آخر ضد
ثالث وهكذا: "مَنسَّي
أفرايم
وأفرايم
مَنسَّي،
وهما معًا على
يهوذا" [21].
"مع كل
هذا لم يرتد
غضبه بل يده
ممدودة بعد" [21].
[164] On the Words of the Gospel, Or. 37:2.
[165] On the Theophany, Or, 38:2.
[166] On Ps. 88.
[167] Comm, on John, Book 2:21.
[168] Ep. 61:3.
[169] Of Christian Faith 3:84.
[170] Comm, on John, Book 1:42.
[171] Apology 1:35
[172] Ccontra Celsus 1.
[173] Comm, in Rom. 5:6.
[174] In John hom, 81:1.
[175] Stromata 5:1.
[176] Contra Celsus 6:67.
[177] Cat. Lect. 12:24.