حلق شعره
يكمل الرب إعلاناته
- خلال الرموز
- عن محاصرة أورشليم وتأديبها، فأمر حزقيال النبي أن يحلق شعر رأسه ولحيته بسكينٍ حادٍ، موضحًا له سرّ عقوبته ليهوذا وعلاماتها.
ويعتبر هذا الدرس العِيانّي الرابع.
1.
حلق شعر النبي
[1-4].
2.
سرّ العقوبة
[5-7].
3.
عقوبة علنية
[8].
4.
عقوبة فريدة
[9-12].
5.
عقوبة إلهية
[13-15].
6.
عقوبات مرحلية
[16-17].
1. حلق شعر النبي:
"وأنت يا ابن آدم فخذ لنفسك سكينًا حادًا،
موسى الحلاق تأخذ لنفسك وأمررها علي رأسك
ولحيتك، وخذ لنفسك ميزانًا للوزن واقسمه.
وأحرق بالنار ثلثه في وسط المدينة إذا تمت أيام
الحصار، وخذ ثلثًا واضربه بالسيف حواليه وذر ثلثا إلي الريح"
[1-2].
أوصى الله موسى أن يكلم الكهنة بني هرون هكذا: "لا
يجعلوا قرعة في رؤوسهم ولا يحلقوا عوارض لحاهم ولا يجرحوا جراحة في أجسادهم.
مقدسين يكونون لإلههم ولايدنسوا اسم إلهم، لأنههم يقربون وقائد الرب إلههم فيكونون قدسًا"
(لا 21: 5-6). كانت الوصية الإلهية واضحة وصريحة ألاَّ يمس موسى رأس كاهن أو لحيته لأنه قدس للرب، ذلك لأن ترك الشعر علي رأس المرأة هو لزينتها، أما للرجل فعلامة عدم انشغاله بالأمور الزمنية، مكرسًا كل نسمة من حياته للخدمة الكهنوتية.
لهذا فإن الأمر الصادر لحزقيال النبي هو إعلان عن تدنيس الكهنة في ذلك الوقت ورفض الرب ذبائحهم وتقدماتهم وصلواتهم.
عندما أراد الرب أن يخلص الشعب قديمًا ظهر ملاك الرب لامرأة منوح العاقر وقال لها:
"ها إنك تحبلين وتلدين ابنًا ولا يعلُ موسى رأسه، لأن الصبي يكون نذيرًا لله من البطن وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينين"
(قض 13: 5). هذا الذي لما حلق شعر رأسه فارقته قوة الرب وصار ضعيفًا
(قض 16: 17)، بل فارقه الرب نفسه
(قض 16: 20) وفقد عينيه وأوثق بسلاسل من النحاس وصار كالثور يطحن في بيت السجن
(قض 16: 21)، وكان هزءًا وسخرية للوثنيين! أما الآن فإن الذي يأمر بحلق الرأس واللحية هو الله نفسه علامة مفارقته لكهنة شعبه وفقدانهم البصيرة الروحية ودخولهم إلي الأسر وصيرورتهم أضحوكة الأمم وموضوع سخريتهم.
حلق الشعر بالكامل يشير إلي رفض الله الدخول معهم في أية علاقة من خلال الكهنة أو الأنبياء، إنه لا يقبل تقدمة ولا يسمع لصلاة حتى يؤدبهم علي شرهم، كما يشير إلي رفضه شعبه بسبب إصرارهم علي الخطيئة.
فإن كان الرب هو الرأس فإن حياتنا نحن إنما هي الثبوت فيه. فنزع الشعر انتهاء ثبوت الشعب في مصدر حياته.
وفي هذا يقول القديس جيروم: [يتحدث إشعياء النبي عن موسى حاد يحلق رأس الخطاة وشعر أقدامهم
(إش 7: 20)، يحلق رأسه رمزًا لأورشليم التي صارت زانية (5: 1-5)، علامة أن كل ما فيها قد صار بلا إحساس ونزعت عنها الحياة[83]].
حلق الشعر بالكامل يشير إلي شدة الحزن، خاصة في حالة حدوث وفاة وكان هذا الأمر في عيني الرب دنسًا، لهذا حذر شعبه قائلاً:
"أنتم أولاد للرب إلهكم، لا
تخمشوا أجسادكم ولا
تجعلوا قرعة بين أعينكم لأجل ميت، لأنك مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعبًا خاصًا"
(تث 14: 1-2) أما الآن فقد صارت أورشليم كمن في حكم الميت.
وإذ رفض شعبه أمرهم في شخص حزقيال أن يتدنسوا بحلق شعر رأسهم.
حلق الشعر أيضًا علامة العار والذل والعبودية، فيصير الإنسان بلا كرامة، لا سلطان له حتى علي شعره أن يتركه أو يحلقه، لهذا كانت تحلق رؤوس العبيد بالكامل وأيضًا الملوك حين
يؤسرون. هكذا تفعل الخطيئة بالإنسان:
تفقده كل سلطان وترده من حالة الملك والقوة إلي خزي العبودية والسقوط تحت الأسر والذل.
لقد خجل عبيد داود من اللقاء مع ملكهم لأن حانون ملك بني عمون شك فيهم وحلق لحاهم، فأقاموا في أريحا حتى تنبت لحاهم ويرجعوا...
هكذا لا يستطيع الإنسان أن يلتقي مع الرب ملكه السماوي وهو في عار الخطيئة وخزيها بل ينتظر حتى يعلن توبته وينال المغفرة ويسترد الكرامة فيكون له إمكانية اللقاء مع الله وكل جنوده السمائيين والأرضيين.
حلق الشعر بسكين حاد يشير إلي حرب دامية حيث سمح الله للكلدانيين قساة القلب أن يغزوا يهوذا، وذلك حسب ما اقتضته عنايته الإلهية.
يسمح بذلك لأن يهوذا تمردت على الله:
الثُلث يبادون في حصار أورشليم، والثلث يقُتلون بالسيف دون رحمة علي أيدي جنود نبوخذنصَّر، والثُلث الباقي يُشتتون علي وجه الأرض بين الشعوب.
أما وزن الشعر فعلامة أن ما يحل بالشعب من جوع وعطش وسقوط بالسيف وتشتيت بين الشعوب لا يتم بطريقة عشوائية أو بمحض الصدفة، لكنه بتدبير إلهي، وموازين الرب عادلة وأمينة ودقيقة.
"الرب وازن القلوب"
(أم 21: 2) والأرواح
(أم 16: 2)، هذا الذي طرق الإنسان أمام عينيه
"وهو يزن سبله" (أم 5:
21)، الذي يزن الريح ويعاير المياه بمقياس
(أي 28: 25)، ويكيل تراب الأرض ويزن الجبال بالقبَّان والآكام بالميزان
(إش 40: 12)، موازينه حق وعادلة، لا يطيق الغش أو المحاباة.
هذه هي طبيعة الله التي يشتهي أن يسكبها في حياة أولاده لهذا كثيرًا ما يكرر الوصايا:
"لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة.
لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة.
وزن صحيح حق يكون لك ومكيال صحيح وحق يكون لك"
(تث 25: 13-15)، "معيار فمعيار مكرهة للرب، وموازين الغش غير صالحة"
(أم 20: 23)، "موازين غشٍ مكرهة للرب والوزن الصحيح رضاه" (أم 11:
1). يزن الله حياتنا وللأسف يجدها
"في الموازين إلي فوق"
(مز 62: 9)، أو كما قال دانيال الحكيم للملك بيلشاصَّر:
"وُزنت بالموازين فوجدت ناقصًا"
(دا 5: 6)، والآن ماذا يفعل الرب من نحونا نحن الذين وجدنا هكذا؟ إنه يحمل سر نقصنا، يحمل إثمنا عليه ويتقدم للميزان، فإذا به يثمن كعبد وهو الديان الذي يُدين المسكونة كلها. إنه في مرارة يقول:
"فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة"
(زك 11: 12). الرب يُقيَّم كعبد بينما يقف العبد في بره الذاتي ليقول:
"ليزنّي في ميزان الحق فيعرف الله كمالي"
(أي 31: 6). الكامل وُزنَ حاملاً نقصنا فصار تحت العار، والإنسان في كبرياء قلبه يريد أن يتبرر في الموازين أمام الله.
علي أيه الأحوال، وُزنَ شعر حزقيال كرمز للشعب الساقط تحت ثقل الخطيئة فوجد مستحقًا للجوع والعطش والسيف والتشتيت...
هذه هي ثمار النجاسة والشر.
إن كان الشعب قد وجد في الميزان ناقصًا، لكن الله لا ينسى
القليل جدًا منهم، هؤلاء الذين بسبب أمانتهم له وطاعتهم لكلماته يحتفظ بهم في ذيل ثوبه، تحت رعايته.
هذه البقية ربما تشير إلي البقية التي تركت في أورشليم تحت قيادة جداليا.
وربما تشير إلي البقية التي تبقي أمينة للرب في أيام النبي الكذاب أو المسيح الدجال.
إنها جماعة الرب الخفية المحفوظة ومستترة فيه يعرفهم بأسمائهم ويحوّط حولهم لكي لا يُفقد منهم أحد، ولا يختطفهم العدو الشرير.
لكن للأسف هذه القلة أمر الرب أن يحرق القليل منها، لأنها بعد أن دخلت تحت رعايته رفضته.
هذه التي قال عنها الرسول إنهم بدأوا بالروح لكنهم يكملون بالجسد
(غل 3: 3)، لهذا يوصينا السيد أن نصبر إلي المنتهي
(مت 10: 12)، ويحذرنا من الأيام الأخيرة حين يخُشي علي المختارين أيضًا أن يضلوا
(مت 24: 24).
2.
سر عقوبتها:
الله كأب يؤدب أولاده كاشفًا لهم عن سر عقوبتهم، فهو ليس بالسيد المستبد ولا بالمنتقم، إنما حتى في شدة تأديبه يود رجوعنا وتوبتنا...
لهذا يكشف لنا عن ضعفاتنا حتى نتخلي عنها.
أمران يحزنان قلب الله:
الوصية المكسورة والهيكل المدنس.
فمن جهة الوصية يقول: "لأن أحكامي رفضوها لم يسلكوا فيها" [6]. والعجيب حينما يسقط المؤمن في العصيان يصير أكثر شرًا من غير المؤمن، إذ يقول الرب:
"خالفت أحكامي بأشر من الأمم" [6].
أما بخصوص تدنيس الهيكل فيقول:
"من أجل أنك نجست مقدسي بكل مكرهاتك وبكل أرجاسك، فأنا أيضًا أجُزَّ ولا تشفق عيني، وأنا أيضًا لا أعفو"
[11].
تنفيذ الوصية والعبادة
(الهيكل)
أمران متلازمان وملتحمان في حياة المؤمن، فالوصية بطاعتها تهبنا دالة الوقوف لدي الله، والوقوف أمامه للعبادة يسند حياتنا في طاعة الوصية.
كل من يظن أنه ينفذ الوصية بعيدًا عن روح العبادة يخدع نفسه وكذا من يظن أنه يرضي الرب بالعبادة دون سلوكه في طاعة الوصية.
3. عقوبة علنية:
إذ أُرسل لشعب يهوذا إرميا النبي يوبخهم علي خطاياهم قال له:
"اذهب وناد في أذنيْ
أورشليم" (إر
2: 1)، كأنه أراد أن يهمس في أذنهم حتى يتوبوا دون أن يعلم أحد بما ارتكبوه، لكنهم إذ لم يسمعوا طلب منه أن يقف في باب بيت الرب وينادي بكلمة التوبيخ
(إر 7: 1)، وإذ لم يسمعوا أيضًا اضطر أن يعلن الرب تأديباته لشعبه علانية أمام كل الأمم.
لقد أخطأوا علانية بغير حياء وحاول إصلاحهم دون أن يجرح مشاعرهم، لكن إزاء تشامخهم المتزايد يقول: "سأجري في وسطك أحكامًا أمام عيون الأمم" [8]،
"وأجعلك خرابًا وعارًا بين الأمم التي حواليك أمام عيني كل عابر، فتكونين عارًا ولعنة وتأديبًا ودهشًا للأمم التي حواليك"
[14-15].
صارت أورشليم عبرة للأمم حواليها، ودرسًا عيانيًا للعالم كله. فإن الله القدوس لا يقبل الخطية، ولا يهادنها حتى إن ارتكبها شعبه في المدينة المقدسة!
الله كمحب البشر يستر علي خطايانا وضعفاتنا مرة ومرات لكنه إذ يجد علاجنا في فضحنا يعلن تأديباته القاسية علينا.
هذا أيضًا ما تفعله الكنيسة مع أولادها وخدامها إنها تعالج بالحب وتستر، لكن إن استدعي الأمر للتأديب العلني لا تمتنع من أجل خلاص أولادها.
ففي العصر الرسولي حكم الرسول علانية علي الساقط في الخطيئة مع امرأة أبيه، قائلاً:
"يسمع مطلقًا أن بينكم زني، وزني هكذا لا يسمي بين الأمم حتى أن تكون للإنسان امرأة ابيه...
فإني أنا كأني غائب بالجسد ولكن حاضر بالروح قد حكمت كأني حاضر في الذي فعل هذا هكذا:
باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع...
نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير" (1 كو
5: 1-7).
4.
عقوبة فريدة:
لقد تباروا في الشر وسبقوا الأمم، لهذا فإن الله أيضًا يؤدبهم بتأديبات فريدة: "وأفعل بك ما لم أفعل وما لن أفعل مثله بعد بسبب كل أرجاسك.
لأجل ذلك يأكل الآباء الأبناء في وسطك، والأبناء يأكلون آباءهم وأجري فيك أحكامًا وأذري بقيتك كلها في كل ريح"
[9-10].
هذه هي أمرّ
عقوبة يسقط تحتها المؤمنون أن يأكل أحدهم الآخر، لا بل يأكل الأب ابنه والابن أباه! فحين تتخلي نعمة الله عنهم يدب الفساد فيهم في الداخل، وخلال الانقسامات والانشقاقات يأكل العضو عضوًا آخر حتى ان كانت تربطه به قرابات جسدية أو روحية، وأخيرًا لا يبقي منهم شيء اللهم إلا رماد يذريه الرب في كل ريح!
أقول إن ثمرة الخطيئة أكل الجماعة بعضها البعض بدلا من أن تسند بعضها البعض، بل يدب الانقسام في الإنسان نفسه فيقوم علي نفسه، يفقد سلامه واتزانه وحيويته، ويصير الإنسان - بسبب الخطيئة - كالرماد لا قيمة له تذريه الرياح في كل اتجاه!
5. عقوبة إلهية:
أكد الرب ليهوذا أن التأديب العلني الفريد ليس صادرًا عن النبي، فهو ليس بمتكلم ضده، ولكنه صادر عن الله نفسه
"أنا الرب تكلمت" [15].
إن كان الكلدانيون يحاربونك ويأسرون شعبك لكنهم في الحقيقة هم أداة في يد الله، يغير علي شعبه فيثير ضدهم الأمم لتأديبهم، لهذا يؤكد
"ها إني أنا أيضًا عليك" [9]، مكررًا العبارة
"أنا الرب تكلمت"
وما شابهها حوالي 14 مرة في هذا السفر[84].
لهذا حين قام أبشالوم علي أبيه داود فهرب الأخير، خرج عليه شمعي بن جيرا يسب ويرشق داود بالحجارة وجميع عبيد الملك والشعب والجبابرة المحيطين به، فقال أبيشاي للملك:
"لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدي الملك دعني أعبر فأقطع رأسه" (2 صم
16: 9)، أما داود ففي حكمة واتضاع قال:
"دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود ومن يقول لماذا تفعل هكذا...
لعل الرب ينظر إلي مذلتي ويكافئني الرب أخيرًا عوض مسبته بهذا اليوم". ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم في مكائد الآخرين ضدنا فرصة للتوبة، إذ يقول:
[إذا أخطأنا يُنهض الله علينا أعداءنا لتأديبنا، لهذا يليق بنا ألا نحاربهم، بل أن نحاسب أنفسنا ونثقفها.
لنقبل الآلام كقبول الأدوية من الطبيب لأجل خلاصنا وكقبول التأديب من الأب حتى نتمجد[85]].
6.
عقوبة مرحلية:
الله في طول أناته ومحبته بدأ بالحديث السري مع شعبه ثم بالحديث العلني وأخيرًا اضطر إلي التأديب العلني، وهنا أيضًا يؤدب علي مراحل لعلهم يتوبون فينزع عنهم الألم.
إنه يسمح أن يجوعوا، ثم يزيد من وطأته عليهم حتى يصيروا في عوز للخبز.
وإذ لا يرجعوا يهيج عليهم الوحوش البرية لتأكل أولادهم، ثم يسمح بالوبأ وسفك الدماء...
إنه لا
يطلب النقمة بل التوبة بكل الطرق.
من وحي
حزقيال 5
ثبتني فيك أيها المؤدب الحنون!
v ثبتني فيك أيها المؤدب الحنون!
سمحت لنبيك حزقيال أن يحلق شعر رأسه كله،
لتعلن حزنه الشديد علي فساد شعبك كموتي،
وتهدد شعبك بنزعهم عنك كما الشعر من الرأس،
وترفض كهنوتهم الذي تنجس،
وتؤكد لهم أنهم يعيشون كعبيد أسري محلوقي الرأس!
v أدب...
ولكن لا تسلمني لآخر غيرك!
فأنت المؤدب الحنون!
v أدبتني سرًا فلم أرتدع،
هوذا أنت تفضحني بين شعبي،
لا بل وحتى بين الأمم...
فليكن...
ولكن لاتحرمني من خلاصك!
فأنت المؤدب الحنون!
[83]
Epist. 70 ; 2.
[84] حز
5: 13، 15، 17؛ 17: 21؛ 24؛ 17؛ 21،
17، 32؛ 23: 34؛ 24: 14؛ 26: 4؛ 30: 12؛ 34:
24؛ 36: 36؛ 37: 14.
[85]
للمؤلف: القديس يوحنا الذهبي الفم ، ص322.