خرج الأب ليشترى بعض الأشياءوترك إبنه وحيدا فى المنزل,وبعد فترة من خروجه حدث حريق فى المحل أسفل المنزلمنع السكان من الخروج,واضطرب السكان وخاف الجميعوابتدأوا يلقون بأنفسهم من الشرفاتأو يصنعون من الأغطية حبالا وينزلون,والدخان الأسود يتصاعد و يحجب عنهم الرؤية,ورجع الأب وشاهد إبنه...حبيبه يقف على سور الشرفةوالدخان المتصاعد يحيط بهولا يقوى على عمل أى شىء,والنيران تقترب منهفنادى عليه...يا إبنى...يا حبيبى أتسمعنى؟أنا والدك...إنى أراك ولكنك لا ترانىلأن الدخان يعمى عينيك...فلا تخف... أنا هو...ثق فى و إرمى بنفسك وستجد أحضانى فى إنتظارك...وسمع الإبن الصوت...صوت أبيه الذى يحبه ولكنه خاف وتردد...وابتدأ يفكر فى إحتمالات كثيرة وقال الإبن....لا أستطيع يا أبى...لا أقدر أن أرمى بنفسىمن الأفضل أن أعمل مثل باقى السكانفأصنع حبالا من الأغطية وأحاول الوصول إليك بهاولكنها قد تحترق .أوأنتظر قليلا فقد تبتعد النيران عن الشرفة...ولكن هذا غيرمؤكد...آه يا أبى... لست أدرى ماذا أفعل...إنى خائفوهنا صاح الأب بصوت كسير وحزينولكنه مفعم بالحب...إذا كنت تحبنى وتثق فى إرمى بنفسك...لا تفعل شيئا ولا تحاول أن تفعل...فقط ثق ولا تخف...إنى أراك يا إبنى...سأمسك بك وآخذك فى أحضانى,إنى فاتح ذراعى وأحضانى فى إنتظارك...هيا لا تضيع حياتك...أرجوك بل أتوسل إليك ياإبنىوأغمض الإبن عينيه وترك كل محاولاته العقيمةورمى بنفسه فى وسط الدخانواثقا من أبيه,لأنه لم يكن هناك أى منقذ آخر..وفجأة وجد نفسه فى أحضان أبيهالذى قال له بحب وعتاب :يا إبنى...لماذا شككت؟,ألا تعرف أنى أحبك وإنك جزء منى,فنظر إليه الإبن والدموع فى عينيهفرحا بأحضان أبيه ونادما على عدم ثقته فيهأليست هذه هى قصة كل واحد منا,نار الأبدية تقترب منا...ودخان العالم يعمى أعيننا ويخنقنا,ونحن نحاول أن نصنع حبالا واهية نتعلق بها,والرب ينادى علينا فهل نسمع صوته ونثق فيه
\" خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى, وأنا أعطيها حياةأبدية ولن تهلك إلى الأبد, ولايخطفها أحد من يدى\"