".... بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ،... الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل."(1بط2: 20 -23)
غار شارل الملك من داود بعد انتصاره على جليات المحارب الفلسطيني، فأمر رجال مملكته بتعقبه وقتله، فهرب داود وسكن في البراري ومغاير الجبال، وفي أحد الأيام دخل شاول أحد الكهوف، وكان داود ورجاله مختبئون داخل الكهف، ولم يكتشف شاول وجودهم داخل الكهف لأن الكهف كان عميقاً ومظلماً، وألح رجال داود عليه ليقتل شاول لكنه رفض. ومرة أخرى تسلل داود ونزل إلى المكان الذي نصب فيه شاول ورجاله خيامهم فوجده نائماً وحوله رجاله يغطون في نوم عميق، ولكن داود رفض هذه المرة أيضاً أن يمد يده ويقتله. وأخيراً هرب داود إلى أرض الفلسطينيين وظل هناك حتى مات شاول.
- ظل داود طريداً وشريداً يعانى كثيراً بسبب مطاردة شاول له، ولم يخطئ في حقه، ولم يصنع به شراً، لكنه صنع نصراً عظيما لمملكة إسرائيل. فهل هذا هو جزاؤه على ما صنعه من خير؟. قبل الضيق ومرارة النفس في صبر شهور كثيرة بل سنوات. قبل الشدة واعتبرها تجربة من يد الرب. صبر على شاول مع انه قد أتيحت له فرصة سهلة لقتله مرتين، لكنه لم يشأ أن يتخلص من الضيق بمخالفة وصايا الله، وكان محباً لله وللناس فخاف أن يصنع به شراً ولذلك فضل الصبر والتسليم لله.
- إن من امتلأ قلبه بالمحبة يفضل الصبر والتسليم لله، وحمل الصليب على الخروج من مأزق الشدائد بطريقة خاطئة، ولا يقبل أن يسيء لمن ظلمه لأنه يؤمن أنه ابن لله كلي المحبة، وهو محب مثل أبيه السماوي، ولا يستطيع أن يصنع شراً رداً على شر الأشرار لكنه يسلم لله الذي يقضي بعدل واثقاً أن كل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب.
أخي....أختي:
حينما تتعرض ظلماً لشدائد أو ضيقات من الزملاء أو الأصدقاء أو الأهل أو أحد أفراد الأسرة، أو...أو... من حقك الدفاع عن نفسك ولكن احذر أن تستخدم أساليب خاطئة تخالف بها وصايا الله لتخلص نفسك من الشدة، ولا تتشبه بأهل العالم الذين يستخدمون الوشاية، أو المكر أو تشويه سمعة خصومهم، أو الافتراء والاتهامات الباطلة، أو العنف، أو الرد بالمثل. بل اصبر لإله خلاصك وثق، أنه قادر على خلاصك وأنه قادر أن يعوضك عن صبرك أضعافاً.