الوقت المناسب
قال الكتاب: \"لكل شىء زمان ولكل امر تحت السماء وقت\" (جا3: 1). والعمل الروحى ينبغى ان يعمل فى الحين الحسن.
الرب حينما تجسد، تجسد فى \" ملء الزمان\". فى انسب وقت، بالنسبة الى إكمال النبوات واستعداد العالم لقبول الكلمة وفهم عمل الفداء.
وعلمنا بهذا ان نضع الوقت المناسب فى اعتبارنا: فى العمل، فى الكلام، فى الصمت، فى الخدمة، فى كل شىء.. مثل النباتات التى لا تزرع الا فى موسم معين، فى الجو المناسب، حرارة وبرودة ورياحا.
ومن جهة الكلام يقول الكتاب:\" للسكوت وقت وللتكلم وقت\" (جا3: 7). وقيل ايضا \" تفاحة من ذهب فى مصوغ من فضة، كلمة مقولة فى وقتها\". والانسان الحكيم لا يتكلم فى الوقت الذى يجب فيه الصمت، ولا يصمت فى الوقت الذى يجب فيه الكلام..
ان عاتبت انسانا، تخير الوقت المناسب للعتاب، والا اتى عتابك بعكس ما تريد.. انتهز الوقت المناسب الذى يكون فيه غيرك مستعدا لسماعك ومستعدا لقبول كلامك.
ولا تطلب من احد شيئا فى وقت يكون فيه مشغولا ومتعبا ومتضايقا.. فان هذا ليس بالوقت المناسب الذى تطلب فيه شيئا..
على انه ان كان لكل شىء وقته المناسب، الا ان التوبة بالذات يصلح لها كل وقت.
لا تقل: حينما يأتى زمان التوبة، سأتوب..! حينما اجد فرصة مناسبة سأتوب فالآن وقت مقبول، والآن ساعة خلاص. كما يقول الرسول..
ومع ذلك، فهناك اوقات نعتبرها اكثر مناسبة واكثر تأثيرا \" ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم\"
ولهذا هناك اشخاص نهازون للفرصة، لا يتركون الفرصة تفلت من ايديهم حينما تعمل النعمة فيهم..
ان تأثروا بكلمة سمعوها فهذا وقت مناسب مثلما سمع الانبا انطونيوس كلمة فغيرت حياته. ورأى امامه حادثة معينة (موت ابيه) فانتهزها، واخذ منها كل ما فيها من تأثير جعله يزهد الحياة..