"لأنه تعلق بي أنجيه. أرفعه لأنه عرف اسمي. يدعوني فأستجيب له، معه أنا في الضيق، أنقذه وأمجده من طول اليام أشبعه، وأريه خلاصي." (مز91: 14 -16)
قررت نعمى اليهودية الرجوع من بلاد موآب بعد أن مات زوجها وولداها هناك، وأرادت أرملتا أبنيها المؤآبيتان الذهاب معها إلى بلاد اليهودية، ولكن نعمي طلبت منهما الرجوع إلى بلدهما. فرجعت واحدة من الأثنتين، وأما الأخرى والتي تسمى راعوث فأصرت على الذهاب مع حماتها قائلة عبارتها المشهورة: ".. شعبك شعبي وإلهك إلهي" فذهبت مع حماتها حتى دخلت معها بيت لحم اليهودية حيث استقرت فيها. وخرجت راعوث إلى الحقول لتلتقط سنابل قمح من وراء الحصادين لتجد ما تأكله هي وحماتها، وهناك تعرفت ببوعز الذي دبر الله لها الزواج منه، ومنه أنجبت يسى أبو داود النبي والملك، وهكذا دخلت راعوث الموآبية ضمن سلسلة أنساب السيد المسيح له المجد.
- عرفت راعوث الله من خلال علاقتها بحماتها بعد أن رأت فيها الكثير من الفضائل التي تشهد لعظمة إله إسرائيل، ولهذا استراحت نفس راعوث لإله الآلهة وتعلقت به، ولم تتردد في التضحية من أجل الله بترك الأهل، والأصدقاء والأرض التي تربت فيها.
- إن من يريد أن يحتفظ بعلاقة قوية مع الله لايسمح للعقبات أن تقف حائلاً أمام علاقته بالله، فيضحى إذا اقتضت الضرورة بكل غال، والتضحية من أجل الله تدل على قوة إيمانة، وجديته وطلبه إرضاء الله. لقد أظهر أب الآباء إبراهيم تمسكه بإلهة. فأطاع الله وأخذ وحيده إسحق ليقدمه محرقة لله على جبل المرايا أما الله العادل والمحب الذي يكافئ من يتمسك ويتعلق به فقد كافأه بوعده له ولنسله بالبركه،
- لقد سجل الكتاب المقدس سير الكثير من القدسين الذين تعلقوا بالله وضحوا بالكثير من أجله، ومن أمثال هؤلاء داود الذى رفعه الله ونجاه من مطاردة شاول، ودانيال الذي أرسل له الله ملاكه ليسد أفواه الأسود والثلاثة فتية القديسون الذين نجاهم الله من لهيب الآتون، أما أيوب الذي تمسك بالله بالرغم مما أصابة من بلايا فقد نجاه اللة من تجارب الشيطان وعوضة عما فقده ضعفين.
أخي....أختي:
إذا قابلت عقبات أو صعوبات في طريق جهادك فتمسك بالله، ولا تتردد في تقديم التضحيات، وثق أن الله لايخزي من يتعلق به، وأنه سيرفعك كما رفع راعوث الغريبة الجنس لتكون جدة له.