الأصحاح
الثالث عشر
جراحات
الراعي
إن كان
الله يفيض
بروحه القدوس
روح النعمة والتضرعات
على مؤمنيه
ليسحب قلوبهم
بالتوبة إلى
الإتحاد مع
المخلص
المجروح لأجلهم،
بينما يسقط
الأشرار
المتمسكون
بشرهم في
النوح المرّ
ويحرمون من
المجد الأبدي
على ما سببوه
للمخلص من
جراحات، لهذا
يحدثنا في هذا
الأصحاح عن:
1. تقديس
الأرض
وسكانها
[1-6].
2.
الراعي
المجروح
[7-9].
1.
تقديس الأرض
وسكانها:
يتحدث
عن سرّ تقديس
الأرض (الجسد)
وسكانها (النفس)
خلال ينبوع
الدم الإلهي
الذي يطهر من
كل خطية
ونجاسة وينزع
عنا كل روح
نجس ويبيد
فينا كل ما هو
ليس من الله،
قائلاً: "في
ذلك اليوم
يكون ينبوع
مفتوحًا لبيت
داود ولسكان
أورشليم
للخطية
وللنجاسة،
ويكون في ذلك
اليوم يقول رب
الجنود إني
أقطع أسماء
الأصنام من الأرض
فلا تُذكر بعد
وأزيل
الأنبياء
أيضًا والروح
النجس من
الأرض" [1-2].
ما هو
هذا الينبوع
المفتوح لنا
نحن بيت داود،
إذ صرنا فيه
ملوكًا،
ولسكان
أورشليم أي
المتمتعون
برؤية
السلام، هذا
الذي ينزع
الخطية والنجاسة
إلاَّ جراحات
الرب يسوع؟!
إنه ينبوع
التطهير
بالنسبة لنا
وعلة دينونة
للأشرار في
نفس الوقت.
هذا هو
الينبوع الذي
لا ينضب،
فتبقي
الكنيسة
ترتوي به كل
أيام حياتها
وتتقدس فيه
على الدوام.
يعلق القديس
ديديموس
الضرير على
هذا الينبوع
بقوله: [هذا
الرش أو السفك
يتم بواسطة
الدم الإلهي
للمخلص، هذا
الذي يتكلم
عنه القديس بطرس...
"للطاعة ورش
دم يسوع
المسيح،
لتكثر لكم النعمة
والسلام"...
كما يقول:
"عالمين أنكم
أُفتديتم لا
بأشياء تفنى
بفضة أو ذهب ...
بل بدم كريم
كما من حمل
بلا عيب ولا
دنس" (1 بط 1: 18-19).
فالذين يخضعون
هكذا للدم
المسفوك
ينالون قلبًا
طاهرًا،
قائلين كما لو
كانوا شخصًا
واحدًا في
صلوتهم
المتكررة بلا
إنقطاع:
"تغسلني
فأبيض أكثر من
الثلج"،
لينالوا الطهارة
التي قيل
عنها:
"الديانة
الطاهرة النقية"[69]].
هذا هو
ينبوعنا
الحيّ الذي
فيه نغتسل
ونتطهر من كل
نجاسة،
وخلاله ينقطع
من الأرض
أسماء الأصنام،
أن ينزع كل ما
لإبليس عن أرض
جسدنا فلا
تكون أرض
مملكته. إن
كانت الشريعة
قد منعت النطق
بأسماء
الآلهة
الوثنية[70]
إنما لكي لا
يكون لغريب
ذكر في جسدنا
بل يملك الله
وحده عليه.
ولا يقف
التقديس عند
إزالة إسم
الأصنام وإنما
يمتد إلى
إزالة
الأنبياء
الكذبة الذين
يعملون
لحسابها،
وأيضًا إزالة
الروح النجس
الذي هو روح
الضلال
والكذب.
وتظهر
قوة الحياة
المقدسة من
قوله أنه إذ
ينوح
الوالدان
التقيان من
أجل خطاياهما
لا يتركان
ابنهما يقوم
بدور نبي
كاذب، مفضلان
أن يطعنا
ابنهما بحربة
فيموت عن أن
يسمحا له
بالنبوة
الكابة [3]. هكذا
خلال الحياة
المقدسة ينزع
الشر تمامًا
وينفضح الأنبياء
الكذبة
ويخزون ولا
يلبسون ثوب
شعر لأجل الغش
[4]، فلا يحملون
زي الأنبياء
المتقشف، بل
ينكرون أنهم
أنبياء. هكذا
يفيض الله على
شعبه روح
النعمة
والتقديس فلا
ينخدعون بالمظاهر
الكاذبة ولا
يحتملون
الضلال.
إن
سألهم أحد عن
جراحتهم، إذ
عُرف أنبياء
الأوثان خاصة
البعل أنهم
يجرحون
أنفسهم عندما
يسألون
الآلهة (1 مل 18: 28)
فيجيب كل واحد
منهم من خوفه
وخجله أنه ليس
بنبي وإنما
مجرد فلاح جُرح
في بيت أحبائه
وليس خلال
العبادة [5-6].
والعجيب
أنه إن كان
النبي الكاذب
في خداعه يخفي
علة جراحاته
الحقيقية
فيخفي أنه جرح
نفسه بنفسه في
عبادة مضللة،
إذا بالسيد
المسيح كلمة
الله الحق
يُخرج بصدق في
بيت أحبائه،
فيخونه
تلميذه
وتسلمه خاصته
للموت... وكأن
الله يخرج حتى
من كلمات
الأشرار نبوة
صادقة عما يتم
في شخص
المسيا.
2.
الراعي
المجروح:
بينما
يُغالط النبي
الكاذب في أمر
جراحاته، إذ
بالسيد
المسيح يعلن
جراحاته
مقدمًا بروح النبوة،
إذ قيل: "إستيقظ
يا سيف على
راعيَّ وعلى
رجل رفقتي يقول
رب الجنود،
أضرب
الراعيَّ
فتتشتت الغنم
وأرد يديّ على
الصغار" [7].
يقول القديس
يوحنا الذهبي
الفم: [يثور
الشيطان بعنف
شديد ضد
المعلمين
لأنه بهلاكهم
يتشتت القطيع.
بذبح الغنم
يقل القطيع لكن
بإصابة
الراعي يهلك
القطيع كله...
بنفس واحدة
يهلك الكل[71]].
هذا ما ظن
الشيطان أنه
قادر أن يفعله
بضربه للمسيا
المخلص، ظن
أنه يضرب
الراعي
فيتشتت الغنم
ليرد يده
متسلطًا على
الصغار]. يقول القديس
ديديموس
الضرير: [عن
هذه النبوة
كتب متى
الإنجيلي
عندما قُبض على
يسوع وهرب
تلميذه: "لكي
يتم ما قيل
بالأنبياء"
(مت 2: 23)، "إنيّ
أضرب الراعي
فتتبدد خراف
الرعية" (مت 26: 31).
يفهم من كلمة (أضرب)
وغيرها من
الكلمات
الخاصة
بالموت أن الراعي
يبذل نفسه عن
الخراف (يو 10: 15)،
يبذل نفسه فدية
عن كثيرين (مت 20:
28)].
خلال
هذه الجراحات
يقول الرب أن
ثلثي سكان الأرض:
"يُقطعان
ويموتان
والثلث يبقى
فيها، وأدخل
الثلث في
النار
وأمحصهم كمحص
الفضة وأمتحنهم
إمتحان
الذهب، هو
يدعو بإسمي
وأنا أجيبه،
أقول هو شعبي
وهو يقول الرب
إلهي" [8-9].
إن كان
بسبب رفض
جراحات السيد
أو رفض السيد
المجروح عن
البشرية
يُقطع ثلثا
الأرض من أرض
الأحياء
ويموتا
أبديًا فإن
الثلث يدخل
تحت نار
الضيق،
ليشاركوا
مخلصهم
المجروح
بجراحاتهم،
أو بمعني آخر
يحملون
جراحتهم فيهم
علامة
إتحادهم معه.
بالضيق
تدخل الكنيسة
في أتون
الصليب
لتُعلن فيها
كلمة الله
كفضة مصفاة
سبع مرات (مز 12:
6)، وتعلن
حياتها كذهب
مصفى، أي حياة
سماوية روحية
مملوءة
بالغنى
الحقيقي والمجد
الأبدي. فإن
كانت الفضة
تُشير إلى
كلمة الله[72].
هكذا كل نفس
تود أن تحمل
فضة صادقة أي
شهادة لكلمة
الله، وتصير
بطبيعة
سماوية (ليست
ترابية)،
روحية (غير
جسدانية) لها
الغنى
والسلطان الحق،
يليق بها أن
تمتحن بنار
الصليب. مثل
هذه النفس
تسمع الصوت
الإلهي يقول:
"هو شعبي" أي
يضمها
للعضوية
الحقيقية
لكنيسته
السماوية،
إما هي فتُرنم
بفرح قائلة
له: "الرب
إلهي"!
[69] ترجمة الدكتورة مني أبو سيف حلمي.
[70]
Tert. On Idoltary
20.
[71]In I Tim hom 1: 1
[72] راجع تفسير زك 11: 12-14؛ 6: 9-15 (سابعًا).