الأصحاح
السابع
تقديس
البيت
الداخلي
إذ جاء
الشعب مع
القيادات
الدينية إلى
بيت الرب
بأجسادهم دون
قلوبهم، يترنمون
بتسابيح للرب
بينما انحرفت
حياتهم لحساب
النجاسات
الوثنية، بدأ
الرب يعلن لهم
عن الحاجة إلى
تقديس القلب
الداخلي
بكونه هيكل الرب،
الذي لأجله
أقيم هيكل
أورشليم. لذا
كشف الرب عن
شكلياتهم في
العبادة
والتي تتلخص
في الآتي:
1. تسابيح
بلا عمل[1-7].
2. عبادة
بلا قداسة [8-11].
3. عدم
الاعتبار
بشيلوه[12-15].
4. طلب
صلوات الغير
بدون توبة[16].
5. تقدمات
وذبائح لله
والأوثان
معًا [17-28].
6. مرثاة
على رفض الله
بيته [29-32].
7. مرثاة
على رفض الله
شعبه[33-34].
1. تسابيح بلا
عمل:
"الكلمة
التي صارت إلى
إرميا من قبل
الرب، قائلاً:
قف في باب
بيت الرب
ونادِ هناك
بهذه الكلمة،
وقل:
اسمعوا
كلمة الرب يا
جميع يهوذا
الداخلين في هذه
الأبواب
لتسجدوا للرب.
أصلحوا
طرقكم
وأعمالكم
فأسكنكم في
هذا الموضع"
[1-2].
كان
القديس إرميا
في موقف لا
يُحسد عليه،
فقد جاءته
الدعوة من قبل
الرب أن يقف
في باب بيت
الرب ليحدث
الجماهير
المحتشدة
التي جاءت
لتمارس طقوس
العبادة دون
روحها، والتي
لا تريد أن
تسمع كلمة
توبيخ أو نقد.
كان من بين
هذه الجماهير
دون شك كهنة
عناثوث الذين
يحمل أغلبهم
ذكريات
الطفولة
والصبوة مع إرميا،
وهم يدركون
جرأته
وإمكانية
إثارة الشعب
ضدهم
لمخالفتهم
الشريعة.
يمكننا
تصور موقف
إرميا النبي
والجو المحيط به
وهو يقف ليوبخ
الجماهير
ويطلب التوبة
هكذا[156]:
كانت
الجماهير
متهللة لحركة
إصلاح الهيكل الذي
لم تمتد إليه
يد منذ أكثر
من 250 عامًا. في
وسط هذه البهجة
الجماهيرية
وقف إرميا،
يكاد يكون وحده،
يهاجم
الإصلاح
الخارجي غير
المتكئ على تغيير
القلب
والسلوك
الروحي الحيّ.
كان إرميا في
نظرهم الرجل
الناقد
اللاذع، الذي
يحول البهجة
إلى غم، وعوض
مدح القائمين
بالعمل يهاجم الكل.
بينما
كان حلقيا
رئيس الكهنة
يتعاون مع مشير
الملك وكاتبه
شافان في جمع
التبرعات والتقدمات
للإصلاح إذا
بإرميا يؤكد
الحاجة إلى تقدمة
القلب لا
المال. وبينما
كان البناؤون
والنجارون
وكل العاملين
في الإصلاح
يسمعون كلمات
الإطراء من كل
أحد، إذا
بإرميا النبي
يبكت ويؤنب.
الكل يتحدث
عن التقدم في
البناء
والإصلاح
بفرح واعتزاز
وإرميا النبي
يطلب التوبة
الصادقة والنوح
والبكاء حتى
لا يطردهم
الموضع الذي
لا يستحقونه،
إذ يقول على
لسان الرب: "اصلحوا
طرقكم
وأعمالكم
فأسكنكم في
هذا الموضع" [2].
هم يظنون
أنهم قد أرضوا
الله بإصلاح
الهيكل، وكأنهم
دائنون له
بهذا العمل
الجبار الذي
لم تمارسه
أجيال سابقة
بينما يهددهم
إرميا النبي
بالطرد منه بل
ومن كل
الأراضي
المقدسة
لأنهم غير
مستحقين
للسكنى فيها
بسبب شرهم.
بدأ
الإصلاح
الداخلي
بالدعوة إلى
تحويل التسبيح
من كلمات
منطوق بها إلى
حياة مُعاشه
وسلوك... حياة مفرحة
متهللة في
الداخل مع
استعذاب
للوصية الإلهية.
يقول: "لا
تتكلوا على
كلام الكذب
قائلين:
هيكل
الرب،
هيكل
الرب،
هيكل
الرب هو" [4].
لعل هذه
العبارة كانت
قرارًا يتغنى
به كل القادمين
إلى العيد،
حاسبين أن
دخولهم
الهيكل سند
لهم دون حاجة
إلى التوبة
والسلوك الروحي
المقدس.
إن لم
يهتموا
بإصلاح
الهيكل
الداخلي
تتحول التسابيح
والترانيم
حتى في بيت
الرب إلى "كلام
كذب"، لأنهم
ينطقون بغير
ما يعيشون.
ظن
يهوذا أن مجرد
وجود بيت الرب
في وسطهم يكفي
لحمايتهم
واستدرار
مراحم الله؛
ولعلهم تقبلوا
هذه العقيدة
مما ورد في
إشعياء النبي
عن سنحاريب
الطائش
المتعجرف إنه
لن يقدر أن يهدم
خيمة الرب:
"عيناك تريان
أورشليم
مسكنًا مطمئنًا،
خيمة لا
تنتقل، لا
تقلع أوتادها
إلى الأبد،
وشيء من
أطنابها لا
ينقطع" (إش 33: 20).
حينما
صلى سليمان في
بيت الرب مع
الشعب بنقاوة
قلب جاءه صوت
الرب: "قد
سُمعت صلاتك...
قدست هذا
البيت الذي
بنيته لأجل
وضع اسمي فيه
إلى الأبد،
وتكون عيناي
وقلبي هناك كل
الأيام" (1 مل 9: 3).
في نفس الوقت
حذرهم من
الانحراف عن السلوك
في وصاياه أو
تركه وعبادة
الأوثان مهددًا:
"البيت الذي
قدسته لاسمي
أنفيه من
أمامي، ويكون
إسرائيل
مثلاً وهزأة
في جميع
الشعوب، هذا
البيت يكون
عبرة. كل من
يمر عليه
يتعجب ويصفر
ويقولون:
لماذا عمل
الرب هكذا
لهذه الأرض
ولهذا
البيت؟!" (1 صم 9: 7-8).
اعتمد
الكهنة
والأنبياء
على قول
سليمان "إنما
قد بنيت لك
بيت سكن
مكانًا
لسكناك إلى
الأبد" (1 مل 8: 13)
ونبوة إشعياء
النبي أن صهيون
لا تسقط أبدًا
(إش 33: 20) كانوا
مقتنعين ان إرميا
النبي مخدوع
تمامًا،
وكانوا
يحرضون الشعب
ضده.
هنا
يحذرهم النبي:
"لا تتكلوا
على كلام
الكذب،
قائلين،
هيكل
الرب، هيكل
الرب، هيكل
الرب هو،
لأنكم إن
أصلحتم
إصلاحًا
طرقكم
وأعمالكم.
إن
أجريتم عدلاً
بين الإنسان وصاحبه.
إن لم
تظلموا
الغريب
واليتيم
والأرملة...
فإني
أسكنكم في هذا
الموضع" [4-7].
يمثل
الهيكل حضرة
الله وسط شعبه
لتقديسهم، فإن
تمسكوا بوجود
البيت دون
الاهتمام
بتقديس حياتهم
يفقد البيت
مفهومه، بل
ويتحول من بيت
تسبيح إلى "مغارة
لصوص" [11]، وهو
ذات التعبير
الذي استخدمه
السيد المسيح
حين طرد باعة
الحمام
والصيارفة من
الهيكل (مت 21: 13).
في
التسبحة نقول:
"السلام
للكنيسة بيت
الملائكة"،
إذ فيه يجتمع
الله معنا في
حضرة ملائكته،
كما يشير
القول إلى
المؤمنين
المتشبهين بملائكته.
لهذا يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم:
[يشتهي
الله أن يحل
وسط شعبه
فيقدسهم، لكن
إن أرادوا أن
يعيشوا في
غلاظة قلوبهم
بلا توبة لا
يحتملوا
حلوله في
وسطهم. وكما
قال الرب
لموسى: "قل لبني
إسرائيل أنتم
شعب صلب
الرقبة، أن
صعدت لحظة
واحدة في
وسطكم
افنيتكم" (خر 33:
5)].
ويتحدث القديس
جيروم عن
هيكل الرب
الداخلي الذي
يمكن للمؤمن
أن يقتنيه
أينما وُجد،
بينما كثير من
سكان أورشليم
والأراضي
المقدسة حرموا
منه.
v يليق
بالذين
يقولون: "هيكل
الرب، هيكل
الرب" (7: 4) أن
يصغوا إلى
كلمات الرسول:
"أنتم هيكل
الرب" (2 كو 6: 16)،
والروح القدس
"ساكن فيكم"
(رو 8: 11). الوصول إلى
البلاط
السماوي سهل
سواء من
بريطانيا أو أورشليم،
لأن "ملكوت
الله داخلكم"
(لو 17: 21). أنطونيوس
وطغمة
الرهبان
الذين في مصر
ومصيصة وبنتس
وكبادوكية
وارمنيا لم
يروا أورشليم
قط، لكن انفتح
لهم باب
الفردوس.
الطوباوي
هيلاريون، مع
أنه مواطن
فلسطيني
وقاطن هناك،
لم يرَ
أورشليم إلا
يومًا واحدًا.
إذ كان قريبًا
من الأماكن
المقدسة لم
يشأ أن يهمل
رؤيتها، وفي
نفس الوقت لم
يرد أن يحد
الله بأماكن
محدودة[157].
القديس
جيروم
فتح حديث
إرميا النبي
الباب
للأنبياء
الذين جاؤا
بعده
ليتحدثوا عن
هيكل جديد
للرب له ملامح
جديدة، فقد
شغل هذا
الموضوع ذهن
حزقيال النبي في
التسع
أصحاحات
الأخيرة (40-48)،
خاصة الأصحاح
(47: 1-12). رأى بيتًا
للرب يقوم على
مياه
المعمودية ينعم
سكانه بروح
النبوة لله،
يولدون فيها
بالروح
القدس، أما
أبعاده
فتُقاس بالألف
ذراع إشارة
إلى السمة
السماوية،
وقد غُرس على
هذه المياه
أشجار كثيرة
جدًا من هنا وهناك،
أولاد الله
القديسون،
ويكون السمك كثيرًا
جدًا. هذه
المياه هي سرّ
شفاء وحياة كل
من
يأتي النهر
إليه (حز 47: 9).
"وعلى النهر ينبت
على شاطئه من
هنا ومن هناك
كل شجر للأكل لا
يذبل ورقه ولا
ينقطع ثمره.
كل شهر يبكر
لأن مياهه
خارجة من
المقدس،
ويكون ثمره
للأكل وورقة
للدواء" (حز 47: 12).
ويتحدث
زكريا النبي
عن بيت جديد
حيث تخرج مياه
حية من
أورشليم إلى
المشارق
والمغارب
"ويكون الرب
ملكًا على كل
الأرض" (زك 14: 9).
تحدث
السيد المسيح
عن جسده كهيكل
مقدس أقامه في
ثلاثة أيام
(يو 2: 18-22)، فيه
نقوم لنحيا
عابدين بالروح
والحق. كما
تحدث مع
المرأة
السامرية عن هيكلٍ
جديدٍ لا
يرتبط
بالسامرة أو
أورشليم (يو 4: 21)،
وكشف لنا
يوحنا الحبيب
عن الهيكل
السماوي (رؤ 22).
2. عبادة بلا
قداسة:
أوضح
النبي أنه لكي
ينعم الشعب
ببركات بيت الرب
يلزمهم أن
يصلحوا
الطريق الذي
يسلكونه، مجرين
العدل بين
الإنسان
وصاحبه [5]، وأن
يقدموا عمل
المحبة خاصة
للغريب
واليتيم والأرملة
[6]، وألا
يسفكوا دم
الأبرياء [6]،
وأخيرًا ألا
يعرجوا بين
الفريقين،
قائلاً: "أتسرقون
وتقتلون
وتزنون
وتحلفون
كذبًا وتبخرون
للبعل
وتسيرون وراء
آلهة أخرى لم
تعرفوها ثم
تأتون وتقفون
أمامي في هذا
البيت الذي ُدعي
اسمي عليه
وتقولون قد
أنقذنا؟!" [8-10].
هيكل
الرب هو القصر
الملوكي،
مركز ملكوت
الله الذي هو
ملجأ للأرامل
والأيتام
والغرباء، سخي
بالنسبة لكل
نفس محتاجة
ومرذولة. فإن
مارس الشعب
العنف
والقسوة
ُيحسبون خارج
الهيكل حتى إن
دخلوه
بأجسادهم
وقدموا عطايا
وتقدمات وذبائح!
v كان
هذا الهيكل
جميلاً
وعجيبًا مقدسًا،
لكن حين فسد
الذين
يستعملونه
صار محتقرًا
ومرذولاً
ودنسًا، حتى
دُعي قبل
السبي "مغارة
لصوص"... وسُلم
بعد ذلك في
أيدي
البرابرة الفاسدين
النجسين[158].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
3. عدم
الاعتبار
بشيلوه:
بعد أن
أوضح لهم إفسادهم
لبيت الرب،
مقدماً
الدلائل
التالية:
أ. يسبحون
الله
بأفواههم
بكلمات كاذبة
ويجدفون عليه
بقلوبهم
وسلوكهم [4]،
ب. يظنون
أنهم قادرون
على خداع
الله، إذ
حولوا بيته
إلى مغارة
لصوص [11].
ج. حولوا
بيته من جماعة
مملوءة حبًا
ورحمة وقداسة
إلى جماعة
قاسية ظالمة [6].
عاد
ليؤكد لهم أنه
وإن كان طويل
الأناة لكنه لابد
أن يعاقب،
مقدمًا بذلك
ما حدث مع
"شيلوه" مثلاً.
"إذهبوا
إلى موضعي
الذي في شيلوه
الذي أسكنت فيه
اسمي أولاً
وانظروا ما
صنعت به من
أجل شر شعبي
إسرائيل" [12].
إنه ليس
تهديدًا
مجردًا، فما
حدث مع شيلوه
مركز العبادة
وموضع الفرح
الذي تحول إلى
خراب، سيحدث
أيضًا مع
الهيكل.
شيلوه
مدينة في شمال
بيت إيل شرقي
الطريق
الصاعدة من
بيت إيل إلى
شكيم (نابلس)"
(قض 21: 19)، تبعد
حوالي 17 ميلاً
شمال
أورشليم،
ربما هي التي
تسمى الآن
سيلون.
اختارها الرب
مقرًا للتابوت
وخيمة
الاجتماع لمدة
حوالي 300
عامًا، وفيها
قسم يشوع
البلاد على الأسباط
(يش 18: 1، 8-10)، وفي
عهد القضاة
كان الشعب يجتمع
سنويًا في
شيلوه للعيد.
قرر أولاد
عالي الكاهن
أخذ التابوت
معهم من شيلوه
وخرجوا للحرب،
لكنهم خسروا
المعركة وضاع
التابوت (1 صم 1: 4)
ولم يعد بعد
إلى شيلوه كما
هو واضح من (1 صم
21: 1). ُنقل
التابوت إلى
أورشليم بعدما
أخذه
الفلسطينيون
في الحرب ثم
أعادوه إلى
قرية بعاريم.
وكانت شيلوه
خربة في أيام
إرميا وفي
أيام القديس
جيروم (راجع 26: 6).
4. طلب صلوات
الغير بدون
توبة:
كانت
الشفاعة عن
الشعب جزءًا
حيًا من عمل
الأنبياء
والكهنة،
فصموئيل
النبي يقول:
"وأما أنا فحاشا لي أن
أخطئ إلى الرب
فأكف عن
الصلاة من
أجلكم" (1 صم 12: 23).
وفي المصفاة
إذ هاج
الفلسطينيون
عليهم قالوا
لصموئيل: "لا
تكف عن الصراخ
من أجلنا إلى
الرب إلهنا
فيخلصنا من يد
الفلسطينين (1
صم 7: 8). وأيضًا
موسى كان يشفع
في شعبه حتى
قال الرب له:
"اُتركني
ليحمى غضبي
عليهم
وأفنيهم،
فأصيِّرك
شعبًا
عظيمًا" (خر 32: 10).
صلوات
القديسين
تسند النفس
المجاهدة
الراغبة في
التوبة، أما
إذا أصرت على
عنادها فلا نفع
لها، إذ يقول
الرب لإرميا
النبي: "وأنت
فلا تُصلِ
لأجل هذا
الشعب ولا ترفع
لأجلهم دعاء
ولا صلاة ولا
تلح عليًّ
لأني لا
أسمعك" (7: 16؛ 11: 14).
الله الذي
قال: "أحامي عن
هذه المدينة
لأخلصها من
أجل نفسي ومن
أجل داود
عبدي" (2 مل 19: 34) في
أيام حزقيا
الملك البار،
لم ينطق بهذا
في أيام الشر
المتكاثر حين
أسلم المدينة
لنبوخذنصر.
تظهر شكلية
العبادة في
الاعتماد على
صلوات القديسين
المنتقلين
والمجاهدين
دون
أي
رغبة في
التوبة
والندامة. "وأنت
فلا تصلِ لأجل
هذا الشعب ولا
ترفع لأجلهم
دعاء ولا صلاة
ولا تلح عليّ
لأني لا
أسمعك" [16] (11: 14).
لقد
استفاد يعقوب
المجاهد من
صلوات أبيه إذ
يقول للابان: "لولا
أن إله أبي
كان معي لكنت
الآن قد صرت
فارغًا" (تك 31: 42).
كما يقول الله
عن نفسه:
"أحامي عن هذه
المدينة
لأخلصها من
أجل نفسي ومن
أجل داود عبدي"
(2 مل 19: 34). قال هذا
حين كان حزقيا
البار ملكًا،
لكنه لم يقلها
في أيام الشر
حين أسلم
المدينة
لنبوخذنصر.
في هذا
يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [إن كنا
مهملين لا
نستطيع أن
ننال خلاصًا
ولا بمساعدة
الآخرين...
أقول هذا لا
لكي نكتفي بطلبات
القديسين
إنما لكي أوقف
إهمالكم
واكتفاءكم
بالثقة في
الآخرين
وأنتم
مطروحون على
ظهوركم[159]]. كما
يقول: [ما أعظم
بركات صلوات
القديسين إن
كنا أيضًا
نعمل[160]].
لا يمنع
الله إرميا من
تقديم
الصلوات عن
الشعب، فإنه
يُسر أن يجد
قلوبًا
مفتوحة بالحب
تصلي للغير في
غير أنانية،
لكنه يؤكد له
أن هذه الصلوات
ليست بذي قيمة
بالنسبة
للشعب ما لم
يُقدم الشعب
نفسه توبة.
5. تقدمات
وذبائح لله
والأوثان:
يبدو أن
إرميا النبي
قد تأثر جدًا
عندما طالبه
الله: "لا
تُصلِ لأجل
هذا الشعب ولا
ترفع لأجلهم
دعاء ولا صلاة
ولا تلح عليّ
لأني لا
أسمعك" [16]،
فتساءل:
"لماذا
يارب؟" وجاءت
الإجابة
صريحة وواضحة:
"أما ترى
ماذا يعملون
في مدن يهوذا
وفي شوارع أورشليم؟
الأبناء
يلتقطون
حطبًا،
والآباء
يوقدون النار.
والنساء
يعجن العجين
ليصنعن كعكًا
لملكة السموات
ولسكب سكائب
لآلهة أخرى
لكي يغيظونني"
[17-18].
غاية
العائلة هو
الحب
والتعاون
ليعيش الكل بروح
الله في
الأحضان الإلهية،
لكن الخطية
شوهت هذه
الغاية حتى
صار الأعضاء
في العائلة
الواحدة
يدفعون بعضهم
بعضًا إلى
الهلاك
الروحي.
هذه
الصورة التي
أوضحها الله
على فم إرميا
النبي لا تزال
قائمة في
عائلات كثيرة
حيث يدفع الآباء
والأمهات
أولادهم
وبناتهم إلى
البعد عن حياة
الشركة مع الله
في المسيح
يسوع ربنا، بل
أحيانًا
يلزموهم بالسلوك
غير اللائق
تحت حجة الخوف
على أولادهم
من الرغبة في
التكريس
الكامل لخدمة
الله وعبادته
في أية صورة
من الصور.
كان
الكعك على شكل
نجم ذي ثمان
أطراف رمزًا
لآلهة
السموات (49: 19).
هكذا
تحولت
العائلات
(الكنائس الصغيرة)
عن هدفها لا
للخدمة لله بل
لمقاومته. لكنهم
في الواقع
كانوا
يقاومون
أنفسهم، إذ
يقول:
"أفإيّاي
يغيظون يقول
الرب؟
أليس
أنفسهم لأجل
خزي وجوههم؟
لذلك
يقول السيد
الرب:
ها غضبي
وغيظي
ينسكبان على
هذا الموضع
على الناس
وعلى البهائم
وعلى شجر
الحقل وعلى
ثمر الأرض
فيتقدان ولا
ينطفئان" [20].
v يريدنا
أن ننتقم
لأنفسنا من
معاصينا،
بهذا لا تحلّ
نقمته علينا.
لهذا
السبب يهدد
على الدوام
بالعقوبة،
لكيما بالخوف
يحطم
الاستخفاف،
وعندما يكون
التهديد وحده
كافيًا أن يحل
الخوف فينا لا
يسمح الله لنا
أن ندخل في
الضيقة عمليًا[161].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
لا تسيء
الخطية إلا
إلى فاعلها،
تسكب من طبيعتها
عليه، فيحمل
الخزي والعار
وتحل الخسارة على
الناس
والبهائم
والأشجار
والمحاصيل. تحل
على النفس
البشرية
(الإنسان) وعلى
الجسد
(البهائم)
وعلى مواهب
الإنسان وقدراته
(النباتات)،
تحطم طبيعته
وإمكانياته!
في
الأصحاح
الرابع أعلن
أنه إن رجع
إسرائيل يكون
سر بركة
للشعوب
الأخرى حيث
تتبرك الشعوب بالله
وبه يفتخرون (4:
2)... وعلى العكس
هنا يعلن أنه
إن سقط الشعب
في الشر يحل
غضب الله لا
على الناس
فحسب بل وعلى
البهائم وشجر
الحقل وثمر
الأرض. هكذا
قد يكون
الإنسان سّر
بركة للآخرين
أو سّر لعنة
حتى للخليقة
الجامدة التي
خلقها الله من
أجله.
كانوا
يقدمون
الذبائح
والتقدمات
وفي نفس الوقت
يتجاوزون كل
وصايا الله
ويجرون وراء
آلهة غريبة [9]،
وكأن الذبيحة
فريضة لإرضاء
الله دون طلب
الله نفسه. لقد
فقدت الذبيحة
والمحرقة كل
معني روحي في
حياتهم، لهذا
يوبخهم
قائلاً: "ضموا
محرقاتكم إلى
ذبائحكم
وكلوا لحمًا"
[21]. لقد فقدت
محرقاتكم
وذبائحكم
طبيعتها
كتقدمة للرب
وصارت في نظري
لحمًا لا
آكله، تأخذوه
من قدامي
وتأكلوه أنتم
فلا حاجة لي به، أو
كما سبق فقال
بإشعياء
النبي: "لماذا لي كثرة
ذبائحكم...
أتخمت من
محرقات كباش
مسمنات، وبدم
عجول وخرفان
وتيوس ما
أُسر" (إش 1: 11).
إن كانت
الذبيحة هي سرّ
المصالحة مع
الله لكي يجد
الإنسان له موضعًا
في حضنه
بالمسيح
الذبيح، فما
قيمتها إن
ُقدمت مع
إصرار
الإنسان على
عدم المصالحة
وعدم الرغبة
في الدخول إلى
حضن الله؟!
لهذا يعاتبهم
قائلاً: "لأني
لم أكلم
آباءكم ولا
أوصيتهم يوم
أخرجتهم من
أرض مصر من
جهة محرقة
وذبيحة، بل
أوصيتهم بهذا
الأمر،
قائلاً:
اسمعوا صوتي
فأكون لكم إلهًا
وأنتم تكونون لي شعبًا..."
[22-23]. هذا
العتاب بعينه
قاله على لسان
عاموس النبي:
"هل قدمتم لي ذبائح
وتقدمات في
البرية
أربعين سنة يا
بيت إسرائيل؟!"
(عا 5: 25).
رفض
الذبيحة ليس
بسبب شرٍ
فيها، وإنما
بسبب شرهم.
v إذ
لم يؤمنوا
ساروا في
الفهم الخاطئ
للشريعة،
يفسرون
الأمور حسب فهمهم
وليس حسب فهم
الكتاب
المقدس.
وبطريقة ريائية
تفسد النصوص
الواضحة
للكتاب... لهذا
حذرهم
بإرميا...
فإنهم إذ
ظهروا أنهم
يحفظون الفصح
كانوا عاجزين
عن أن يُعبروا
عن الفرح
والبهجة، كما
قال إرميا: "وأبطل
من مدن يهوذا
ومن شوارع
أورشليم صوت الطرب
وصوت الفرح،
صوت العريس
وصوت العروس"
(7: 34)... لهذا فإن
هذه الذبائح
والتقدمات لن
تُسر الله،
ولا طلبتها
الكلمة
الإلهية منهم[162].
البابا
أثناسيوس
الرسولي
v هذا
تفسيري،
وإنني أرجو في
الرب أن
يمنحني بصلواتكم
ألا أكون
بعيدًا عن
الحق. يبدو لي أن الله
لم يعطِ
وصاياه
وشرائعه
بخصوص الذبائح
عندما أخرجهم
من مصر في
الحال. ولا
ذاك الذي قدم
الشريعة عني
بالمحرقات في
ذاتها هكذا، إنما
كان يتطلع إلى
ما ترمز إليه
وما تشير إليه:
"لأن الناموس
له ظل الخيرات
العتيدة" (عب 10: 1)
وأن هذه
الفرائض
"موضوعة إلى
وقت الإصلاح"
(عب 9: 10). لهذا
السبب لا
يعالج
الناموس
موضوع
الذبائح مع
أنه يحوي
أوامر خاصة
بها[163].
البابا
أثناسيوس
الرسولي
v لا
يقبل منكم
الذبائح، ولا
أمركم
بتقديمها عن احتياج
إليها إنما
بسبب خطاياكم.
القديس
يوستين
الشهيد
v ماذا
يقول؟ "لأني
لم أكلم
آباءكم بهذه
الأمور يوم
أخرجتهم من
أرض مصر، بل
أوصيتهم: لا
يحمل أحد
فكرًا في قلبه
ضد أخيه" (7: 22-23،
زك 7: 10) [164].
العلامة
أوريجينوس
v إذا
كنا غير فاقدي
الذكاء
فعلينا إن
نفهم مقاصد
الله وصلاحه...
إنه يقول:
"الذبيحة لله
قلب متواضع"
(مز 50: 19)، والقلب
المنسحق عطر
للرب الذي خلقه[165].
رسالة
برناباس
v أخشى
لئلا يُقال
عنا نفس
الشيء: "انظر
ماذا يفعلون؟
ليس من يطلب
أمور المسيح،
بل الكل يطلب
ما لذواتهم.
أطفالهم
يجرون نحو
الدنس،
وآباؤهم يجرون
نحو الطمع
والنهب،
ونساؤهم إذ لا
يرجعن
أزواجهن عن
مغريات
العالم
وأباطيله
يلهبوا
شهواتهم
للعالم[166].
القديس
يوحنا الذهبي
الفم
عرف
إرميا النبي
والكاهن أن
الله أمرهم
بتقديم ذبيحة
الفصح في مصر
قبيل خروجهم،
كما قدم شرائع
خاصة
بالذبائح في
الشريعة
الموسوية؛ بل
وأدرك اليهود
خلال التقليد
الشفوي منذ
آدم وما بعده:
إبراهيم
وإسحق ويعقوب
عن ضرورة تقديم
ذبائح دموية،
فلماذا يقول
هنا: "لأني لم
أكلم آباءكم
ولا أوصيتهم
يوم أخرجتهم
من أرض مصر من
جهة محرقة
وذبيحة" [22]؟
أوضح ذلك
بتكملة
الحديث أنهم
سلكوا بروح العصيان
ولم يسمعوا
لأنبيائه
وكانوا غير
مستعدين
للاستماع،
فحُسبت وصية
تقديم
المحرقات والذبائح
بلا قيمة، إذ
يقول:
"لم
يسمعوا ولم
يميلوا
أذنهم، بل
ساروا في مشورات
وعناد قلبهم
الشرير،
وأعطوا
القفا لا
الوجه.
فمن
اليوم الذي
خرج فيه
آباؤكم من أرض
مصر إلى هذا
اليوم أرسلت
إليكم عبيدي
الأنبياء
مبكرًا كل يوم
ومُرسلاً؛
فلم
يسمعوا لي،
ولم
يميلوا
أذنهم،
بل
صَّلبوا رقابهم.
أساءوا
أكثر من
آبائهم.
فتكلمهم
بكل هذه
الكلمات ولا
يسمعون لك،
وتدعوهم
ولا يجيبونك...
باد الحق
وقُطع عن
أفواههم" [24-28].
في عناد
قلبهم وغلف
أذانهم أعطوا
الله القفا لا
الوجه. وقد
سبق لنا في
دراستنا لسفر حزقيال
أن نتفهم هذه
العبارة.
فالإنسان
الروحي يتشبه
بالشاروبيم
المملوء
أعينًا، كله وجوه،
وليس فيه قفا.
بمعني أنه لا
يقدر أن يعطي القفا
لله أو لأخيه، أي لا
يحمل كراهية
خفية أو ظاهرة
ضد خالقه
ومخلصه ولا ضد
إخوته.
6. مرثاة على
رفض الله
بيته:
"جزّي شعرك
واطرحيه،
وارفعي
على الهضاب
مرثاة،
لأن الرب
قد رفض ورذل
جيل رجزه" [29].
يطلب
النبي من
يهوذا أن تجز
شعرها، كما
تفعل النساء
قديمًا في
حالة الحزن
الشديد؛ فإن
كان شعر
المرأة هو
جمالها
وإكليلها،
فإنها إذ تجزه
تعلن عن مرارة
نفسها، حيث
حُرمت من
جمالها وتحقيق
رسالتها. كان
جزّ الشعر
كعلامة للحزن
يمارسه
الرجال أيضًا
كما النساء
(أي 1: 20، مي 1: 16).
جاءت
الكلمة
العبرية
للشَعَر "nezer" تشير
إلى النذر كما
إلى الإكليل[167]. فإن
كان حلق الشعر
يشير إلى كسر
النذر بالنسبة
للنذير الذي
يكرس حياته
للرب (عد 6: 2-8؛ قض 16:
15-22)، فإن مملكة
يهوذا وقد
تدنست
بعبادتها
للأوثان
وعصيانها
المستمر لم
تعد أمة مقدسة
نذيرة الرب،
فلا حاجة لبقاء
شعرها، بل
تجزه. إنها
غير أهلٍ
للنذر ولا لإكليل
المجد.
عوض
ممارستها
للتسبيح للرب
كنذيرة له،
ترفع مرثاة،
لأن الرب قد
رفض ورذل جيل
رجزه [29]، لأنهم
نجسوا بيته إذ
"وضعوا
مكرهاتهم في
البيت" [30].
جاءت كلمة
"مكرهات siqqus"
حوالي 28 مرة في
العهد
القديم،
غالبًا ما تشير
إلى عبادة
التماثيل،
وإن كانت
أحيانًا تشير
إلى كل ما يمس
العبادة
الوثنية من
رجاسات مثل
ارتكاب الزنا
كنوعٍ من
العبادة. هكذا
انحط الشعب في
ذلك الوقت
فأقاموا
الأوثان في
بيت الرب كما
فعل منسى الذي
"بنى مذابح في
بيت الرب...
ووضع تمثال
السارية التي
عمل في البيت"
(2 مل 21: 3، 7)،
وارتكبوا
الفحشاء هناك
تحت اسم
التكريس للرب.
ومن
ناحية أخرى
بنوا مرتفعات
توفة في وادي
هنوم (جهنم)
جنوب أورشليم.
كانت النيران
فيها لا
تنقطع، حيث
يلقي الناس
البقايا
والعوادم. في
هذه
المرتفعات
كانت ُتقدم
ذبائح بشرية (2
مل 23: 10). يقدم
الناس
أبناءهم
وبناتهم
ويحرقونهم بالنار
تقدمة للإله
مولوك لذا
يهدد الرب
أورشليم انه
يجعل منها "توفة"
التي تعني
بالعبرية أي "موضع
نار" ُتحرق
فيها أجساد
الكثيرين (19: 13، 30:
33).
وادي
الرباية
حاليًا، وكان
الحد الفاصل
بين نصيبي
يهوذا
وبنيامين وقد
أخذت جهنم
اسمها عن "ابن
هنوم" أو "جى
هنوم" حيث
يتعرض الأشرار
للنار
الأبدية.
7. مرثاة على
رفض الله
شعبه:
إن كان
الإنسان
يرتكب الخطية
من أجل لذات
الجسد
والبهجة الزمنية،
فإن الله في
محبته يسمح له
أن يُحرم من
هذه الأمور
ليدرك أن
الخطية مرّة
ومحطمة للنفس
والجسد. وقد
عبَّر عن ذلك
بقوله:
"وتصير
جثث هذا الشعب
أكلاً لطيور
السماء ولوحوش
الأرض ولا
مزعج.
وأبطل
من مدن يهوذا
ومن شوارع
أورشليم صوت
الطرب وصوت
الفرح،
صوت
العريس وصوت
العروس،
لأن
الأرض تصير
خرابًا" [23-24].
ما هي هذه
الأرض الخربة
إلا جسد
الإنسان الذي تحرمه
الخطية من
التمتع بسكنى
العريس السماوي
فيه والاتحاد
معه، واقتناء
ملكوته الداخلي
المفرح،
والشركة مع
القديسين والسمائيين؟!
v الجاحدون
ينحرفون عن
الصلاة
والشكر،
ويحرمون
أنفسهم من
الفرح الناجم
عنهما. لأن
الفرح والبهجة
"ُينتزعان من
أفواههم." نعم
فإن أعياد
الأشرار هي ويلات.
v إذ
يعتزل
الجاحدون
الصلاة
والشكر
يحرمون أنفسهم
من ثمر الفرح[168].
البابا
أثناسيوس
الرسولي
v يخترعون
أعيادًا (1 مل 12:
32-33)، لكن
النتيجة هي أيام
للحزن أكثر
منها للبهجة.
إذ "لا سلام قال
الرب
للأشرار" (إش 22:
48). وكما قيل لنا:
"وأبطل صوت
الطرب وصوت
الفرح من
أفواههم" (7: 34)
نعم، باطلة هي
أعياد
الأشرار[169].
البابا
أثناسيوس
الرسولي
من وحي
إرميا 7
حوّل
مرثاتي إلى
تسبحة فرح!
v أعترف
لك يا إلهي،
كثيرًا
ما أسبحك بفمي
وأما قلبي
فثقيل.
افتح
شفتي لألهج
بحبك،
وحوّل
حياتي إلى
تسبحة فرح!
لتكن
أنت قوتي
وتسبحتي،
فأنعم
بعربون
سمواتك!
v كثيرًا
ما قدمت عطايا
وتقدمات،
لكنى
أحجمت عن أن
أقدم ذاتي
ذبيحة حب
ومحرقة لك!
دنست
أورشليمي
الداخلية،
وأفسدت
هيكلك في
أعماقي.
توبني
فلا أكون
كشيلوه التي
خربت،
ولا
كالهيكل الذي
تحطم واحترق!
v إني
أستشفع في
صلوات
أنبيائك
ورسلك وكل
قديسيك،
لكن
ليس في رخاوة
قلب،
ولا
بدون توبة!
v إني
أقيم مرثاة
على نفسي
المحطمة،
لكنك
بروحك القدوس
تحول مرثاتي
إلى تسبحة فرح!
[156] Cf. John Guest: The Communicator's Commentary, vol. 17,
Texas 1988, p. 72-3.
[157] St.Jerome: Epistle 58:3.
[158] St. John Chrysostom: Conc. Stat. 17:11.
[159] In Matt. hom. 5:7, 8.
[160] In 2 Thess, hom. 5.
[161] In 1 Cor. hom. 8:8.
[162] Paschal Letters, 12.
[163] Ibid.
[164] On Prayer, 8:3.
[165] Epis. of Barnabas, 2.
[166] St. John Chrysostom. In 1 Cor., hom. 8:8.
[167] cf. The New International Comm. on the Old Testament, The Book of Jeremiah, michigan 1981, p.293.
[168] Paschal Letters, 2, 3.
[169] Paschal Letters, 2.