صلاة أم نار

في منتصف الستينات أنتدب قداسة البابا كيرلس السادس أبونا بيشوي لحضور مؤتمر الكنائس العالمي في لبنان ثم جنيف فإستأذن أبونا من قداسة البابا أن يسمح له بالمرور أولا علي مدينة القدس لشدة إشتياقه لهذة الزيارة المقدسة فوافق البابا علي طلبه وحدث بينما هو بالقدس أنه طلب من الراهب القبطي المسئول هناك أن يشترك معه في صلاة القداس الإلهي فرفض الأب الراهب لأن النظام هناك لايسمح لأي كاهن ضيف أن يصلي. 
وفي أثناء الصلاة وبعد تلاوة قانون الإيمان طلب أبونا الراهب من أبونا بيشوي أن يصلي صلاة الصلح........ فتهلل أبونا بيشوي جدا وبشوق كبير تقدم إلي المذبح وبدأ صلاة الصلح ووقف الراهب في جانب الهيكل وبينما هو ينظر تجاه المذبح . إذ بعمود نار خارج من فم أبونا بيشوي ومرتفع نحو السماء .. فذهل للغاية , وفي ذهوله أوقف أبونا بيشوي عن الصلاة وأغلق باب الهيكل بعد أن طلب من الشمامسة ترديد أي لحن . ثم طلب من أبونا بيشوي أن يعرفه من هو ؟! فعرفه أبونا بيشوي علي نفسه بمنتهي البساطة ثم استكمل القداس الإلهي.


عزيزي...... لاتدع هذة الواقعة تبهرك وعمود النار يشدك أكثر من المعني المخفي وراءها . لكن أنظر كيف تحولت الصلاة إلي عمود نار من فم إنسان لا يفكر في الأعمال الخارقة بل كل همه الوحيد أن ينفذ وصية الإنجيل بتدقيق وأمانة ويصلي له بإخلاص.


واعلم أن كل كلمة تنطق بها في صلاتك من قلبك بقوة وإيمان تصعد إلي فوق مثل عمود نار يخترق أبواب السماء و يحمل طلبتك إلي الله