حزقيا
يكشف ذخائره
أُختتم
الجزء الأول
من سفر إشعياء
بهذا الأمر
الصعب: سقوط
حزقيا الملك
في الكبرياء
وكشف كل
ذخائره
وذخائر آبائه
لسفراء ملك
بابل من باب
الاستعراض
لغناه ومجده،
لذا صدر الأمر
بسحبها
جميعًا إلى
بابل.
لقد
ارتفع نجم
أورشليم بعد
هزيمة ملك
آشور الذي
أرعب جميع
الأمم وابتدأ
الغرور يتسلل
إلى قلب حزقيا
ليدفع به إلى
الهاوية.
1.
استعراض
الذخائر
[1-2].
2. الأمر
بسحب
الذخائر
[3-7].
3.
اعتراف حزقيا
بالخطأ
[8].
1.
استعراض
الذخائر:
ارتفع
نجم حزقيا
بسبب هزيمة
سنحاريب ملك
آشور، وقدم
حزقيا مزمور
شكر لله خاصة
بعد ما وهبه
الله 15 عامًا على
عمره، لكنه لم
يمارس الشكر
بحياته إذ
ارتفع قلبه
وتشامخ (2 أى 32: 26)،
وصار له "غنى
وكرامة كثيرة
جدًا وعمل
لنفسه خزائن
للفضة والذهب
والحجارة
الكريمة
والأطياب
والأتراس وكل
آنية ثمينة...
وعمل لنفسه
أبراجًا
ومواشي غنم
وبقر بكثرة
لأن الله
أعطاه
أموالاً كثيرة
جدًا" (2 أي 32: 27-29).
تركه
الله في وسط
هذا الغنى
والمجد إلى
حين وأراد أن
يكتشف قلبه (2
أى 32: 31) فسمح أن
يرسل مردوخ بلادان
ملك بابل
رسائل وهدية
بعد شفائه.
كان يليق
بحزقيا أن
يُمجد الله
ويعرض نعمة
الله لا أن
يكشف عن
خزائنه. لقد
سقط في
الاعتداد
بذاته والإعلان
عن مجده كما
سبق أن سقط
شمشون الذي أعلن
عن سرّ قوته
للزانية
فانهار.
"مردوخ"
لقب حمله
أشخاص
كثيرون، وهم
اسم ملك الآلهة
مذكور مع بيل
(إر 50: 2)، ويرمز
إليه بالسيار
المريخ،
كثيرًا ما
يكون اسمه
جزءًا من اسم
ملك من ملوك
بابل، أما
"بلادان"
فمعناها: "قد
أُعطى ابناُ".
يقول القديس
هيبوليتس:
[دُهش مردوخ
الكلداني ملك
بابل في ذلك
الحين إذ درس
الفلك وقاس
هذه الأجرام
وعرف السبب فارسل
خطابًا
وهدايا كما
فعل المجوس
الذين من المشرق
مع المسيح[393]].
اندفع
حزقيا
بكبرياء قلبه
وحبه للمجد
الزمني
الباطل ليكشف
كل ما لديه
لرسل مردوخ
بلادان: "لم
يكن شيء لم
يرهم إياه
حزقيا في بيته
وفي كل ملكه" [2].
لم يختبر
حزقيا كلمات
داود أبيه"
مجد ابنه الملك
من الداخل" (مز
45).
v المجد
الباطل ذو
سلطان أن يعمي
أذهان الذين
يؤسرون به حتى
عن الحقائق
الواضحة،
ويقودهم إلى
النزاع حتى في
الأمور المتعارف
عليها...
v من
يُستعبدون
بغيرة لمجد
هذا العالم
الحاضر لا
يقدرون أن
ينالوا المجد
الذي من عند
الله. لهذا
يوبخهم السيد:
"كيف تقدرون
أن تؤمنوا وأنتم
تقبلون مجدًا
من الناس
والمجد الذي
من الإله
(الواحد) لستم
تطلبونه؟
(راجع يو 5: 44).
هذا
الألم هو نوع
من السكر
الشديد، من
يخضع له يصعُب
علاجه. يفصل
نفوس أسراه عن
السمويات، ويُسمِرّها
في الأرض، ولا
يدعها تتطلع
إلى النور
الحقيقي بل
يحثها على
التمرغ في
الوحل؛ يُقيم
عليها سادة
عنفاء
يسيطرون
عليها حاجة
إلى إصدار
أوامر.
من
يُصاب بهذا
المرض يعمل
حسب هواه...
القديس
يوحنا الذهبي
الفم[394]
2.
الأمر الإلهي
بسحب الذخائر:
أرسل
الله نبيه
إشعياء إلى
حزقيا
لتأديبه، فسأله:
v ماذا
قال هؤلاء
الرجال؟
v ومن
أين جاءوا
إليك؟
v ماذا
رأوا في بيتك؟
لم يجب
على أهم سؤال:
"ماذا قال
هؤلاء
الرجال؟".
ظن
أنهم جاءوا من
أرض بعيدة من
بابل [3] فلا خطر
عليه منهم،
لذلك صدر
الحكم الإلهي
بالعقاب خلال
بابل.
جاءت
العقوبة
قاسية لأن
الكبرياء داء
خطير للغاية،
يعني شركة في
طبيعة
الشيطان. لم
يفقد حزقيا
الخزائن التي
كشفها فحسب
وإنما يفقد
حرية أولاده
إذ يصيرون
خصيانًا في
بيت ملك بابل [7].
يرى العلامة
أوريجانوس
أن الكبرياء
هي خطية
الشيطان
الرئيسية[395]. يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [ما كان
للشيطان أن
ينحدر ويصير
شيطانًا لو لم
يُصب بهذا المرض.
لقد طرحه خارج
الثقة
(بالله)، وأتى
به إلى هُوّة
النار، وهو
علة كل
الويلات. أنه
كفيل بتحطيم
كل صلاح
للنفس، سواء
وجد عطاء
(تقديم صدقة)
أو صلاة أو
صومًا أو أي
شيء آخر... ليس
أغبى من الإنسان
المتكبر، حتى
وإن أحاط به
الغِنى أو نال
الكثير من
حكمة هذا
العالم، أو
وُجد في قصر
ملوكي[396]...].
3.
اعتراف حزقيا
بالخطأ:
"فقال
حزقيا
لإشعياء: جيد
هو قول الرب
الذي تكلمت
به؛ وقال:
فإنه يكون
سلام وأمان في
أيامي" [8].
في
الظاهر نطق
الملك بكلمات
تحمل
تسليمًا،
لكننا لا نعرف
ما هي اتجاهاته
ودوافعه،
ربما يكون
استسلامًا
دون توبة وثقة
في الله
القادر على
غفران
الخطايا.
لقد
اعترف أنه
أخطأ لكنه لم
يقدم توبة،
دليل ذلك أنه
عوض الصراخ
إلى الله
بدموع من أجل
الرجوع إليه
شعر بطمأنينة
أن التأديب
سيحل بعد موته
في أيام
أولاده. لقد
حمل نوعًا من
الأنانية،
فقد أهتم أن
يقضي أيامه في
طمأنينة دون
المبالاة بما
سيحل بالشعب
وبنسله فيما
بعد.
[393] Fragments from Comm. On the prophet Isaiah, 1.
[394] In John hom. 3,5.
[395] In Ezech. 9:2 PG. 13:734 CD.
[396] In John hom 16:4.