1- الخطبة ليست قيداً وليست عقداً . ولا يشترط لفكها رضاء الطرف الأخر . هي مجرد وعد بالزواج . وفترة الخطوبة هي فترة اختبار , ليرى فيها كل طرف إن كان يستطيع أن يحيا في الزيجة طول العمر مع الطرف الأخر أم لا . هي إذن ليست قيداً عليه . إن أراد أن يفك , يمكنه ذلك . 2- وليس من حق وكيل المطرانية أن يرفض فك الخطوبة . ولا يتوقف الأمر على رضا الخطيب . كل ما في الأمر أن الخطيبة إذا طلبت فك الخطوبة , تفقد الشبكة والهدايا الثابتة غير المستهلكة . ويمكن لوكيل المطرانية أن يأخذ عليها تعهداً برد الشبكة والهدايا . أو تركهما في المطرانية كوديعة إلى أن يأخذها الخطيب عندما يرجع من الخارج . 3- كذلك فإن تأخير فك الخطوبة , تضيع فرصاً على الخطيبة في خطبة أخرى . والمعروف أن البنات ظروفهن غير الرجال في الزواج , سواء من جهة السن , أو من جهة الفرص المتاحة . فتأخير فك الخطوبة ليس من صالح الفتاة . وفيه ضرر يحيق بها , لا يجوز لرجل الدين أن يسمح به . 4- لذلك يمكن للفتاة أن تقدم شكوي إلي أسقف الأيبارشية أو إلي البطريركية . وذلك إذا أصر وكيل المطرانية على عدم فك الخطوبة . أوتقدم شكوي إلي المجلس الإكليـريكي لفك هذا النزاع . وإعطاء الفتاة الحق في أن تتزوج من تريد في حدود وصايا الرب . 5- إن الزواج لا يمكن أن يتم بالإرغام . وعدم الرضا سبب لبطلان الزواج . أي أنه يجب أن يثبت رضا الطرفين في عقد الزواج . وإذا حدث الزواج بالإرغام يمكن أن يحكم القضاء ببطلانه . فكم بالأولى الخطبة .. ولا يصح أن يعلق الفتاة , ونضيع عليها الفرص بدون وجه حق . ولا يجوز لخطيب أن يظلم خطيبته ويعلقها . وبالحرى لا يجوز لرجل الدين أن ينضم إلى مثل هذا الخطيب , ويطلب موافقته أو يشترط ذلك ... 6- أما إذا كانت بينهما مشاكل مالية , فهذه لا علاقة لها بالخطوبة ... المشاكل المالية موضوع مستقل تماماً عن موضوع الخطوبة . وتوجد طرق أخرى لحله . ومن حق الخطيب أن يرفع قضية للحصول على ماله , إذا لم تستطع الكنيسة بطرقها الروحية أن تعطيه حقوقه . وهروب الخطيبة من البيت , لا يدل على أنها السبب في هذه المشاكل . ربما تتعلق هذه المشاكل بأسرتها... 7- إن هروب الفتاة درس لكل أبوين . في عدم إرغام ابنتهما على الزواج . ليس من حقهما مطلقاً أن تطيعهما الأبنة في الزواج بمن لا تريده ولا تحبه . ولا يصح أن يرغمها أحد الأبوين إرغاماً مادياً أو أدبياً أو نفسياً أو يهدداها بمرض أحدهما , أو بضياع الأسرة أو بالعقوق . لأنه لا يجوز أن تكون الفتاة ضحية لضغط أو لتهديد الوالدين . فلو فرض وضغطت على نفسها وأطاعتها . ثم فشل الزواج وعاشت تعيسة فيه , على من تقع المسئولية في تعاستها ؟ وهل يستريح ضمير الوالدين لذلك ؟ أم أن الله يطالبهما بدم هذه الفتاة ؟ ولا يقل أحد أن المحبة ستأتي بعد الزواج كلا فهذه مغامرة غير مضمونة مطلقاً .. لا يصح أن يعلق مستقبل حياة بأكملها على مثل هذا الإفتراض, الذي غالباً لن يتحقق , وخصوصاً مع فتاة هربت من البيت لهذا السبب .. وإن ضرب البعض أمثلة بحالات أخرى , تم فيها الزواج بالإرغام , وإستمر.. نقول لهم : ربما كان ذلك خضوعاً للأمر الواقع , مع عذاب داخل القلب . وهذا عمل غير إنساني .