إن قول الرب هذا جاء ضمن خطاب طويل أعلن في نهايته الرب حُكمه بدينونة أمة اليهود الرافضة له. لقد خص الرب هذا الجيل بالعقاب، لأنه يمثل أمة اليهود الأشرار، وقد أوضح الرب في هذا الخطاب كثرة شرورهم. في النقاط التالية نشرح بالتفصيل ذلك:
أولًا: قصد الرب من عبارة: "هذا الجيل":
- الجيل المعاصر للرب يسوع المسيح:
إن المقصود بكلمة هذا الجيل في قول الرب يسوع هو شعب اليهود، أو شعب إسرائيل المعاصرين للسيد المسيح، الذين رفضوا دعوته لهم بالخلاص، ولم يكتفوا بذلك فقط، بل إنهم فاقوا في شرهم كل من سبقهم بصلبهم الرب يسوع، وأيضًا بقتلهم، وسفكهم دماء رسل الرب، وتلاميذه، والكثيرين ممن آمنوا بالمسيح في وحشية بالغة.
- آخر أجيال أمة اليهود أو أورشليم العاصية:
نحن نعلم أن الله يجازي كل إنسان بحسب أعماله، ولكن إعطاء الويل لجيل بأكمله يشير لعقاب يشترك فيه جميع أفراد ذلك الجيل. إن العقوبة، التي أتت على ذلك الجيل لم يقصد بها الرب استحقاقهم عقوبة أبدية فقط (دينونة جهنم)؛ بل قصد أيضًا ويلات زمنية أرضية أتت على جميع أفراد ذلك الجيل، وتمثلت في تخلي الله عنهم بسبب شرورهم. لقد خرَّب القائد الروماني تيطس (عام سبعين من ميلاد الرب يسوع المسيح) مدينتهم المحبوبة أورشليم، وهدم هيكلهم ولم يترك فيه حجرًا على حجر بحسب نبوءة الرب عليهم.. لقد تشتتوا في أنحاء العالم وزال مجدهم.
أما ما يؤكد أن هذا هو قصد الرب هو قوله في نفس الإصحاح من إنجيل القديس متى الرسول: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا...هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا"(مت٢٣: ٣٧- ٣٨).
ثانيًا: لماذا جيل بأكمله؟
إن الله له السلطان الأوحد والمطلق على خليقته في كل الأحوال. ويمتد سلطان الله ليشمل الجميع أفرادًا، وجماعات، وممالك، وإمبراطوريات، ولهذا جاء حكم الله على الجيل الشرير بأكمله. لقد شهد نبوخذنصر (الوثني) أعظم ملوك مملكة بابل لله خالق السماوات، والأرض إله دانيال قائلًا: "فَأَجَابَ الْمَلِكُ دَانِيآلَ وَقَالَ: "حَقًّا إِنَّ إِلهَكُمْ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ، إِذِ اسْتَطَعْتَ عَلَى كَشْفِ هذَا السِّر"(دا٢: ٤٧).
- ضرورة امتداد سلطان الله على ممالك الأرض:
إن أي مملكة لها قوانينها، وسياساتها الخاصة بها، والتي قد تكون شريرة وضارة، وقد يكون لهذه المملكة خطاياها، وشرورها التي يشترك فيها جميع، أو أغلبية رعاياها، ولهذا ليس من المعقول أن يؤدب ويعاقب الله الأفراد، بينما تفلت الممالك من سلطانه أو من عقابه وتأديبه، لأنه ملك الملوك، ورب الأرباب كما شهد نبوخذنصر الوثني.
لقد أظهر الله سلطانه على القبائل، والمجتمعات والممالك منذ أن أنشأ الأرض، وما عليها. فقد سجل سفر التكوين قصة العصاة من أبناء نوح، الذين تجمعوا تحت قيادة موحدة؛ بغرض العيش بعيدًا عن سلطان الله، وعدم الخضوع له، وخططوا وشرعوا في بناء برج رأسه في السماء حتى ينجوا إذا أتى عليهم الله بطوفان آخر، ولكن الله بلبل ألسنتهم وبددهم فخربت مدينتهم كقوله: "هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ". فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ"(تك١١: ٧- ٨).
- الله يؤدب ويعاقب الأمة والمملكة الشريرة:
أعلن الله الويلات لأمة بني إسرائيل؛ وذلك بسبب فسادهم وشرهم. لقد أعلن إشعياء النبي عن الويل الذي ينتظر شعب الله بسبب شرورهم قائلًا: "وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ، الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ، نَسْلِ فَاعِلِي الشَّرِّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ! تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ"(إش١: ٤).
وقد أرسل الله أنبياءه في العهد القديم بنبوءات على ممالك ذلك الزمان، مؤكدًا سلطانه عليها كقوله: "اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ"(إر١: ١٠).
- سلطان الله على الممالك هو إعلان عن قداسة الله وهيبته:
اعتزت الشعوب القديمة بآلهتها، واتخذت من قوة آلهتها المزعومة دليلًا على وجودها، ووجوب العبادة لها، فمثلًا رأت الشعوب، التي عبدت الشمس في دفء الشمس وحرارتها مبررًا لعبادتها، ورأت الشعوب التي عبدت آلهة الشر في قوتها على الإيذاء (بحسب تخيلهم) مبررًا في عبادتها... وهكذا. وسط هذا التضليل والتخبط، كان يلزم على الإله الحقيقي أن يظهر سلطانه على الكون كله، بما فيه من قبائل وممالك، وأيضًا أن يخص شعبه بالحماية، والتأديب، والعقاب حين يخطئون، وهكذا يعلن الله عن قدرته غير المحدودة وسلطانه وقداسته ومحبته و… و… و… بطريقة علنية واضحة في الأرض كلها.
لقد أكد الكتاب سلطان الرب على الأرض كلها، حتى وإن اجتمعت الممالك، وهاجت على الرب أو على شعبه قائلًا: "عَجَّتِ الأُمَمُ. تَزَعْزَعَتِ الْمَمَالِكُ. أَعْطَى صَوْتَهُ، ذَابَتِ الأَرْضُ. رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ"(مز٤٦: ٦- ٧).
- لأن الجيل بأكمله، أو أمة اليهود قد عمها الضلال:
يصبر الله كثيراً على الأمم والشعوب، وقد يطول صبر الله على أمة ما عشرات أو مئات السنين كما حدث مع أهل كنعان، الذين طردهم الله بعد صبره عليهم أكثر من أربعمائة عام، ولكن الله لن يترك تلك الممالك في شرها إلى الأبد. فإذا ساد الفساد، وعم الشر أغلبية الشعب في أمة أو مملكة ما؛ فلا أمل حينئذ في توبتهم ورجوعهم عن شرهم، لأن الفساد يستشري بتلقائية في جسد تلك الأمة، أو المملكة بسرعة، ولا أمل في شفائها من فسادها، كما أن الجسد إذا عم أغلب أعضائه مرض خطير تأكد الطبيب من موته؛ ولهذا يصدر الله حكمه بانتهاء تلك المملكة، التي سادها الضلال والشر؛ بل سينهي العالم الحاضر وقتما يعمه كله الفساد كقول الرب: "أَقُولُ لَكُمْ: وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟"(لو8:18).
لقد قدم الكتاب المقدس خير مثال على ذلك، وهو: صبر الرب وتأنيه في عقاب مدينتي سدوم وعمورة، اللتين لم تستفيدا من طول إمهاله لهما، وأناته عليهما؛ أملًا في خلاص أهلهما.
فقد زادتا وأكثرتا تلك المدينتان من شرهما، حتى عمت الخطية والفساد الجميع ما عدا أبينا لوط وأسرته.. لقد أكد الرب هذا عندما أعلن لأبينا إبراهيم أنه مستعد أن يصفح، ولا يهلك، إن وجد فيهما عشرة أبرار قائلًا له: "فَقَالَ: "لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ". فَقَالَ: "لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ"(تك١٨: ٣٢).
- الله لا يأخذ البار مع الأثيم:
إن الله يعاقب أمة، أو مملكة فاعلى الإثم، الذين استشرى شرهم، لكنه مع هذا لا يأخذ البار مع الأثيم، إنه ينقذ الأبرار، ويتعامل معهم بما يتناسب مع براءتهم، وهذا واضح من إنقاذ نوح وبنيه من الطوفان، ويتضح أيضًا من إنقاذ لوط وأسرته من حريق مدينتي سدوم وعمورة، وقد حدث ذلك أيضًا مع اليهود الأتقياء، الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح. فقد أعطى الرب الأتقياء منهم علامة أثناء خراب أورشليم في عام 70م؛ ليهربوا قبل وقوع ذلك الويل فنجوا. أن الرب الأمين والعادل يقدر أن يحفظ الأبرار، ويوجد لهم مخرجًا من التجارب، ويحولها لخيرهم كقوله: "يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ"(٢بط٢: ٩).وقوله: "... وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا"(١كو١٠: ١٣).
ثالثًا: استحقاق ذلك الجيل للعقاب والتأديب:
كان ذلك الجيل أشر جيل من أجيال أمة اليهود. لقد شهد الرب بشر هذا الجيل قائلًا: "جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ..."(مت١٦: ٤).
لقد وصف الله هذا الجيل بأنه فاسق، ومعنى هذه الكلمة في قاموس اللغة هو العصيان، والفُجر، أو هو الخروج عن طاعة الله، أو هو صنع الشر بلا مبالاة. إن شر أي جيل من الأجيال يعتمد أو يتحدد بما يأتي:
١. رفض رسل وأنبياء الله، الذين يحملون رسالته لهم:
لقد رفض ذلك الجيل أعظم رسالة، وأجل إعلان من السماء وهي رسالة وإعلان الرب يسوع ابن الله الحي. إن أجيال اليهود السابقة لمجيء المسيح قتلوا الأنبياء المرسلين إليهم.. أما هذا الجيل فقد رفض، وقتل ابن الله الوحيد الجنس، الذي أرسله الآب إليهم كقول الرب يسوع نفسه: "ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!"(مت٢١: ٣٦- ٣٨).
٢. عظم خطاياهم وجرائمهم:
اقترف هذا الجيل الكثير من الخطايا، والجرائم. وقد أعلن لهم الرب يسوع ما تستحقه هذه الخطايا من ويلات من خلال إلقائه عليهم خطابًا طويلًا، معددًا لهم الويلات الكثيرة، وأسبابها مبتدئًا خطابه بقوله لهم: "لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ"(مت٢٣: ١٣).
أما آخر خطابه فقد أنبأهم الرب بما سيأتي عليهم من ويل؛ بسبب ما اقترفه هذا الشعب من قتل للأبرياء المرسلين إليهم، وسفك لدم أنبيائهم قائلاً: "لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَح"(مت٢٣: ٣٥).
٣. رفضهم للرب يسوع المسيح البار والقدوس:
لقد فاض كيل شرورهم برفض الرب يسوع المسيح، وعدم تجاوبهم مع ما قُدم لهم من إعلانات، ونعم وبركات إلهية، وذلك مثاله إهمال طالب لشرح، وعناية أخلص، وأعظم المدرسين. لقد أكد الرب هذا المفهوم قائلًا عن شر بعض المدن في زمن تجسده: "وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا، لَتَابَتَا قَدِيمًا فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ"(مت١١: ٢١).. وأيضًا قوله: "وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً"(يو٣: ١٩). وقوله أيضًا: "وَأَنْتِ يَا كَفْرَ نَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ! سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ"(مت١١: ٢٣).
٤. قتل الرب يسوع والكثيرين من تلاميذه وأتباعه:
إن أعظم الجرائم، التي لأجلها أتت اللعنة، والدمار على هذا الجيل لم يذكرها الرب، لأنهم لم يكونوا قد أتموها بعد، وهي صلب الرب يسوع ابن الله الوحيد. لقد شهد الرب بفظاعة هذه الجريمة عندما أعلن عن بشاعة ما ينتظر يهوذا الذي أسلم الرب يسوع لهم من دينونة قائلًا: "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!"(مت٢٦: ٢٤).
- لماذا يأتي عليهم دم جميع الأنبياء، وليس فقط دم من قتلوهم؟:
أراد الرب تأكيد فظاعة جرمهم، واستحقاقهم لأقصى دينونة، لأن من قتل إله الأنبياء فقد قتل ضمنًا جميع الأنبياء، وذلك يشبه قول الرب: "فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ"(مت٢٣: ٢١- 2٢).
أخيرًا
إن الذين يتخيلون الله رحيمًا وينسون أنه عادل أيضًا يخطئون إلى كمال الله؛ لأن ما يتسم به الله من صفات أو من فضائل إلهية لا يمكن أن يتعارض مع بعضه البعض، وهذا هو الكمال الحقيقي بحسب مفهوم الكتاب المقدس بحسب قوله: "...لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ"(يع١: ٤).