"يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (ام 26:23).
رجع الابن الأصغر بعد أن ترك بيت أبيه، وذهب إلى كورة بعيدة ليحيا مع أصدقاء السوء وبعد أن بدد كل ما له رجع إلى نفسه فندم وقدم توبة وقام وذهب إلى أبيه، فقبله أبوه بفرح، وأقام وليمة للاحتفال بعودته، فلما رجع أخوه الأكبر من الحقل سمع صوت آلات الطرب، فغضب ولم يرد أن يدخل البيت، فخرج إليه أبوه وطلب منه أن يدخل، فأجاب وقال لأبيه: "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها ولم أتجاوز وصيتك وجدياً لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني، ذبحت له العجل المسمن" فقال له الأب: "يا ابني أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك ولكن كان ينبغي ان نفرح ونسر لأن اخاك هذا كان ميتاً فعاش وكلن ضالاً فوجد".
- عاتب الابن الأكبر أبيه لأنه لم يحصل منه على جدي ليأكله مع أصدقائه كما فعل أخوه الأصغر، ومع أنه لم يبعد عن بيت أبيه مع أصدقاء السوء لكنه لم يكن سعيداً في البيت وتمنى أن يسعد مع أصدقائه كأخيه بعيداً عن المنزل.
- كان الابن الأكبر مهتماً بنفسه فقط ولم يكن قلبه مملوءاً بالمحبة تجاه أبيه أو أخيه، ولذلك اغتاظ من الاحتفال بعودة أخيه متجاهلاً أهمية رجوعه وامتنع عن مشاركة أبيه فرحته لرجوع ولده الحبيب، ولو كان- فرضاً- يحب أبيه لأدرك مقدار معاناة أبيه في فقدانه ولده، وكان أول المشاركين له في فرحه.
- عاش هذا الابن المسكين في البيت في بؤس متضجراً لأنه اعتبر نفسه كأحد الخدام المأجورين الذين يخدمون في البيت نظير مقابل مادي، ولم يتمتع بوجوده مع أبيه لأنه لم يدرك مقدار حب أبيه له، لقد ضل وعاش تائها غريباً عن أبيه مع أنه لم يفارق البيت.
- يمثل الابن الأصغر الإنسان الخاطئ الذي يحيا في الشر بعيداً عن الله، أما الابن الأكبر فيمثل الذين يعبدون الله بطريقة شكلية، فيواظبون على العبادة بلا روح بل قد يكونون خداماً في الكنيسة ولكنهم مبتعدون بقلوبهم وأرواحهم عن الله.
أخي....أختي:
احرص ان تتعرف على الله من خلال علاقة شخصية قلبية عملية: تهتم فيها بالممارسات الروحية العميقة كالصلاة، والصوم والتأمل، ودراسة الكتاب المقدس، واحذر أن تعبد الله بطريقة روتينية أو بطريقة شكلية، واحذر أيضاً أن تكون علاقتك بالله على أساس مادي لئلا تضل كهذا الابن الذي ضل وهو في بيت أبيه.