محبة إلى المنتهى
إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى ( يو 13: 1 )



في العُلية أفرغ المسيح كل ما في قلبه في صورة خدمة عملية هي غسل أرجل تلاميذه، تلاه بحديث المحبة الوداعي الأخير قبيل الصليب، حيث تعطر جو العُلية بأريج المحبة المسكوب، وكان من نصيب خاصته استنشاق هذا العبيق.

فالذي قد دفع الآب كل شيء في يديه ـ بهاتين اليدين غسل أرجل أحبائه، تلك الخدمة التي لا زال يقوم بها الرب إلى الآن من نحو خاصته. إن مشهد العُلية يعلن لنا عن:

1 ـ المحبة في خدمتهـا 2 ـ المحبة في تواضعها 3 ـ المحبة في أناتهــا
 
1 ـ إن المحبة بادرت بإنعاش الأحباء بغسل أرجلهم، وهل تفعل المحبة طواعية ما يفعله العبيد قهراً وإلزاماً؟ نعم، لأنها \"محبة إلى المنتهى\" ـ أي إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه المحبة. ألا ترى منتهاها في العُلية وفوق خشبة الصليب؟!

2 ـ هي المحبة المتضعة التي جعلت مَنْ يقوم بهذه الخدمة هو السيد والمعلم والذي يعلم يقيناً أنه بعد هذه الخدمة المتضعة بأيام سيرتقي عرش أبيه مُكللاً بالمجد والكرامة.

3 ـ هي المحبة المتأنية التي انفردت بكل تلميذ على حدة، وبرفق واعتناء شديد غسلت كل قدم على حدة، بل لا نبالغ إن قُلنا بل كل اصبع على حدة. فيا لها من محبة رقيقة متأنية.