"لذلك نحترص ...أيضاً أن نكون مرضين عنده. لأنه لابد أننا جميعا نظهر أمام كرسى المسيح،
لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ماصنع، خيراً كان أم شراً(2كو5: 9، 10)
وصف نحميا أمانته وخدمته بإخلاص أثناء عمله والياً على اليهودية فى عصر أرتحشستا الملك قائلاً: "لم آكل أنا ولا إخوتي خبز الوالي، ولكن الولاة الأولون الذين قبلي ثقلوا على الشعب. وأخذوا منهم خبزاً وخمرا فضلا عن أربعين شاقلا من الفضة. حتى إن غلمانهم تسلطوا على الشعب. وأما أنا فلم أفعل هكذا من أجل خوف الله. وتمسكت أيضاً بشغل هذا السور.ولم أشتر حقلاً وكان جميع غلماني مجتمعين هناك على العمل وكان على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلاً فضلاً عن الآتين إلينا من الأمم الذين حولنا".
من يخاف الله يؤدي عمله بكل أمانة مدققاً لكي لايخطئ أو يقصر فى مهام عمله .لقد كان خوف الله يملأ قلب نحميا لذلك كان ناظراً لله الذى يجازي كل إنسان كحسب أعمالة فلم يثقل على الفقراء والمساكين.
لأن الله هو المدافع عنهم وهو قاضيهم.وكان يعمل فى شغل السور بأمانة لأن الله يلاحظ ويقيم عمل الإنسان ويكافئة ولم يتسلط نحميا على الشعب مستغلاً مركزه المرموق. لأنه كان يعلم أن الله يقاوم القساة المستكبرين.
يستغل البعض سلطات وظيفته ليحقق مكاسب شخصية لكن من يخاف الله كنحميا الوالي يعمل بأمانة غير ناظر لمنفعته الشخصية مع أن هذا كان معتاداً ومتوقعاً من الولاة والملوك. لقد أدرك نحميا أن الإنسان لايمكنه أن يسعى لتحقيق مكاسبه الشخصية ويسلك بأمانة فى عمله فى آن واحد دون تعارض. فالأمانة فى العمل. ومخافة الله تستوجب التضحية والتعب أما من يضع مكاسبه الشخصية هدفا يسعى لتحقيقه فيفضل الراحة حتى ولو كانت على حساب أمانته فى العمل فكيف إذا تحقيق الهدفين معاً فى وقت واحد؟ وقد علمنا رب المجد أن الأجير الذى لا يهمه شيئ غير ما يتقاضاه من أجرلا يبالي بالخراف لذلك حينما يرى الذئب مقبلا يترك الخراف ويهرب، فيخطف الذئب الخراف ويبددها لقد كانت وظيفة نحميا كوالي شهوة للكثيرين من الذين يطمعون فى الرفاهية والطعام الفاخر وتعظم المعيشة وامتلاك الحقول. لكن نحميا الرجل الخائف الله تنازل عن الكثير ولم يطلب على مائدته ماكان يتمتع به الولاة السابقين من ولائم مفضلاً العمل بجد وأمانة على أكل خبز الوالي، عالماً أن الله سيكافأه عن أمانته بالأجر السمائي.
أخى ....أختى:
إن كان الله قد أوكل إليك مركزاً أو وظيفة فى العمل ،أو فى خدمة الكنيسة، أو فى خدمة المجتمع ،فاعلم أنك ستعطى لله حساباً عن هذه الوزنة يوماً ما. فلا يكن هدفك في العمل مكسب شخصى بل تتم عملك بأمانة، وتتشبه بنحميا الذى كان يخاف الله ويحرص على عمل مايرضيه رافضاً خبز الوالي.