"....كما هو مكتوب: " ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات"(رو10: 15)
"طوبى لصانعى السلام، لأنهم أبناء الله يدعون"(مت5: 9)
دخل نوح البار الفلك، وأغلق الله عليه بابه، واندفعت المياة لتغرق كل حي، فهلكت المخلوقات من طير وحيوان وإنسان وغطت المياه الكل وظل الفلك سائراً على وجه الماء إلى أن استقر بعد عدة أشهر على جبل أراراط. فأرسل نوح الغراب لعله يأتيه بدليل على انحسار المياه وظهور مظاهر الحياة، ولكن الغراب لم يرجع ثانية، فأرسل الحمامة، ولكنها رجعت للفلك ثانية لأنها لم تجد مستقراً لرجليها وبعد سبعة أيام أرسلها نوح ثانية، فحضرت في المساء ومعها ورقة زيتون خضراء في فمها ثم بعد ذلك أرسلها نوح ثالثة فلم ترجع.
- حملت الحمامة ورقة زيتون في فمها لتبشر نوح وأسرته بأمل مشرق في حياة جديدة من بعد الموت الذي عم الخلقة ولذلك صارت الحمامة وفي فمها غصن الزيتون رمزاً للسلام على مر الزمان. أما العذراء مريم فقد صار الخلاص بابنها الرب يسوع المسيح.
- لقد كانت حمامة نوح رمزاً للعذراء مريم، التي حملت للعالم سلاماً وبهجة بالخلاص من الموت الأبدي وهذا هو سر ابتهاج أليصابات عندما دخلت إليها العذراء وهي حبلى بمخلص العالم. لقد أدركت بالروح القدس ماتحمله هذه الحمامة الوديعة من بشرى مفرحة لجنس البشر فصرخت قائلة: "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى"؟ فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني".
- يسجل لنا الكتاب المقدس مرة ثانية مشهد العذراء (الحمامة الحسنة)في دخولها للهيكل وعلى ذراعيها ابنها الرب يسوع وكيف تهلل وسبح رجال ونساء أتقياء كانوا ينتظرون المخلص الفادي ملك السلام وكان ضمن هؤلاء كاهن شيخ اسمه سمعان عاش حوالي300عام (ثلثمائة عام) منتظراً رؤية مخلص العالم المولود من فتاة عذراء فلما رآها أخذ الصبي وحمله على ذراعيه وبارك الله قائلاً: "الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد ابصرتا خلاصك"
- لقد صارت أمنا العذراء الحمامة الحسنة قدوة لكل من يشيع السلام والطمأنينة فيمن حوله، وقد كتب سفر الأعمال أن معلمنا بولس الرسول ورفيقه القديس سيلا كانا محبوسان في السجن بمدينة فليبي، وفي نصف الليل كانا يصليان ويسبحان الله فعم السلام بين المساجين فلما حدثت زلزلة وانفكت قيود الجميع ظل الجميع في أماكنهم ولم يهرب منهم أحد.
أخي....أختي:
إن كنت أبناً لله فلابد أن تحيا بحسب وصايا أبوك السماوي ملك السلام. فهل أنت حقاً صانع سلام كما أوصاك الرب؟ أن بنوتك لله تحتم عليك أن تحتاط لنفسك في الكلام والتصرف لئلا تعثر غيرك وتحتم عليك أيضاً التكلم بالكلام الطيب النافع المملوء رجاء لتشيع سلام المسيح وفرحه فيمن حولك. حينئذ ستفرح بك أمك العذراء الحمامة الحسنة.