ولد هذا القديس في مدينة لسبونه، عاصمة مملكة البرتغال سنة 1195، من اسرة غنية، تقية. ولما كبر دخل رهبانية القديس أغوسطينوس وصار قدوة للفضيلة والعلم فيها لا بل علما من اعلامها. غير ان أهله عارضوه في دعوته فنقل إلى دير آخر.
وفي ديره الجديد، زاد تفرغاً لكلمة الله واقتباس العلوم. ثم نقل إلى رهبانية مار فرنسيس. وحضر مجمع رهبانيته الذي عقده القديس فرنسيس. وفي سنة 1222 رقي إلى درجة الكهنوت وخطب الخطبة المعتادة، طاعة لرئيسه، وكان لخطابه وقع شديد، فأمره القديس فرنسيس بالقاء الوعظ. فتهافت الناس لسماعه فارشد بكلامه كثيرون من الخطأة والكفرة الى التوبة.
وانتُدب إلى علم اللاهوت في مدن كثيرة من إيطاليا، وفرنسا، فطارت شهرته بعلم اللاهوت كما بالوعظ، وقد اجرى الله على يده آيات باهرة.
ثم سار إلى بادوا وعكف على القاء المواعظ. وإذ كانت الكنائس تضيق بالسامعين، كان يعظ في الساحات والحقول. ومع كثرة أعماله هذه الرسولية، لم يكن ينفك عن ممارسة أنواع الإماتات والأصوام والصلوات، فسقط كالجندي في ساحة الوغى، وأسلم روحه بيد الله في 13 حزيران سنة 1231 وهو في السادسة والثلاثين من عمره وكان شفيع للملايين. والناس يلتجئون إليه، خاصةً، في أخطار الغرق وضياع الاشياء.
وقد احصاه الكرسي الرسولي، بعد وفاته بسنة، في مصاف القديسين في عهد البابا غريغوريوس التاسع. صلاته معنا.