أولاً: الصلاة لأجل الآخرين (حتى ولو كانوا ضالين) واجبة على كل مسيحي:
- الصلاة لأجل الآخرين واجبة بحكم اتحادنا بالرب يسوع:
نحن أولاد الله، وشعبه (كنيسته) ولدنا في المعمودية، واتحدنا بالرب يسوع المسيح من خلال سر الافخارستيا. هو الرأس، ونحن كنيسته، أو جسده (بحسب تعبير الكتاب)، وكل فرد منا عضو في هذا الجسد، وبالطبع المسيح الرأس متحد، ومتصل بكل عضو في هذا الجسد، لذلك فكل عضو يفرح لما يفرح له المسيح، ويعمل معه في تناغم ووحدانية، لأنه متحد به.
وإن كان الرب ما زال يبحث عن الضال والشريد من إخوتنا، فكيف لا نبحث معه؟! وكيف لا نتأثر لفقدان، أو هلاك نفس غالية عليه؟! إنها مشاعر الحب الصادقة التلقائية نحو إخوتنا البعيدين، والتي عبر عنها صموئيل النبي قائلًا: "وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ"(١صم١٢: 23).
لقد اعتبر النبي التهاون في الصلاة عن شعبه خطية، أما الرسول بولس العظيم فقد عبر عن مشاعره الملتهبة بسبب، الذين لم ينعموا بمعرفة المخلص قائلًا: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلِبَتِي إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِيَ لِلْخَلاَصِ"(رو١٠: 1). وأيضًا أعلن تأثره بالساقطين من الإخوة قائلًا: "مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟"(٢كو١١: 29).
- الصلاة من أجل الآخرين واجبة، لأنها تتفق مع مشيئة الرب:
إننا نصلي كل يوم طالبين مشيئة الله. أما هذه المشيئة فهي الخلاص لكل أحد كقول الكتاب: "الذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ"(١تي٢: 4). إن الله يفتح باب الرجاء أمام كل نفس حتى آخر لحظة في عمر الإنسان، وخير مثال لذلك قول الرب للص اليمين، الذي تاب في اللحظات الأخيرة من حياته: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ"(لو23: 43).. فمن هذا الذي له الحق أن ييأس من خلاص أخيه بسبب كثرة شروره؟! أومن ذا الذي يريد أن يغلق باب الملكوت في وجه إخوته؟!
ثانيًا: الصلاة لأجل الرافضين التوبة، وهل ينتفعون بها؟
- لا خلاص دون إرادة الإنسان:
إن اتفاق إرادة الإنسان مع إرادة الله ضرورة لازمة لخلاصه، وكما أن الرب دائمًا يؤكد إرادته لخلاص بني البشر، فهو أيضًا يطلب إرادتهم حتى يخلصهم، ومن أوضح الأمثلة على ذلك، ما حل بأورشليم من لعنة، وخراب بسبب رفضهم الحب المقدم لهم من الرب بحسب قوله: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!"(مت٢٣: 37). نحن نصلي، لا لكي يخلص الأشرار البعيدين دون إرادتهم، لأن ذلك مستحيل. ولكننا نصلي ليعلن لهم الله عن ذاته، ويفتح بصيرتهم، فيفهموا مشيئته الصالحة من نحوهم، ويدركوا ما يجب إدراكه قبل فوات الأوان، فيقبلوا إليه، ويخلصوا من الغضب الآتي عليهم.
علمنا الكتاب المقدس أن هناك خطايا مميتة، وقد أمرنا القديس يوحنا الحبيب الطلب لأجل الذين يخطئون خطايا ليست للموت قائلًا: "إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ"(١يو٥: 16).
إن الخطايا غير المميتة هي خطايا الجهل، أو الضعف، أو هي الخطايا، التي لا يقصد فيها الإنسان أن يهين الله، أو يغيظه. أما المميتة فهي خطايا العناد، والإصرار بكبرياء على عدم التوبة. وهذا عينه هو التجديف على الروح القدس، والذي لن يغفر بحسب قول الكتاب: "لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ"(مت١٢: 31).
- لا حق لنا في دينونة الآخرين:
ربما يسأل أحد قائلًا: كيف أميز خطايا الناس المميتة، وغير المميتة لكي أصلي، وأطلب لأجلهم بحسب أمر الكتاب؟
ليس لنا الحق أن ندين إخوتنا، فندعي أن هذا يستحق الصلاة لأجله، وذاك لا يستحق، ولكن هناك بعض الخطايا الواضحة كخطية الارتداد، أو خطايا الهرطقة، أوعمومًا الخطايا، التي تصدر فيها أحكام كنسية بالحرمان من شركة الكنيسة، (وهذا هو حق الكنيسة بحسب الإنجيل)، وبالطبع نحن لا نجرؤ على مخالفة أمر الكنيسة في مثل هذه الحالات بطلب البركة لهم، أو الدخول مع هولاء المعاندين في شركة روحية.
إن الرسول يوحنا الحبيب أكد ضرورة الصلاة لأجل الذين يخطئون خطايا ليست مميتة، ولكنه لم ينفِ عكس ذلك. إننا لا يمكننا أن نصلي طالبين البركات للمعاندين، والرافضين للخلاص من الإخوة رغمًا عنهم، والله بالطبع لن يقبل طلبة مثل ذلك، لكننا قد نطلب هدايتهم عمومًا، وذلك كقول معلمنا بولس الرسول أمام أغريباس الملك: "كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّهُ بِقَلِيل وَبِكَثِيرٍ، لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هذِهِ الْقُيُودَ"(أع٢٦: 29).
- الله هو القاضي، ونحن نخضع لأحكامه العادلة والصالحة:
إن الله هو الكلي الصلاح والحب، ونحن نخضع له، فحينما يفتح بابًا للرجاء لا يحب أن يحاول أحد أن يغلقه.. وحينما يغلق يحب أن يخضع له الكل كقول الكتاب: "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا:"هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ"(رؤ٣: 7). لذلك لا يمكننا أن نصلي لمن صدر حكم الله برفضهم (الشيطان)، ومن أوضح الأمثلة على ذلك طلب الله من إرميا النبي الكف عن الصلاة لشعبه، الذي قد قضى الله بسبيه لبابل قائلًا: "وَأَنْتَ فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً، وَلاَ تُلِحَّ عَلَيَّ لأَنِّي لاَ أَسْمَعُك"(إر٧: 16). ولذلك أيضًا لم نسمع مطلقًا أن أحد القديسين صلي لأجل الشيطان.
ثالثًا: فائدة الصلاة من أجل الرافضين للتوبة:
- الكف عن الصلاة للإخوة نوع من اليأس من خلاصهم:
الصلاة من أجل الآخرين واجبة، ولا يمكننا كمسيحيين الكف عن الصلاة لأجل البعيدين عن الله؛ لأننا إن فعلنا ذلك نكون قد سبقنا وأصدرنا الحكم عليهم بإدانتهم وبعدم النفع فيهم، ووجوب هلاكهم، وبالطبع هذا لم يرضِ الله. نحن لا يمكننا أن نفقد الرجاء في خلاص إخوتنا.
معروف أن الأمراض الفتاكة مستعصية الشفاء، لأنها تؤدي لموت المريض، ولكن المحبة التي تملأ قلوب أقارب المرضى بهذه الأمراض تجعلهم يستميتون في علاج ذويهم بالرغم من التكلفة الباهظة للعلاج. هم يتمسكون بالأمل في شفاء أحبائهم. إنها المحبة التي لا تفقد الأمل أو الرجاء بحسب قول الكتاب: "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ... وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"(١كو١٣: 4 - ٧).
- الصلاة لأجل البعيدين تؤكد محبتنا الأخوية واتضاعنا:
من يصلي لإخوته الضالين، والبعيدين عن الله يؤكد محبته وشوقه لخلاصهم.. لقد كان معلمنا بولس الرسول حزينًا لأجل إخوته اليهود الرافضين الإيمان بالمسيح، وبالطبع كان يصلي ويطلب لأجلهم.. وقد أكد ذلك قائلًا: "أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ، لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي حُزْنًا عَظِيمًا وَوَجَعًا فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ. فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَد"(رو٩: 1 - ٣).
لقد نصح الرسول من يشعر ببره مفتخرًا بإيمانه متعاليًا على إخوته الضالين قائلًا: "حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الأَغْصَانِ الطَّبِيعِيَّةِ فَلَعَلَّهُ لاَ يُشْفِقُ عَلَيْكَ أَيْضًا!"(رو١١: 20 - ٢١).
رابعًا: الصلاة والطلبة المقدمة لأجل إخوتنا الخطاة والبعيدين:
إن الله هو العارف لقلوب الجميع، وما يحتاجه كل إنسان ليخلص، وهو الذي يهيء طريق خلاص كل أحد، وهو الذي يفتقد الجميع بخلاصه. إننا نصلي لإخوتنا البعيدين ليعمل الله معهم (بحسب حكمته الغير المتناهية) من أجل خلاصهم بوسائل، وطرق كثيرة نذكر منها ما يلي:
- يرسل لهم الله خدامه المباركين، ليبشروهم:
يرسل الله خدامه المباركين، ليبشروا البعيدين والضالين، وليعلموهم، ويقتادوهم في طريق المعرفة الروحية اللازمة للخلاص، وهذا كأمر الرب القائل: "فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ"(مت٩: 38).
نصلي لكي يطيل الله عليهم أناته، فلا يأخذ أرواحهم وهم منغمسون في خطاياهم، بل يعطيهم الرب فرصة أخرى للتوبة كما طلب الكرام في مثل الكرم قائلًا: "فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلًا"(لو١٣: 7 - ٨).
أن يغفر لهم الله خطاياهم، ومثال ذلك طلب القديس إستفانوس من أجل راجميه قائلًا: "ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَارَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ". وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ"(أع٧: 60).
- نصلي لعل الله يتعامل معهم بحكمته، ويفتقدهم بخلاصه:
يفتقد الرب البشر بتدبيراته، وطرقه ليعرفهم الحق الإلهي، ويستخدم الله لذلك طرقًا كثيرة من خلال ظروف حياة الناس. فالبعض يفتقده الرب بتدبير لقائه بأحد الخدام، والبعض ينقذه الله من ضيقة عظيمة بمجرد طلبه، والبعض يكشف له الله عن مجده بمعجزة عظيمة تهز كيانه، والبعض يتعامل معه الله عندما يفتح ذهنه عن عظمته وخلقته في الطبيعة.
إن قصة يونان النبي تثبت، وتؤكد عمل الله من أجل خلاص البشر، فالرب عمل من خلال العاصفة... والبحر الهائج... والحوت الذي ابتلع يونان... واليقطينة التي طلعت بطريقة معجزية في زمن قصير، وذبلت سريعًا... ومن خلال حرارة الشمس، التي ذبّلت اليقطينة وضربت رأس يونان... ومن خلال يونان نفسه، الذي بشر أهل نينوى، وهكذا... لقد عمل الله من خلال كل هذا بتدبيرات إلهية خلاصية عجيبة. إننا نصلي، لكي يفتقد الله البعيدين بطرقه، وتدبيراته الخلاصية الرعوية العجيبة كوعد الرب القائل: "كَمَا يَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ فِي وَسْطِ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ"(حز٣٤: 12). وأيضًا نبوءة يوسف الصديق عن ثقته في عمل الله مع بني إسرائيل، وتدبيراته الخلاصية لهم قائلاً: "وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ:"أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ"(تك٥٠: 24).
يظهر الله مجده لبني البشر بطرق كثيرة، سواء بمعجزات، أو قوات، أو تدخلاته الصالحة لخير أولاده، ومن أوضح الأمثلة على ذلك حدوث زلزلة في سجن فيلبي، والتي كانت سببًا في إيمان السجان، وأهل بيته بحسب شهادة سفر الأعمال القائل: "فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ"(أع١٦: 26).وقد يتمجد الله أيضًا بكسره عجرفة الظالمين والمتكبرين، فيكون ذلك سببًا في توبة الكثيرين، كنبوءة صفنيا النبي عن افتقاد الله لشعبه بنزعه للمتكبرين قائلًا: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَخْزَيْنَ مِنْ كُلِّ أَعْمَالِكِ الَّتِي تَعَدَّيْتِ بِهَا عَلَيَّ. لأَنِّي حِينَئِذٍ أَنْزِعُ مِنْ وَسَطِكِ مُبْتَهِجِي كِبْرِيَائِكِ، وَلَنْ تَعُودِي بَعْدُ إِلَى التَّكَبُّرِ فِي جَبَلِ قُدْسِي. وَأُبْقِي فِي وَسَطِكِ شَعْبًا بَائِسًا وَمِسْكِينًا، فَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ"(صف٣: 11 -١٢). إنها حكمة الله المملوءة صلاحًا العاملة لخلاص بني البشر.