يرى
القدِّيس
هيبوليتس
الروماني أن
دانيال تحدث
عن الضيقة
العظيمة أو
رجسة الخراب
التي تحققت
جزئيًّا وعلى
مستوى محلي في
أيام أنطيوخس
إبيفانُس، وتتحقق
على مستوى
العالم كله في
أواخر الدهور
أيام ضد
المسيح[271].
لكن الكثير من
الآباء، خاصة القدِّيس
جيروم، يرون
أن الحديث هنا
واضح عن ضد
المسيح وانقضاء
الدهر.
1.
الضيقة
العظيمة
[1].
2.
القيامة
[2-3].
3. خاتمة
[4-13].
1.
الضيقة
العظيمة:
"وفي
ذلك الوقت
يقوم ميخائيل
الرئيس
العظيم القائم
لبني شعبك،
ويكون
زمان ضيق لم
يكن منذ كانت
أُمَّة إلى ذلك
الوقت،
وفي
ذلك الوقت
يُنجي شعبك كل
من يوجد مكتوبًا
في السفر" [1].
إذ
يُفتتح
الأصحاح
بالتعبير: "وفي
ذلك الوقت" [1] ،
واضح أنه يكمل
ما جاء في
الأصحاح
السابق. ففي
قمة سلطان ضد
المسيح يقوم
رئيس
الملائكة ميخائيل
ويعمل لحساب
الكنيسة (كما
جاء في رؤ 12) ، وذلك
في فترة
الضيقة
العظيمة التي
يعلن عنها السيَّد
المسيح (مت 24: 15-22).
وسط
الضيق يُنجي
الله شعب
دانيال، أي
كنيسة المؤمنين
المكتوبة
أسمائهم في
سفر الحياة. أنها
تتعرض دومًا
للضيق، لكنها
ليست منسية أمام
الله، بل كلما
اشتدت الضيقة
أظهر الله بالأكثر
اهتمامه بها.
أنها في يد
مخلصها
السيَّد المسيح
الذي يعمل لبنيانها،
ويستخدم
ملائكته
ورؤساء
ملائكته لحمايتها.
2.
القيامة:
"وكثيرون
من الراقدين
في تراب الأرض
يستيقظون،
هؤلاء
إلى الحياة
الأبدية،
وهؤلاء إلى
العار
للازدراء
الأبدي.
والفاهمون
يضيئون كضياء
الجلد،
والذين
ردُّوا
كثيرين إلى
البرّ
كالكواكب إلى
أبد الدهور" [2-3].
يعتبر
البعض سفر
دانيال هو أول
سفر في العهد
القديم يتحدث
بوضوح وبقوة
عن القيامة
ويحدِّد
زمانها. عندما
يأتي يوم الرب
العظيم ويضيء
الحكماء
الذين أطاعوا
الله ككواكب
أبدية. وإن كان
قد حُسب هذا
الأمر فوق
قدرة دانيال
نفسه، إذ
يقول: "وأنا
سمعت وما
فهمت" [8].
يحاول
البعض أن يميز
بين قيامتين
هنا، إحداهما
للمُلك
الألفي
والأخرى
للحياة
الأبدية، لكن
واضح أن
الحديث هنا عن
قيامةٍ
واحدةٍ ودينونةٍ
أبدية، ومجدٍ
أو عذابٍ
أبديٍ.
v أما
هؤلاء السادة
والمعلمون
الذين لهم
معرفة
الناموس،
فسيضيئون
كالسماء،
والذين يحثون
الشعوب المتخلفة
عن الإيمان
على الاهتمام
بعبادة الله
فيتلألأون
ككواكب في
الأبدية[272].
v لنهرب
بكل قوتنا من
معوقات هذا
العالم ونطلب بعض
الساعات حيث
نستطيع أن
نكرِّس
أنفسنا للصلاة
أو قراءة
الكتاب
المقدس لأجل
خلاص نفوسنا.
هذا يحقق فينا
المكتوب: "والفاهمون
يضيئون كضياء
الجلد"[273].
v بعد أن
يتحطم ضد
المسيح ويهلك
بنفخة فم
المخلص،
سيخلص الشعب
المكتوب في
سفر الله،
وذلك حسب
استحقاق كل
واحدٍ؛ فيقوم
البعض لحياة
أبدية، والبعض
الآخر لعارٍ
أبدي.
يُشبه
المعلمون
بالسموات
عينها،
ويُقارن الذين
يعلمون
الآخرين
ببهاء
الكواكب. فإنه
لا يكفي أن
يعرف الإنسان
الحكمة بل
يليق به أن يُعلمها
للآخرين.
لسان
التعليم الذي
يبقى صامتًا
ولا يبني أحدًا
لا ينال
مكافأة.
v يعين
الرب
المتواضعين،
ويتحول
المتواضعون إلى
كواكبٍ. إذ
"يشرق
الأبرار مثل
الكواكب" كما
يقول دانيال[274].
3.
خاتمة:
"أما
أنت يا دانيال
فأخفِ
الكلام،
واختم السفر
إلى وقت
النهاية.
كثيرون
يتصفحونه
والمعرفة
تزداد" [4].
أُمر
دانيال أن
يُختم على
السفر حتى "إلى
وقت النهاية"،
لكن المعرفة
تزداد، وإن
كان يبقى
الإنسان كما
في لغز حتى
يتحقق ما ورد
في السفر
تمامًا. ربما
قصد بالختم
هنا بقاء
النبوات غير
واضحة حتى
يتحقق الخلاص
في ملء
الأزمنة، وتنكشف
أسرار المجيء
الثاني كما في
سفر الرؤيا (رؤ
22: 10) . لهذا يرى
كثير من
الدارسين أن
سفر الرؤيا هو
مفتاح سفر
دانيال.
يرى القدِّيس
إيريناؤس أن
الوحيّ
الإلهي طلب من
دانيال أن
يختم على النبوة،
لأنه لا
يستطيع أحد أن
يدركها حتى يأتي
السيَّد
المسيح الذي
هو غاية النبوات،
فيدرك
المؤمنون
سرّها، إذ
يقول: [الكنز
المخفي في
الكتب
المقدسة هو
المسيح، حيث أُشير
إليه خلال
الرموز
والأمثال.
وحيث أن طبيعته
البشرية لم
يكن ممكنًا
فهمها قبل
تحقيق هذه
الأمور
المُتنبأ
عنها، أي قبل
مجيء المسيح،
لذلك قيل
لدانيال
النبي: "اخفِ
الكلام، واختم
السفر إلى وقت
النهاية، حتى
يتعلَّم كثيرون
وتكمل
المعرفة. في
ذلك الزمان
عندما يتحقق
التدبير
فسيعرفون كل
هذه الأمور"
(راجع دا 12: 4، 7).
فإن كل نبوة -
قبل تحققها -
تكون بالنسبة
للبشر لغزًا
وغموضًا. لكن
عندما يحل الوقت
وتتحقق
النبوات تصير
واضحة ويصبح
تفسيرها
أكيدًا[275]].
يقول
القدِّيس
هيبوليتس
الروماني:
[الأمور التي
نُطق بها
قديمًا
بواسطة
الناموس
والأنبياء
كلها قد
خُتمت، ولم
تكن معروفة للناس،
هذا يعلنه
إشعياء بقوله:
"السفر المختوم
الذي يدفعونه
لعارف
الكتابة
قائلين: اقرأ
هذا، فيقول:
لا أستطيع
لأنه مختوم"
(إش 29: 11). إنه لائق
وضروري أن
تكون الأشياء
التي نطق بها
الأنبياء
قديمًا
مختومة
بالنسبة
للفرِّيسيين
غير
المؤمنين،
الذين ظنُوا
أنهم يفهمون حرف
الناموس،
بينما تكون
مكشوفة
بالنسبة للمؤمنين.
لقد كانت
الأمور
القديمة
مختومة، أما
الآن فبنعمة
الله الرب
جميعها
مكشوفة للقدِّيسين.
فقد كان هو
نفسه (الله) هو
الختم والكنيسة
هي المفتاح:
"الذي يفتح
ولا أحد يغلق،
ويغلق ولا أحد
يفتح"، كما
يقول يوحنا
(رؤ 3: 7)... لهذا
السبب يقول
الملاك
لدانيال: "اختم
الكلمات، فإن
الرؤيا إلى
وقت النهاية".
أما بالنسبة
للمسيح فلا
يُقال "اختم"
بل فك الأشياء
التي كانت
مربوطة
قديمًا، لكي
بنعمته تُعرف
إرادة الآب،
ونؤمن بذاك
الذي أرسله لخلاص
البشر، ربنا
يسوع[276]].
يقول القدِّيس
جيروم [ذاك
الذي أعلن
الحق من جوانب
متعددة
لدانيال يعلن
أن الأمور
التي قالها
سرية. وقد طلب
منه أن يطوي
الدرج الحاوي
لكلماته،
ويضع ختمًا على
السفر. فتكون
النتيجة أن
كثيرين
يقرأونه ويسألون
عن تحقيقه عبر
التاريخ،
ويختلفون في آرائهم
(تفاسيرها)
بسبب غموضها
العظيم.
بقوله
"كثيرون
يتصفَّحونه"
[4] أو "يعبرون
فيه"، يُشير
إلى أن كثيرين
يقرأونه...
وأيضًا
في رؤيا يوحنا
يُرى سفر
مختوم من الداخل
والخارج. وإذ
لم يقدر أحد
أن يتأهل لفك
ختومه يقول
يوحنا: "فصرت
أنا
أبكي...وجاءني
صوت: لا تبكِ
كثيرًا، هوذا
قد غلب الأسد
الذي من سبط يهوذا
أصل داود
ليفتح السفر
ويفك ختومه"
(راجع رؤ 5: 4).
أما
ذاك السفر
فيمكن أن
يُفتح بواسطة
من يتعلم
أسرار الكتاب
ويفهم حقائقه
المخفية
وكلماته التي
تبدو مظلمة
بسبب عظمة
الأسرار التي
تحويها. أنه
هو الذي
يستطيع أن
يشرح الأمثال
ويحوِّل
الحرف الذي
يقتل إلى
الروح الذي
يحيي[277].
القدِّيس
جيروم
"فنظرت
أنا دانيال
وإذا باثنين
آخرين قد وقفا،
واحد
من هنا على
شاطئ النهر،
وآخر من هناك
على شاطئ
النهر.
وقال
للرجل اللآبس
الكتَّان
الذي من فوق
مياه النهر:
إلى
متى انتهاء
العجائب؟
فسمعت
الرجل اللآبس
الكتَّان
الذي من فوق
مياه النهر،
إذ رفع
يُمناه
ويسراه نحو
السموات،
وحلف
بالحيّ إلى
الأبد أنه إلى
زمان وزمانين ونصف.
فإذا
تم تفريق أيدي
الشعب المقدس
تتم كل هذه.
وأنا
سمعت وما
فهمت. فقلت يا
سيدي ما هي
آخر هذه.
فقال:
اذهب يا
دانيال لأن
الكلمات
مخفية ومختومة
إلى وقت
النهاية.
كثيرون
يتطهَّرون
ويبيضُّون
ويُمحَّصون.
أما
الأشرار
فيفعلون شرًا
ولا يفهم أحد
الأشرار، لكن
الفاهمون
يفهمون" [5-10].
لكي
يختم دانيال
السفر رأى
ملاكين آخرين واللآبس
الكتَّان، أي
كلمة الله قبل
التجسُّد (6: 10). سأله
أحد الملاكين
عن مدة هذه الضيقة، وجاءت
الإجابة إلى زمان
وزمانين ونصف
زمان ، أي إلى
ثلاث سنوات
ونصف. وهو نصف
الأسبوع الذي
تحدث عنه
دانيال
قبلاً، فترة
الاضطهاد المُرّة
جدًا ، تنتهي
بكسر عهد
الملك
المفترس. يقول
القدِّيس
جيروم[278]: [إن
الزمان
والزمانين
والنصف زمان
لا يمكن أن يُقصد
بها الثلاث
سنوات ونصف
التي فيها دنس
أنطيوخس الهيكل
كما ادعى بورفيري، لأن
هذا يقتضي أن
الغالب يتمتع
بملكوت أبدي،
وأن كل الملوك
يخضعون له
ويطيعونه،
وهذا لم يحدث.
إنما واضح أن
الحديث هنا عن
ضد المسيح
الذي يملك
لمدة 1290 يومًا
أو ثلاث سنوات
ونصف.
إن
كان قد طُلب من
دانيال أن
يختم السفر،
لأنه يحوي
أسرارًا لا
يعرفها
الجميع، وإن
كان دانيال نفسه
يقول: "وأنا
سمعت وما فهمت"
[8]، لكنه في
نفس الوقت
يؤكد أن من
كان طاهرًا ومُقدسًا سيفهم
ما قيل ويصير
حكيمًا، أما
الأشرار فلا يفهمون.
المعرفة
والحكمة هنا
أمر نسبي فبلاشك أدرك دانيال
الكثير من
أسرار انقضاء
الدهر، لكن
كما في مرآة، أو خلال
الظل، لكن
تزداد
المعرفة
بالنسبة للمؤمنين
وتنكشف أمور
كثيرة.
v لقد
علق بأنه إذ
يأتي المنتهى
سينقص
الأشرار الفهم،
بينما
المثقفون
بتعاليم الله
فسيستطيعون
أن يفهموا.
لأن الحكمة
سوف لا تدخل
النفس المنحرفة،
ولا يمكنها أن
تُفصح عن
نفسها لجسدٍ خاضع
للخطايا[279].
القدِّيس
جيروم
"ومن
وقت إزالة
المحرقة
الدائمة
وإقامة رجس المُخرب
ألف ومائتان
وتسعون يومًا.
طوبى
لمن ينتظر
ويبلغ إلى
الألف
والثلاث مائة
والخمسة
والثلاثين
يومًا" [11-12].
يُحدد
المدة
بالأيام لا
السنوات 1290
يومًا وتعني
ثلاث سنوات
ونصف، تُعاني
فيها الكنيسة
من الضيق
الشديد،
مضافًا إليها
45 يومًا (1335
يومًا)، ولعل
هذه الفترة هي
ما بين قتل ضد
المسيح ومجيء
السيَّد
المسيح. أنها
فترة راحة ليرجع
ويتوب من
انحرف وراء ضد
المسيح، وفي
نفس الوقت
فترة تذكية
للمؤمنين حيث
يترقبوا بفرح مجيء
المسيح بعد
الخلاص من ضد
المسيح. لذلك
يطوِّب
دانيال النبي
من ينتظر
ويبلغ 1335 يومًا.
يقول القدِّيس
جيروم: [واضح
أن الثلاث
سنوات ونصف
قبلت بخصوص
زمن ضد
المسيح، فإنه
سيضطهد
القدِّيسين
لمدة ثلاث
سنوات ونصف أو
1290 يومًا،
وعندئذ
سيواجه سقوطه
على الجبل
الشهير
المقدس. وهكذا
منذ الوقت
الذي فيه يمنع
الـ Endelekismos والتي
تُترجم
"الذبيحة
الدائمة"، أي
من الوقت الذي
فيه يملك ضد
المسيح على
العالم ويمنع عبادة
الله إلى يوم
موته فإن
الثلاث سنوات
ونصف أو الـ 1290
يومًا تتم[280]].
v يعني
بهذا أنه
مطوَّب من
ينتظر خمسة
وأربعين يومًا
بعد الرقم
المعين (1290)،
لأنه في هذه
الفترة سيأتي
ربنا في مجده.
ولكن السبب في
الخمسة وأربعين
يومًا بعد قتل
ضد المسيح أمر
مستقر في
معرفة الله،
اللهم إلاَّ
إذا قلنا أن
حكم
القدِّيسين
يتأجل لكي
يُمتحن إيمانهم[281]. (بمجيء
المسيح
الأخير).
القدِّيس
جيروم
"أما
أنت فاذهب إلى
النهاية
فتستريح
وتقوم لقرعتك
في نهاية
الأيام" [13].
أخيرًا
يطلب من
دانيال أن
يستريح حتى
يقوم حين يأتي
رب المجد
القائل "ها
أنا آتي
سريعًا" (رؤ 22).
v من هذه
الملاحظة
يظهر بوضوح أن
كل نص النبوة
خاص بقيامة كل
الأموات،
الوقت الذي
فيه سيقوم أيضًا
النبي[282].
القدِّيس
جيروم
في القرن
السادس عشر
يقول جون
كالفن إن بعض
المفسرين
يضيفون الرقمين
معًا (1290 + 1335) فيكون
الناتج حوالي
2600 عامًا، ولما
كانت النبوة
حوالي 600 ق.م،
إذن سيكون
مجيء السيَّد
المسيح مع
نهاية العالم
بعد 2000 عامًا من
مجيئه الأول.
وقد رفض كالفن
هذا التفسير[283].
ويعلق
البعض على قول
السيَّد
المسيح في
مَثل "السامري
الصالح": "وفي
الغد لما مضى
أخرج
دينارين،
وأعطاهما
لصاحب
الفندق، وقال
له: اعْتنِ به
ومهما أنفقت
أكثر فعند
رجوعي أوفيك"
(لو 10: 35)، مستخدمين
التفسير
الرمزي، بأن
السيَّد
المسيح قد
أودع النفوس
الجريحة في
هذا العالم
بين يدي
الكنيسة
المجاهدة
لمدة 2000 عامًا.
فإن يومًا
واحدًا عند
الرب كألف
سنة،
فالديناران
يُمثِّلان
ألفين عامًا
بعد خدمة
المسيح، أي
يرجع السيَّد
المسيح كما
إلى الفندق مع
بداية القرن
الواحد
وعشرين.
قدم
نيافة الأنبا
ديسقورس
بحثًا في سفر
دانيال يكشف
فيه عن قرب
انقضاء
العالم، كما
ظهرت آراء في
الغرب تؤيد
سرعة انقضاء
العالم. هذا
وقد رأى بعض
العلماء أن
اتِّساع ثقب
الأوزون، من
الجانب العلمي،
سبَّب تحركًا
لكتلة ثلجية
ضخمة في منطقة
القطب
الجنوبي
لمسافة حوالي
3 كيلومترات
وأن تحرُّكها
بهذا المعدل
سيؤدي إلى
اختلال مغناطيسية
وتوازن الكرة
الأرضية مما
يسبب حدوث
زلازل قوية
وبراكين
تنتهي بتحطيم
الكرة الأرضية
بعد عام 2000
بسنوات قليلة.
كان
لظهور هذه
الآراء
انعكاساتها
القوية في الشرق
والغرب بين
مؤيد ومعارضٍ.
لكن مما لاشك فيه
أنه عند ظهور
"ضد المسيح"
سيكتشف
المؤمنون أن
ما ورد بسفر
دانيال كان
واضحًا
تمامًا
للأتقياء، وذلك
كما أدركت
كنيسة العهد
الجديد منذ
بداية انطلاقها
مع أتقياء
اليهود أن
الأزمنة الخاصة
بمجيء المسيح
كانت صريحة
وواضحة.
ما أود
أن أوضحه هنا،
أنه منذ صعود
السيَّد المسيح
والكنيسة
بفرح تترقب
مجيئه
سريعًا، في
يقين أنه
قادم، وأنه
قادم سريعًا،
لكن في غير
استهتار
بالالتزامات
الزمنية ولا
تراخٍ. وقد
كشف لها
السيَّد
المسيح عن
علامات مجيئه
الأكيدة لكي
تستعد بالصبر
وتواجه
الضيقات،
خاصة الضيقة
العظيمة
ورجسه
الخراب، كما
تستعد بالفرح والرجاء
أن لها نصيبًا
معه في
الأحضان
الأبوية. أما
الآن فيظن
كثيرون أن
ترقب مجيء
السيَّد المسيح
يُعتبر نظرة
سوداوية
تشاؤمية تبعث
على التراخي
والتهاون في
الالتزام
بالمسئوليات،
هذا يكشف عن
ضعف إيمان
وعدم التهاب
القلوب بالفكر
الأخروي
السماوي.
إنه
قادم حتمًا!
وستعبر
الأزمنة
سريعًا، ونفرح
ونتهلَّل
بقيامتنا مع
الأموات،
ولقائنا معه
على السحاب.
من
وحي دانيال 12
نعم!
لتنقضِ
الأزمنة!
v من
أجلنا خلقت
الزمان
لنمجدك فيه،
ومن
أجلنا ينقضي
الزمان
لنتمجَّد معك
أبديًا.
نعم!
لتنقضِ
الأزمنة!
لتأت
أيُّها
الحبيب
إلينا،
أو
لتحملنا
بروحك
القدُّوس
إليك،
إننا
نتعجَّل
اللقاء معك!
v لتفتح
عيون قلوبنا،
فنراك
قادمًا الآن
إلى أعماقنا،
ونرى
أنفسنا عابرة
إليك تنعم
بحضرتك!
[271] Scholia on Daniel, 12: 11.
[272] PL 25: 725
[273] Sermon 7: 4.
[274] On Ps. hom. 56.
[275] Adv. Haer. 4: 26: 1.
[276] AN Frs., vol. 5, p. 180-1.
[277] PL 25: 726 - 727.
[278] PL 25: 729.
[279] PL 25: 728 A-B.
[280] PL 25: 729.
[281] PL 25: 730.
[282] PL 25: 730 B.
[283] John Calvin: A Commentary on Daniel, Oxford 1986,. p. 392.