الجفون المغلقة

كان هناك بنت فاقدة البصر ، كَرهتْ نفسها لأنهاكَانتْ عمياءَ ،
وكرهت كُلّ شخص في الدنيا ، ماعدا حبيبها المحبِّ ،
وهو الذي كَانَ دائماً بقربها.
. أخبرت الفتاة حبيبها : فقط اذا تمكنت أن أرى العالم, فسأتزوجك. في أحد الأيام تبرع شخص ما بزوج من العيونِ إليها ،
وعندما تم إزالة الضمادات ، أصبحت الفتاة قادرة على رُؤية كُلّ شيءِ ، بما في ذلك حبيبها ..!!!
سَألَها : (الآن بما أَنْ بإمكانك أن تَشاهدي العالمَ ، هَلْ ستَتزوّجُينني) ؟
نَظرتْ البنتُ إليه وكانت مفاجأة لها أنه كَانَ أعمى،
وجفونِه المُغلقةِ صَدمتْها ، وهي التي ما كَانت لتتوقع ذلك ،
وفكرت بأنها ستقضي بقية حياتها إلى جواره ؟؟؟
مما دفعها لرفض الزَواج به.
تَركَها باكياً وبَعْدَ أيام كَتبَ إليها مُلاحظة :
رجاءً إعتني كثيراً بعينيِكَ يا حبيبتي ، فقد كانتا عيناي من قبل.
هكذا دماغ الإنسان يَعْملُ في أغلب الأحيان ، عندماتَتغيّرُ منزلتنا ،
فقط القليل جداً يَتذكّرُ ما كانت حياتنا قبل ذلك ، وكيف كنا دائماً إلى جانبِهم في الحالاتِ الأكثر ألماً .
الحيــــــــــــــاة هديــــــــــة الله له المجد,
من اليوم وقبل أن تتلفظ بأي شيء غيرى لطيف ، فكر بالذين لا يستطيعون الكلام,
وقبل أن تنتقد الطعام الذي تتذوقه ،
فكر بمن ليس لديهم شيء يأكلونه،
وقبل أن تنتقد زوجتك ،
فكر بمن يتضرع إلى الله للحصول على زوج أو زوجة،
وقبل أن تعترض على الحياة فكر بمن سبقك مبكراً إلى السماء،
وقبل أن تشكو من طول المسافة التي تقودها بسيارتك ،فكر بمن يقطعون نفس المسافة على أقدامهم،
وعندما تتعب وتشكو من عملك ، فكر بمن ليس لديه وظيفة مثل وظيفتك وعاطل عن العمل، وعندما تبدأ أفكارك بإحباطك ،
أرسم اشارة الصليب على رأسك و إبتسامة على وجهك وفكر بأنك ما زلت حياً وأشكر الله على نعمه كلها.