\"icon_book_read_50\" \"Exp_ico_50\"
الاصحاح الثاني
الحياة فى نظر الأشرار
1 فانهم بزيغ افكارهم قالوا في انفسهم ان حياتنا قصيرة شقية و ليس لممات الانسان من دواء و لم يعلم قط ان احدا رجع من الجحيم.2 انا ولدنا اتفاقا و سنكون من بعد كانا لم نكن قط لان النسمة في انافنا دخان و النطق شرارة من حركة قلوبنا.3 فاذا انطفات عاد الجسم رمادا و انحل الروح كنسيم رقيق و زالت حياتنا كاثر غمامة و اضمحلت مثل ضباب يسوقه شعاع الشمس و يسقط بحرها.4 و بعد حين ينسى اسمنا و لا يذكر احد اعمالنا.5 انما حياتنا ظل يمضي و لا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد.6 فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة و نبتدر منافع الوجود ما دمنا في الشبيبة.7 و نترو من الخمر الفاخرة و نتضمخ بالادهان و لا تفتنا زهرة الاوان.8 و نتكلل بالورد قبل ذبوله و لا يكن مرج الا تمر لنا فيه لذة.9 و لا يكن فينا من لا يشترك في لذاتنا و لنترك في كل مكان اثار الفرح فان هذا حظنا و نصيبنا.10 لنجر على الفقير الصديق و لا نشفق على الارملة و لا نهب شيبة الشيخ الكثير الايام.11 و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا.12 و لنكمن للصديق فانه ثقيل علينا يقاوم اعمالنا و يقرعنا على مخالفتنا للناموس و يفضح ذنوب سيرتنا.13 يزعم ان عنده علم الله و يسمي نفسه ابن الرب.14 و قد صار لنا عذولا حتى على افكارنا. 15 بل منظره ثقيل علينا لان سيرته تخالف سيرة الناس و سبله تباين سبلهم.16 قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس و يغبط موت الصديقين و يتباهى بان الله ابوه.17 فلننظر هل اقواله حق و لنختبر كيف تكون عاقبته.18 فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره و ينقذه من ايدي مقاوميه.19 فلنمتحنه بالشتم و العذاب حتى نعلم حلمه و نختبر صبره.20 و لنقض عليه باقبح ميتة فانه سيفتقد كما يزعم.21 هذا ما ارتاوه فضلوا لان شرهم اعماهم.22 فلم يدركوا اسرار الله و لم يرجوا جزاء القداسة و لم يعتبروا ثواب النفوس الطاهرة.23 فان الله خلق الانسان خالدا و صنعه على صورة ذاته.24 لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم 25 فيذوقه الذين هم من حزبه