السموات
الجديدة
والأرض
الجديدة
يطالبنا
الله أن نحمل
شوقًا نحو
نزوله إلينا وحلوله
في داخلنا،
معترفين
بأعماله
الخلاصية
الفائقة في
حياتنا مع
اعترافنا
بآثامنا وعجز
كل برّ ذاتي
فينا، الآن
يعلن دعوته
للأمم بغير
محاباة
ليتمتع الكل
بالحياة
الجديدة فيه،
والتي يُحرم
منها الجاحدون
أيا كان
جنسهم.
1.
عودة
الأمم
[1].
2.
جحود
شعبه
[2-7].
3.
اهتمامه
بالبقية
[8-10].
4.
مقارنة بين
المؤمنين
والجاحدين
[11-16].
5.
السموات
الجديدة
والأرض
الجديدة [17-25].
1. دعوة
الأمم:
"أصغيت
إلى الذين لم
يسألوا،
وُجدت من
الذين لم
يطلبوني، قلت
هأنذا لأمة لم
تُسم بإسمي" [1].
واضح هنا أن
الحديث خاص
بقبول الأمم
التي لم تعرف
الله ولا
طلبته قبلاً
ولا حملت
اسمه، لكنها
آمنت بالمخلص
فتمتعت بما
حرم شعب الله
نفسه بنفسه
منه.
تحدث
القديس بولس
عن دعوة الأمم
ورفض الجاحدين
من اليهود في
رسالته إلى
أهل رومية (رو 9:
11)، مستشهدًا
بالعبارة
النبوية
الواردة هنا
(رو 10: 20-21). فقد أصغى
الله إلى
الأمم التي لم
تسأله، ووجده
هؤلاء الذين
لم يطلبوه،
لأننا ونحن
أعداء صالحنا
مع الآب. أحب
البشرية كلها
قبلما تحبه،
واختارنا
قبلما نعرفه
أو نطلبه. لقد
أمال قلوبنا
إليه إذ
بادرنا بالحب
قبلما يُدعى
اسمه علينا.
يقول
القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [هل سمع
إسرائيل ولم
يفهم؟ إن كانت
الأمم الوثنية
قد سمعت
وأدركت
الإيمان فكم
بالحرى كان يليق
باليهود
الذين أعطاهم
الله منذ
القدم كل العلامات
التي تستهدف
إزالة
الغشاوة عن
عيونهم[672]].
v من هم
الذين لم
يبحثوا عنه؟
من هم الذين
لم يسألوا
عنه؟
بالتأكيد ليس اليهود
بل الذين هم
من الأمم التي
لم تعرفه، هؤلاء
وصفهم موسى
بالكلمات:
"ليسوا
شعبًا"، "أمة
غبية"؛ وعلى
ذات
الأساس يُشير
إليهم هنا من
جهة جهلهم الزائد.
إنه
عار عظيم
للغاية أن
الذين لم
يطلبوه وجدوه،
والذين بحثوا
عنه فقدوه
(بعدم
إيمانهم).
القديس
يوحنا الذهبي
الفم[673]
v من هو هذا
الذي أُعلن
عنه (ووجدته
الأمم) إلاَّ
كلمة الآب،
عندما أرسله
الآب، وفيه
للناس القوة
الصادرة عنه؟!
القديس
هيبوليتس[674]
2. جحود
شعبه:
"بسطت
يدي طول
النهار إلى
شعب متمرد
سائر في طريق
غير صالح وراء
أفكاره" لقد
بسط الرب يديه
على الصليب
بالحب ليحتضن الكل
ويهبهم حياة
الغلبة كما
بسط موسى
النبي يديه
أثناء
المعركة ضد
عماليق كرمز
لعمل المسيح
الخلاصي[675].
بسط
الرب يديه من
جانبه
منتظرًا أن
نستجيب لهذا
العمل بطلبه
كل يوم كما
يقول القديس
بفنوتيوس[676] .
أما
سرّ رفض الله
شعبه فهو:
أ.
تمردهم [2]،
طالبين السير
حسب أهوائهم
الذاتية لا
حسب فكر الله.
ب.
كسرهم
للشريعة،
وانحرافهم
نحو العبادات
الوثنية [3-4].
ج.
اتكالهم على
البرّ الذاتي
[5].
يرى
القديس
أغسطينوس أن
جحد الإيمان
بالرب هو موت،
فقد شاهدوا
معجزات
المخلص
بأعينهم ولم
يحيوا خلالها
بل بقوا كما
في حالة موت[677].
3.
اهتمامه
بالبقية:
إن
كان الشعب ككل
قد أخذ موقف
الجحود لكن
هناك بقية
مقدسة للرب
مثل التلاميذ
والرسل
والمريمات
وزكا العشار
ولاوي الخ...
هذه القلة
المقدسة لا
تهلك بل تكون
بركة. "هكذا
قال الرب: كما
إن السُلاف
يوجد في
العنقود
فيقول قائل لا
تهلكه لأن فيه
بركة، هكذا
أعمل لأجل
عبيدي حتى لا
أهلك الكل" [8].
بين
المقاومين
وُجد مختارون
للرب، عبيد
له، يطلبونه [10].
4.
مقارنة بين
المؤمنين
والجاحدين:
أ.
ظن بعض تاركي
الرب أنهم
ينجون بإقامة
ولائم وثنية
تتسم بالترف
والسكر، ولم
يدركوا أنهم صاروا
كغنم للذبح [11-12].
ب.
غالبًا ما يظن
الجاحدون أنهم
يعيشون في ترف
بلا حرمان،
لكن سرعان ما
يشبع
المؤمنون
ويجوع
الجاحدون،
يفرح الأولون ويحزن
الآخرون.
يتمتع
المؤمنون
بحياة التسبيح
والتهليل
الداخلي
بينما ينكسر
قلب الجاحدين
[13-15].
ج.
يتعرض
المؤمنون
للضيقات
لكنهم ينالون
بركة الله
الحق حتى وهم
على الأرض فينسون
متاعبهم وسط
تعزيات الله
وبركته [16].
5.
السموات
الجديدة
والأرض
الجديدة:
يقدم
لنا إشعياء
النبي صورة
رائعة عن عمل
السيد المسيح
الخالق
لإقامة كنيسة
العهد الجديد.
لقد أقام
سموات جديدة
وأرضًا جديدة
[17]؛ أقام تجديدًا
حقيقيًا
للنفس (السموات)
وللجسد
(الأرض)،
فصارت النفس
والجسد معًا
في انسجام، إذ
خضع كلاهما
لروحه القدوس.
انتهى الصراع
القديم بين
شهوات النفس
وشهوات
الجسد،
ودخلنا
بالروح القدس
إلى حياة الفرح
الروحي
والبهجة
السماوية، إذ
امتلأت حياتنا
بثمر الروح
القدس من محبة
وفرح وسلام
(غلا 5: 22). نفرح
نحن كعروس
مقدسة متجددة
بعريسها، ويفرح
هو بنا، إذ
يقول: "فأبتهج
بأورشليم
وأفرح بشعبي"
[19]. إنها فرحة
الحب المشترك!
في
هذه الحياة
الجديدة التي
صارت لنا في
المعمودية
تتحول الذئاب
إلى حملان
فيرعى الذئب مع
الحمل،
وتتحطم طبيعة
الافتراس
والشراسة فيأكل
الأسد مع
البقر. أما
الحيات فلا
تؤذي ولا تُهلك
من عرف بنوته
لله وعاش
بإمكانيات
الحياة التي
صارت له[678]].
أما
سمات هذه
الحياة
الجديدة فهي:
أ.
لا نعود نذكر
الحياة
الأولى ولا
تخطر على بالنا،
لأن فيض بركة
الرب تمتص كل
طاقاتنا [17].
ب.
حياة فرح
وابتهاج دائم
أبدي [18-19]، لا
يسمع فيها صوت
بكاء أو صراخ.
ج.
ليس فيها
إنسان يحمل
عجز الطفولة
أو الشيخوخة،
بل يتمتع الكل
بالنضوج
الروحي [20].
د.
مملوءة بركات:
يبنون بيوتًا
روحيًا
يسكنون فيها
مع الله
ويغرسون
كرومًا
ليشبعوا من ثمار
الروح [21].
هـ.
لا يغتصب
العدو (إبليس)
موضعًا فيهم [23].
و.
مملؤون
سلامًا، لا
يحل بهم الرعب
[13].
ز.
يستجيب الرب
صلواتهم
قبلما ينطقون
بها: "ويكون
أنيّ قبلما
يدعون أنا
أُجيب وفيما
هم يتكلمون
بعد أنا أسمع"
[24].
ح.
تغيير
الطبيعة
بانتزاع روح
العداوة والتمتع
بروح الحب
والوحدة حتى
بين الذئب
والحمل،
الأسد
والبقر،
الحية
والإنسان!
يأتي البشر من
أمم متباينة
اتسمت بعضها
بالشراسة، وصار
الكل شعبًا
واحدًا تحت
قيادة روح
الله القدوس.
[672] In Rom. Hom 18.
[673] Ibid.
[674] Against the Heresy of One Noetus 12.
[675] See Ep. Of Barnabas 12; St. Justin Apol. 1:35.
[676] St. Sassian Conf, 3:22.
[677] On Ps. 88.
[678] للمؤلف: الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر، 1981م، ص 14-15.